هل صار محللاً ان يحتلنا معمم ؟

 
 
 

شبكة المنصور

ضياء حسن
يطغى على أجواء ألحوارات التي تشهدها منطقتنا بين من يعدون أنفسهم بألمعنيين بألشأن الوطني العربية و القومي ,أحزابا أو حركات و شخصيات سياسية بمن فيها من يرفع شعار مقاومة الوجود ألأستعماري المعادي للأمة العربية والمحتل لأراضيها بشكل مكشوف و من يظهر منها أو من يتربص للقفز عليها لفرض أحتلال مضاف .


والغريب في لغة هؤلاء ومنهجم انهم يعمدون الى أسلوب المغالطة بما يظهرالمحتلين وكأنهم على درجات متفاوته من الخطورة على قضايانا السيادية المصيرية ,على الرغم من أن تجاربنا مع المحتلين عبر التأريخ واضحة بينة تفضح نفسها بنفسها .


فعأطماع ألمحتلين واحدة ونوياهم هي هي لا تتغير سمات سياساتهم بتغير وجوه سياسييهم أو زمن أمساكهم بالسلطة !!
فهذا ما تعلمناه من تجاربنا السابقة مع المحتلين أو أفصحت عنه نواياهم ألطامعة فينا وماتزال تفصح عنه حتى الساعة , مستغلين بشكل دقيق ضعفنا وتسلط حكام متواطئين على مصائرنا , لا هم لهم سوى أن يؤمنوا لأنفسهم الكرسي الوثيرعلى حساب ألكرامة !!


و طبيعي على حساب مصلحة ألوطن ومصير وأستقلال جماهيرهذا القطر و جماهير ألأمة عموما مما يتطلب أدراكا لماضي علاقتنا مع ما مر على العراق من قوى محتلة طامعة فينا وفي الأمة , وتعلمنا أن نحاذر من التفريق بين مخاطر محتل سابق ومستمر في أطماعه وبين المحتل الصهيوني المجرم على أساس ان أيران تعلن مناهضة أسرائيل والأمبريالية وتشدد على ذلك في تصريحات مسؤوليها النارية – حصرا- أو في تحريضها للأخرين , في حين لم تصدر عنها خطوة عملية واحدة تهدد الكيان الصهيوني أو تتوقف عن مغازلة الغرب منذ أن حطت طائرة الجمبو الفرنسية لتنقل كبيرهم خميني بعلم أوربي – أميركي الى طهران لينصب بديلا عن عميلهم التأريخي الشاهنشاهي في حكم أيران , مستهلا ذلك بتصفية القوى الوطنية التي تصدت لدكتاتورية الشاه وصولا لاقامة حكومة وطنية تعيد للشعب الأيراني حريتة وتعزز أستقلاله وتضع أسس حكم الشعب لنفسه بنفسه عبر أنتخابات حرة لا سطوة فيها لاحد غير أرادة أهله الأيرانيين ؟!!


ولا نريد التوقف عند السنوات التي تلت وصول خميني من حاضنة باريس الى مجلس الفقيه , ففيها صور مثيرة للاسى تسببت بمعاناة كبيرة للشعب ألأيراني في ظل حكم الملالي الذي يفرض سطوة ما سمي بولاية الفقيه علي مقاليد الأمور لشعب أيران المتفتح , و لتفرض عليه قيود ألتخلف والتراجع على وفق فتاوى معممين بدلا من نزق الشاه ؟!!


فالذي يطرح الأن ويشوبه القفز على الحقائق في كلام وأحاديث ألمتصدين لمناقشة موضوعة الأحتلال ألأميركي -البريطاني للعراق والأحتلال الصهيوني لفلسطين بأفتراض أن هناك فرقا بين هذا الجرم الأحتلالي وبين الأحتلال الأيراني القديم –المستمر- والجديد للكثير من الأراضي العربية في العراق والخليج العربي , والقادم منه اسوأ ويستهدف الجنوب العراقي والبحرين والساحل الشرقي للسعودية والهيمنة على شط العرب ما يهددنا بخطر داهم تعد له الميليشيات ألأيرانية المتغلغلة في مناطق كثيرة من العراق ومنها العاصمة بغداد والمسيرة لأبرز مراكز اتخاذ القرارفي دولة العراق الطائفية , وهي في موقع الأنتظار تتحين الفرص لفرض همينتها على البلاد بشكل كامل تحت تبرير طائفي نتن يدعي احقية طائفة معينة مدعومة من طهران في الأنفراد في حكم العراق , وهو أمر لم يستح رموز طائفيون معروفون من اصحاب نظام ملالي خميني من الأجهار به عبر منابر مساجد النجف ألأشرف !!


والسؤال ألمهم الذي يطرح نفسه على هؤلاء الذين يدعوننا الى السكوت على أحتلال تأريخي لاراضينا ومياهنا من قبل ايران وهي وريثة احتلال الأكاسرالشاهنشاهيين لعربستان وللمحمرة العراقية وللجزر الأماراتية الثلاث عند مضيق هرمز هو :


هل كانت تلك الأحتلالات مزحة , أم هي تعبير واقعي عن أحقاد وأطماع صفوية ورثها الملالي من البهلوي واضافوا اليها المزيد ليأكدوا أنهم خير خلف لأسوأ خلف معاد لأمة العرب ,وهذا ما تفسره مواقفهم ألمنسقة مع عصابة بوش وهم يسهمون في تقديم التسهيلات اللازمة لتمكين قوات الشيطان الأكبر من غزو العراق وتدمير أقتداره والمساهمة النشطة في قتل أهله وخصوصا طليعة مقاتلي جيشه وعلمائه وصفوة المثقفين والأدباء والفنانين و الصحفيين ,ولم ينج منهم سوى من بارح البلاد الى خارجها .


