على ضوء خطاب المجاهد المعتز بالله عزة الدوري في يوم الهروب الامريكي
التورط الايراني في العراق
(
صاحب الحاجة أعمى لا يرى الاّ قضاءها ... قول مأثور )

﴿ الجزء الثالث

 
 

شبكة المنصور

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي

نعم.. يقينا يمكن النظر الى حاجة ايران الملحة للثأر من النظام الوطني العراقي وإنهاء وجوده على انه حاجة عمياء وانه سبب ومسوغ ايراني لا ينطلق من نوازع ايران وتوجهاتها السياسية فقط، بل لانه هدف حياتي لنظام الملالي في ايران مرتبط بأصل اهداف ايران في تصدير ثورتها الطائفية والتي حاول نظام الملالي في طهران تنفيذها فور استلام السلطة عام 1979 من خلال اعلان الحرب على العراق الذي يسيل له لعاب المشروع الامتدادي الطائفي الفارسي لأكثر من سبب معروف. وحيث انتهت حرب الثمان سنوات الفارسية على العراق والامة العربية، بتجرع ايران السم الزعاف فان من المنطق والبديهي ان يمتد العنق الفارسي الى تجربة وسائل اخرى لانجاز حاجته العمياء بأية وسيلة اخرى مهما كان وصفها. واليقين ايضا ان دخول اميركا على المشهد بعد نهاية الحرب الايرانية على العراق فورا عام 1988 قد فتح نافذة امل تعاملت معها الحكومة الفارسية بوسائل متعددة منها ما هو معلن ومنها ما هو سري غير انه في كل الاحوال بعيد عن اخلاق الاسلام.

 

ان المشروع الصفوي الايراني في العراق كان قيد محاولات التنفيذ قبل مجيء خميني الى السلطة. وكانت هناك مظاهر للحرب بين العراق وايران في زمن الشاه تمثلت مثلا بدعم جيب التمرد الكردي وهو دعم تاريخي تفاخر وتباهى به حتى عدد من قادة ايران الخمينية وعلى رأسهم خامنئي قبل اسابيع قليلة وتباهى وتفاخر به في ذات الوقت وبذات الاسلوب بعض رموز الحكم في الكويت في تطابق لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون قد حصل عن طريق الصدفة. غير ان نظام الملالي قد دخل على المشروع بطريقة الطرق الفوري وباستخدام قواعد له في العراق كان يظن ان اعتماده عليها من خلال قنوات الصلة العضوية الطائفية القائمة بينه وبينها سيمنحه قوة كان الشاه يفتقر اليها بسبب ان صلته بتلك القواعد لم تكن بذات المتانة والعضوية كما هي صلة ايران الخمينية بها. بكلمة اخرى, ايران الشاه صفوية وكانت تعادي النظام الوطني العراقي وحاربته باكثر من وسيلة مباشرة وغير مباشرة، غير ان نظام خميني الصفوي قد انطلق في العداء الى مرحلة ومستوى جديد متكىء على ما كان يظنه سياجا داخليا في العراق يمكنه الاتكاء عليه وهو يخطو نحو تنفيذ فكرة ضم العراق ... غير ان الكارثة التي وقع بها نظام الملالي هي حين وجد ان من راهن عليهم متوهما وخاسئا في العراق قد مسكوا السلاح وقاتلوه ثمان سنوات حتى كان لهم مع باقي ابناء العراق الواحد ارضا وشعبا القدح المعلى في نيل الشهادة دفاعا عن بلدهم وخياراتهم مثلما كانت ذراعهم العراقية سيفا جز رقبة الاطماع الصفوية في العراق كما فجع الملالي ايضا باسقاط ورقة الطابور الخامس من قبل العراق وشعبه وقيادته بطريقة لم تكن في حساباته وحجّم بذلك دور الحوزة ومراجعها.

 

هكذا نكون امام حقائق لا يزيغ عنها الاّ جاهل ... من اهمها ان الجزع الايراني والتعجل الخميني لضم العراق قد وجد منفذا له عبر العداء الامريكي المعلن للنظام الوطني العراقي، والذي بدأ يتصاعد بوضوح بعد خروج العراق منتصرا وسالما ويتعافى بسرعة من حرب السنوات الثمان ... وكانت الايحاءات السياسية المتوفرة في طيات العقل القيادي الفارسي هي:

 

1- ان اميركا قد احتضنت ما يسمى بالمعارضة العراقية المولودة والنائمة في طيات العمامة الحاكمة في طهران وبما فيها ما يسمى بالمعارضة الكردية والتي هي في حقيقتها حركة صهيونية علنية. وان اميركا قد تبنت رسميا فكرة المظلومية الشيعية والمظلومية الكردية, وان تبني اميركا لما يدعى بالمظلومية الشيعية كان في حقيقته رسالة امريكية تداعب المشروع الصفوي الخميني وحاجته العمياء لانهاء الدولة العراقية الوطنية.

