الفهم الشعوبي لرمزية البطل

 

 

شبكة المنصور

أبو جعفر الطيار

تحاول الشعوبية والأقلام العميلة السامة وسماسرة الاحتلال في العراق التمنطق والتلاعب بالألفاظ وهي تسمح لنفسها التحدث باسم البعث وصف المشهد البعثي بعيداً عن المبادئ الأصيلة لهذا الحزب العريق وتاريخه النضالي وأخلاقيته وهي تصف ما حدث ويحدث في العراق محاولةً دس السم الفارسي الصهيوني بعسل الدعاية الأمريكية وإعلانها المضلل ظناً منها أنها تستطيع بسهولة تلوين البعث بريشة البراباكاندا الأمريكية وهي تحاول إعطاءه رقماً يضاف إلى قائمة الأرقام الفاسدة المطروحة على الساحة العراقية مجرد القبول بزواج المتعة على الطريقة الفارسية الأمريكية وإيجاد من يتعامل باسم البعث مع النظام العميل الذي افرزه الاحتلال كواحد من البدائل التي تضمن استمرار بقاءه ووجوده في العراق .

 

يقابل ذلك طلاق البعث بالثلاثة من مبادئه وأخلاقه القومية النبيلة والتأمرك ولبس رداء الخطوط الحمراء كما تلبسه القوى التي طالما تمشدقت إمام تنظيماتها وإمام الجماهير العربية وتاجرت بالتقدمية والديمقراطية والحرية والتمسك بتعاليم الإسلام والجهاد وحب الأوطان ومعاداتها للإمبريالية والصهيونية ومثلت ادوار شتى عندما كانت في حضانة هذا المعسكر أو ذاك وبالتالي يكشف الاحتلال أنها لم تكن إلا من حصة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي وملاذها الأمن في التآمر على العراق والعروبة والإسلام كما جرت العادة عبر كل مراحل التاريخ (( إيران )) وكان البعث في العراق طيلة العقود الثلاثة والنصف من نضاله على الساحة العراقية يكشف عمالة هذه القوى أمام الجماهير حتى وصفها البعض بالإعلام البعثي المضاد لكنها كانت الحقيقة بعينها التي صدق ويصدق بها شرفاء ومناضلوا الأمة على عموم ساحة الوطن العربي .

 

إن الشعوبية وأقلامها وهي تضن أنها تعيش عصرها الذهبي في العراق تمارس مؤامرةً مفضوحة وهي تتناول مشروع موائمة البعث وإمكانية قبوله في العملية السياسية لولا تمسك البعث والبعثيين بـ ( رمزية البطل القومي ) مستهدفة بذلك شخص الشهيد الخالد صدام حسين وتدعوا في محاولة لذر الرماد في العيون التنصل عن تجربة العراق الثورية في 17 – 30 تموز بذريعة أنها السبب وراء مجيء المحتل كما هي دعوتها التنصل عن رمزية البطل القومي وهي دعوة موجهة إلى الإنسان العربي ليعيش ذليلاً منزوع الإرادة لأنها تدرك جيداً أن صدام حسين مثل بشجاعته كبرياء وشموخ أمة .

 

فالشعوبية التي تعطي لنفسها الحق ان تتخذ من أبي لؤلؤة الفيروزي رمزاً لها ويحق لها أن تمجد المقبور محمد باقر الحكيم وتسميه شهيد المحراب وتجعله رمزاً لها وبطلاً وشهيداً وقد اشرف على تعذيب وقتل العراقيين وهم أسرى وعزل في أقفاص الأسر ويحق للشعوبية تأليه الخميني وتنسبه إلى آل البيت وتقدسه وقد تسبب إصراره على استمرار الحرب على العراق الملايين بين شهيد وأسير ومعوق وأرملة ويتيم ناهيك عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالعراق طيلة سني الحرب كما يحق لإسرائيل اعتبار دلعاد شاليط بطلاً قوميا شنت بسببه حرباً أطول من حرب حزيران وهدم جنوب لبنان وقتلت الأطفال والشيوخ والنساء وشردت عشرات الآلاف دون ان يحرك العرب وزعمائهم وجامعتهم والمؤسسات الدولية ساكناً .

 

وفي الجانب الأخر تحرم الشعوبية على البعث والبعثيين (( رمزية البطل القومي )) الذي مثل بوقفته بوجه الامبريالية العالمية والصهيونية والفرس والغطرسة الأمريكية والاحتلال الأمة العربية اشرف تمثيل وكان في استشهاده من اجل المبادئ والعروبة والإسلام كل العرب فهل للعرب في هذا العصر اشرف وأبهى وأشجع وأقدر من صدام حسين ؟

 

هل يستطيع الحكام العرب والساسة إن يكونوا يوماً واحداً من حصة مبادئهم وعروبتهم وشعبهم كما كان صدام حسين هل يستطيع قطر عربي واحد ان يقف لأسير عربي كما وقفت إسرائيل لدلعاد شاليط هل يتذكر الشعوبيون يوماً المعتقلات الأسيرات من العراقيات والفلسطينيات في سجون الاحتلال أم إن من يسمع الصوت قد مات بموت المعتصم فلم يعد هناك من يصرخ ( واه معتصماه ) لان حبل الوصل مع الغيرة العربية قد انقطع وللقصور الرئاسية والملكية جدران عازلة للصوت لا تسمع النداء وان صدام حسين لازال يرعب كل هؤلاء بما فيهم الحاكم العربي فهل بقي للشعوبية بعد هذا فهم لرمزية البطل وقد ماتت ضمائرهم وأعمت سياسة التفريس بصائرهم وصدق فيهم قول الشاعر . .

أنك تسمع لو ناديت حياً

                                       ولكن لا حياة لمن تنادي

 
 

أبـــو جعفــــر الطيـــــار
مســــؤول الهيئـــة الإعـــلاميـــة لجيــــش المعتــــز بالله

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٢ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / تمــوز / ٢٠٠٩ م