دعوة للتذكير بالصفحات المضيئة من تأريخ العراق

 
 
 

شبكة المنصور

كامل المحمود

وزير النفط العراقي الأسبق السيد عصام الجلبي ..كان وزيرا للنفط  في العراق لفترة من الزمن في التأريخ العراقي الطويل والمليء كما في تأريخ كل الشعوب والأمم بالأيام المؤلمة والقاسية والمظلمة وكذلك بالأيام السعيدة والبطولية والمضيئة ..

 

وقد تابعت الأحاديث الجديدة للسيد عصام الجلبي عبر حلقات عديدة خلال السنة الأخيرة من على منابر الفضائيات وهو يتحدث عن الصناعة والإنتاج والإستكشاف والسياسة النفطية للعراق يوم كان موظفا ثم وزيرا ثم مراقبا ومتابعا وخبيرا..

 

وكما قلت سابقا فإن المهنية والإحترافية الفنية تُعزّزّ المعتقد وتُجبر الشخص على أن يكون صادقا مع نفسه ومع الآخرين ..

 

لذلك كانت شروحات وتفسيرات وتحليلات السيد الوزير السابق وهو يتناول مرحلة سابقة (حيث يبدو الحديث فيها محفوفا بالمخاطر كما يتصور البعض !) بعيدة عن التوجه العام في حملة التثقيف الكبيرة للعراقيين بإتجاه تغييب إنجازاتهم وتضحياتهم وتألقهم وإبداعهم !..

 

وبحيادية وكعراقي ..

كنت وأنا أتابع حديثه أشعر بالزهو العراقي وهو يسرد مفردات تبعث فينا الأمل والثقة بالنفس وتعيد لنا التوازن الذي بدأنا نفقده من جراء حملة التثقيف اليومية المتواصلة ولكل السنوات الست الماضية والتي تركز على مفاهيم بعيدة عن الواقع وتفتقر الى منهجية وطنية ومنها:

 

( أن كفاءات العراق وخبراته السابقة ما هي الا أداة قمع بيد النظام السابق)!..

( وإن النهج العسكري والسياسة الإقتصادية والنفطية العراقية السابقة والمناهج والخطط الإعلامية والصحية والقانونية والخدمية والتربوية والتعليمية والبحثية والبعثات والبناء والعمران ومحو الأمية كانت بعيدة عن التخطيط والمعرفة ويقودها أشخاص بعيدون عن الإختصاص وذو مراتب حزبية عالية ويفتقرون الى الكفاءة والمهنية وكل إهتماماتهم كانت منصبة على الإستغلال والمنفعة الخاصة)!..

( وإن كل الذي حصل عليه العراق خلال الخمس وثلاثين السنة الماضية هو الدمار فقط)!..

 

وكما أن لكل وزير أو مدير عام  سابق وجهة نظر بالنظام السابق !..

وله على النظام ملاحظات !..

وقد يكون من المتضررين منه ..ومن قرارات قيادته!..

 

ومنهم من كان وزيرا لحد يوم 9 نيسان 2009 ..

 

وبعيدا عن الأسباب الحقيقية لنقاط الإختلاف!..

فكيف لايكون لكل من هؤلاء قصة إبداع عراقية ؟..

وموقف زهو وإعتداد وطني ؟..

وكيف أنه لم يكن شاهدا على عدد من القرارات القومية والإقتصادية والعسكرية والتنموية والتعليمية والصحية والإنسانية والإجتماعية والخدمية؟..ومنفذا لعدد من المشاريع العملاقة؟..

 

في الصحة ..والتعليم العالي ..والبناء والإسكان..والطرق والجسور ..ومحو الأمية ..والبحث العلمي والتكنولوجيا والعلوم ..والصناعة والتصنيع العسكري ..في الطاقة الذرية ..في الإعداد العلمي  والفني والأدبي والإعلام ..والزراعة..والنقل والمواصلات والموانيء والإتصالات والأمن والإستقرار..وحماية حدود العراق..والدفاع عن تربته وسماءه ومياهه وبناء الجيش ومعاركه الباسلة؟..

 

وهي دعوة لكل الوزراء والمدراء العامين والمسؤولين السابقين..

للحديث عن الإبداع العراقي..

والعقل العراقي المتميز..

وتجاربه التي خدمت العراق وشعبه والتي يعتز بها ..

 

وليطّلِع العالم على ما أنجزناه نحن العراقيون ..وكفى حديثا عن ما هدمناه ..

 

ولنكن أمناء في سرد الحقيقة وإعطاء الناس حقهم ..

 

وإذا كان البعض سيستمر بالحديث عن (سنوات الرماد في حكم النظام السابق) كما يحلو لقناة الحرة الأمريكية أن تسميها ..

فمتى نتحدث عن (سنوات الربيع والزهو والنصر والإبداع العراقي أو حتى شهوره وأيامه)!..

 

وإلى متى سيستمر مسلسل التغييب القسري والهمجي لإنجازات قيادات ووزراء ومدراء ومنتسبو دوائر الدولة العراقية وشباب العراق العظيم ؟..

 

وإلى أي زمن سيستمر الإيغال بالتغاضي عن الصفحات المضيئة للوزارات والدوائر والمؤسسات والتشكيلات العراقية  ..والتعمد بتشويه سمعتها في ذاكرة الناس والمجتمع؟..

 

ولو إستمرت هذه السياسة التي ترعاها الولايات المتحدة حتى في عهد أوباما الآن لمدة عشر سنوات قادمة وبإفتراض بقاء من يقود هذه الحملة ويرعاها ويدعمها الى ذلك التأريخ ..

 

حيث سيقرأ من يقرأ في كتب التأريخ :

 

بأن العراق إعتدى على إيران!..

وإنه إعتدى على الكويت!..

وشَب في العراق حريق كبير جاء على الأهل والمال والبناء والولد والشجر!..

وأن غزو وتدمير العراق وإحتلاله لم يكن عدوانا..

وإن التأريخ الحديث لم يسجل أي إنجاز أوتطور أو تقدم أو بناء أو موقف وطني للفترة من عام 68 الى عام 2003 !..

 

فعن أي إنجاز ستتحدث كتب التأريخ من عام 2003 الى عام 2009 ؟..

ليكون أساسا  للتغني بإنجازات قادمة الى عام 2019؟..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٣٠ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / تمــوز / ٢٠٠٩ م