اسمح لي أن استل من ما كتبته في رائعتك عن البعث السطور الآتية  :

"هذا حزب عاد إلى جذره، كواحد من أكثر الأحزاب العربية تمسكا بقيمه ومبادئه وتطلعاته، ووقف ليعمدها بالدم.

وهو عربيا، الأخير. انه آخر العروبة، وآخر الوحدة القومية، وآخر التضامن العربي، وآخر التحرير، وآخر التكامل، وهو السطر القومي الأخير في النضال من اجل تحرير فلسطين.

أنظر إلى الخارطة العربية، تمعن في أحزابها، وستجد انه الوتد الأخير"..

وهنا لابد لي أن أسجل إعجابي بما كتبت، وتمنيت أن يكتب كل المعارضين واليساريين وحتى العروبيين ودعاة القومية العربية بالموضوعية التي كتبت بها عن حزبنا المجاهد حزب البعث العربي الاشتراكي..

غير أني، وبرغم ما أوردت سلفاً من إعجاب وبنحو خاص بالسطور التي اخترتها من كامل المقال الرائع، أود أن أضيف، أن البعث لم "يهجر" جذوره حتى يعود إليها، وطالما كان البعث أمام الامتحان تلو الامتحان وليس أعظم من امتحان بل محنة فلسطين ثم محنة احتلال وطننا العراق الأبي، فما كان من جذور البعث إلا أن تحفر عميقاُ وتتمسك بالأرض التي تنغرس فيها..

أيها العراقي المناضل الشريف

لا تخف على جذور أصلها ثابت في الأرض ذلك لأنها تستمد بقاءها وديمومتها من قوة هذه الأرض وقدسيتها وتاريخها وعروبتها.. وهكذا هو البعث مثلما وصفت أنت، وتد أخير قوي لخيمة الجهاد، بل هو فارس عربي أخير اختار طريقين لا ثالث لهما إما البقاء مع النصر والتحرر، وإما الموت أو الشهادة، وكلا الأمرين من شيم الفرسان.

أما قولك هو آخر العروبة.. نعم البعث آخر العروبة، آخر ملامحها وقسمات وجهها، وصوت لغتها التي نفهم، لا عوج في لسان البعث العربي ولا عجمة تعتريه..

لقد تعبت مصانعهم من "إنتاج" أحزاب مكوناتها بمواصفات أميريكية وصهيونية وفارسية وأخرى تتدثر بدثار الدين وهي منه براء، وأخرى طائفية وغيرها عنصرية.. ولننظر معاً، أين قواعد تلك الأحزاب، أين سوح نضالها، ماذا قدمت للفقراء وماذا قدمت للأيتام والثكالى؟؟ وماذا وماذا و ماذا ، وتطول القائمة.. أحزاب لا تجيد شيئاً سوى التهديم وأول بناء هدموه هو الإنسان في وطني.

و" الإنسان بناء الله ملعون من هدمه"

و البعث هو السطر القومي الأخير في النضال من أجل فلسطين.. نعم هو كما تقول أيها الكاتب المناضل، وفي الغالب يكون السطر الأخير بالنسبة للكاتب البارع هو الأجمل من بين كل السطور التي يخطها يراعه، إذ قد تكون الحبكة كلها في السطر الأخير، والحبكة دائماً هي أساس الكتاب.