حِزْبُ البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي   أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة   ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
قيادة قطرالعراق   وحدة    حرية   اشتراكية
المكتب العسكري    
 

الناسخ والمنسوخ ... والمفاهيم المستقاة من ذكرى الثلاثين من حزيران

 
 
 

شبكة المنصور

المكتب الثقافي / أب المتوكل على الله - فرع نينوى العسكري
يٌخطأُ من يظن بأن الأمور تجري في العراق بعفوية وبدون توجيه كأحد الاستحقاقات للمحتل والمفروضة على الشعوب المقهورة وأن للمحتل الحق في مسخ ذاكرة الأمة وسحقاً لآرادة شعوبها التي تربطها بقادتها الأحرار المقاومين مستغلا ألته العسكرية والفكرية  لتقوم بمسخ وإعادة تأهيل اصطفاف المتنطعين وأشباه الرجال تحت راية المحتل عُباداً ومسبحين بحمده  كونه ربيب نعمتهم وهو منْ أجلسهم على كراسي الحكم بعد أن أسقط نظام الحكم الوطني ..

 

ما أشبه اليوم بالبارحة يوم قامت هذه العشائر العراقية الأصيلة المعدمة والتي طالما عانت من أفتي الجوع والاحتلال الانكليزي البغيض وانتفضت عليه في الثلاثين من حزيران عام 1920 وهذا التاريخ لا ينساه الجيش الانكليزي يوم نَكًل به العراقيين من أبناء العشائر وقطعوا عليه طرق إمداداته اللوجستيه ودمروا جيوشه في الحبانيه والصحراء ولقنوه درسا ما استطاعت ذاكرته أن تنساه واليوم عاد بوجهه القبيح مع صاحبه القذر الأمريكي معتقدا انه قادر على إعادة الكرة وتصفية حساباتهم القديمة وانتقاما من الشعب العراقي أبناء ثورة العشرين ( أبناء الرجال الرجال الذين حطموا عنجهية الانكليزي بأدوات الرعي والصيد البسيطة والمكوار الذي غلب الطوب الانكليزي) .

 

عادوا بعد أن قام في العراق نظام سياسي عربي أصيل قاده فتية امنوا بربهم وزادهم الله هدى .. وكانت ثورة البعث في العراق  قادرة على استيعاب كل خططهم والثورة الفتية قادرة على تنمية ارض العراق وشعبه ليكون مثالا يقتدي لأمة العرب والإسلام ..

 

عادوا من اجل هذا وغيرها ويكسروا الثوابت التي تربى عليها العراقي الأصيل والذي حمل السلاح بيديه العاريتين ومكشوف الصدر ليواجه الهمرات والدبابات الأمريكية في شوارع بغداد والموصل والنجف وارض الفلوجة لهو خير برهان على قيام مقاومة أصيلة وهذا الذي أرعبهم وأجبر شيطانهم بوش اللعين أن يقول بأنه في لحظة يأس  كان على حافة اتخاذ قرار خطير كان من شانه أن يغير جميع خطط أمريكا في المنطقة وهو الانسحاب الأمريكي الواقع تحت ضربات المقاومة والتي بلغت أكثر من 360 عملية يوميا عام 2006 .. حتى أنهم كانوا يضللون قادتهم وصناع القرار في واشنطن بان الأمور لم تنفلت من أيديهم وتحت السيطرة ولكن الخطب كان أعظم ..

 

حتى بدؤا يفكرون في كيفية الحفاظ على ماء الوجه بطرق جديدة وتخفيف حدة المقاومة المتصاعدة بالعراق ومن خلال الاستماع للمشورات المقدمة من أذيالهم بخلق عملية سياسية بموافقة المحتل ومحاولة الإمساك بخيوط اللعبة وكان الرأي الذي طرحة السياسي المخضرم ( كما يحلو له أن ينعتوه) و المدعو جلال الطلباني والذي استطاع أن يقنع الأمريكان بزيارته المشهورة الى واشنطن ولندن في ربيع عام 2004 بضرورة إعادة توجيه اللعبة بإشراك العراقيين إدارة العراقيين في الإدارة المدنية (لآن أهل مكة أدرى بشعابها) وأنهم قادرون على القضاء على المقاومة وتمرير المخطط الأمريكي بأقل التضحيات ( كما كانوا يتوهمون ) من خلال تشكيل مجلس الحكم سئ الصيت وعودة الحاكم المدني الأمريكي ( بول بريمر ) بطائرة محملة من أموال العراقيين والنفائس التي سرقوها من متاحف العراق والأمر تم تنظيمه على عجل وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة علاوي وكان يوم تسليم السيادة للعراقيين يوم ال30 من حزيران 2004 (كما سوقوا له) ومرت الأيام وحدث ان تصاعدت المقاومة الباسلة وجددوا الحكم لإدارة بوش اللعين على أمل كسر شوكة العراقيين وتحقيقا لأهدافهم في ولاية لأربع سنوات  وضربوا الفلوجة والنجف والموصل ..

