دور العملاء في تنفيذ المخططات المرسومة لهم من قبل الاحتلال ..

 
 
 

شبكة المنصور

محمد بلال
ربما قد لا يتصور البعض بأنه هناك ادوار رسمها المحتل للعملاء الذين جاءوا معه أو الذين عملوا معه بعد الاحتلال وقدموا له الخدمات الإعلامية منذ اليوم الأول للاحتلال وساهموا في مشاريعه الاقتصادية , وبالتالي وضعوا أنفسهم في خدمة مخططاته العدوانية التي استهدفت ومازالت تستهدف وحدة الأمة والوطن وعملت على تجزئة وتفتيت الشعب وخلق حالة من الانقسام والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد , تحت أغطية مختلفة سياسية أو دينية أو مذهبية أو عرقية , لا يهم العنوان لان المهم هو إن يقتل العراقي أخاه الأخر تحت هذه الحجج والذرائع وتفجر الجوامع و والحسينيات والكنائس والمنازل , ويهجر المواطنين من دورهم وبالتالي يقسم العراق إلى شمال كردي ووسط سني وجنوب شيعي , ومن ثم تجزأ هذه الأقسام المجزأة على أسس اجتماعية وعشائرية , وهكذا يتم إضعاف العراق وإبعاده عن دوره العربي الإنساني , تنفيذا للمخططات الأمريكية الصهيونية الإيرانية في شل قدرة العراق العسكرية والمالية والسياسية , التي تميزت بثقلها الكبير على الساحتين العربية والدولية في الفترة التي سبقت الاحتلال , وبالتالي تتحقق أهداف إسرائيل وإيران التوسعية في الجزء الشرقي من الوطن العربي , بعد أن قام حسني مبارك بتنفيذ السياسة المرسومة له في الجزء الإفريقي من الوطن العربي .


وهكذا أوعزت إيران لعملائها من الأحزاب الصفوية التي دخلت العراق بعد الاحتلال لتعميق منهج التجزئة والانقسام , ورفع شعار الطائفية المقيتة والمناداة بما يسمى فيدرالية الجنوب على غرار ماهو موجود في الجزء الشمالي من العراق مايسمى بإقليم كردستان , لذلك أوعزت إسرائيل لعملائها بالتصرف سياسيا وفكريا وإعلاميا واقتصاديا بما يحقق هذه الأهداف الاستتراتيجية ليضمن امتداد دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات .


من هنا قامت إسرائيل بزج العديد من المنظمات التي أعطت لها أسماء وهمية وأطلقت عليها اسم المنظمات الإنسانية , علما بان قوات الاحتلال أبدت لهذه المنظمات كافة التسهيلات المطلوبة للدخول إلى دوائر الدولة ومؤسساتها بل أجبرت رؤساء الدوائر ومن خلال الضغط الذي تمارسه الأحزاب السياسية الكردية التي تسيطر على هذه المناطق , بالتعامل مع هذه المنظمات ومساعدتها باعتبارها تقدم خدمة مجانية للشعب كما يدعون .


من هؤلاء العملاء الذين كلفوا بدور تجسسي كبير لصالح المخابرات الأمريكية والصهيونية , وتحت غطاء اقتصادي هو العميل ( سركيس اغاجان ) الذي اسند له , وبإيعاز من الموساد , منصب وزير المالية في ( حكومة إقليم كردستان ) , وبدا بتنفيذ السياسة الإسرائيلية الكردستانية وذلك بناء العشرات من القرى في شمال العراق والقيام بمشاريع بكلفة خيالية تحت غطاء ديني , وقد تدفقت عليه الأموال من أوربا وأمريكا وإسرائيل , لأنه يدعي بان هذه القرى هي لتخليص المسيحيين من الاضطهاد العربي , وعندما لم يستجب له الإخوة المسيحيين بالانتقال لشمال العراق , بدأت العملية الثانية وهي قتلهم وتفجير منازلهم وكنائسهم وبالتعاون بين الموساد الإسرائيلي والبارستن الكردية , ولا ننسى ملايين الدولارات التي تدفقت على السماسرة والتجار العاملين مع الموساد الإسرائيلي , من اجل شراء الأراضي والعقارات في كركوك ونينوى واربيل , لاستحداث مناطق خاصة باليهود الذين سوف يتم إسكانهم في هذه المناطق على أساس إنهم يهود أكراد .


ولا يفوتنا هنا أن نذكر بان الأقليات الأخرى قد تعرضت وما زالت إلى سياسة التهجير والقتل والذبح على الهوية التي تقوم بها المليشيات الكردية وأجهزتها الاستخبارية بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي , الذين يتجولون في مدن الشمال العراقي بسياراتهم الخاصة المعروفة للجميع وبكل حرية , كما حدث لإخواننا الشبك واليزيديين والتركمان ثم يلصقون تهمة القتل والتهجير بالمقاومة العراقية , علما بأنه باتت معروفة للجميع هوية منفذي هذه الأعمال الإرهابية وأسبابها وغايتها .


لذلك نرى بان دور العملاء لا يقل عن الدور التآمري الذي قام به الاحتلال الأمريكي في تدمير العراق وقتل شعبه وتجزئته , من هنا ندعو جميع العراقيين لمحاربة الاحتلال وأعوانه والالتفاف حول المقاومة العراقية الباسلة لتحرير ارض العراق من الاحتلال البغيض وإعادة العراق إلى ممارسة دوره الحضاري في خدمة العروبة والإنسانية وان يوم النصر آت وقريب انشالله . وستشهد الأيام اندحار الاحتلال وأعوانه وعملائه على أيدي العراقيين البواسل الذين سطروا أروع الملاحم في الذود عن ارض العراق وشرف الأمة .

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٤ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / أب / ٢٠٠٩ م