لوكال بابل القديم ... والمعتز بالله الحديث

 
 
 

شبكة المنصور

محمد حميد الزهير

من يقرءا التاريخ العراقي القديم يجد أن الناس في العصر البابلي الأول والثاني له قيادتين الأولى القيادة الدينية والثانية القيادة الخدمية والإدارية ، ولكن حين تتعرض إمبراطورية بابل إلى أي كارثة تهدد البلاد والعباد سواء كان غزو أجنبي أو فيضانات أو طاعون أو قحط وما إلى ذلك ، تحل القيادتين نفسها وتنتخب شخص واحد يتولى مسؤولية القيادة بالكامل ودون تدخل أي جهة مادام الطارئ قائم ،ويكون هو المرجع والآمر والمسئول في كل شؤون الحياة وذلك من أجل أن تكون عملية القيادة صارمة ودقيقة إلى الحد الذي يكون هذا الشخص مطلق الصلاحايات لكونه كفيل بتحمل المسؤولية ، وعادة ما كان ينتخب من  بين العناصر التي يشار لها بالبنان ، وله تجربة غنية مشهود لها ، وكان يطلق على هذا المنقذ والقائد أسم ( لوكال ) وبعد انتهاء الحدث الكارثي تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قبل .

 

وحديثي اليوم يسحبني إلى قناعة ثابتة وهي : أن المواطن العراقي ومهما تقادم الزمن يبقى يحمل في جيناته الوراثية من تقاليد وممارسة  الأجداد وعبر التأريخ .

 

ومن تلك الصورة البابلية الصحيحة الماضية إلى الصورة الحالية ثمة تطابق بين شخصية ( لوكال البابلي ) وشخصية ( المعتز بالله ) المهيب الركن غزة إبراهيم الدوري .

 

هذه الشخصية التي استطاعت وبقدرة فائقة ومواقف ثابتة وشرعية أن تستقطب جميع القوى المناهضة للاحتلال  من جماهير حزب البعث وكذلك من عدد الفصائل الجهادية التي بلغ تعدادها 37 فصيلاً جهادياً مضاف إلى جهات ومنظمات متعددة ، كل هذه الجهات والقوى مؤمنة أن هذه الشخصية الفذة هي الكفيلة بقيادة العمل الجهادي ضد المحتل الغازي وإنه ( لوكال العراق للعصر الحديث ) وهذا الأيمان والتأييد لم يأتي لهذا الرجل من فراغ ، فقد وهبه الله مكانة قل نظيرها إلا عند القلائل .

 

فهو في الدين عارف ومعروف  ، وفي العالم الخارجي تشهد له المحافل والمؤتمرات، وفي الشجاعة نعم المقاتل ، وفي الكرم يرخص عنده المال لكل محتاج وحاجة، وكل زبد الحياة ومغرياتها في نظره آفل ، يشخص الناس وله من البصيرة ما يشهد له الأقربون ، يحمل من الأخلاق الزاكيات الشمائل ، لا يقرب الباطل ويقول الحق ولو على نفسه ، وفي نشاطه المتفاني وفي كل مكان من أرض العراق في هذه الظروف الحرجة تجده متابع وماثل ويتفقد كل المقاتلين ويشد على أيديهم . يرعى اليتامى ، ويتابع عوائل السجناء ولا يفرق بين هذه العائلة وتلك سواء كانت تلك العائلة بعثية أو غير بعثية ، لأنه قائد يشعر بثقل مسؤوليته التاريخية . متسامح مع من يخطأ ، قوي الشكيمة ، له قلب طيب وعطوف . في العمل السياسي خبير ، مناضل قديم من أجل خير العراق والأمة العربية .

 

والمعتز بالله والمنصور بإذن الله وقائد الجمع المؤمن ، له من الصفات الحميدة الكثير والتي يعجز وصف الكاتب على تدوينها ،

 

لذلك أقول : إن من يحمل هذه الصفات الحميدة لا بد أن يتحقق النصر على يديه يوم يخرج المحتل وأذنابه من العراق مهزومين ، نعم النصر قاب قوسين أو أدنى ، هكذا بشرنا القائد الجسور والصنديد الذي دوخ أمريكا والصهيونية والصفوية وكل عملاء الأجنبي ، لله درك لقد حققت الأمل المطلوب في مواقف الرجال عند الحاجة والضرورة ، وكنت بحق الوريث الشرعي لذلك الشهيد البطل ( شهيد الحج الأكبر ) صدام حسين رحمه الله وطيب الله ثراه

 

دم قائداً جسوراً أيها المعتز بالله ونحن من خلال صفاتك وقدراتك ونكران ذاتك ، مؤمنين أنك لها يا أبا أحمد .

يا ( لوكال العراق )

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ١٠ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أب / ٢٠٠٩ م