المُقاتلُ المؤتمنُ الأمين .. عزّة إبراهيم .. من السيوف .. يصنعُ النياشين

 
 
 

شبكة المنصور

شعر : هاشم صالح سلامة

يا "عزّة السيْفِ" يا شيخَ الميادينِ
سيفٌ•• وتقْوى•• وإقدامٌ وتضحيةٌ
للّه تهْفو قلوبٌ جِد ضارعةٍ
يا سيْفَ "عزةَ إبراهيم" ما ثُلمَتْ
مِنْ كف صدّام في حديْهِ مأْثرةٌ
يا خِدْنَ صدام•• يا منْ في خنادِقِهِ
قدْ كانَ يَعْلَمُ أن القوْسَ ما صَلَحتْ
فكُنتَ للقوْسِ باريها•• ومؤْتمناً
كأن حطينَ يمضي تحت رايتِها
---
مرغْتَ أَنْفَ بني ساسانَ في دَمِهمْ
فسيْفُكَ الحُر لمْ يبْرَحْ يداً ضَرَبَتْ
يا فرْقَدَ البعث•• يا منْ تحْتَ رايتهِ
ولمْ تُغادِرْ حُساماً أنْتَ صاحبُهُ
سيْفٍ لهُ في صُدور السّاحِ قعْقَعَةٌ
شتّانَ بيْنَ سُيوفٍ كُن أوْسمةً
وبيْنَ أَوْسمةٍ صيغَتْ بلا ثمَنٍ
---
شتّانَ بيْنَ تُرابٍ ثائرٍ دَمُهُ
وبيْنَ رمْلٍ عليْهِ كُل عاصمةٍ
تحمي حِماها أساطيلٌ تطوفُ بها
تلك الاساطيلُ بين النفط عائمةٌ
لم تعْرفِ السيْفَ•• إلاّ زينةٍ يدُهُمْ
---
أمّا ببغدادَ شكلُ السّيفِ مُخْتَلِفٌ
فكُلما لاحَ في كف مُقاومةٍ
لاذوا إلى "همَراتٍ" ليس يَرْحَمُها
وكلّما لاحَ للخَضْراء بارِقُهُ
تلكَ الشخوصُ الدمى حانت نهايتُها
قدِ ابْتَدا عدها العكسي وارتعدتْ
---
يا نارَ عزّةَ إبراهيم لا تَذَري
يا جاعِلَ السيْفَ في كف الرفاقِ كما
تباركَتْ يدُك "الرّمضاءُ" ما طَلَعَتْ
يا منْ عشِقْتُمْ من النفحاتِ أطيَبَها
تبارَكَتْ يدُكُمْ للسّيْفِ عاشقةٌ
هذا هوَ المجْدُ•• في بغداد يَصْنَعُهُ
---
يا عزةَ الصّوْلِ إقطعْ رِجْسَ دابرهُمْ
أجْهِزْ عليهم ولا تُبقِ لهُمْ أثَراً
هذا العراقُ لكُمْ•• أنْتُمْ كنانَتُهُ
صدّام سلمَكَ الرّاياتِ فامْضِ بِها
---
يا عيْنَ صدّام•• نامي جد راغدةٍ
سيوفُهُمْ في حمى بغداد صارمةٌ
فالسيْفُ "أصدَقُ إنْباءً" قواطِعُهُ
    ملَكْتَ مجْدَكَ منْ دُنيا ومنْ دينِ
جمعْتَها قُدُماً في كف موْزونِ
بأنْ يصونَكَ في عز وتمكينِ
شفارُك الحُمْرُ منْ قتْلٍ وتطعينِ
لمسٌ تقدّسَ في حدي مسنونِ
قاتَلْتَ صلْباً على رأس الميامينِ
إلاّ لمؤتمنٍ•• صَلْبٍ•• ومأْمونِ
على اللواءِ الملبّي صوْتَ حطّينِ
أحْفادُها نُجُباً شُم العرانينَ
---
وأنْفَ كُل زحوفِ الرومِ في الطينِ
ضَرْبَ المغاوير في نحْرِ المطاعينِ
رفعْتَ أعلى الصواري والأساطينِ
يا خيْرَ مَنْ بامْتِشاقِ السّيْفِ مفْتونِ
ولمْ يُعَلق على صدْرِ الدواوينِ
على صدْرِ النشامى في الميادينِ••
منَ الفَراغِ•• ومِنْ رَيْعِ الدكاكينِ
---
فيهِ السعوفُ نصالٌ كالسكاكينِ
قامتْ على شاطئٍ بالذُل مسكونِ
ويهْدِرونَ عليها•• بالبلايينِ
لها يُسَبّحُ أشباهُ السلاطينِ
للرّقْصِ•• والعرْضِ أوْ نحْرِ البعارينِ
---
فكم تنجّعَ منْ قانٍ لمطعونِ
على الغُزاةِ وقطْعانِ الشياطينِ
لُغْمٌ تصيدها بيْن البساتينِ
أَموا الجحورَ•• كأسرابِ الجراذينِ
فلن تكونَ عزيزاتِ الجثامينِ
فرائصٌ•• وتهاوى كُل موْهونِ
---
جَفْناً يقر لأفّاكٍ ومأْمونِ
على الصّدورِ•• رفيقاً للنياشينِ
شمسٌ•• وعسْعَسَ ليلٌ في الميادينِ
نفْحُ البنادقِ•• لا نفحُ الرّياحينِ
ما أبْهَجَ السّيْفَ في كف المُحبّينِ
طعْنُ السيوفِ وصُنّاعُ البراكينِ
---
واجعلْ رحى الموْتِ فيهم كالطواحينِ
يوْمَ الحساب وإحقاقِ الموازينِ
قدّمْتموا دونَهُ أغلى القرابينِ
وارفعْ لواها على هامِ الميامينِ
---
ها همْ رفاقُكَ•• ما ضَنوا بمسنونِ
ويسمعونَ•• بها نجوى فلسطينِ
عُنْوانُه النّصرِ•• في صدْرِ العناوينِ

 
 
جريدة المجد الأردنية تاريخ 22-6-2009 العدد رقم 577
الرابط :

http://www.almajd.net/article/details/details.asp?id=3198

كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٣٠ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / حزيران / ٢٠٠٩ م