العراقيّون ... هم الاغلبية .. أيها الساقطون

 
 
 

شبكة المنصور

الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي

الانتماء الى الأديان والمذاهب حق انساني كفلته الشرائع السماوية قبل القوانين الوضعية. غير ان الاستخدام السياسي للدين وللمذاهب ليس حقا وليس مقدسا ... وليس ديمقراطية، بل عودة بالانسان في اوطان معينة في الجغرافيا الكونية الى عصور الظلام والعبودية.

 

العلمانية الغربية ولدت في اوربا من رحم الانفجار الانساني ضد سلطة الكنيسة الدينية وعبوديتها المتوحشة، واخذت بهذه العلمانية كثير من القوى السياسية في العالم لتبعد عن الانسان شبح العودة الى تلك الحقبة المظلمة. وفي بعض البلدان العربية والاسلامية عُدلت العلمانية سياسيا لكي تتوافق مع عقائد الناس الدينية وتبعد عنها شبح الكفر والتكفير والاستلاب القسري لصلة الانسان بالله وبالاسلام الحنيف، وقد نجحت القوى السياسية التي طوعت العلاقة بين التوجهات السياسية المعاصرة وبين التدين كحق شخصي في فرض حضورها السياسي وتمكنت من قيادة عدد من الاقطار العربية مع قدر واسع من نجاحات باهرة، اهم ما فيها ذلك النجاح في التوفيق بين تثوير الانسان وتعبئة امكاناته وطاقاته لعبور الفجوة الحضارية والعلمية والتكنولوجية وبين توفير القدر المعقول من التنمية القطرية وسبل الاسعاد والرفاهية التي لاتسحب قناعات الانسان ولا وقائع عيشه الى مواقع الاستكانة لتحديات الاستعمار والاحتلالات المجرمة والترهل الثوري.

 

ومن هنا جاء التخطيط الامبريالي الصهيوني الاستعماري المضاد، ووضع الطائفية المقيتة كأول محطة تمزيق لارادة الوطن الواحد والشعب الواحد والامة الواحدة، وكان جزء من خطة التجزئة الفئوية المذهبية قد بُني على اساس التمييع العرقي القومي العروبي من جهة وتصعيد الفعل القومي العرقي الكردي الشوفيني المتطابق مع خطة التمزيق من جهة اخرى، دونما حياء ولا استحياء من هذا الفعل المتخلف والذي يتعارض مع كل ادعاءات التمدن والتحضر.

 

الخطة كما نراها على الارض هي اعادة العراق بدءا الى جحيم الكنسية وسطوتها المجرمة ليس بلباس مسيحي كما كان الحال في اوربا بل بلباس المذهب الشيعي المزيف المنطلق من احضان ايران الفارسية الصفوية والذي أُعتمد كقوة بشرية تتداخل جغرافيا وطوبغرافيا مع المهد الفارسي للصفوية ومنبع انطلاقها وتصديرها .

 

من الواضح تماما الان وبعد ست سنوات من محاولات الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي للعراق وتنفيذ خطة الشرق الاوسط الجديد، ان الذراع الطائفية هي التي وُظفت لمد خطوط الاتصال مع الكيان الصهيوني عبر ما هو منظور وما هو غير منظور، المنظور على الاقل هو التجانس العرقي والديني والطائفي في هيكل الدولة والوجود الكياني. فالكيان الصهيوني دولة عرقية دينية يهودية منذ لحظات تشكيله المجرم فوق ارضنا المغتصبة والمطلوب هو ان تحول دول الطوق كلها الى ذات التشكيل الكياني لتحقيق التجانس السياسي والاجتماعي الذي بدونه تظل اسرائيل كيانا سرطانيا يمكن ان يجتث من الوجود في اي لحظة.

 

اذن, التسيّس الطائفي  للعراق وامتداد العنق الصفوي على حساب المذهب الجعفري العروبي المسلم وارتماء اركان هذا المد الاجرامي من احزاب وتشكيلات عسكرية مسلحة في احضان المشروع الامريكي بهدف الوصول الى السلطة وتقديم معايير القيم العروبية والاسلامية وقيم المذاهب الاسلامية الكريمة على طبق من نفط الى ماكنة الاستغلال الشرهة البشعة الامريكية الصهيونية وذبح عروبة العراق والعمل العدواني الواسع على انهاء دوره الرسالي التاريخي كبلد عربي يشكل راس النفيضة في تحقيق الحلم العربي, من اجل الكراسي كوسيلة للسرقة والافساد وتمزيق عرى الاخوة الوطنية بين مكونات شعب عاش متاخيا متصاهرا مترابطا عشائريا وقبليا لآلاف من السنوات، إن هو الا عربون الولاء للتكوين الديني والطائفي المتناغم والمتناسق مع هيكلية الوجود الصهيوني المجرم .

