المقاومة العراقية ويهوذا الاسخريوطي

 
 
 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد
لم يحظَ اسم في العالم بالكراهية كما حظي يهوذا الاسخريوطي , وهو الذي تجاوز بكثير بطل مسرحية شيكسبير – تاجر البندقية – شايلوك المرابي , وكلاهما ينتميان الى نفس المدرسة الاسخريوطية .


وخيانة يهوذا للمسيح عليه السلام ووشايته به للرومان من اجل ان يؤخذ ويصلب ويعذب , هي خيانة لاتوبة بعدها ابدا , لانها خيانة لأمة وخيانة لرسالة سماوية , وخيانة للبشرية جمعاء .

 

وخيانة المقاومة العراقية نصرها الله هو نوع وشكل من اشكال الخيانة الاسخريوطية , ولنا ان نسجل هنا انه لم تحظ مقاومة في العالم بهذا القدر الكبير من الخيانات والعمالات والبيع كما حظيت به المقاومة العراقية , وهذه الخيانة والتي كانت من الاخ والقريب والصديق والجار اضافة الى كتلة كبيرة من الدول التي حشدت كل ماتملك وتحت اسم الحلفاء , وهم نفس حلفاء الامس والذين تجمعوا لغزو بلداننا من اجل تقسيم مايسمى تركة الرجل المريض , والذي كان المقصود به بقايا الدولة العثمانية , والتي تأمر العالم الغربي كله من اجل تمزيقها, ووضعت خرائط بلداننا على مشرحة التقطيع , وفصلت بلداننا على مقاسات تناسب التفكير الاستعماري لدول الحلفاء , والتي وفي كل فترة تعيد تجميع نفسها من اجل مريض جديد , ومن اجل اعداد خرائط جديدة , وتقطيع جديد في المنطقة , وحظ دول الحلفاء من العملاء في منطقتنا وفي كل مرة هو حظ كبير , فقد ابتليت هذه الامة بمجموعة من الطبقات الشعوبية والتي اسست لنفسها بنية فكرية تقوم على الكذب وهمها الوحيد الافتراء على ديننا وقيمنا وتحويل الحق الى باطل , وتحويل الباطل الى حق واشاعته بين الناس , وتناولت هذه الفرق ديننا الاسلامي الحنيف ولم تترك فيه شيء من الثوابت الا وولغت فيه , ومع ان تلك الفرق معروفة الاصل والتوصيف , ولكنها ربحت من امتنا الكثير ممن ينتمي جلدا ولسانا لها وهم الاعداء قلبا وقالبا ,

 

ولقد كشفت حرب الحلفاء على امتنا في العراق هذا الزيف , وعرّت المقاومة البطلة والشرسة في العراق الصامد الصابر , وكشفت الاقنعة المتعددة لوجه الشياطين الذين تاجروا بقضايا امتنا وتعيشوا عليها , فمنهم من ارتدى لباس العروبة , ومنهم من ارتدى لباس شهداء فلسطين , ومنهم من ارتدى لباس المقاومة , ومنهم من تدرع بدرع الصمود , ومنهم من حبك البسة الادب المقاوم والشعر الملتزم , ولدى اول طلقة امريكية على العراق وشعبه , فقد صمتت اقلام الالتزام , وتحولت الى اقلام انهزام , وانكشف قناع الجميع , ويكفي ان نمر على المحطات التلفزيونية الفضائية ونرى الاحاديث التي تدور في تلك الفضائيات والمتعلقة بالسياسة , والتي تتحدث عن كل قضايا العالم من هندوراس الى هيملايا , ولااحد منهم يتناول سبل دعم المقاومة العراقية , والاسوأ من هذا , ان الجميع تطوع ان يكون حمارا يحمل اسفار الاعلام الامريكي وحلفاؤه ليلقيه على الجهلة من ابناء امتنا , وكل بشكل مختلف وبخط دقيق ومرسوم , وما ان جاءت ازمة الانتخابات الايرانية حتى جائتهم الفرصة لابراز مهاراتهم في الدفاع عن هذا الشيطان الايراني موظفين انفسهم اباليس في خدمة اداة الشر الامريكية والايرانية من اجل القضاء على المقاومة العراقية ايدها الله بنصره وشل ايد المتعاملين مع اعدائها ,

