صدام حسين شهيد النظام العربي المتخاذل

 
 
 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد
بكل صفاقة تناول الاعلام العربي التافه والرخيص جدا مايسمى بمحاضر التحقيق مع شهيد النظام العربي, تناولها على انها محاضر حقيقية واعترافات دامغة , والمضحك والمؤلم انها نشرت تحت اسم محاضر تحقيق , ومحاضر التحقيق الامريكية نفسها هي الاخرى تحتاج الى تحقيق , خاصة وانها تتعارض مع القيم والمثل الاخلاقية في التعامل مع رئيس جمهورية له نفس الحقوق التي يتمتع بها الرئيس الامريكي نفسه من الناحية الديبلوماسية والانسانية والاخلاقية والحربية والخاصة بالتعامل مع الاسرى , ولم تشر تلك المحاضر ابدا الى الكيفية التي كان هذا التحقيق المزعوم يقام ويعد ويفبرك , وهل كان ذلك باشراف محام كما تلزم القوانين الامريكية , ام انه كان بعد انتهاء جلسات المحاكمة الصورية والتي كان الهدف منها اذلال رجالات العرب من خلال محاكمات انعدمت فيها كل مظاهر العدالة التي تمشدق بها النظام الديمقراطي الامريكي , ولم تتوفر في تلك المحاكمات من العدالة الا المطرقة الخشبية والتي استغل وجودها قضاة  أنذال  هم اقرب الى الصراصير  بتصرفاتهم ومحاولتهم فرض هيبة القضاء تحت حذاء احتلال امريكي, هذه المحاكم الصورية والانتقامية التي من المفروض على نظام الشر الامريكي ان يحاكم بها المجرم بوش وجنوده, والذين تجاوز قتلهم في العراق اكثر من مليون شهيد, وان تنقل هذه المحاكم خارج بغداد لتعود دارا للامن والسلام ولاصحابها .

 

محاضر التحقيق تلك والتي ظهرت فجأة وبدون سابق انذار لاغراض متنوعة تهم الهروب الامريكي من العراق بعد ان عجزت هذه القوات ومعها كل القوات المتحالفة من تركيع المقاومة العراقية والتي قادت مقاومة عقيدتها الجهاد في سبيل الله , ومعها فشل الاعلام العربي المتصهين والذي كان يعد البرامج المدفوعة الثمن , والاعلانات المعادية للمقاومة المدفوعة الثمن , والذين هم مجموعات اعلامية من عديمي الضمير المدفوعي الثمن, هذا الاعلام الذي قاد حملة منكرة ضد المقاومة العراقية , وقاد مشاريع متعددة من اجل صرف الامة وتضييعها من خلال برامج للطبخ والرقص والسياحة والصياعة لتعد اجيالا من الساقطين ثقافيا والفارغين اجتماعيا والتافهين فكريا والمفلسين خلقيا  , كي تنتفخ جيوب اصحاب الاعلام بالمال القادم من خلال السياسة المدفوعة الثمن وعلى حساب اسقاط امة كاملة  .