 

وعلى ذلك فان تصريحات اركان الطائفية الصفوية من مجرمي الدعوة والمجلس من امثال المالكي والقبانجي باعتماد ديمقراطية الاغلبية تقع ضمن اطار ارتماءهم الاجرامي في احضان المشروع الامريكي الصهيوني الصفوي لتمزيق العراق والامة. وعلى ابناء العراق الذين رضعوا قيم الوطنية والولاء والانتماء القومي العروبي المسلم ان ينتبهوا الى هذه الحلقة المتقدمة من حلقات التآمر الوقح والسافر وان يثوروا عليها لانها في نتيجتها التي لو تحققت لا سمح الله ستمرغ كيانهم الانساني في اوحال الرذيلة والعار الوطني الى يوم الدين.

 

لا توجد اغلبية طائفية يراهن عليها الخونة الصفويون، نعم لا توجد الان ولن توجد غدا في عراق العروبة المسلم. فأهل المذهب الجعفري في كل ارجاء العراق واهل المذاهب الاسلامية الكريمة الاخرى في كل ارجاء العراق متساوون في العدد رأسا برأس .. رجل برجل وامراة بامراة . واهل المذهب الجعفري فيهم آيات الله ومتدينون ومنتمون الى احزاب وطنية وقومية ومستقلون يشكلون باغلبيتهم المطلقة انتماءا الى العراق والى العراقيون وليس الى بضعة مئات من اذناب اميركا ومشروعها المشترك مع ايران والدولة العبرية. ويبدو ان المالكي وازلامه الطبطبائيين والصدريين وغيرهم من ذيول الفارسية الصفوية لم يتعلموا من درس السنوات الست المنصرمة وظلوا في غيهم يعمهون ويحاولون من جديد تجربة حظهم الغابر والعاثر في نفث سموم انتماءاتهم الوسخة المريضة بعد ان فضحهم ولفظهم ابناء الجنوب العراقي وعبر نسبة بسيطة فقط هي تلك شاركت في الانتخابات والتي اسقطت حزب الدعوة الطائفي في كربلاء واولئك النشامى الذين مرغوا عمامة الطبطبائي في اوحال العار في المثنى والقادسية والبصرة وغيرها من مدن الجنوب الصابرة.

 

ونحن نعلنها الى كل العالم ولتسمعها اميركا قبل غيرها لاننا واثقون انهم يقرئون لنا ويبعثون لنا برسائل التجريم والتخوين والتهديد والوعيد وابشع انواع الشتائم التي تعبر عن عفونتهم وشذوذهم وثمة اذناب وعملاء لهم يتلبسون لباس الوطنية والانتماء العقائدي احيانا ليخترقوا خاصرتنا ولكنهم اصغر من عين الضفدع واتفه من سمعة الزناة .. نقول للجميع .. لا توجد اغلبية طائفية في العراق ولن تكون.. بل توجد اغلبية عراقية عربية كردية وسنية شيعية ومع باقي الاديان والطوائف والاعراق العراقية التي شكلت ومازالت قوس القزح العراقي البهي وانتجت اضخم الحضارات وستظل تنتج يحركها الوعي والايمان العميق العميق بالعراق والامة.

 

لتخرس ابواق التمزيق والتفريق الطائفي المجرمة ايا كان مصدرها وايا كان الجبناء الاوغاد المتاجرين بها في داخل وخارج العراق، وليعلم المالكي واعوانه وليعلم من انتجهم عصر الاحتلال والطائفية المقيتة في الداخل والخارج من هذا المذهب او ذاك ان العراق اكبر واقوى وان العراقية اكبر وارجح واقوى وارسخ واثبت من الانانيات الفئوية والحزبية الحقيرة الجبانة، وان رجال العراق وفي مقدمتهم حملة عقيدة البعث النضالية والجهادية ومن ضحوا بالمال والولد وضحوا بكل شئ من اجل البعث والعراق والامة والاسلام موجودون في كل مكان وقادرين على تمزيق اي فعل طائفي اخرق ومعهم الوطنيّون الشرفاء والقوميون النجباء والاسلاميون اهل النفوس الكبيرة العفيفة.

 

الموت لدعاة التمزيق الصفوي، واي منحى طائفي آخر يتوالد سرطانيا تحت حجة رد الفعل ومن تحت اباط بعض ضعاف الروح والرجولة والوطنية ونكررها صرخة مدوية تهز اركان الكون .. الغالبية في العراق هي العراقية ولاشئ غير العراقية . وليكن رد مقاومتنا البطلة في ان تتوحد بكل فصائلها، اذ هي نموذج العراق القادم  ونكرر النداء من جديد ان الرد الوحيد على دعاة التمزيق والخضوع للاحتلال المجرم ياتي في لحظة تلتقي فيها اكف الشيخين الجليلين المجاهدين عزة الدوري وحارث الضاري في لحظة ولادة وحدة الفصائل القائمة فعلا باذن الله ولا تحتاج الا الى لحظات تتويج مباركة, ومن بين جنباتهم وضلوعهم واحشاءهم المقدسة المباركة تنطلق وحدة البندقية المقاتلة لاكثر من اربعين فصيل وجيش مجاهد تمثل الاغلبية العراقية وتتوضأ بالوطنية العراقية وتتحزم بحزام العروبة المسلمة.

 

الله اكبر والنصر للعراق الواحد

الله اكبر وليخسأ الخاسئون

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٧ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / حزيران / ٢٠٠٩ م