 

2-  ادرك النظام الفارسي ان دخول اميركا الى العراق سيقوض اركان الدولة العراقية تقويضا تاما وفي نفس الوقت ادرك الفرس ان اميركا ستواجَه بمقاومة شرسة كان النظام الوطني يهيئ لها، وان هذه المقاومة ستضعف ثم تهلك اميركا ومواقفها ومشروعها الاستراتيجي في المنطقة وتجعلها في حالة اختراق سياسي وعسكري محتمل من قبل ايران وحلفاءها. وبهذا يحقق النظام الفارسي عبر خرقه الانتهازي لمشروع الاحتلال والتعاون معه الى النهاية التي صاغتها عقلية النظام الصفوي الباطنية وضغوطه لنجاح مشاريعه الداخلية والخارجية.

 

3- ان دخول اميركا محتلة للعراق سيمنح الاحزاب الطائفية الصفوية الايرانية فرصة استلام زمام الحكم وفقا لمعطيات التعاون بين هذه الاحزاب واميركا وبوسع ايران ان تقدم دعما لوجستيا هائلا في مراحل الاحتلال المختلفة من خلال استخدام تأثيرات الحوزة والمرجعيات الموالية لايران وتتمكن عبر مفردات هذا الدعم ان تتوغل بقوة في الشأن العراقي وتسييره وفق غاياتها المرسومة وصولا الى استلام العراق كاملا.

 

اذن ... ايران متورطة في العراق بألف شكل وشكل من حيثيات ومظاهر التورط. وهذا التورط لا تنفيه ايران ورموزها، بل على العكس تسير باتجاه الاعلان عنه واعتباره انجازا حققه نظام الملالي واحزابه التي لبس بعضها ثوبا عراقيا مزيفا وكغطاء ليس الا. لقد كان واضحا وجليا لكل ذي بصر وبصيرة ان تبني اميركا لما يسمى بمظلوميات الشيعة والاكراد انه تبن انتهازي مقزز وشاذ وان وضعها لبرنامج الاحتلال السياسي اللاحق للغزو زمنيا وفقا لمنهج عرقي طائفي لم يكن سوى تفاهما ضمنيا وعلنيا مع ايران يغازل اطماعها وتطلعاتها الامتدادية المبنية على ذات التوجهات الطائفية المقيتة وهو بمثابة تفاهم واضح على فتح منافذ لتعويض ايران عن خسارتها المرة لحرب القادسية الثانية وقبر مشروعها على اسوار العراق العربية الشرقية. وكان الستراتيج الامريكي يضمن بهذه المغازلة الميكافيلية الرثة جبهة الشرق لقواته الغازية من جهة ويضمن (واهما)، امن قواته في جنوب العراق وهو هدف بحد ذاته يبدو في غاية الاهمية ومن الغباء ان لا تحسب له اميركا الف حساب.

 

الحاجة الايرانية لتحقيق غايات بعيدة المدى وآنية جعلها تكون احدى المطايا التي ركبها الغزو الغاشم للعراق وحولها الى لقمة سائغة بيد الشيطان الاكبر! دونما حساب لأية عوامل مشتركة قابلة للتعزيز ولا حتى لتداعيات غير منظورة منها تلطيخ تاريخ العلاقة العربية الايرانية بعار آخر يضاف الى عارات ونكسات لن يمحوها الزمن مهما طال.

 

هكذا كانت ايران سرا وعلنا احد اقطاب غزو العراق واحتلاله مع اميركا الصهيونية وحلفاءها  ودخلت ايران بفيالق وجيوش قام الامريكان بتجريدها من بعض قطع المدفعية والدبابات على الحدود العراقية الايرانية، وأضحت شريكا فعليا عسكري وسياسي في برنامج الاحتلال وعانت وتكبدت من الخسائر في رجالها ومعداتها بهذا القدر او ذاك كما عانت اميركا واعوانها. غير ان خسائر ايران الحقيقية لم تبدأ بعد وانها ستدفع ثمن تورطها في احتلال العراق بشكل متصاعد وخاصة بعد ان تنسحب اميركا وتنكشف عورة طهران امام العرب والمسلمين جميعا حين تضطر لزج قواتها العسكرية المسلحة بشكل اكثر وضوحا حين تضطر للدخول بعد الانسحاب الامريكي لحماية مكتسباتها ومكتسبات عملاءها في العراق وهذه المرحلة باتت وشيكة والناطر لها لن ينتظر طويلا لان الهروب الامريكي من العراق قد بدأ فعلا.

