بيــان الحـزب الشيـوعي العــراقي
اللجنــة القيــادية
 حـول استــراتيجيته العــامة

 
 
 

شبكة المنصور

 

في تزامن ايجابي نحتفل هذة الأيام بذكريات ثلاثة إحداث تاريخية مهمة في حياة شعبنا العراقي وامتنا العربية المجيدة , وهي ذكرى ثورة 23 تموز – يوليو عام 1952 في مصر , وثورة 14 تموز عام 1958 وثورة 17 – 30 تموز عام 1968 في العراق , وهي ذكريات غالية على كل عربي ناضل ويناضل من اجل تحرر الأمة العربية ووحدتها القومية وبناء الاشتراكية .

 

ان ثورة تموز – يوليو في مصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر دشنت عصر النهضة القومية للأمة العربية وأنهت فترة الركود والخضوع للاستعمار , وثورة 14 تموز بقيادة الضباط الأحرار التي أسقطت صرح نظام العبودية والإقطاع والرجعية النظام الملكي صنيعة الاستعمار البريطاني , وثورة 17-30 تموز في العراق بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي , والتي وضعت العراق على طريق النهوض الثوري وطرد الاستعمار وبناء تجربة وطنية وقومية فذة وغنية نقلت العراق الى عصر النهضة والتقدم وتحدي الاستعمار والصهيونية والرأسمالية العالمية .

 

ورغم الانتكاسات والتصدعات الحادة التي حصلت نتيجة ضخامة التآمر الاستعماري الصهيوني في مصر بصعود الساداتية التي أرادت القضاء الى النهج الوطني والقومي التقدمي للمرحوم عبد الناصر , ورغم احتلال العراق بعد اليأس من إفشال تجربة النهضة الثورية الوطنية والقومية فيه وإيقاف مسيرة بناء عراق تقدمي عصري قضى على ألامية والفقر والتخلف , فان الحركة الوطنية العربية اليوم تعيش عصر المقاومة المسلحة , التي ألحقت طليعتها الباسلة وقوتها الرئيسية المقاومة العراقية الهزيمة النكراء بأكبر قوة إمبريالية وهي الإمبريالية الأمريكية و مسجلة أعظم الانتصارات , لذلك فان نضال امتنا خرج بخيار المقاومة الثورية المسلحة من مأزقه الخانق الذي وجدت نفسها فيه منذ هزيمة حزيران - يونيو عام 1967 .

 

كذلك يتزامن مع هذة الإحداث التاريخية , حدث كبير في حياة حزبنا الشيوعي العراقي وهو انضمامه الى الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية التي تمثل القوة الضاربة الرئيسية والفعالة للحركة الوطنية العراقية والمعبرة عن تطلعات شعبنا العراقي البطل والممثلة الأمينة له بكافة مكوناته .

 

ان انضمام حزبنا للجبهة حدث هام وكبير يؤشر تقدم الحركة الوطنية العراقية ونضجها ونجاحها في تقليص الآثار السلبية للصراعات التي أضرت القوى الوطنية العراقية وأنهكتها وفتحت ثغرة واسعة استغلتها الإمبريالية الأمريكية وإيران للتسلل الى داخل صفوفنا وتوجيه ضربات قاسية وأحيانا قاتلة لإطراف الحركة الوطنية العراقية واحدة بعد أخرى .

 

ان حزبنا الشيوعي العراقي وهو يحتفل بهذة الإحداث مطالب بالوقوف بحزم وشجاعة ومسئولية في مواجهة استحقاقات المرحلة التاريخية الخطيرة التي تمر بها امتنا العربية وشعبنا العراقي وتسليط الأضواء على منعطفات دروب النضال وتحديد واجباتنا ومهماتنا الوطنية والقومية الاجتماعية , من اجل تحشيد طاقات جماهيرنا الواسعة والاعتماد عليها مباشرة في مواصلة نضالاتنا التاريخية وحسم الصراع المصيري الحالي.