 

وكم تمنيت من اقلام معروفة ومشهودة  ان تستريح يوما واحدا على شكل اجازة من الدفاع عن هذا النظام والذي انتقم من شعبه انتقاما بشعا , حيث شاهد العالم صور الباسيج الايراني والشرطة الخامنئية وهي تمر على الشوارع فتحطم بايديها كل السيارات والدراجات النارية المرصوفة على الشوارع والتي فرغت من المارة بسبب قوانين منع التجول وكان تلك السيارات والاملاك هي ملك لنتنياهو , وهؤلاء الكتاب المتاسلمون او المتقومينون , او اليساريون لم يجدوا غضاضة ابدا في منحنا السباب والشتائم لنا  نحن الذين لم تتزلزل اقدامنا او مبادئنا مقدار انملة عن مبادئنا التي آمنا بها في الموت في سبيل وطن عربي كبير ومسلم متسامح , لانفرق ابدا بين غزة وبغداد او القاهرة والجزائر .


وهذا الكم الهائل من الهجوم على قادة المقاومة العراقية وممثليها لايخدم الا اعداء العراق ومحتليه والمتآمرين عليه وهم جماعة من الاسخريوطيين والذين امتدت رؤوسهم عاليا ليبرزوا كنكرات على ارض الساحة الاعلامية , ولهذا فاني اجد لي سانحة ان اطلب من كل من بقي من الشرفاء في هذه الامة ان تحترم خيار المقاومة في تمثيل ثورتها , وان نحترم هذا الجهاد العظيم , وانهم مهما قل جهادهم او كثر فانهم بالقطع اشرف الناس واطهرهم ويعلم الله وحده الصعوبات الكبيرة التي تعترضهم  باذلين الروح والدم من اجل حرية العراق وشعبه وفي كل دقيقة ولحظة , وان الغمز واللمز من اي فصيل جهادي مقاوم في ارض العراق العظيم او افراده هو انخراط واضح في الخط الاسخريوطي , وبدلا من النيل من ممثلي المقاومة او النيل من رجالها , فمن الاولى ان يساهم الجميع وبكل مايستطيع من اجل تحرير العراق من المحتل وحكومته العميلة القابعة على قلوب اهل العراق وهم اشر اهل الارض مهما تلونت اشكالهم وتعددت صفاتهم, وان المحتل سيخرج بعون الله من العراق وحساب امتنا التي سينصرها الله بجهاد ابنائها سيكون كبيرا مع تلك الحثالات الاسخريوطية والتي انكشفت رؤوسها كرؤوس الشياطين .


واوجه رسالتي الى بعض القنوات الاعلامية الفضائية ان يكفوا عن الانتقائية في العمل والتقليل من الدجل الاعلامي وان يكون لهم بعض المساهمة في دعم المقاومة العراقية والتي لم تنل منهم الا العمالة والجحود , كما بودي ان اقول لبعض الاعلاميين ان بغداد اهم بكثير من احمدي نجاد وكذبه فليرتاحوا يوم اجازة في بيوتهم ليتوبوا الى الله عما تقترفه السنتهم كابواق على باب جهنم من اجل ذبح العراق ثم التفلسف بعدها ان العراق شعب يقتل بعضه بعضا.

 

تحرير العراق وفلسطين واجب شرعي ديني ووطني وانساني فساهم في هذا الشرف الرفيع والذي لايدانيه شرف من اجل تحرير العراق وكل ارض سليبة

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٢ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / تمــوز / ٢٠٠٩ م