 

ان ايران تدرك عمق الكارثة التي ستقع فيها عندما تصبح المواجهة بينها وبين العراقيين حصرا وتحديدا ويختفي الساتر الامريكي الذي كانت تتمترس خلفه. وهي تعرف جيدا ان من ستقاتلهم من العراقيين يعرفون عقيدتها العسكرية ويفهمون كنه خططها وطرائق تفكيرها. وهي تدرك ايضا ان قوة اميركا بكامل استخدامها الميداني لم تصمد امام جهاد العراقيين وشراسة مقاومتهم فكيف الحال بمن لا يعرف غير تفجير الاجساد البشرية سبيلا لفتح مسالك في حقول الالغام؟ كيف ستواجه ايران سطوة العراقيين حين يكون الخيار بين عراقيتهم وعروبتهم وبين ان يكونوا عبيدا لبلاد فارس؟

 

ان على ايران ان تسحب موجوداتها مع الموجودات الامريكية وان لا توغل في تورطها الكارثي الذي استطاعت بمكر ودهاء اخفاءه على العرب والعديد من ابناء الانسانية الاحرار وستفقد اغطيتها كاملة حين تنسحب قوات الاحتلال الامريكي المجرم. وعلى ايران ان تحسب انها حينئذ ستكون امام العراقيين وامام العالم الاسلامي والمنظومة الدولية مجرد وريث خاسئ لاحتلال اميركا والوراثة في مثل هكذا حالة مذمومة ومنبوذة وخاسرة وانها ستدفع ثمنا باهضا لاطماعها وبرامجها التمددية الطائفية على حساب العراق والامة العربية. وعليها ايضا ان تعيد قراءة المشهد العراقي بامعان وهو مشهد يتحرك شعبيا وبارادة المقاومة الباسلة نحو عودة العراق موحدا وحرا وسيدا ونحو نزع خرق العملية السياسية المريضة التي فرخها الاحتلال لان عرب العراق وكرده وبقية الوان طيفه قد ادركت بعمق الان ان الاحتلال قد استهدف وجود العراق وحضارته وكرامة شعبه. بمعنى ان ابناء العراق قد وصلوا الى حقائق نهائية ان ايران طرف في الاحتلال وانها قد قدمت خدمات كبيرة لتوطين الاحتلال وتسهيل مهماته عن طريق احزابها وحوزتها ومرجعياتها، وهذا ما رفضه شعبنا في مدنه وقراه وفي تجمعاته الحضرية والعشائرية.

 

لقد سقط رهان ايران الطائفي من جهة وسقط رهانها على قبضة الاحتلال المجرمة في تطويع العراقيين وعليها ان لاتجازف باستخدام رهان جيش يدخل العراق محتلا محل جيوش اميركا، ففي هكذا تصرف سيكمن مقتل ايران كما كان مقتل اميركا والصهيونية ....

 

وعلى الفرس ان يغادروا جنون الهرولة خلف عمى قضاء حاجة لا يمكنهم قضاءها ابدا في ساحة العراق العربي المسلم. وعلى نظام طهران ان يفهم ان ما نفذه ضد العراق والامة بعد 2003 لهو أحط واسوأ بكثير من سوء ارتكبه بحماقة بدء العدوان والحرب على العراق عام 79 وان اندفاعها الاهوج لتحقيق غاية اسقاط النظام الوطني العراقي بالتعاون والتعكز على اميركا والصهيونية لهو انهيار اخلاقي على مستوى قل نظيره في تاريخ العلاقات بين الجيران وان الشروخ التي تركتها في مستقبل العلاقة سيحتاج الى جهد ايراني عملاق لرأبها .

 

على نظام الملالي ان يبحث فورا عن وسائل للخروج من تورطه الكارثي, خاصة بعد ان بانت الحقائق واظهرت جليا ان شعب العراق ليس مع الطائفية والعرقية وانه يقاومها ويحقرها وان عشائره قبل مدنه تنتظر لحظة الهروب الامريكي الكامل لتنقض تقطع باسنانها كلاب العمالة والخيانة وتجار الفساد والموت. وعليه ان ينظر ابعد من انفه فالعراق لن يكون ضيعة فارسية والاحسن لعلاقة الجيرة والاسلام بين البلدين ان تخرج ايران فورا من العراق لان قرار ادخال جيوش الى العراق لحماية نظام العمالة والخيانة الامريكي سيكون كارثة على ايران والمنطقة برمتها.  

