عيد '' المالكي '' الوطني و قصدية تشويه التاريخ العراقي

 
 
 

شبكة المنصور

ماجدة علوية
في تأريخ العراق القريب على متناول الذاكرة ليس ثمة أعظم من انتصارين مهمين خطهما العراقيون في القرن العشرين، كان الأول يتمثل في ثورة العشرين في الثلاثين من حزيران من العام 1920 وأما النصر المدوي الآخر فتمثل في الثامن من آب من العام 1988 عندما تجرع الخميني سماً من كأس الهزيمة التي أذاقها له بواسل العراق بقيادة بطل النصر الشهيد الخالد صدام حسين.

 
ولأن الأميركيين متقهقرون ومنسحبون من شوارع المدن باتجاه قواعد ثابتة في الثلاثين من حزيران الجاري، حسب الاتفاقية الأمنية المبرمة بينهم وبين حكومة المزبلة الخضراء، فجاء هذا الأمر مدعاة لأن تتفق عبقرية المالكي لكي يعلنه يوماً وطنياً أو عيداً للاستقلال كما يقول، ويجمع حوله ثلة من الإعلاميين ليبدأ لغواً ممجوجاً سمجاً، ثم تتحول السماجة إلى وقاحة تحط من قدر تأريخ مشرف لعراقيين كان سلاحهم في العشرين من القرن الماضي، الشرف أولا ً و الفالة و المكوار و المهوال يزجي أشعاراً تلهب الحماسة في قلوب الرجال لتدحر الإنجليز المحتلين، بينما النساء كن يمسكن بخطوط الدعم المعنوي وحتى الإسناد اللوجستي في غالب الأحيان. ثورة العشرين ذاكرة حية ما زالت تعيش بيننا بالصوت والصورة والكتاب والقصيدة والبرنو المعلقة على جدار ذكريات أمس البطولة وزمان الرجال.

 
أمر مضحك حقاً أن يقرن المالكي بكل عمالته وخسته يوم ذكرى انتصار ثورة العشرين ثورة العراق الكبرى بيوم انسحاب الأمريكيين من المدن ويعده ذلك انتصاراً أيضاً.. لو كان هذا الوضيع يملك ذرة من وطنية أو انتماء للعراق وتاريخه وعروبته لما أصدر مثل هكذا قرار يضاف إلى غيره من قرارات حطت وتحط كل يوم من كرامة العراقيين أمام العالم أجمع.

 
لكني لا أعتب على المالكي، لا أعتب على عميل متهالك على تبويس لحى وأقدام أسياده في إيران والبيت الأبيض، ومثلي إن عتبت عليه أو على سواه رفعت من شأنه، وشتان بين الحر والعبد!! .. لكني أعتب، وفي قلبي غصة ألم، على "شيوخ" هذا الزمان الذي يفاخرون بما صنع أجدادهم في ثورة العشرين، وكلما جمعهم مكان راحوا يذكرون قصة الإنجليزي المحتل الذي أرسل لهم ليبتلعهم لكنه غص بهم أو كما "هوس" أجدادهم حينذاك:" ودوا يبلعنا وغص بينا"!!..

 
يا أهلي يا شيوخ العراق، ترى اليوم من غص بمن؟! ألا يستحق منكم أولئك الذين صنعوا لكم مجداً تتمسكون بتلابيبه حتى اللحظة أن تنتفضوا من أجل ذكراهم ودمائهم وشرفهم المهان على لسان المالكي وغيره؟!..

 
 ثورة العشرين، ثورة الشعب التي طردت المحتلين الإنجليز من أرض العراق أسمى من أن تقترن بيوم يختاره عميل  مثل المالكي ليكون عيداً "استقلال" لوطن محتل..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٣ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / حزيران / ٢٠٠٩ م