تغيير الطابع السكاني والثقافي لبعض مناطق نينوى

 
 
 

شبكة المنصور

محمد بلال
مما لاشك فيه إن ممارسات الأحزاب الكردية العميلة , في عملية تغيير الطابع السكاني والثقافي والقومي مستمرة على قدم وساق في المناطق الشمالية من محافظة نينوى , والتي جرت بعد احتلال العراق من قبل الأمريكان والبريطانيين والصهاينة والصفويين في 4/9/2003 , بدءا من تغيير أسماء المدن والأحياء والشوارع إلى إجبار أصحاب المحلات بوضع لافتات باللغة الكردية , ثم منع ارتداء الملابس العربية كالعقال وإجبار الطلبة على الدراسة باللغة الكردية وزرع بذور الكراهية والحقد بين المواطنين العرب والأكراد في المناطق التي يسيطرون عليها بل إن ما يثير الضحك إن الأمر وصل منع بعض الأكلات بحجة إنها عربية ( كالهبيط والدليمية ) ومنع زراعة بعض الأشجار كالنخيل لأنها حسب ادعائهم تمثل رمز العروبة , علما بأنهم قاموا بإقلاع أشجار النخيل من بعض المناطق من ناحية بعشيقة .


ومن الممارسات التي ينتهجها المسؤولين في هذه الأحزاب والأجهزة الاستخباراتية والأمنية التي تعمل معهم , منع المواطنين من مواصلة العلاقة مع مدينة الموصل ومتابعة من يتردد على الموصل ويتهمونه بالإرهاب , وذلك لجعل العلاقة مع المحافظات الشمالية واقع حال لايمكن تغييره بسهولة وهذا ما يحدث فعلا في أقضية الشيخان وسنجار ومخمور وناحية بعشيقة وزمار , حيث قامت هذه الأحزاب ومليشياتها بوضع عراقيل أمام زيارة المسؤولين في المحافظة لهذه المناطق , كما أنها منعت إجراء لقاءات للوجهاء والشيوخ الذين يمثلون هذه المناطق مع هؤلاء المسؤوليين الحاليين .


ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إنهم بدءوا من الآن يحضرون لعملية الإحصاء وقاموا بجرد أسماء الموظفين المكلفين بالإحصاء واستدعائهم لغرض توجيههم بتغيير القومية لليزيديين والشبك وإجبارهم على كتابة القومية الكردية واستمال لغة التهديد والوعيد لكل من يخالفهم الرأي ويصر على قوميته العربية, علما بأن اليزيديين هم عرب اصلاء وكذلك الشبك الذين يعتز اغلبهم بقوميتهم العربية وان من يدعي الكردية من اليزيديين والشبك لا يشكل 5% من مجموع سكانهم .


أضف إلى ذلك فان دستور ما يسمى بإقليم كردستان قد خذل هذه المكونات الاجتماعية حيث لم يشير الدستور إلى اليزيدية والشبك وصهر هويتهم القومية والدينية في بودقة الهوية الكردية , مما أدى إلى امتعاض الجماهير في هذه المناطق , وقاموا بتسمية مرشح واحد فقط لما يسمى ببرلمان كردستان من أبناء الطائفة اليزيدية ولن يتم تسمية أي مرشح من الشبك , وقد أثار ذلك حتى العاملين معهم والذين كان لهم دور تأمري كبير في تغيير الهوية القومية لليزيديين فاحتج على ذلك العميل (بير خدر سليمان ) وهو مؤسس مركز لالش , البوق الإعلامي لعملية التنزيف والتكريد الذي يمارسه الحزبين الكرديين العميلين ضد اليزيديين , وكذلك (شيخ شامو ) احد الذين كانوا من المتحمسين جدا لسياستهم الشوفينية والذي كان يقوم بأحسن الأدوار وأقذرها في تشويه الهوية القومية لليزيديين.


كما إن التفجيرات الأخيرة التي طالت مناطق الأقليات تشير أصابع الاتهام إلى الأحزاب الكردية ومليشياتها وأجهزتها الاستخبارية , وان مانراه اليوم من تصرفات غير مسئولة من قبل بعض من يحسبون أنفسهم وجهاء وشيوخ هذه المناطق لا يمثلون حقيقة الشعب في هذه الأقضية والنواحي , الذي ينتظر بفارغ الصبر للتخلص من سيطرة هذه الأحزاب ومليشياتها , والمساهمة في تحرير الوطن من الاحتلال وبناء العراق الواحد أرضا وشعبا . . وان غدا ألناظره القريب .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢١ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / تمــوز / ٢٠٠٩ م