 

ان حزبنا الشيوعي العراقي يطرح الخطوط العامة لاستراتيجيته الوطنية العامة من اجل غنائها بآراء قواعده وكوادره وأبناء شعبنا كافة , وفيما يلي ابرز هذة الخطوط :-

 

أولا – على المستوى الوطني العــراقي .

 

يؤكد حزبنا على المنطلقات الأساسية التالية :

 

1 – ان المهمة المركزية والأساسية لكافة القوى الوطنية العراقية , هي تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي , وإعادة بناء الدولة والمجتمع وتحقيق السيادة والاستقلال التام . هذة المهمة هي التي تحدد نهج ومسار واليات الحركة الوطنية العراقية وتفرض متطلبات المرحلة التاريخية .

 

2 – ان وحدة القوى الوطنية العراقية ووحدة المقاومة العراقية هما الخطوتان المطلوبتان الآن للتعجيل بتحرير العراق وضمان تجنب مزالق النزعات الانفرادية والمغامرات الفئوية , التي سوف يستغلها الاحتلال حتماً ولن تتم إلا على حساب تحرير العراق واستقراره وامن وسلامة مواطنيه , لذلك فان حزبنا يؤكد بان أي تهرب من تحقيق وحدة القوى الوطنية ووحدة فصائلها المقاومة المسلحة تحت أي غطاء أو ذريعة غير مقبول ويشكل مؤشراً خطيرا وسلبيا على الجهات التي ترفضها . ان الاختلافات الإيديولوجية والسياسية لم تكن في يوم من الأيام مانعا فعالاً لتحقيق وحدة القوى الوطنية في أي بلد من البلدان المحتلة , بل أثبتت التجارب التاريخية الحديثة ان كافة القوى المناهضة للاحتلال وقفت صفا واحدا وموحدا ضد الاحتلال , وأجلت خلافاتها الإيديولوجية والسياسية لما بعد التحرير , كما حصل في الصين وفيتنام وكوبا والجزائر وغيرها . فهل يختلف العراق عن باقي بلدان العالم كي يتذرع البعض بوجود خلافات إيديولوجية وسياسية تمنع التوحد ؟ .

 

3 – ان تجربة العراق خلال نصف القرن الماضي أثبتت بلا غموض أو لبس ان حزب البعث العربي الاشتراكي , قد احتل الموقع الريادي الأول والاهم في مقاتلة الإمبريالية والقوى المساندة والداعمة لها أو المتحالفة معها ضد قضايا العراق والأمة العربية , فبالإضافة لخوضه نضالاً وطنياً مثابرا وثابتاً ضد الاحتكارات النفطية وتأميمه للنفط , وهو أهم أهداف الحركة الوطنية العراقية , فقد نحج في بناء نظام وطني تقدمي حقق نقلة نوعية متميزة في حياة شعبنا العراقي تمثلت في إزالة الفقر والأمية ومجانية الطب والتعليم وإعداد ألاف الكوادر الفنية وحل المشكلة الكردية حلا سلمياً ديمقراطيا – وهو الحكم الذاتي الحقيقي – والاعتراف بالقومية الكردية , وإقامة الجبهة الوطنية التقدمية التي ضمت أهم القوى الوطنية وفي مقدمتها حزبنا الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الاشتراكي , وطور الجيش ليصبح واحداً من أعظم جيوش العالم ودعم حركات  التحرر العربية خصوصاً في فلسطين وفي العالم وعزز حركة عدم الانحياز ... الخ.

