قناة الرأي .. ومالكها ...
لا للإبتزاز والتطابق مع توجهات المحتل

 
 
 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي

بقدر كبير من الاستغراب والاندهاش يستقبل أكاديميوا العراق الشرفاء في الداخل وفي المهجر هذا التوجه الغريب والشاذ لقناة الرأي الفضائية ضد الجامعة السورية الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، ولشخص مؤسسها، ويظهر ان هذا التوجه الذي تواصل لمدة تجاوزت الشهرين، وكأن هذه القضية سوف تحرر العراق من الاحتلال، يمثل حتما ومنطقيا انعكاس لموقف السيد مشعان الجبوري المالك المعروف لهذه القناة، وأول ما يتبادر الى ذهن اي منصف هو لماذا الجامعة السورية الدولية الخاصة؟. ولماذا شخص مؤسسها الاستاذ الدكتور عبد المجيد السعدون؟.. ألا توجد جامعات عراقية تعفنت تحت الاحتلال وصارت حسينية للطميات والتطبير وبؤراَ لفساد جيش المهدي وألاعيب المجلس الواطئ وبدر كالجامعة المستنصرية مثلا، والتي يدرس فيها آلاف الطلبة العراقيين ويعمل فيها مئات الاساتذة العراقيين ممن يسقطون يوميا تحت ظلم التزوير والفساد الذي أزكم الأنوف ماليا واداريا واخلاقيا، وهي جامعة أهم مئات المرات للعراقيين في زمن محنتهم تحت الاحتلال وافرازاته القيحية من جامعة خاصة تقع تحت اشراف بلد عربي كريم تفتخر وزارة التعليم العالي فيه, وفق معلوماتنا الشخصية, بهذا الصرح الثقافي الذي أصبح متميزاَ حتى على بعض الجامعات الحكومية؟؟!!. ألا يشكل كشف الفساد في الجامعة المستنصرية والجامعة التكنولوجية وجامعة بغداد وجامعات كربلاء والكوفه وبابل والقادسية وواسط والمثنى والبصرة وذي قار التي ترزح تحت وطأة عبودية الطائفية المجرمة والمليشيات ونتاجات الفساد الاحتلالي وفساد أرباب الاحتلال، أولوية لمن يريد كشف فساد الجامعات العراقية والعربية ولمن يدّعي الآن انه يقاوم الاحتلال ويتصدّى له اعلاميا بعد كل الذي قام به قبل وبعد الاحتلال؟.

 

لماذا لاتعد قناة الرأي تحقيقا عن الجامعات الخاصة في الداخل العراقي كما تفعل بعض القنوات الفضائية الاخرى وهي جامعات منها ما هو وهمي لا أساس له على الارض ومنها ما هو قائم ويمنح الشهادات دون ان يكون مجازا من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية؟.

 

لماذا ينبري الآن زيد او عمر من الذين اشتغلوا مع الدكتور السعدون عند تأسيس الجامعة ليقدموا لنا معلومات عتيقة اكل عليها الدهر وشرب ومعروفة للقاصي والداني من العاملين في التعليم العالي العراقي وربما حتى العربي تخص الدكتور السعدون؟ لماذا اشتغلوا معه اصلا وهم يمتلكون وثائق ادانة ضدّه كالتي يدعونها الآن في حملتهم المسعورة؟ هذا باطل واجحاف واستهداف مفضوح ولا صلة له بالمهنية الاكاديمية ولا بالاعلام الجماهيري، بل هو ابتزاز لا يمكن ان يخرج عن اطار الاستهداف الشخصي وربما الاستهداف السياسي ايضا، والابتزاز لن يعيش طويلا ولن يخيف الرجال خصوصا واننا نعرف تفصيليا بعض هؤلاء ونعرف الأنا القاتلة التي تحكم سلوكهم وتصرفاتهم.

 

لماذا لا تكشف قناة الرأي لنا ولأمة العرب والاسلام عن وثائق يمتلكها السيد مشعان الجبوري عن رفاقه في المعارضة اللندنية والايرانية التي جاءت بالاحتلال ودمرت بلدنا ومزقته ارضا وشعبا؟ لماذا لا يقدم لنا برامج عن الطبطبائي الحكيم والجعفري الاشيقر وعلاوي والهاشمي والربيعي ومثال الالوسي وغيرهم عشرات ممن كان ينام بين احضانهم ويغرف من منابع ما يغرفون من الكويت وايران وغيرها، ونحن واثقون انه يمتلك في جعبته وجعبة جماعته الكثير الكثير؟. هل لانه ينتظر لحظة السير على خط الرجعة الى احضان العملاء والعملية السياسية المجرمة التي كان احد اركان تاسيسها على حساب العراق ارضا وشعبا؟.

 

إن الحق يجب أن يُقال في مثل هذه المواقف، لذلك فان المقارنة بين مؤسس الجامعة السورية الدولية، وبين مؤسس قناة الرأي، تجعلنا نضع العلامات البارزة الآتية: ان مؤسس الجامعة لم يكن مع اعداء العراق قبل الاحتلال، وان مؤسس قناة الرأي كان من أبرز هؤلاء. وان مؤسس الجامعة لم يشارك في احتلال العراق، في حين ان مؤسس قناة الرأي كان يتفاخر أنه (حرر مدينة الموصل)، وقد تجاوز به الحال في حينه أن يطلب من رئيس تحرير الجريدة التي يملكها أن يكتب مقال افتتاحي في الجريدة عنوانه (مدينة محررة)، وعندما سأله (علي الجفال) عن أي مدينة يتحدث، أجابه: مدينة الموصل!!!!. وقد رفض الصحفي علي الجفال ذلك، مما دفع السيد مشعان لفصله!!. ومَن يريد أن يتأكد من ذلك فما عليه إلا أن يستفسر من الصحفي علي الجفال وهو حي يرزق!!!.

