حول وحدة فصائل المقاومة مرة أخرى

 
 
 

شبكة المنصور

هــــداج جــبـــر

المتابع للشأن العراقي ،يرى أن المتغيرات، على  الساحة العراقية، تتدافع بسرعة ملفتة للنظر، وان أخبار المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية، تتصدر واجهة الأحداث، وتحتل الصدارة ،في التغطيات الإعلامية، ونشرات الأخبار ،وتحظى بأوسع مساحة من التحليل ،وتستحوذ على اهتمامات الباحثين والمفكرين، والمهتمين بالشأن السياسي ،وغيرهم ممن يشكلون الرأي العام، ويصنعون قرارات التأثير.بمعنى أنها قد تخطت بنجاح، مرحلة الحجب والتحجيم.
والملاحظ بشكل ملفت للنظر حقا، أن الفعل الجهادي المقاوم ، قد اخترق الحصار الاعلامي، وتجاوز حالة التعتيم التي فرضها المحتل، ووسائل الإعلام السائرة في ركابه, بحيث أصبح الجمهور، على علم، بكل تفاصيل هذا الفعل، ولم تعد تفلح ،محاولات الحجب، والطمس والتزييف، في عزل الفعل الجهادي ،عن وسطه الجماهيري، والرأي العام.


ولاشك أن هذا المستوى المتقدم، من الحضور في الوسط، رغم كل تقييدات التعتيم المفروض، هو مكسب تاريخي، وانجاز جهادي عظيم، يدق إسفين الوفاة في نعش المحتل، ويدفعه إلى هاوية الهزيمة، التي أصبحت، واقع حال، تجسد في تموضع المحتل خارج المدن، في هزيمة واضحة، من الميدان الساخن، بل والمستعر، الذي فرضته عليه ضربات المقاومة الموجعة.


ولكن الملفت للنظر، والمقلق بحق أيضا ،هو ظهور بعض الكتابات غير المسئولة، في الكثير من وسائل الإعلام، بنبرة تصعيديه، وبنفس تشظوي ،وتفريقي. وذلك كلما اقتربت المقاومة من حافات النصر.ولا شك أن المقاومة، وهي الآن تعد نفسها لمرحلة ما بعد التحرير، و تواصل زحفها المقدس، لدحر المحتل الأمريكي، وطرده، وتحرير العراق، من رجسه، واحتلاله البغيض.. فأن المطلوب الآن، أن يتخلى الجميع ،عن أي تصرف من شانه، إثارة أي خلاف،أو حساسيات، بين الفصائل المقاومة، مهما كانت إرهاصات زحمة الميدان ثقيلة، ومضنية .ذلك أن عين الجماهير شاخصة بتطلع، إلى وحدة صف المقاومة، كأساس للنصر، وتعتبر وحدة المقاومة، في هذه المرحلة الحساسة، التي تمر بها عملية التحرير، مسؤولية وطنية، لا ينبغي أبدا التفريط بها، أو المساس بها، تحت أي ذريعة.


لذلك فان الطموح الشعبي، يتطلع بلهفة، إلى أن تلتحم فصائل المقاومة، في وحدة جدلية، غير قابلة للانفصام بتاتا، باعتبار أن ذلك الهدف المنشود،بجانب كونه مصلحة وطنية كبرى،ومطلبا جماهيريا ملحا،لكونه يتعلق بالمصير والسيادة، فأنه في ذات الوقت ،يطرح نفسه،  كمسؤولية وطنية، وقومية، ودينية وأخلاقية وتاريخية معا.


ومن هذا المنطلق، فان وحدة الفعل المقاوم، نهجا وسلوكا، أصبحت ضرورة تاريخ، يجب أن يعض عليها الجميع بالنواجذ، وإلا فان التفريط بها،وإفلاتها من يد المقاومة، سيفوت على الجميع، فرصة التاريخ،في تحقيق النصر على المحتل،الذي إن اختطفته من التحقق، أي اختلافات هامشية، بين فصائل المقاومة،فأن التاريخ عندئذ، سوف لن يغفر للجميع ،مثل هذا الخطأ الاستراتيجي بتاتا.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٤ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / تمــوز / ٢٠٠٩ م