 

ان مسيرة البعث التقدمية والثورية هذة قد وضعتنا في صف وخندق واحد معه وفرضت علينا وعلى غيرنا واجب الاعتراف بان تجربة البعث ليست ملكاً له بل هي ملك لجميع العراقيين وقواهم الوطنية الخيرة . ان تحالفنا مع حزب البعث العربي الاشتراكي من هذا المنظور هو تحالف استراتيجي ثابت قائم على التقاء في المباديء والاستراتيجية الوطنية, وتعمقت هذة الحقيقة وأخذت إبعادها النضالية المشتركة بتتويج البعث نضالاته باللجوء الى المقاومة المسلحة مباشرة بعد غزو العراق وإشعاله حرب التحرير الوطنية بعد ان اعد لها لما لا يقل عن عشرة سنوات في تدريب حوالي عشرة ملايين عراقي على حروب العصابات الشعبية وتوزيع السلاح على ملايين العراقيين منذ عام 1991 . لذلك فان تحالفنا مع البعث يشكل القاعدة الأساسية  لعملنا الوطني ونضالنا الثوري المشترك من اجل تحرير العراق وبناء الدولة والمجتمع وإعادة تأميم النفط والسير معا على طريق بناء الاشتراكية .

 

4 – ان تحالفنا مع البعث ليس هدفه فقط تامين الشروط الموضوعية لتحرير العراق بل أيضا انه مقدمة لابد منها لإعادة بناء وحدة الحركة الوطنية العراقية على أسس استراتيجية وليس تكتيكية تقوم على إعادة بناء الثقة التي دمرتها سياسات الانفراد بالسلطة وإقصاء الآخرين منذ عام 1958 . ان بناء وهيكلة وحدة القوى الوطنية يشكل أهم الشروط المسبقة لغلق الأبواب بوجه التآمر الخارجي من جهة , والتمهيد لبناء وحدة القوى اليسارية من جهة ثانية من اجل إكمال مسيرة التحرير والبدء ببناء المجتمع الاشتراكي .

 

5 – ان حزبنا الشيوعي العراقي وفي ضوء الدور التاريخي للبعث في مقاتلة ومحاربة الإمبريالية وداعميها الإقليميين والدوليين يعتقد جازماً بأنه لا يمكن الجمع بين مناهضة الإمبريالية ومعاداة البعث تحت أي شعار أو حجة , فمعاداة البعث في هذة المرحلة التاريخية الحاسمة يخدم بلا أدنى شك الاحتلال الأمريكي ويعززه وبغض النظر عن تبريرات العداء هذا . لذلك ندعو وبحرص شديد وبروح كفاحية عالية الوطنيين العراقيين للتحرر من سياسات معاداة حزب البعث العربي الاشتراكي وإعادة بناء العلاقات الوثيقة معه على أسس خدمة القضايا الوطنية والقومية وقبول دعواته الصادقة والمتكررة لوحدة القوى الوطنية .

 

6 – وكما انه لا يمكن الجمع بين مناهضة الاحتلال ومعاداة البعث فانه لا يمكن الجمع بين الشيوعية ودعم الاحتلال وخدمته مباشرة أو بصورة غير مباشرة. ان حزبنا أعلن مراراً أدانته ورفضه المطلق للزمرة الخائنة التي يقودها – حميد مجيد وفخري كريم زنكنة والتي تخلت منذ زمن بعيد عن الشيوعية وأصبحت عميلة للمخابرات الأمريكية والصهيونية ومطية للاحتلال . لذا ندعو جماهير حزبنا الى مواصلة عزل واحتقار ونبذ هذة الزمرة الخائنة وتبرئة حزبنا الشيوعي العراقي من عارها ودنسها وعمالتها بالالتفاف حول اللجنة القيادية للحزب .

 

7 – لقد التزم حزبنا الشيوعي العراقي بقوة وحزم ووضوح بدعم المقاومة الوطنية المسلحة واعتبرها الطليعة المقدامة لشعبنا ولحركتنا الوطنية العراقية, والتي نعول عليها في تحرير العراق, لذلك فان حزبنا يضع كل إمكانياته وطاقاته في خدمة المقاومة ويعد نفسه جزء منها.

 

8 – لقد أوضحنا بان تحرير العراق لا يتم إلا بالمقاومة المسلحة , أما العمل السلمي فلكي يكون وطنيا يجب ان يخدم المقاومة المسلحة وليس العكس . لا تحرير للعراق إلا بالمقاومة المسلحة, ولا تفاوض مع الاحتلال إلا بعد قبوله لشروط المقاومة الوطنية وحقوق العراق والاستمرار في اعتماد فوهة البندقية ناطقاً رسميا باسم شعبنا.

