إلى اللجنة القيادية للحزب الشيوعي العراقي

 
 
 

شبكة المنصور

حديد العربي

أصالة الانتماء، والتواصل الممتد مع الجذور التاريخية الحضارية، ونقاء السريرة، وسلامة المنطق، ورصانة التفكير، ودماثة العقل، وعمق الوعي والانسجام الرائع بينه وبين أهواء النفس، والشجاعة المتفردة في المواجهة، كل هذه كانت في حقيقتها محفزات اليد التي اختطت حروف بيان الحزب الشيوعي العراقي حول استراتيجيته العامة بتاريخ 26تموز 2009م، وقبلها كانت الدافع الكبير لإنضاج عباراته في وعي وسلوك اللجنة القيادية التي أطلقته.


وهذه والله ليست ردود أفعال إزاء ما قرأنا متوافقا مع ما كنا نتمنى أن يكون عليه أخوة لنا هم بعضٌ من سواقي نهرينا، وما كل ماء النهرين تسقى به أرض العراق لتنبت خضِرا، فجله يذهب إلى الخليج حيث يساق الملح فحسب، لكنها قبل ذلك تعبير صادق عن قناعتنا الأكيدة بالجوهر الثمين لهؤلاء الاخوة الذين حاولت زمر الظلام والضلال عشاق الدنيا وملذاتها البخسة – اللجان المركزية لعزيز محمد ومن تبعه - ممن تسلطوا على قرار وإرادة هذا الرافد، فحولوا صورة نضاله وكفاحه الزاهية بألوانها خلال فترة الحكم الملكي البريطاني إلى صورة مشوهة ممقوته بعد ذلك، وصاروا سدّا أمامهم يمنعوهم أن يكونوا جزءا من حالة النهوض والبناء الحضاري منذ عام 1968م، ودفعوا ببعضهم بدلا من ذلك إلى حيث أوكار الشرّ والتآمر على بلدهم في شمال العراق أو خارجه.


لكن الجوهر الأصيل دفع بالكثير من هؤلاء الأخوة للبقاء في بلدهم والمساهمة في شرف البناء والذود عن المكاسب التي تحققت للشعب والأمة، فكانوا أيما عون وسند لنا، تدفعهم إلى ذلك تلك السمات والخصائص التي ذكرنا ولا شيء غيرها، وكذا فعل الذين خرجوا ثم وجدوا في غربتهم دافعاً جديدا ومضافاً إلى دوافعهم الأصيلة، يعزز في نفوسهم الحب الكبير ويرسخ ارتباطهم الواعي والعميق بتربة أرضهم، فكانوا سنداً وعونا لبلدهم في مسار محنته الطويلة، وما أغرتهم دولارات الخسة والعمالة والجاسوسية مع شديد حاجتهم إليها.


وذلك مرده في النهاية ليس البيت أو المدرسة أو البيئة أو الفكر السياسي أو الموقع الاجتماعي أو حتى متطلبات الحياة، بل هو قدر الله تعالى ومشيئته فكلٌّ ميسر لما أراد وقدّر سبحانه وتعالى.


فهنيئاً لكم أخوتي أن قدر لكم الله شرف الدنيا وعزّها بوقفتكم هذه التي عبرتهم من خلالها عن معدنكم العراقي الأصيل وانتمائكم العميق لأمتكم وتاريخها المجيد، فانتصرتم للحق والعدل والإنصاف ولانفسكم، والله تعالى أسأل أن يسدد خطاكم ويجعل لكم في آخرتكم خيرا.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٥ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / تمــوز / ٢٠٠٩ م