لأنــها تخـاف الاطفـال ... تقتلهــم ...

 
 
 

شبكة المنصور

د. عبد الكاظم العبودي
كتب شاحار إيلان في صحيفة ها آرتس الصهيونية مقالته " أصاب الفلسطينيون وأخطأنا" يستعرض أقوال لجنة سوفير الاسرائيلية ونتائج دراساتها الديموغرافية للفلسطينيين. ويرى في توقيت نشر المعطيات الديموغرافية حول العرب واليهود في فلسطين المحتلة له كثير من الدلائل في فترة أسماها " ما قبل الانفصال" ربما يقصد به تحقيق مشروع الدولتين :و يشير صراحة الى مرارة الموقف الذي يطرحه اليمين الاسرائيلي والذي بدأ يكتشف أن الاستخدام للديمغرافيا هو سلاح ذو حدين؛ لكنه يعمل الآن ضدهم. ويذكر الكاتب بمقولة دي لا فرغولا : "غرسوا السهم وحددوا الهدف". سوفير نفسه من أبرز المؤيدين لجدار الفصل، وأعضاء طاقمه يقدمون وثائق يتبين منها انه يوافق على معطيات مختلفة تماما عن الواقع، معطيات تتناسب مع أهدافه السياسية. وتضيف ها آرتس : حسب اعضاء الطاقم: يعيش في المنطقة، ما بين النهر والبحر، 60 % يهود و40 % عرب؛ لذلك، تبدو نقطة التساوي الديموغرافي بين اليهود والعرب بعيدة، وقد لا تحدث أبدا. ولكن حسب دي لا فرغولا أيضا: اذا أخذنا في الاعتبار نسبة اليهود مقابل العرب فقط، فان نقطة التساوي (50%- 50%) تصل هذا العام . اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار إن في الجانب اليهودي يتواجد أيضا مهاجرون، غير يهود وعمالا أجانب، فالاغلبية اليهودية الآن تصل 54 %، ونقطة التساوي متوقعة في منتصف العقد المقبل.


الحرب أفرزت أرقامها على ضوء الحسابات السياسية والاستراتيجية فرغم كل بشاعتها التي رست على آخر إحصائية غير نهائية، على 1440 شهيدا و 5380 مصاباً. ;في ثنايا أخبار الوكالات نقرأ أن ما تبقى من الاحياء يعيش 88% منهم على المساعدات الخارجية ، يعيشون بين كتلة من الانقاض تُقدَّر بـ 600 ألف طن من الركام والبيوت المنهارة لتصل كتلة الخراب الكلي الى ما يقارب مليون طن من الانقاض وهدم 25 ألف منزل. هنا حجم الكارثة حيث يتواجد الأطفال- البالغ عددهم أكثر من 780,000 يشكّلون 55% من سكان القطاع. وهم الأكثرية من بين الضحايا الـ 1440شهيدا، والأكثرية بين عدد الجرحى الـ 5380. وهم الأضعف والاهم وألأكثر إستهدافا ممن سيدفع آثار الحرب.
أطفال غزة، الذين فقدوا 417 من رفاقهم في 22 يوما، اصطادتهم آلات الحرب الإسرائيلية من مناماتهم، واختطفتهم من بين أحضان ذويهم لترميهم جثثا ممزقة تحت ركام المنازل او في الطرق الشارع ، أين كانوا يهربون من خلالها من بيت الى بيت، ومن حارة الى حارة. رأيناهم كبارا يتكلمون على الفضائيات بتحدى أسلافهم من أطفال الانتفاضة. كثر الحجر ولكن الجبناء الصهاينة ظلوا داخل أطقم دباباتهم. عادوا من حيث أتوا، لكنهم سيفكرون طويلا بأطفال غزة وهم يشاهدونهم يلعبون « لعبة الحرب»، و يرسمون الدبابة والطائرات الحربية والصواريخ، ويلونون شخصياتهم بلون الدماء، هم يتسلون بقصص الموت والخوف، يشاركون الكبار مجالسهم، ويفترشون الأرصفة والساحات الترابية مسرحا للمذاكرة والحلم بأصوات عالية وجفون مفتوحة.بالأمس ذهبوا الى مدارسهم المهدمة قبل أن يتداعى الكبار لتثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر.


الاسرائيليون المجرمون واجهوا صورة أطفال الحجارة ودرسوها بدقة. أطفال الانتفاضة هم رجال المقاومة اليوم وقادتها . كانوا الاشرس والاقوى في المواجهة وعلى مدى 22 يوما ينتظرون تطور مراحل الحرب. وكانت أحياء غزة عصية على دخول واختراق دبابات المحتل. السلاح الجديد لمقذوفات الطيران والدبابات والمدفعية الصهيونية تقصد الايذاء الاكبر للأطفال ، فأسقط، إضافة الى الفوسفور الابيض، القصف بقنابل تنفجر حال تماسها الارض، وترتد الى ارتفاع 50 سم، لكي ترسل شظاياها لقطع أطراف الكبار، وبمستوى يخترق أجساد الصغار، ولا يترك للطفل فرصة النجاة. تلكم حسابات الحروب الديموغرافية،


ان الوكالات الاعلامية المختلفة، وبغض النظر عن دوافع نشر الخبر العاجل الاخير، تتحدث إن معدل الولادات في غزة يصل الى 170 حالة يوميا، ونشرت أيضا ، إن عدد الولادات خلال أيام الحرب وصل 3750 طفلا، فهل هو إنذار، أم صدى لحسابات الحرب البيولوجية والديموغرافية.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٣٠ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / تمــوز / ٢٠٠٩ م