التواجد الموسادي الصهيوني في عراق ما بعد الاحتلال

 
 
 

شبكة المنصور

نبيل ابراهيم

لم يأت التواجد الصهيوني في عراق ما بعد الاحتلال  من فراغ، بل هو نتاج لمشروع قديم لطالما مني الكيان الصهيوني نفسه ببلوغه وتجسيد توجهاته فالمنظومة الإيديولوجية الصهيونية (ذات الخلفية الدينية الصارخة) إنما تعتبر العراق جزءا من (أرض إسرائيل الكبرى ) لن يطول بها الزمن (تقول فتاوى حاخاماتها الكبار) حتى تحققها على أنقاض أهلها وذويها.

 

 يقول نص التلمود بهذا الشأن ( أقيموا مذبحة لأبنائهم، اكنسوها بمكنسة الدمار هذه بابل الآثمة وأشور أرض الخطيئة... خربوها واجعلوها لا تسكنها إلا الفئران وهدموها حتى لا يجد العربي عمودا يربط إليه ناقته ) ,كما إن  العبارة المنقوشة على مبنى الكنيست الصهيوني (أرض إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل ) دليل على ذلك  فكل دولة لها دستور يحدد فيه مسمى الدولة وعلمها والغة الرسمية ودينها ونظام الحكم المتبع وحدودها إلا الكيان الصهيوني .

 

التعاون الصهيوني  الأميركي  في العراق

لا يحتاج المرء إلى بذل جهد كبير لأثبات التغلغل والتواجد والاختراق الصهيوني الموسادي في عراق ما بعد الاحتلال في كل ميادين الحياة كما وليس من الضروري أن نلجأ إلى حجج دامغة وأدلة ثبوتية قاطعة لتثبيت هذا التواجد والاختراق الصهيوني , فالواقع والوقائع تكشف عن مواكبة التواجد الصهيوني لقوات الغزو الأمريكي أثناء دخولها وغزوها للعراق منذ آذار عام 2003 . فلم يعد سرا أن الكيان الصهيوني كان شريكا في التحضير الأميركي لغزو العراق واحتلاله، كما إن العقيدة التوراتية قد لعبت دورا بارزا في التحريض على هذا الغزو. وكان المسؤولون الأميركيون ذوو التوجه الليكودي هم الذين حرضوا على غزو العراق واحتلاله، واستأثروا بنصيب الأسد من العراق بعد احتلاله، ومن أبرزهم الجنرال جي غارنر.

 

وعندما اشتعلت المقاومة العراقية في شتى أنحاء البلاد، لجأت القوات الأميركية إلى التعاون مع إسرائيل باعتبار القوات الإسرائيلية أكثر خبرة من القوات الأميركية في التصدي للمقاومين بحكم تجربتها الاحتلالية لفلسطين، فكان لا بد من تعاون أميركي إسرائيلي لقمع المقاومة العراقية.

 

أشارت بعض الصحف البريطانية والأميركية إلى مشاركة وحدات عسكرية إسرائيلية في سير المعارك. وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن ضباطا أميركيين تلقوا تدريبا في إسرائيل حول السيطرة على المدن، كما تلقى أكثر من ألف جندي من المارينز تدريبا في إسرائيل حول حرب المدن.

 

واستدعى البنتاغون الخبير العسكري والإستراتيجي الإسرائيلي في الجامعة العبربة بالقدس فان سيرفلد عام 2002 ضمن الاستعداد لغزو العراق لإلقاء محاضرات حول حرب المدن اعتمادا على نموذج مخيم جنين. وقد بنيت مجسمات للمدن والأهداف العراقية في جنوب فلسطين المحتلة لتدريب المارينز عليها، وكان من ملاحظات الخبير الإسرائيلي سيرفلد أن السيطرة على مدينة بغداد سيكون أمرا صعبا نظرا لوفرة السلاح والتدريب في العراق ولضعف المعلومات الاستخبارية الأميركية.

 

وذكرت صحف بريطانية في وقتها أن هناك وحدتين عسكريتين صهيونيتين ترابطان مع القوات الأميركية في غرب العراق، وقد زارهما عدد من كبار الحاخامات في فلسطين المحتلة.

 

ونشرت مجلة نيويوركر تقريرا مفاده أن القوات الخاصة الأميركية تلقت مساعدات صهيونية استخبارية وفنية، وأن بعض الجنود الصهاينة يتخفون في العراق كعرب وعراقيين.