 

وخضع صانع القرار السياسي الأمريكي وتحت ضغط الشارع الأمريكي واستغاثة الأمهات والمطالبين بوجوب سحب القوات من العراق والذي صار بالنسبة لهم فيتنام جديد وعندها بدأ التفكير بجديه للبحث عن الخلاص  وتشكل فريق عمل موحد في الكونكرس الأمريكي ممثلا بحزبيه (الجمهوري والديمقراطي) والذين التقوا في فريق عمل موحد تحت تأثير الإحساس بان المصالح الأمريكية مهددة ووجود إسرائيل أصبح على المحك كأحد النتائج السوقية للمقاومة العراقية التي كسرت حاجز الخوف لدى العرب والمسلمين ومصالح الأمريكان واليهود مهددة في العالم .. عنها تشكل فريق (  بيكر – هاملتون ) والذي قاموا بزيارات مكوكية للعراق والمنطقة وتوصل الى نتائج بان الكارثة واقعة لا محالة بالجيش الأمريكي والتوصية بوجوب الانسحاب من العراق بأقل خسائر ( وهو الأمر الذي كانت تصر عليه المقاومة بوجوب جدولة الانسحاب ) مع المراعاة بوجوب الحفاظ على المصالح الأمريكية في الخليج وكيفية إدارة الصراع القادم مع الايرانين بأسلوب القوة الناعمة والتدخل في شؤونها ومعرفتهم إن بقاء 130 ألف جندي أمريكي على ارض العراق وتحت رحمة المقاومة والتهديد الإيراني أصبح أمر لا يمكن احتمال عواقبه وعلية تم التوصل بوجوب الانسحاب التدريجي من العراق وأول خطواته الانسحاب من المدن العراقية الى قواعد عسكرية خاصة (ولكنه في الحقيقة أعادة انتشار للقطعات الأمريكية من خلال أتباع إستراتيجية جديدة لآدارة المعركة تبدآ بإبرام اتفاقية أمنية تنتهي بسحب القطعات في 2011 ) ..

 

والملاحظة المثيرة للجدل ان الانسحاب يكتمل يوم ال30 من حزيران 2009 .. وهو نفس اليوم الذي انتصر فيه العراقيون على الانكليز في ثورة العشرين وهو يوم انتصر فيه العراقيون على الأمريكان لمرتين يوم 30 حزيران 2004  و30 حزيران 2009 بأن اجبروا المحتل بان يعيد حساباته ويبحث عن مخرج فيه يسلم الملف الأمني وإدارة البلاد لأزلامه من الطفيليات الفاسدة التي تقتاد على جسد الشعب العراقي المبتلى بأنصاف الرجال الذين سودهم مالكهم الأمريكي لإيقاع الأذى بهذا الشعب الجريح ...

 

وان ذكرى الثلاثين من حزيران ستبقى حية وقادرة على بعث الهمة وروح المطاولة لأبناء الجيش العراقي الأصيل والذي كان أول تأسيسه في السادس من كانون عام 1921 يوم تشكل فوج موسى الكاظم وهو جيش المهمات الصعبة وشواهد القبور من شهدائه في رفح والنقب لا زالت قائمة لتذكر اليهود وصنائعهم بان الصراع والمنازلة الأخيرة للشعب العربي ولازالت روح الجهاد ماضية بوجود رجال أمثال القائد الرمز ( صدام حسين ) رحمة الله وقائد الجهاد والمجاهدين والذي اختط طرق الكفاح والجهاد في  خطى الرسول الأعظم محمد الأكرم صلى الله عليه وسلم وصحبة واتباعة وشيخ الطرق المحمدية الأصيلة والمتجذرة في العراق وارض المسلمين من شيوخ الحقيقة والطريقة أبناء الطريقة النقشبندية وهو الرئيس المجاهد الذي لم يمنعه المرض وكبر العمر من ركوب الصعاب والتعالي على الجراح السيد الرئيس المنصور بالله ورجاله الصالحين (( عـــزت الـــدوري )) حفظه الله ذخرا للوطن وبارك الله بالسواعد التي جاهدت وباقية على العهد والولاء لله وارض الرافدين وما خانوا طهر تراب العراق وعفة العراقيات ....

 

وحيا الله رجال المقاومة الإسلامية والوطنية بكافة فصائلها ويبقى يوم ال30 من حزيران رائدا للمخلصين الذين اجبروا المحتل وأرغموه على الخضوع وحفظ الله الجيش العراقي الأصيل وليس جيش الميليشيات والذي يقوده أنصاف الرجال صنائع الأمريكان أمثال بابكر زيباري وغيرهم والذين ابدوا اعتراضهم على تسليح الجيش بالسلاح الثقيل وإبقائه جيشا مكشوف الظهر أمام الخطر الإقليمي الإيراني  .

 

 

ولكن الخير باق بأمة المصطفى والعروبة والإسلام قاهرة الأمريكان والانكليز والقادرة على قهر الأذناب ....


(( وأن كانت دولة الكفر ساعة فأن دولة الحق الى قيام الساعة ))


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

المكتب الثقافي

أب المتوكل على الله  - فرع نينوى العسكري

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٩ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / تمــوز / ٢٠٠٩ م