 

9 – ان حل المشكلة الكردية الوحيد هو في إعادة الحكم الذاتي واحترام القومية الكردية وحقوق بقية الأقليات العراقية والتمسك بوحدة العراق أرضا وشعبا ً.

 

10 – ان على جميع القوى الوطنية العراقية نقد تجربتها خلال نصف القرن الماضي من اجل استخلاص الدروس والعبر وتصحيح الأخطاء والتخلص من عقده وسلبياته وبدء مسيرة التوحد الصادق , مع الأخذ بنظر الاعتبار ان هذا النقد يجب ان لا يصبح سيفاً يقطع الخيوط التي تربط القوى الوطنية ولا وسيلة إحراج لهذا الطرف أو ذاك , فالمهم هو النوايا الصادقة والتي يعبر عنها في السلوك العملي .

 

ثانياً – على المستوى القومي العربي يؤكد حزبنا الشيوعي العراقي على ما يلي :

 

1 – ان القضية الفلسطينية يجب ان تحل بالعودة الى المقاومة المسلحة , ويجب التخلي عن أوهام الحل السلمي , فالعدو الصهيوني الغاصب وكما أثبتت تجربة أكثر من نصف قرن مصمم على تحقيق أهدافه العدوانية التوسعية استناداً الى القوة الغاشمة المدعومة بتكتيكات التفاوض مع العرب التي لا تهدف إلا الى تضليل وخداع العرب وسرقة الوقت من اجل إكمال احتلال كل فلسطين وأجزاء من بلدان عربية أخرى .

 

2 – ان قضية تحرير العراق تشكل مقدمة لابد منها لتحرير فلسطين والاحواز والاسكندرون والجزر العربية الثلاثة وسبتة ومليلة في المغرب . حالما تهزم الإمبريالية الأمريكية في العراق فان كل الترتيبات الأمريكية القديمة والحديثة ستنهار وكل الإطراف التي استمرت في الوجود بفضل الدعم الأمريكي سوف يتلاشى . ان معركة المصير العربي تحسم في العراق , لذلك فان الواجب القومي لكل عربي هو دعم المقاومة العراقية مادياً وسياسياً وإعلاميا .

 

3 – ان حزبنا الشيوعي العراقي وهو يرفض السياسات المعادية للوحدة العربية التي انتهجتها قياداته التاريخية المنحرفة والعميلة يؤكد ان تحقيق الوحدة العربية هدف رئيسي لحزبنا , فلا تقدم كامل وحقيقي ولا تحرر كامل وحقيقي ولا قوة للعرب إلا بالوحدة , فبالإضافة لكوننا ننتمي لأمة واحدة قسمها الاستعمار فان طبيعة قوانين العصر الحديث تفرض بإلحاح التوحد العربي , وإمامنا لوحة العالم التي نرى فيها أمما مختلفة تتوحد كالاتحاد الأوربي الذي يضم اممأ وقوميات مختلفة , فكيف يبقى العرب مجزئين مع إنهم امة واحدة وشعب واحد ؟ ان حزبنا يعد النضال من اجل الوحدة العربية احد أهم أهدافه الرئيسية وان كل من يعادي الوحدة يريد ان يحكم على الأمة كلها بالفناء والتحلل أو في أفضل الأحوال الوقوع تحت هيمنة القوى الدولية والإقليمية الطامعة .

 

4 – يدعو حزبنا الى تحقيق وحدة القوى اليسارية والقومية والوطنية والإسلامية في الوطن العربي على أسس تحرير العراق وفلسطين وكل ارض عربية محتلة , ورفض الحلول والمشاريع الاستسلامية والنضال الدائم من اجل تحقيق الوحدة العربية .