محاضر التحقيق التي نشرت والتي افرجت قوانين السرية الامريكية عنها , تختلف عن تلك الوثائق السرية والتي تمدد قوانين السرية التحفظ عليها والتي تجاوز بعضها عمر الانظمة العربية الحديثة , والتي ليس لها من الحداثة الا الاسم , وهذه الوثائق والتي ترفض دولة الشر الامريكية نشرها لاتتعلق ابدا بالتاريخ الحقيقي للرجل الذي اثبتت الايام انه كان رجل دولة قاد العراق الى مستوى التحديث بالرغم من كل حملات التشويه المنظم وعلى مستوى العالم والمستويات العلمية الرفيعة التي كان يحتلها مساعدوه واغلبهم من اصحاب الاختصاص والعلم والمعرفة  وهو دليل حي على محاولة الشهيد من اجل الوصول بالعراق الى مصاف الدول العظيمة والمتقدمة , والمقارنة بين رجال الشهيد الذين كانوا حوله وهذه الزبالة القادمة مع المحتل  والتي لملمها من ارصفة المواخير الاوروبية وظلمات العمامات الصفوية والتي ليس لها من هدف الا اللطم والتفل والسرقة والادعاء بالتحرر والتقدم والعلم والتفقه   , وأقول هذا دفاعا عن رجل كانت اخر كلماته شهادة بالله هزت قلوب العملاء , وكان اخر كتاب تمسك واعتصم به هو كتاب الله , واخر شعار رفعه هو تحيا فلسطين , وقال ذلك وهو يتقدم الى حبل  المشنقة غير آبه له او به والذي صنعته حضارة الغرب واعدت خيوطه خاصة له ليكمل مسيرة نضال شابه فيها تماما شهيد امتنا عمر المختار ورفاقه , واستكمالا لحروب الحلفاء الغربي على ارض العروبة والاسلام , وبمشاركة النظام العربي والذي تهدده امريكا دائما بكشف نظام السرية عن الوثائق التي تتعلق بالكيفية التي وصلوا بها الى سدة الحكم زورا وبهتانا وتحايلا , وخاصة ان غالبية هؤلاء الزعماء تبين انهم ليسوا من اصول عربية او حتى اسلامية , واوصلتهم دولة الشر الامريكية الى تولي سدة الحكم في البلدان العربية , وتحت شعارات متعددة منها القومية والعروبة والاسلام , وهم من هذه الشعارات بعيدون وعنها يحيدون وفي بحر العمالة والخيانة غاطسون , ولم تكن تلك الشعارات التي رفعوها وما زالوا الا احصنة طروادية امتطوها بمساعدة امريكية من اجل التاسيس لديكتاتوريات مدعومة امريكية , ولهذا فقد كانوا وما زالوا عبارة عن جنود وموظفين بمرتبة عملاء في وكالة المخابرات الامريكية , واستمرارهم في هذه الديكتاتوريات والدفاع المستميت عنهم من قبل دولة الشر وحماية نظمهم من دولة الكيان الصهيوني ابلغ مثال عن هذه العمالة والتي اجتمعت يدا واحدة من اجل ازاحة نظام شهيد النظام العربي صدام حسين والذي لم يلق حتى اليوم التكريم الذي من المفروض ان يلقاه شهيد عربي مسلم رفض بيع بلده وقدم نفسه واسرته وولديه واخوته شهداء من اجل الامة التي ثبت للجميع انه كان صادقا فيها دون مواربة او خداع , وواقع الحكومة العميلة في المضبعة الخضراء يثبت ذلك , ويثبت مدى التواطء الصفوي القذر والذي ارتدى مسوح التدين المختلق والذي لاعلاقة له بالاسلام الذي جاء به رسول النور واتباعه , والذين صنعوه بايديهم كذبا ونسبوه الى رسول النور وآل بيته , ومتى كان رسول النور عميلا امريكيا , ومتى كان آل بيته الاطهار خونة وجواسيس وعديمي شرف حاشاهم الله .


ان دولة الشر الامريكية والتي نسبت هذه المحاضر للشهيد صدام حسين ترفض نشر وثائق عربية عمرها اكثر من سبعين عاما وذلك لانها تتعلق بعمالة احزاب عربية , وشخصيات عربية , مازال اتباعها ممثلون على الساحة , وتعرف دولة الشر الامريكية مدى الخطر الشديد الذي تتسبب فيه في نشر تلك الوثائق خاصة وانها تتضمن عمالة شخصيات قومية عربية واسلامية عربية صنعتها امريكا ولها حتى اليوم مكانة كبيرة في نفوس المواطن العربي البسيط والذي تساهم دولة الشر الامريكية ومعها النظام العربي في تجهيله وتضيعه من اجل ان يبقى سائرا في طريق الضياع والتيه , ويكفي لاي قارئ متعقل ان يدرس تاريخ الانقلابات العربية وبمن جاءت وماهي النتائج ليعرف هذا القاريء مدى التورط الامريكي في صناعة تاريخ امتنا الحديث والذي لفته قتامة الديكتاتوريات والطغاة وباعة الاوطان وسارقيها , وكان على الصحافة العربية والذين يدّعوا البحث عن الحقيقة , كان عليهم السعي من اجل نشر تلك الوثائق القيمة والتي فيما لو نشرت لتغير شكل النظريات والقيم السياسية التي تحكم عقليات عالمنا العربي والاسلامي بدلا من ان يكونوا طبول الغرب وابواقه وعملاء المحتل  وممسحته .

 

تحرير العراق وفلسطين واجب شرعي ديني ووطني وانساني فساهم في هذا الشرف الرفيع والذي لايدانيه شرف من اجل تحرير العراق وكل ارض سليبة

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٤ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / تمــوز / ٢٠٠٩ م