ذراع طهران بين اضطهاد الشعب و مغامرات التحدي الدولية !

 
 
 

شبكة المنصور

منعم الزبيدي
دلت الاحداث الاخيرة التي عصفت بأيران في اعقاب تزوير الانتخابات لصالح احمدي نجاد طبيعة تصدع القيادات و تناحرها بين عدة معسكرات و تناقض الولاءات ما اجبر حكومة الولي الفقيه على اعادة استقراء الاحداث بشكل صحيح لا على اساس من التظاهر المسرحي في مواجهة الشعوب الإيرانية والرأي العام العالمي بأجراء تغييرات شكلية أو السعي الجدي لتنفيذ تلك المطالب للخروج من عنق زجاجة قمع حريات و حقوق المواطنين بمختلف قومياتهم ومذاهبهم وما طفى على السطح من حقيقة عدم وجود استراتيجية تغيير حكومية واضحة المعالم بدلا عن القيام بخطوات ترقيع وترميم و وعود مهلهلة بهدف اطالة عمرها للبقاء في سدة الحكم وعرف العالم انه منذ مجيء خميني و حلول الثورة الإسلامية عام 1979 إذ شهدت إيران بعد الشاه العديد من الاحداث الدراماتيكية التي قادت إلى تدهور خطير في بنية البلد لاسيما المعاناة المريرة التي جرت مع بدايات الثورة التي تجاوزت بشكل فاضح على حقوق الانسان مثل ارتكاب المجازر الدموية ضد المواطنين و زج الالاف في السجون التي اودت بحياة الكثيرين اثر إعمال التعذيب الوحشية ومن ثم الحرب التي اشعلتها ضد العراق وخرج منها المواطن الإيراني كخاسر اول و اخير و بعد انتهاء حرائق الحرب وشروع مرحلة اعادة الاعمار التي كانت بمثابة حقنة مخدرات لتخفيف الآم الشعب وما رافقها من استشراء سرطان الفساد المالي والاداري و بروز اورام الفئات الفاسدة وجمع الثروات و الاموال غير المشروعة وترك الشعب يأن جوعا وفقرا لكن الطامة الكبرى إن الاوضاع المأساوية ما زالت على حالها بوجود الحكومة الحالية حيث ازدادت تحت ظلها القاتم البطالة و الازمات الاقتصادية والسياسية وانعكست بدورها على الناحية الاجتماعية اذ تلاحظ ارتفاع اسهم معدل البطالة إلى اوجها وبحسب ما اعلنه مركز الاحصاء الإيراني الذي اشار إلى ارتفاع معدل نسب البطالة بين شريحة القوى العاملة البالغة 11.1 % مقارنة بالعام الماضي كما اوضح وصول معدلاتها إلى 20.4% بين فئات اعمار (15-29) عاما في السنة الجارية و بزيادة قدرها 1.8% مقارنة بالعام 2008 فضلا عن المبالغ الطائلة التي انفقها النظام الإيراني على المغامرات الخارجية و تطبيق سياسات التدخل في شؤون دول الجوار و مواجهة عقوبات الدول الكبرى بدلا عن الركون إلى اسس الاحترام المتبادل المنبوذة ايرانيا لأبعاد الانظار عن طبيعة المشاكل الداخلية خاصة بعد فترة الانتخابات الاخيرة وما نتج عنها من انشقاقات حصلت بين المتنافسين لكل تلك الأمور اصبح النظام الإيراني ممدد الجثة بين مطرقة الهيجان الشعبي العارم المتمثل بالمظاهرات الواسعة المطالبة بتغيير الحكومة و سندان الدول العظمى الساعية للأطاحة بها بسبب سعيها المحموم لأمتلاك السلاح النووي الذي يهدد امن و استقرار المنطقة برمتها .. اذ يبرز سؤال خطير مجهول الاجابة يتمثل بأمتلاك نظام راديكالي مجنون مصاب بداء التوسع أسلحة دمار شامل قد يضغط على الزناد في اية لحظة يجد نفسه محشورا في زاوية ضيقة تهدد وجوده الغير مشروع ما ينذر بأحراق العالم و يفتح جبهات حرب عالمية ثالثة طالما اجلتها الدول الكبرى بأعداد سيناريوهات الحرب الاعلامية الباردة بين اطراف النزاع الساعية للهيمنة على مقدرات اكبر عدد من رقعة طاولة الشطرنج الكونية !
 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٨ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / تمــوز / ٢٠٠٩ م