 

5 – ورغم ان حزبنا يعرف طبيعة الأنظمة العربية , فانه يدعوها الى التوقف عن معاداة الجماهير وقضاياها المصيرية لان الإمبريالية والصهيونية قدمتا المؤشرات القوية على أنهما مستعدتان للتضحية بهذة الأنظمة من اجل مصالحها , وهذة الحقيقة وضعت الأنظمة تحت سيف الإمبريالية والصهيونية . ان التوجه القوي لعقد صفقات بين أمريكا وإيران على حساب العرب , وتصاعد الدعوة لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام على حساب الكيان الوطني الأردني مثالان قويان يؤكدان ما يرى حزبنا انه توجه قائم ويهدد الأنظمة العربية مثلما يهدد الجماهير العربية .

 

6 – يؤكد حزبنا بان المقاومة المسلحة ليست هدفاً بحد ذاتها بل هي وسيلة , فمادام الاحتلال موجوداً فان المقاومة حاجة طبيعية وضرورية ملحة , أما اذا تحررت الارض فان المقاومة تصبح لاغية تلقائياً , وطبقاً لهذا فان حزبنا ينبه بان استغلال المقاومة واسمها وقدسيتها لخدمة أهداف دول في الإقليم كإيران وليس لتحرير الارض , توجه خطير ومضر بالمقاومة الحقيقية ويحقق أهدافا خطيرة على حساب الأمة العربية .

 

7 – ان حزبنا وفي ضوء تجربة العقود الثلاثة الأخيرة بشكل خاص يرى ان هناك تحالفاً واضحاً بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وإيران هدفه تمزيق الأمة العربية وتذويب هويتها القومية وفرض تقسيم مصالح بين هذة الإطراف الثلاثة على حساب العرب . لذلك فان النضال الوطني والقومي يجب ان يتجه ضد هذة الإطراف الثلاثة بنفس القدر والأهمية .

 

ثالثاً – على المستوى العالمي يؤكد حزبنا الشيوعي العراقي على ما يلي :

 

1 – لقد أثبتت تجربة أكثر من سبعة عقود من الزمن ان الشيوعية حالما تبتعد عن جماهيرها وتصبح امتداداً للدولة مهما كانت صفة الدولة تفقد طبيعتها الكفاحية الشعبية وتتحول الى تنظيم عسكري أو شبه عسكري منظم خاضع لمركز دولة بيروقراطي وقومي , وهذا هو السبب الرئيسي في انهيار المعسكر الاشتراكي . لذا فان حزبنا الشيوعي العراقي يؤمن أيمانا عميقاً بان الشيوعية لا يمكن ان تعود الى الصعود مجدداً إلا اذا عادت كما ولدت حركة شعبية نضالية منظمة ملتصقة بأهداف الجماهير خصوصاً تحرير الإنسان من كافة إشكال الاستغلال وليس الاستغلال الطبقي وحده رغم انه مصدر المشاكل الرئيسية في أي مجتمع فيه تمييز طبقي وبقائها – الشيوعية – مستقلة عن السلطة اذا لم تكن تقودها . ومن يعتقد ان الشيوعية هزمت امام قوة وصواب الرأسمالية واهم كلياً لان الأخيرة اشد مرضاً من – شيوعية – الدولة البيروقراطية أو الدولة القومية , وبوضوح أكثر لقد انهار المعسكر الاشتراكي بسبب ثغرات داخلية استغلها الغرب وساعدت كثيرا في التعجيل بإسقاطه .