 

وقد كشف جنرال فرنسي في تصريح لقناة (تي.في5) عن وجود 150 جنديا من الوحدات الخاصة الصهيونية داخل العراق لاغتيال العلماء الذين وردت أسماؤهم في قوائم مفتشي الأسلحة الدوليين. ويؤكد ذلك التقرير الذي أعدته الخارجية الأميركية ورفع إلى الرئيس الأميركي يوم 18/6/2005 أن وحدات الموساد والقوات الخاصة الصهيونية تعمل في الأراضي العراقية منذ الاحتلال,  وهذه الوحدات تعمل خصيصا لقتل العلماء العراقيين، ويوجد بحسب القناة الفرنسية نحو 3500 عالم عراقي يعملون في التصنيع  والتطوير العسكري.

 

عينت الإدارة الأميركية البروفيسور اليهودي نوح فيلدمان مشرفا على القضايا القانونية والتشريعية في العراق. وقد ضم فريق المستشارين الذين عينتهم الإدارة الأميركية للوزارات العراقية عددا من الإسرائيليين واليهود الأمريكان، مثل فيليب كارول مستشار وزارة النفط، ودور إيردمان مستشار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وروبن رافايل مستشار وزارة التجارة، ودون أيبرلي مستشار وزارة الرياضة، وديفد نعومي مستشار وزارة المالية، وديفد لينش مستشار وزارة والاتصالات.  و تؤكد المعلومات وجود 185 شخصية صهيونية أمريكية يشرفون من مقر السفارة الأمريكية فى المنطقة الخضراء على عمل الوزارات والمؤسسات العراقية - العسكرية والأمنية والمدنية،  ومن بين هذه الشخصيات، حسبما ذكرت الدراسة ديفيد تومي يشرف على وزارة المالية العراقية روبر رافائيل يشرف على وزارة التجارة العراقية  ليشات يشرف على وزارة الزراعة العراقية دون آمستوز، وديفيد لينش يشرفان على النقل والمواصلات نوح فيلدمان الذي كتب الدستور العراقى واستمد أحكامه من التوراة المحرف و فيليب كارول يشرف على وزارة النفط العراقية و بولا دوبريانسكي يهودية ماسونية تشرف على وزارتى شؤون المرأة وحقوق الإنسان العراقيتين و مارك كلارك يشرف على اللجنة الأولمبية العراقية و وزارة الشباب العراقية وهو صاحب نظرية إحلال الرياضة محل وزارة الدفاع , و الصهيوني شيكون فينومي مستشارا في الدفاع وتسموهي مارفي للصناعة و دون ابردمان للتعليم و شلومو معوز للداخلية إضافة  الى العديد من المستشارين الصهاينة مستشارين بوزارة التربية والتعليم  ويقع على عاتقهم مسؤولية تغيير المناهج التربوية بما يتناسب مع المصالح الصهيونية علما أن كل الوزارات والمؤسسات العراقية تخضع لسيطرة مؤسسة ران الأمريكية اليهودية وان كل أعضاءها هم أعضاء في الموساد الصهيوني او المخابرات الأمريكية .

 

وكشف  أيضا عن وجود كمّ كبير من الشركات الإسرائيلية الخالصة أو الشركات المتعدّدة الجنسية العاملة في العراق، وتمارس نشاطها إما مباشرة، أو عن طريق مكاتب ومؤسسات عربية في هذه العاصمة أو تلك.  ويأتي في مقدمتها كلها شركات الأمن الخاصة التي تتميّز بالحصانة ، وهي التي يتردّد أنها متخصصة في ملاحقة العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات والطيّارين العراقيين والعمل على تصفيتهم. ومن أبرز هذه الشركات شركة فالكون (الصقر)، شركة نمرود الرافدين، شركة ساندي، شركة العرجون، شركة قرة جوغ، شركة الصفد، شركة سيكيوريتي غلوبل، شركة بيروت، شركة الصفّار، مجموعة الشاهر، شركة شجرة طوبى، شركة أرض الأمان.