 

هنا اضاءات من خطاب المعتز بالله حول دور ايران الاجرامي والعدواني المشارك لامريكا والصهيونية الغازية المحتلة:

 

وفي هذه المناسبة العزيزة أتوجّه إلى الإخوة القادة العرب ثم إلى أحرار الأمة ومناضليها والخيرين في العالم عبر أحزابهم وتنظيماتهم السياسية والشعبية والمهنية وأقول للجميع إن الذي يحصل اليوم في العراق بعد اندحار الامبريالية الأمريكية وحلفائها وهروبهم واعترافهم بالفشل والخسران وقرارهم الخروج نهائيا من العراق قبل أن يحصل الانهيار المدمر قد رتبوا مع حليفهم الاستراتيجي الأول في هذه المهمة (مهمة احتلال العراق وتدميره)، إيران الصفوية وليس إيران الجارة المسلمة الثورية بشعارها المضلل وشعار عملائها ومرتزقتها عرب وغير عرب، قد رتبوا معها تكريما لما قدمته من جهد لولاه لما استطاعت الامبريالية المتصهينة احتلال العراق ولما استطاعت الوقوف على أرضه هذا الزمن الطويل، قد قدموا لها العراق مع تأمين حصتهم من كل ما أرادوه من غزوهم للعراق وفي كل الميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية والحضارية وسيبدأ المشروع الإيراني بعد خروج القوات الغازية من المدن بحجة انفلات الأمن واستهداف الشيعة وهو نفس المشروع الامبريالي الصهيوني الفارسي الذي هيأ كل هذه المقدمات من قتل وذبح للأبرياء من أبناء شعبنا سنة كانوا أم شيعة، عربا كانوا أم كردا أم تركمانا، مسلمين كانوا ام مسيحيين ام صابئة ام غيرهم، لكي يخلقوا المبرر لسيطرة عملاء إيران على العراق، خسئوا وخسئت أمريكا وخسئ الجبناء من أبناء أمّتنا سنـُري بإذن الله وقوته القوية فرعون وهامان منا ما كانوا يحذرون.


أيها الإخوة القادة العرب كيف تنسى الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية ما قدمته إيران لهما معا في ذبح العراق وطعن الأمة بالصميم وأضرب لكم بعض الأمثلة القليلة جدا مما قدمته لهما، لقد أرسلت إيران الآلاف من الفرس الصفوين إلى العراق بحجة ادعتها أنهم عراقيون مسفرون أو مطرودون أو مهجرون بعد إعدادهم إعدادا خاصا للمساهمة في تنفيذ المشروع الإيراني الصفوي في العراق فيهم من فيلق القدس وفيهم من الأجهزة الأمنية وفيهم فرق الموت التي ذبحت من الشعب العراقي شعبكم شعب العروبة ورسالتها الخالدة أكثر من مليون ونصف شهيد والذبح والقتل مستمر وبوتيرة متصاعدة مما أدى لتهجير أكثر من ستة ملايين ونصف عراقي داخل العراق وخارجه.


إيران حيدت أكثر من نصف شعب العراق بمختلف طوائفه في معركته ضد الغزاة ببطشها وتقتيلها وتنكيلها وبفتاواها الدينية.


إيران وبالاتفاق مع أمريكا و الصهيونية فككت نهضة العراق الحضارية من أقصاه إلى أقصاه فعشرات الآلاف من المعامل والمشاريع فككتها ونقلتها إلى إيران بمعاونة حلفائها وعملائها، وإيران هي التي تقود وتدعم مشروع الاحتلال في العراق من خلال دعمها للعملية السياسية بكل وسائل الدعم المادية والمعنوية وهل يخفى على احد أن العملية السياسية هي جزء أساسي من مشروع المحتل؟ وهل يخفى على احد أن حكومة الجعفري وحكومة المالكي وحكومة الحكيم هي ليست حكومة العمالة والخيانة والخدمة للاحتلال لتنفيذ مشاريعه وأهدافه؟ فكيف يعقل أن تحارب إيران الامبريالية الأمريكية الشيطان الأكبر وتخدم مشروعها الإجرامي في العراق والأمة العربية، كيف تحارب إيران إسرائيل والصهيونية بل تريد أن تلقي بإسرائيل في البحر وهي تتحالف سرا مع أمريكا وإسرائيل على ذبح العراق وشعبه؟ ألا تتذكرون إيران كيت أم نسيتم ذلك لكثرة التطبيل والتدجيل والتزوير؟.


إني اليوم وباسم شعب العراق وباسم شعب الأمة العربية الكبيرة من المحيط إلى الخليج أضع هذه الحقائق أمامكم واضع هذه الأمانة في أعناقكم واعلموا أن التاريخ لا يرحم واعلموا أنكم ستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ويومئذ سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.


اللهم هل بلغت فاشهد، اللهم هل بلغت فاشهد

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٢ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / تمــوز / ٢٠٠٩ م