احمد ميشيل عفلق مفكرأوعالمأ وانسانأ

 
 
 

شبكة المنصور

جابر خضر الغزي

بمناسبة الذكرى العشرين لوفاة مؤسس البعث الأستاذ احمد ميشيل عفلق (رحمه الله) نقدم له أسمى آيات التعظيم بما ترك للأمة من ( ارث فكري وأنساني لأنه كان نهرأ للعطاء الوطني والقومي والإنساني .

 

توفي رحمه الله يوم الجمعة 24/6/1989أثناء علاجه بباريس .

 

الأستاذ احمد ابتداء موقف ثابت من الإسلام. الاسلام الحضاري الرسالي , اعتنق الإسلام  وهو لم يسلم عن طريق شيخ أو غير ذلك (عفلق سجل إسلامه على قصاصة  ودسها داخل مصحف وصدام حسين أبلغ أبنائه بعد وفاته ) فكتبت في الورقة ( إذا مت فأنني أموت على دين الإسلام )وقد أعلنت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في بيان نعيها للرجل انه (قد اعتنق الإسلام دينا ولم يرغب هو ورفاقه في القيادة في االاعلان عن ذلك حرصأ منه ومنهم على إلا يعطي لهذا  الخيار أي تأويل سياسي )ولقد شهد العالم كيف تمت مراسيم الدفن الرجل وفق الشعائر والتقاليد الإسلامية فيقول د. محمد عمارة في كتابه التيار القومي الإسلامي (فأن عددأ من  اقرب الناس إلى فكرة وشخصه عندما يكتبون عنه , تراهم يتجاهلون هذا الحدث , وماله من دلالات .. نرى ذلك فيما كتبه الأساتذة والمثقفون والمفكرون.. والقادة البعثيون ) .. لقد كتبوا جميعأ , فتحدثوا عن أهم نواحي فكر احمد ميشيل عفلق وحياته , دون أي إشارة إلى اعتناقه للإسلام , فضلآ عن دلالات هذا الإسلام وانعكاساته في مشروعه الفكري ) وليس غريبا على هذا الرجل إن تتخرج على يده الآلاف من المناضلين العرب والاكاديمين والشعراء والأدباء والمفكرين الذين اغنوا المكتبات العربية لأكثر من خمسين عاما , لقد سئل الإمام الشافعي (رض) عن كتبه فأشار إلى تلامذته قائلا ( هؤلاء كتبي ) .

 

مؤسس البعث (رحمه الله) لم يبتدع فكر البعث ولم يخترعه وإنما اكتشفه عن طريق التحليل العلمي الجدلي التاريخي لواقع الأمة العربية بعد قراءته لتاريخ الأديان والثورات كما قرأ الإسلام قراءة جديدة (.. قراءة جديدة للإسلام , كشفت لنا حقائق أساسية في روح شعبنا ونفسيته , وأضاءت لنا طريق .. وثمة واقع ذاتي, جاء في الوقت المناسب نفسه تعبيرا عن واقع موضوعي, الواقع الذاتي: هو إنني شخصيا في بداية تكوين الحزب اكتشفت الإسلام أقول: اكتشفت, ولاعني إنني لم أكن اعرف الإسلام.. فقد كانت هناك ألفة منذ الصغر.. اكتشفت الإسلام كثورية .. كتجربة هائلة , وقرأته قراءة جديدة من هذا المنظار .. في انه : عقيدة ونضال في سبيلها , وقضية هي قضية امة , وقضية إنسانية بل انه قضية امة بتصور أنساني أوسع ونضال على أروع مايكون بأعلى مراحله ) فبذور فكر البعث التي كانت ارض سوريا العربية وموطنها الأول.. كانت بداية لقاءين حاسمين هما أولهما.

 

الفكر العلمي العقلاني الجدلي التاريخي ثانيهما. لقاءه مع الإسلام العربي ورسوله الكريم, لقاء الحب الإعجاب والانتماء الحميم عندما قال ( كان محمد كل العرب فليكن كل العرب اليوم محمدا ) وقد أثبتت الإحداث والوقائع العلمية والعملية على صحة المنطلقات الفكرية لهذا الرجل والفيلسوف والإنسان والمفكر رحمه الله ) الذي أكد على علاقة العضوية بين العروبة والإسلام , وكل من يقف  ضد العروبة والإسلام لابد إن يقف مع الصهيونية سواء في النوايا أو بالنتائج وهذا ماحدث جليا على الساحتين العراقية والفلسطينية .

 

فالأطروحات الفكرية الأمريكية التي تروجها ألان كمشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد والعولمة وصراع الحضارات والأديان  ماهي إلا طروحات الهدف منها أمركة العالم هدفها سلب الهوية الوطنية والقومية والأديان    والثقافات  والأوطان  وجعل العالم ألعوبة بيد الصهيونية ..

 

واليوم يطرح عملاء أمريكا والصهيونية والشعوبية في العراق قانون( اجتثاث البعث ) أي اجتثاث القومية العربية الصادقة والوطنية الشريفة ويترأس هذه اللجنة المجرم الساذج والسارق  احمد الجلبي ومع الأسف الشديد إن  الإدارة الأمريكية التي تدير رعاية الديمقراطية وحقوق الإنسان تقوم قواتها المحتلة وبمباركة الصفريين (بتجريف قبر القائد المؤسس رحمه الله) أليس هذا حقد دفين على كل ماهو عربي أصيل ومؤمن بالله والواحد الأحد وبأمته وتحررها وتقدمها .

 

لقد علمنا الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) درسا بليغا عندما قال الاستتئصاليون من حوله يلعن الخوارج فأجابهم بمقولة الخالدة ( ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه ) ....

 

أين انتم من هذا المقولة أيها الصفو يون الجدد ؟ وبهذه المناسبة الجليلة ندعو كل المفكرين والمثقفين والمناضلين العرب وكل شرفاء العالم إن لايتوقفوا  عن النضال بكل إشكاله , وإذا توقف النضال والمبدئية سيتحقق المشروع الأمريكي الصهيوني لاسامح الله كما علينا نتمسك بمقولة ( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) من خلال ما تقدم إن القائد المؤسس (رحمه الله ) سيبقى نبراسا يتجدد في مشروعه الفكري أحياء وتجديد الهوية الأمة وتراثها ورسالتها .

نم ياأبا أياد قرير العين بان المبادئ والقيم والأخلاق التي ربيت عليها الأجيال العربية الأصلية حملها سيد شهداء العصر صدام حسين (رحمه الله ) فكرأونضالأ وتطبيقا ..

 

فاغتالته الامبريالية الصهيونية واليوم حملها وريثه الشرعي والقائد الدستوري ( فخرنا القائد المقتدر المجاهد المنتصر الرفيق أبو احمد الأكرم ليث ليوث الرافدين وطالب الحسنين وعزيز كلتا الدارين ووريث مجد القادسيتين وخليفة شهيد العيد – أبي الشهيدين )

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٩ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / حزيران / ٢٠٠٩ م