حول المطالبة ببناء وحدة التيار القومي العربي

 
 
 

شبكة المنصور

هـــداج جــبـــر

المطالبة التي أثارها الكاتب المفكر، الأستاذ صلاح المختار، لبناء وحدة التيار القومي العربي، في معرض تقييمه للتجربة الناصرية، تكتسب أهمية خاصة، لأسباب كثيرة، منها أن الكاتب، هو مفكر معني بالعمل القومي، وهو مناضل ،عاصر العمل في التيار القومي منذ ولادته، وعاش كل تداعياته، وتحسس الآم مخاضا ته. وبالتالي فهو العارف بشعاب اختناقاته، ومن ثم، فان الملاحظات التي يثيرها بخصوص تطويره، تعتبر تشخيصا عمليا دقيقا، لحقيقة الأمر المطروح للملاحظة.


كما أن أهميتها، تأتي من أنها، جاءت صرخة امة منهكة، في ظرف دقيق، تواجه فيه تحديات كبرى، في تاريخها المعاصر، في مقدمتها الاحتلال الأمريكي للعراق، والتآمر على وحدة اليمن، وإنهاك السودان بالتمرد، تمهيدا لتقسيمه. ناهيك عما تحمله أجندات التحالف الاستعماري الصهيوني، من مؤامرات على حال الأمة، في القادم من الأيام.


ولعل الأهم في المطالبة.. هو أنها جاءت دعوة  شجاعة وجريئة، في طرحها العامل الذاتي، في التيار القومي، و والتنبيه إلى خطورته، وأهميته في نهضة الأمة، وصمودها بوجه التحديات، خاصة وان الاهتمامات، كانت في الماضي، منصبة على ترجيح التحديات الخارجية والداخلية فحسب، وإغفال العامل الذاتي من الحساب، إلى حد كبير.


لذلك فان المطلوب الآن، أن تتداعى كافة أطراف التيار القومي، بغض النظر عن الاختلافات الهامشية في وجهات النظر، إلى التفاعل الصادق مع هذه المطالبة، وان يشرعوا باغنائها وإنضاجها بشكل عاجل، لأنها موضوع هام، غير قابل للتسويف والتأجيل بتاتا، بعد كل الذي حصل للتجربة الناصرية ،وشقيقتها تجربة البعث في العراق. إذ معنى ذلك أن التيار عبثي، ما لم يستفيد من تراكم تداعيات سلبيات تجاربه السابقة، وهذا مالا يليق بعقلانيته ورشده.


إن أي تواني من أي طرف من أطراف التيار القومي، أو التكاسل في المبادرة للاستجابة العاجلة لهذه المطالبة، سيعني أن هذا الطرف، غير مكترث بمصير الأمة، وبالتالي فأنه يقدم بمثل هذا المسلك، خدمة مجانية للغير، في تمرير أجنداته على حساب مصالح الأمة وفقا لمشيئته وكما يحلو له.


إن العمل على إعادة بناء وحدة التيار القومي، في هذا الظرف التاريخي،ليس مجرد حاجة تنظيمية،وإنما هو مصلحة قومية، يتطلب أن يعظ الجميع عليها بالنواجذ، لكي يتمكن الكل من التقاط فرصة التاريخ، لتحقيق وحدة التيار، لأنه سيكون الجدار الحصين،لحماية الأمة من الأستهداف الأجنبي، والسور الواقي، الذي يمكنها من الوقوف بوجه التحديات.


ولاشك أن أية صياغة مخلصة لتوحيد التيار،ستضع حدا لحالة التشرذم والتشظي ،التي طبعت مسيرة حركة التيار القومي في المرحلة الماضية، بالفرقة والتمزق، وستمهد الطريق، لزج إمكانات الأمة، بكل احتياطياتها، في معركة المصير، وتضع الأمة مجددا ،على طريق التطلع والنهوض الحقيقي،في مغادرة تامة لحال الضعف والنكوص.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٧ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / تمــوز / ٢٠٠٩ م