نعي

الى ذمة الله والخلد ايها الرفيق العزيز

الاستاذ الدكتور قصي محمود طبرة القيسي

 
 
 

شبكة المنصور

أ.د. عبد الكاظم العبودي

تنعي الجالية العراقية في الجزائر الى أبناء شعبنا رحيل الاستاذ الدكتور قصي محمود  طبرة القيسي ، أستاذ التربية الرياضية بجامعة مستغانم في الجزائر الذي وافته المنية إثر نوبة دماغية ونزيف دموي مفاجئ صباح الاثنين 15 حزيران 2009.


وتقيم الجالية العراقية ورفاقه واسرته  مجلس الفاتحة  والعزاء لثلاث أيام  بمشاركة  جامعة مستغانم في داره الواقعة بولاية بمستغانم غرب الجزائر .


وفي هذا المصاب الجلل تفقد الحركة الوطنية العراقية واحدا من أبنائها الأبرار، عُرف بدماثة الخلق والطيبة والصدق والتواصل والنضال دون هوادة من أجل العراق وطنا وشعبا في كل العهود التي عاصرها من داخل العراق وخارجه. انخرط  الرفيق قصي القيسي مبكرا في صفوف الحركة الوطنية العراقية. فمنذ الستينيات عرف من خلال نشاطه في منظمات إتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية وفي منظمات الشبيبة العراقية وبعدها الحزب الشيوعي العراقي. وخلال سنوات دراسته في الاتحاد السوفيتي في موسكو واصل نشاطه الحزبي والطلابي في موسكون حتى مجيئه الى الجزائر عام 1985 حيث عمل بجامعة وهران ومن ثم مستغانم برفقة شقيقه الراحل الاستاذ الدكتور إحسان محمود طبرة القيسي. حرص بتفان يُشهد له على تنمية الدراسات المتخصصة العليا في كلية التربية الرياضية بجامعة مستغانم حتى يعتبره الكثيرون أنه مؤسس مبدع لكلية التربية الرياضية وقد تخرجت على يديه أفضل الاطارات الرياضية والاساتذة الذين سيواصلون الجهد العلمي والرياضي من بعده .


ورغم انقطاعه عن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، جراء الانحراف الذي انتهى اليه الحزب وقيادته في العقدين الأخيرين،  الا ان الرفيق قصي محمود طبرة القيسي  حافظ  أخلاقه الوطنية وجوهر روحه الشيوعية مناضلا من اجل العراق الواحد . من هنا حرص على ربط  صلاته بزملائه ورفاقه السابقين واصدقائه في الجزائر وبقية بلدان الشتات  بروح الالتزام بقضية شعبه  ولوطنهن  وفي رفض الحصار على العراق ومن ثم الاحتلال ومواجهة صنائع وعملاء المحاصصة الطائفية والغدر بالوطن الجريح.  ظل عراقيا بإمتياز سلوكا وخلقا وطيبة . فرغم الحاح العديد من الاطراف دعوته للعودة الى العراق بعد احتلال بغدادن  لكنه آثر البقاء في وطنه الثاني الجزائر، رافضا العودة وتزكية سلطات العملاء الجاثمة على صدر الوطن ، ظل مغتربا منذ خروجه من الوطن في السبعينيات ولكنه قريبا من كل هموم شعبنا مساهما في الجهد الوطني أينما حل وإرتحل.  لم يزر العراق طوال غربته مُؤثرا الحرمان من رؤية الوطن ولوعة فراق الأهل والوالدة خصوصا على أن يمنح تجار الوطنية الزائفة  تزكية  أو مواقف وهو يرى فيهم أنهم  خطفوا العراق بعلومه وثقافته وحضارته  وأسره  ووضعه في أيادي الاحتلال الامريكي البغيض يعيثون بمقدراته.
ندعو كافة أصدقاء وزملاء ورفاق الراحل الاستاذ الدكتور قصي محمود طبرة القيسي الترحم على روحه الطاهرة، داعين له الرحمة والغفران، وإبقائه في منزلة الذكرى الدائمة مناضلا صلبا  عاش ومات من اجل العراق.
 كانت لحظة وداعه الأخيرة اليوم  الاثنين 15/6/ 2009في مقبرة مستغانم ترجمة حية للمشاعر الطيبة التي عبرت عنها الجامعة الجزائرية بكل أساتذتها وطلابها وإدارتها وبحضور إخوته وزملائه من أبناء الجالية العراقية في الجزائر بحشود لم تنقطع والانتظار لساعات طوال سواء أمام قاعة العناية المركزة في مستشفى مستغانم أو في المقبرة، إنما  تعكس تلك الوقفة  المكانة العلمية والاجتماعية والاخلاقية والنضالية التي كرس لها الفقيد كل سنوات حياته من أجل العراق والجزائر.


المجد لذكرى الفقيد الراحل الاستاذ الدكتور قصي محمود طبرة القيسي.
السلوان وطول العمر والاحترام  والعزاء للأم الطاهرة  الصابرة والدته ولشقيقته  في العراق.
الصبر لكل رفاقه وزملائه واخوته من أبناء العراق الوطنيين الرافضين للاحتلال والمتطلعين ليوم التحرير.

 
 

 

عن الجالية العراقية في الجزائر
الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي
كتب في مستغانم / الاثنين الخامس عشر من حزيران / جوان ٢٠٠٩

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢١ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٦ / حزيران / ٢٠٠٩ م