لماذا يُستهدف الدكتور السعدون في واقعة قديمة قد تكون ملائكية مقارنة بما يجري الآن, في زمن كان اي خطأ بسيط يُحاسب عليه مرتكبه, هذا إن لم نقل ان في التفاصيل يكمن الشيطان، واليقين ان مَن يستهدفون الاستاذ السعدون قد يكونوا على بينة من تلك التفاصيل غير انهم الآن يطرقون على هذه الجامعة لأسباب شخصية معروفة وسياسية معروفة ايضا، ويغضون النظر وتخيّط افواههم ضد مظاهر الفساد الراهنة في زمن الاحتلال والعمالة؟

 

مَن يريد ابتزاز الدكتور السعدون ووسيلته في هذا الابتزاز هي قناة الرأي، وكم هي المبالغ المطلوبة من قبل السيد مشعان التي حددها عبر وسطائه (والوسيط في مثل هذه الحالة لايؤتمن في كتمان الاسرار ولا يزكي الأنفس الا الله سبحانه)، لالغاء البرنامج غير النظيف الذي يهيئ للعرض، ومضت الآن اكثر من شهرين على عملية الاعلان عنه، وكأنه فتح الفتوح الذي سيغير موازين القوى في العراق لصالح شعبنا المظلوم، وربما سيغير موازين القوى في صراع الامة ضد الاحتلالات!!!. واليقين انه لن يستطيع تحقيق ذلك من خلال استغلال هذه الوسيلة الاعلامية التي لا أحد يعرف مصادر تمويلها، وقد تطلع علينا فضائية او جهة ما وتقدم لنا وثائقيا يفجر وجودها بالكامل وعلى مَن يعرف ان ستره من زجاج ان لا يرمي الناس بالحصى.

 

نحن نتحدث كأكاديميين ولا يهمنا شئ غير نقاء الحرفية والمهنية الجامعية, وقبل ان يتهمنا احد بأي تهمة جاهزة نؤكد اننا نتابع قضايا الجامعات العربية ومنذ عدة شهور وادناه رابط يثبت انشغالاتنا بالهم الجامعي العراقي حيث ركزنا وما زلنا جهدنا على الجامعة المستنصرية التي تدهور حالها وصارت اقرب الى مدرسة ابتدائية فاسدة. ومقام مقالنا ان الجهد المبذول لابتزاز عراقي شريف لم تتلطخ يديه بدم عراق زاك ولم يمد يده الى عميل خائن، وابن عائلة وحمولة عراقية يتشرف اي عراقي وعربي بمصافحتها حاضرا وتاريخا.. هذا الجهد المبذول لابتزاز الاخ الاستاذ الدكتور عبد المجيد السعدون كان يمكن ان يوجه لخدمة قضية جامعية عراقية او سواها من قضايا العراق والامة، لو لم يكن مدفوعا باغراض سياسية دنيئة وباغراض ابتزاز مادي مفضوح. وارجو من قارئ هذا المقال ان يتيقن ان الكاتب عراقي اكاديمي ينتصر للحق وللمهنية السليمة. وادرج ادناه رابط يثبت ما اقول. ان كاتب الحروف ناشط اكاديمي ومن بين نشاطاته الاعلامية عضوية الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب (واتا الحضارية) ومنح صفة رئيس لجنة الاعتراف بالجامعات العربية من قبل تلك الجمعية الكريمة.

 

http://www.wata.cc/forums/forumdisplay.php?f=343

 

إن هذه الجامعة وفرت الفرصة لآلاف الطلاب العراقيين الذين تركوا مقاعدهم الدراسية بسبب عمليات القتل والتهجير، ووفرت الفرصة لمئات الأساتذة والموظفين الذين طردوا من وظائفهم، وقطعت رواتبهم، وغادروا العراق بعد تهديدهم بالقتل. وهي أيضا صرح علمي ثقافي تأسس بعد احتلال العراق وتحطيم كل صروحه العلمية من قبل المحتل والعملاء. لذلك فمن يقوم بمثل هذه الحملة المسعورة التي لا مسوغ لها يتطابق في توجهاته مع المحتل والميليشيات الصفوية، لأن هذا التوجه يتطابق مع ذاك التوجه الذي خرب العراق، واستهان بالعلم والعلماء!!. ومن هذا يظهر أن الامر لا يعدو كونه عداء شخصي لأطراف السعار الاعلامي ومن يقف وراءهم، واستهداف سياسي لا يبتعد كثيرا عن ادوات الاحتلال المجرم وادوات اعلامه.... او انه ابتزاز صرف، وكلا الامرين مرجح في هذه الحالة.

 

وأخيراَ نقول: أليس هذا التضليل والتشويه هو استهانة واستهداف لوزارة التعليم العالي في سورية العربية الشقيقة التي كانت راعية لهذه الجامعة، والتي اعترفت بشهادتها؟. هل ان وزارة التعليم العالي في سورية، والقيادة السورية التي لديها اطلاع بالجهد الذي بذل من أجل تأسيس هذه الجامعة، وتعرف بالامكانيات العلمية فيها، لا تدرك حقائق الامور بحيث ان قناة الرأي توجه لها هذه التهم قبل أن توجهها لمؤسس الجامعة؟.

 

نكرر القول للسيد مالك قناة الرأي:

من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بحجر.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٩ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / حزيران / ٢٠٠٩ م