فوائد زيارة اوباما لمصر

 
 
 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد
وكما توقعت فان الجدل لم ينته ابد في العالم العربي والاسلامي حول زيارة اوباما , خاصة وانه القى قنابله في جامعة القاهرة وفر هاربا , وهذه القنبلة التي انتشرت شظاياها في كل دول العالم ,  الرئيس اوباما والذي اتوقع له ان يكون اكثر رؤساء امريكا بؤسا وتعاسة بسبب حجم التركة التي ورطه بها الرئيس السابق بوش , والذي اغرقه ليس بوضع اقتصادي وسياسي وعسكري صعب فحسب وانما بوضع عالمي سيء , ثم قيل له تعال ايها القديس اوباما , ياحلم العبيد وامل الملونين وعصير الديمقراطية الامريكية لتحل مشاكل العالم بايد فارغة , ومع ان اوباما والذي جاء الى القاهرة ليلقي خطابه الى العالم الاسلامي , وذلك بعد النقد الشديد الذي وجه له بسبب ايثاره تركيا على الدول العربية في خطابه الاول عن العالم الاسلامي علما بان الخطاب الاول وجهه ايضا الى العالم الاسلامي .

 

ولقد اجمع الشارع المصري على الفوائد الكبيرة جدا للرحلة الاوبامية الى مصر , ليس من اجل انه دافع عن الديمقراطية في مصر , فهذا ليس هدفا للادارة الامريكية وهي التي زرعت هذه الانظمة الديكتاتورية , وليس من اجل المساعدات الامريكية لمصر وذلك بسبب ان امريكا تفكر في خفض مساعداتها للدول النامية بسبب الازمة التي تمر بها  بل وهي تفكر ان تبحث عن موارد مالية من هذه الدول , وليس من اجل فك الحصار عن شعب غزة وذلك لان هدف السياسة الامريكية الاستمرار في معاقبة الشعب الفلسطيني فقط لانه شعب فلسطيني تتلذذ الادارات الامريكية بمعاناته , وليس من اجل اطلاق السجناء السياسيين في مصر وعلى راسهم مجدي حسين  بل وعلى العكس من ذلك فانه من انصار السجون السياسية وهذا واضح من تراجعه عن وعود قطعهاعلى نفسه  , ولكن هذه الفوائد العظيمة تمثلت في الخدمة الكبيرة التي قدمتها الزيارة نفسها الى جامعة القاهرة والتي لها مكانة كبيرة في نفوس ابناء العالم العربي , باعتبارها من مراكز نشر النور والعلم في وسط العالم الاسلامي, هذه الجامعة التي اصابها الاهمال الشديد بسبب الميزانيات التي تتناقص بدلا من ان تتزايد من اجل تطوير التعليم العالي والذي لم يعد هدفا ذو اهمية في دولة اهم اهدافها ومشاريعها واحلامها تتمثل في قضية التوريث التي تشغل الكبير والصغير والتي تسببت في تنازل النظام عن كل مبادئه التي ابقاها الرئيس السابق السادات رحمه الله هذا ان كان قد ترك شيئا منها , والفائدة العظيمة التي استفادت منها هذه الجامعة العريقة هي في الدهان والطلاء الجديد الذي ربحته من هذه الزيارة حيث شكى طلاب الجامعة كثيرا من اللون التاريخي المغبر للجامعة والذي حول جدرانها من الابيض الناصع الى الاسود الكالح بسبب الاهمال الشديد والتلوث الغريب الذي يسود القاهرة عامة والتي هي من كبريات العواصم في العالم , ومع ان الفائدة الوحيدة لهذا الزيارة كانت في الطلاء الجديد والذي كلف الحكومة مائة مليون دولار منها مليون للطلاء , و99 مليون للمسؤولين عن الطلاء,    الا ان وسائل الاعلام العربية انشغلت عن هذه الفائدة بالانغماس في شرح اهداف وفوائد لاعلاقة لها ابد بالفائدة الوحيده على ارض الواقع وهذا من مصائب الاعلام العربي والذي يبتعد دائما عن مجانبة الصواب , حيث يعتبر الطلاء هو الحقيقة الواحدة الملموسة التي تركها ورائه اوباما , اما الباقي فليس الا مجرد حكم نعرفها , ونصائح ندركها , وافكار يدرسها , ورحلة نعلسها .