 

2 – كما اتبتت التجربة التاريخية في العقود الماضية ان الاشتراكية العلمية بكافة  إشكالها الجذرية هل الحل الوحيد لمشاكل الإنسان الاجتماعية والاقتصادية , فالرأسمالية بعد ان وجدت إنها انفردت بالهيمنة والتحكم بمسار العالم بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وطليعته الاتحاد السوفيتي وانشغال الصين بالتنمية , كشفت عن وجهها بكامل ملامحه القبيحة التي كانت تخفيها خوفاً من المعسكر الاشتراكي , وظهرت على حقيقتها – رأسمالية متوحشة – وهو وصف أطلق عليها من قبل كتاب غربيين برجوازيين , هدفها الحقيقي هو النهب بكافة الوسائل ومهما كانت النتائج مضرة ومدمرة , ان غزوات أمريكا بعد غياب المعسكر الاشتراكي وتخليها عن شعارات احترام الشعوب وحريتها واستقلالها والتي كانت ترفعها لإضعاف الشيوعية وتبنيها لأشد أساليب القهر والقمع وحشية كما ظهر في غزو العراق وأفغانستان مثلاً , أكد للعالم اجمع ان الرأسمالية هي مصدر الشرور الرئيسية في المجتمع الإنساني , وأعاد تأكيد ان الاشتراكية هل الحل الجذري الوحيد لمشاكل كل المجتمعات البشرية .

 

3 – لقد برزت الحاجة الملحة لإعادة بناء الشيوعية في العالم على أسس جديدة في مقدمتها ضرورة انعدام المركز العالمي الواحد وضرورة الحفاظ على الاستقلالية التي تراعي متطلبات طبيعة وتطور البلدان مع الحرص على وحدة وروح إطار التضامن الاممي والتعاون والتنسيق الاستراتيجي انطلاقا من المباديء والأهداف المشتركة التي تصب في خدمة البشرية جمعاء , وليس بالتبعية لمركز واحد متحكم من اجل الانتصار على الرأسمالية عالميا . وعلى هذا الأساس فان حزبنا يدعو كل مناهضي الإمبريالية في العالم الى التوحد على أسس ديمقراطية وتركيز الجهود من اجل إلحاق الهزيمة الحاسمة بالرأسمالية وخصوصاً بعد ان انكشفت عيوبها الخطيرة وثبت إنها نظام محكوم عليه بالفناء كما أكدت تجربة الانهيارات المالية في أمريكا والتي انتشرت الى العالم وجرته الى تداعياته الكبيرة  .

 

4 – ان المهمة الأساسية للقوى المناهضة للإمبريالية في العالم هي التبرؤ والتخلص من سياسات المساومة والركوع للإمبريالية والتي تجلت في الكثير من الأحزاب الشيوعية بعد انهيار المعسكر الاشتراكي , ولعل تجربة خيانة قيادة الحزب الشيوعي العراقي للقضية الوطنية العراقية ولمباديء الشيوعية تقدم لنا مثالاً حياً وقوياً على هشاشة تركيب الحركة  الشيوعية العالمية . نحن نطالب كل القوى الديمقراطية المحبة للسلم والاشتراكية في العالم إدانة النهج الخياني لقيادة الحزب الشيوعي العراقي التي تعاونت مع الاحتلال وأصبحت من بين أقوى داعميه ممثلة بحميد مجيد وطغمته الفاسدة ورفض أو سحب الاعتراف بها والتعامل معنا – نحن اللجنة القيادية للحزب الشيوعي العراقي – كممثلين للحركة الشيوعية العراقية الحقيقية وورثة الإرث النضالي للشيوعية في العراق .

 

رابعاً – على المستوى الإيديولوجي يؤكد حزبنا الشيوعي العراقي على ما يلي :

 

1 – كما ان التجربة التاريخية للحركة الشيوعية العالمية قد أثبتت ان قيام المادية الجدلية على فلسفة كونية الحادية كان عنصراً اصطناعياً اضر بشكل خطير جدا بالحركة الشيوعية ووضعها في تناقض حاد وحاسم مع ملايين الناس المؤمنين بالله وبمعتقداتهم الدينية وكان احد أهم أسباب اندحار المعسكر الاشتراكي . ان الإلحاد كان زائدة دودية في الجسد الايديوليوجي للشيوعية تفجر ونشر سمومه القاتلة فيه وأهمها العزلة عن ملايين الناس المؤمنين بالله , خصوصاً هدف نضال الأحزاب الشيوعية وهم العمال والفلاحين . لذا فان حزبنا يدعو الى التخلي عن النظرة الإلحادية واحترام معتقدات الناس الدينية والتقييد بالمادية التاريخية التي تقدم التفسير الصحيح لأسباب بؤس المجتمعات البشرية وهو وجود الاستغلال والتمييز الطبقي ., ويعلن حزبنا رفضه الموقف الإلحادي ليس لأنه خاطيء فلسفياً فقط  بل لأنه أيضا يعزل الشيوعية عن الجماهير التي تناضل من اجل تحريرها من الاستغلال الطبقي .