ولاننسى أن نذكر الداعين الى مثل هذا السكوت , ان تبرع النظام الأيراني بالأسهام في تدمير العراق وقتل شعبة وهو مستمر حتى ليس وحده الذي يمثل اصطفافا مع قوى الأمبريالية والصهيونية ,وانما يبرز ذلك بصورة أدق وأصرح في مخطط أكثر لؤما , تمثل في تحرك صفوي نشط سعى للتشكيك بعروبة العراق والترويج للدعوات الأنفصالية تحت شعارات الفدرالية كانت طهران حاضنة لها ولرموزها وفي مقدمتهم الرمز الطائفي الأول ناقص ألحكمة عبد العزيز أضافة الى من سمي رئيسا للعراق – الطالباني- ويتخذ من طهران ملاذا له عند الحاجة وهو الأخرس الذي لا ينطق بشيءعلى قصف الأيرانيين الأن للقرى الكردية العراقية ؟!!


ألشيء ألذي يجدر أن يدركه الداعون للسكوت على أحتلالات أيران السابقة والمغمضون على سلوكها الثابت القائم على مبدأ انتهاز الفرص المواتية للأمتداد وأيجاد بؤر لعناصرهم في عموم الوطن العربي انهم يسعون لشرذمة العراق على اساس مذهبي ليتخذوا منه قاعدة أنطلاق لتمرير مخططهم هذا , ولديهم من الجماعات المسلحة التي سربت الى الأجهزة الأمنية الرسمية ومن الوسائل والعملاء ما يفتح الطريق أمامهم لفرض الهيمنة على البلاد وهو هدف يحتل ألأولوية في توجهات ملالي طهران الان !!


ونعتقد أن السكوت على المخططات التوسعية للنظام الأيراني يشكل عاملا مضافا يسهل على الأيرانيين المضي بتلك المهمة الى النهايات المحددة لها سلفا بدلا من عرقلة مخططهم الأحتلالي اللئيم !!


وثمة حقيقة أخرى يجب أن نتوقف عندها , ونتساءل من قال أن الذين يلفتون النظر الى مخاطر السكوت علي نوايا أيران ومخاطر تحركها في العراق يكون مدعاة لأهمال التشدد في الدعوة لمواجهة المخطط الصهيوني الأمبريالي المعادي لفلسطين والأمة العربية؟!


ان اعلان معاداة النظام الأيراني لقوى الصهيونية يجب ان يدفعها لعدم التورط في أية مواقف معادية للعرب وأولها التوقف عن التدخل في شؤونهم الداخلية وفي مقدمتها وقف تورط الأجهزة ألأيرانية في الشأن العراقي تحت أية يافطة , كما تورطت أجهزتها بأرتكاب أعمال أجرامية في أنحاء عديدة وكثيرة من العراق طالت ابناء بررة من العراقيين الطيبين!!


وبذلك ستجد ان العراق بأسره وليس جزءا محدودا منه سيكون الى جانبها و لا ولن نبالغ في القول بأن العراقيين ليس لديهم أي أطماع مسبقة في أيران وتأريخ علاقات الايرانيين بهم قامت على المحبة والجيرة الحسنة والمصاهرة التي لم تتوقف عند محافظة بعينها دون أخرى , كما أدعى هذا الملالي بعد ظهور خميني الذي عمد للترويج لفرية مضحكة تقول ان شيعة العراق أتباع لأيران ,بينما الحقيقة تؤكد أن شيعة العراق عرب يشكلون أحد الجذور الأساس ألتي تتفرع عنها الأنساب القومية في الدنيا العربية


ان المنطق يفرض على الجميع حقيقة واحدة تدعوهم لعدم جواز غض النظر عن مخاطرتحيط بنا لمجرد ان من يهددنا يرفع شعار معاداة الأمبريالية والصهيونية – التي لن نهادنها ابدا - في حين تأتي أفعاله خادمة مخططات هؤلاء الاعداء ؟


وأليس تفتيت وحدة العراق وبث الفتنة الطائفية في صفوفة يعدان عملا معاديا لنا في تصور من وجدوا في الأصطفاف مع نظام ملالي ايران واجبا يبرر لهم أن يديروا الظهر للعراق وشعبه في ظل الهجمة الهمجية التي يتعرضان لها استثمارا لصمت الأشقاء الدائم الذي كان وراء مأسي الامة منذ زمن بعيد وسيظل كذلك كلما سكتنا وأمسكنا عن التصدي بشكل مبكرلمخططات اعدائنا ؟!!


فكفانا بكاءاً على الأطلال و الأوطان ونحن نسكت ونقف متفرجين عندما تواجه الأمة مخاطر وتحديات مصيرية , والأمثلة على هذا كثيرة ومعروفة لمن يدعوننا للصمت على أيران أليوم قبل غيرهم .


فعلام هذه الدعوة , وهل أصبحت للأحتلالات مذاقات مختلفة وصار مقبولاً أن يحتلنا- معمم – حتى وأن أدعى بأنه من أنصار ال البيت ؟!!

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٢ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / حزيران / ٢٠٠٩ م