 

جاء اوباما الى مصر من اجل القاء خطاب عظيم يقدمه للمسلمين , وقضايا المسلمين واضحة ومعروفة , فلم يقدم للقضية الفلسطينية جديدا زيادة على ماقدمه بوش اسوأ رئيس امريكي , ولم يقدم لافغانستان جديدا , بل واضاف لها التهاب الجرح في الباكستان والتي ازيل منها الجنرال العميل مشرف وحل مكانه الرئيس اللص الذي قتل زوجته للوصول الى الرئآسة الباكستانية, واحتلال العراق مازال يراوح مكانه ومازالت الحكومة الطائفية فيه والتي جاءت بانتخابات مزورة وتحت عيون الاحتلال مستمرة في عمالتها وكذبها ودجلها وطائفيتها , وما زال ابناء العراق الشرفاء مابين سجين ومشرد وميتم وطريد وملاحق وشهيد في الوقت الذي يعترف النظام الامريكي وعلى راسه اوباما ان احتلال العراق كان خاطئا , فلماذا لايعيدوه الى اصحابه ويصرون على اقحام عدو العراق التاريخي في مصيره , وليس هناك من حلول للازمة الاقتصادية العربية والاسلامية , او التعليمية , او التطويرية , او الحريات فيها , ولم يضف اي مفهوم اسلامي جديد لهذا العالم الاسلامي في العقيدة او التشريع الاسلامي باعتباره كان مسلما واصبح رئيسا امريكيا نصفه مسيحي والاخر توراتي كما يقر هو ويعترف ليترك علماء الاسلام في حيص بيص : اهو مسلم متخف, ام مرتد, ام انه مسيحي غير مرتد ولا علاقة له بالاسلام , ولم يفتنا شيخ الازهر بالموضوع وهو الذي جلس يستمع الى دروس في اغلاخلاق والدين من مرتد واضح الارتداد  وهو ظاهر الشيء الذي يعلنه اوباما ولا يخفيه , وشيخ الازهرالذي افتى بقضايا اتفه من هذه القضايا لن ننس ابدا افتاؤه بان الفنانة القتيلة سوزان تميم كانت شهيدة والشهيد مثواه الجنة رحمها الله وحشرها الى جانبه ان شاء الله يوم تبيض وجوه وتسود وجوه , وبهذا حكم  مولانا الشيخ على هشام طلعت انه مجرم وقاتل سلفا لانه قتل شهيدة وبالتالي فلن يكون غريبا ان يشنق هشام طلعت من اجل التخلص منه بسبب انتهاء صلاحيته من اجل بيع املاكه او التنازل عنها الى احد خاصة قادة الحكم في بلد العدالة  ولهذا فقد ثبّتت المحكمة العادلة واكراما لعيني الامام الاعظم  اتهامه بقتل شهيدة الفن والغناء والرذيلة وصاحبة العلاقات الشرعية مع اكثر من زوج في وقت واحد وشنقه , في الوقت الذي كادت فيه المحكمة العادلة ان تحكم بالبراءة على مالك العبارة المصرية والذي تسبب بشهادة الف من ابناء مصر الفقراء, وهذا ان دلّ على شيء فانما يدل على فطنة شيخ الازهر وعدالة القضاء المصري , واهتمام الدولة الكبير بالفن والفنانين وخاصة الفنانات الساقطات وبرعاية خاصة من راعي الفن والفنانات المتميزات الوزير المبدع مسؤول الاعلام .


و مااوضحه وشرحه اوباما نفسه في برلين وبعد انتهاء مروره  بالقاهرة , حيث سئل عن جدول زمني لهذه الاقوال , والمضحك انه اجاب وبشكل سافر انه ليس لديه جدول زمني ابدا لمشكلة طويلة عمرها ستون عاما , وهو تصريح مطاطي بلاستيكي ووعود في الهواء لشعب اعتاد ان يبني مشاريعه وقصوره في الهواء .  
 


قصيدة  
سنبلٌ ترجوهُ منا ايُّ قمحٍ قد زرعتْ

 

ايها الباراك مهلا , انت والله عَجَلْتْ
انت ترجو حُسنُ حالٍ , ماصَدَقْتَ.. ماصَدَقْتْ
هذه غزةُ تشهدْ , انكَ اليومَ كذبتْ
حالُها يُبكي صُخورا ,انتَ فيها ماعَدَلتْ
وعراقُ اليوم يُسبى , ليس حرا مازعمت
شطره اليومَ مُشردْ , ايُّ شيء قد فعلت؟؟؟
طائرات أل إف  تقصف , بها آبارا حفرت
انها صنع يديكم , اي فج قد سلكت؟؟؟
وفراعنة تصافح, اي خدّاع بديت؟؟؟
تزرع الدنيا قنابل , بسلام قد اتيت؟؟؟
سنبلٌ ترجوه منّا, اىُّ قمحٍ قد زرعت؟؟؟
*********
ايها الباراكُ اهلاًًًًَ, جئتَ والجيشُ معكْ
تحملْ الحلّ سلالاً, رجلٌ...ماأقولكْ
لو اردتَ الخيرَ فينا ,لهفَا القلبُ اليكْ
علةُ الاوجاع فينا , حاكم صنع يديك
كل مانرجوهُ منك , خذهمُ اليومَ لديكْ
سترى شعباً عظيماً , كلّهم يدعوا اليكْ
تركهمْ حكامُ فينا , شعبنا يدعوا عليك
كل مانرجوه منك,خذهم اليوم اليك
*********

 

تحرير العراق وفلسطين واجب شرعي فساهم في هذا الشرف الرفيع , وساهم في نشر الفكر المقاوم

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٢ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / حزيران / ٢٠٠٩ م