 

2 – وهذا الموقف ليس من اختراعنا  نحن بل انه ظهر في الثمانيات حينما تكون تيار الشيوعية الأوربية – يوروكوميونسم  - في ايطاليا وفرنسا ورفض الصيغ الدوغمائية للشيوعية العالمية ودعا الى شيوعية منفتحة ومؤمنة أو على الأقل تترك الحرية للاختيار الحر بين الأيمان والإلحاد , شيوعية لها وجه إنساني واضح يتجاوز قسوة الدولة البيروقراطية ومركزية التوجيه من موسكو أو غيرها .

 

3 – لقد تميزت الدوغمائية الشيوعية والطابع الذيلي والانتهازي لعمل أحزابها بإدانة القومية العربية واعتبارها ظاهرة برجوازية يتناقض الالتزام بها مع الأممية الشيوعية , وهذا الموقف كان خطئا وأوقعنا في انحراف وشذوذ في موقفنا من القضية الفلسطينية حيث دعت الأحزاب الشيوعية العربية الى التحالف بين اليهود والعرب ضد الرأسمالية وقبول الكيان الصهيوني الغاصب على ارض فلسطين العربية والاعتراف به منذ قيامه ! ان القومية تكون ظاهرة برجوازية وسلبية حينما تكون أداة قهر وغطاء استغلال , أما حينما تكون تعبيراً عن حاجة امة مستعمرة ومجزأة ومحتاجة الى التحرر والوحدة فان القومية تكون ظاهرة تقدمية وبالتبعية يكون النضال من اجل الوحدة العربية وتحرير فلسطين واجباً شيوعياً أصيلا وليس دعوة برجوازية كما يعتقدها البعض .

 

يا جمــاهير شعــبنا العــراقي الأبــي.

يا أبناء امتنا العربية.. وكل الأحرار في العالم .

أيها المثقفــــــون الثوريــــــون.

 

ان اللجنة القيادية للحزب الشيوعي العراقي تضع هذة الملامح الاستراتيجية بين أيديكم من اجل المساهمة معنا في الارتقاء بمستوى نضالنا , ولذلك فنحن بحاجة لدعمكم لنا عبر أرائكم واغناء استراتيجيتنا بما ترونه مفيداً

وفي الختام نتوجه بتحياتنا وتقديرنا العالي للمناضل الرفيق عزت إبراهيم الدوري الأمين العام للحزب الشقيق حزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس جمهورية العراق الشرعي والقائد العام للقوات المسلحة العراقية وقائد جبهة الجهاد والتحرير , على ان يبقى حزبنا الشيوعي العراقي الحليف الثابت لحزبكم المناضل من اجل تحقيق طموحات شعبنا وامتنا في التحرير والاستقلال .

 

عاش العراق واحدا قويا تقدمياً متحررا من الاحتلال وجزءا أصيلا لا ينفصل عن أمته العربيـــــــــــــة.

عاشت وحدة المقاومة العراقية المسلحة طليعة نضال شعبنا .

عاشت وحدة القوى الوطنية العراقية وفصائلها المقاومــة .

والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار وعلى رأسهم الشهيد الخالد صدام حسين.

 

الحــزب الشيــوعي العــراقي
اللجنــة القيــادية
‏الأحد‏،
٢٦ / تمــوز / ٢٠٠٩ م

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٤ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / تمــوز / ٢٠٠٩ م