 

وتقوم شركة سوليل بونيه التابعة لمجموعة نيكون فبينوى الصهيونية بمساهمات كبيرة في مجال البنى التحتية، وكذلك شركة أرونسون التي تعمل تحت غطاء شركات كويتية وأردنية، عدا عن شركات أخرى مثل كاردان للمياه، اشتروم للبناء، أفريقيا – اسرائيل للطرق السريعة، و"اسرائيل" المتخصصة بتقطير المياه. حتى الهواتف النقّالة استطاع الكيان الصهيوني الاستحواذ على عقود إنشاء شبكات الهاتف المحمول عن طريق ثلاث شركات، إحداها مصرية، وهي أوراسكوم تيليكوم، والإثنتان الأُخريان كويتيتان وهما الوطنية للاتصالات المستقلة، وشركة الاتصالات الشريكة مع مجموعة فودافون العالمية.

 

وبالنسبة للنفط ، باعتباره أحد الأسباب الرئيسية لإقدام أمريكا على غزوها للعراق، فتقول المعلومات المتوفرة أن عملية تشغيل المصافي تشرف عليه شركة بزان التي يترأسها يشار بن مردخاي، وتم التوقيع على عقد تشتري بمقتضاه نفطاً من حقول كركوك  وشمال العراق إلى فلسطين المحتلة عبر تركيا والأردن . كما إنها  غدت حاضرة بالاقتصاد من خلال شركاتها المباشرة (دان لتصدير الحافلات القديمة،  روينتكس المصدرة للمعاطف الواقية من الرصاص،  شيريونت حوسيم المصدرة للأبواب،  طيمور المتخصصة بصناعة الأصباغ،  تامي فور المتخصصة بتنقية المياه وما سواها) أو من خلال غطاء دول عربية (خليجية تحديدا) أو بتسهيلات من أصدقائها الأكراد حيث فسح المجال واسعا لرجال أعمال صهاينة وجنرالات متقاعدين ويهود من كل بقاع العالم (ما يناهز ألـ 100 شركة) لشراء الأراضي والمصانع والمزارع وما سواها.

 

أما الشركات الأمنية الصهيونية المرتزقة فهي تمارس دورها في التحقيق  والتعذيب المهين للأسرى والمعتقلين العراقيين بالتعاون  مع شركه تيتان الأمنية المرتزقة  في معسكر كوربر سيئ الصيت قرب مطار بغداد الدولي ومعسكر أبو غريب وسط العاصمة بغداد ومعسكر السي سي القديم في  قاعدة الحبانية غرب بغداد في حين إن عناصر الموساد الذين شاركوا  بالتوغل في عمق المناطق الغربية كانوا يتعمدون  إظهار  نجمه داود التي وشمت على أذرعهم ويرفعون بفخر العلم الصهيوني على مدرعات  القوات التي تداهم القرى والمدن في المناطق الغربية .

 

أن أول مكتب للموساد دشن في مطار بغداد الدولي واتخذت فرقة عسكرية كبيرة مع معداتها من نادي الفارس الموقع الرئاسي الكبير في حي العامرية القريب من مطار بغداد الدولي مقرها السري الذي يطل على مدرج المطار ويشرف على قاعة كبار الزوار , بينما يقدر عدد هذه القوة بـ 2400 عنصر من الموساد الصهيوني تدعى سرية ( مقتل ) وتعتبر من اكبر تشكيلات الموساد . فيما تتوزع  مكاتب الموساد في بغداد فندق الرشيد وفي فندق بغداد وسط العاصمة والمطل على القصر الجمهوري , وكذلك في فندق إيكال الواقع في ساحة الواثق في العلوية لكنه سرعان ما انكشف أمرهم واضطرت إدارة الفندق إلى التوقف عن العمل فورا والموقع الأكثر خطورة يقع في فندق السدير نوفوتيل والأبنية المجاورة للفندق وقد أحيطت المنطقة كلها بسياج كونكريتي وكان هذا المكان قد استهدف اكثر من مرة من قبل فصائل المقاومة العراقية الباسلة .

 

كما ويتخذ الموساد من المنطقة الخضراء مقرا آمنا لهم وتتوزع في كافة مؤسسات الدولة بصفة استشارية للتغطية على ممارساتها وان اكبر هذه المكاتب في المنطقة الخضراء يقع في قصر دجلة الرئاسي مقابل مجمع القادسية المطل على شاطئ دجلة وفي القصر الجمهوري مقر الفوج الخامس التابع للحرس الجمهوري الخاص الواقع في قلب المنطقة الخضراء كما و تنتشر مكاتب الموساد في أهم و أرقى المناطق في بغداد في حي الحارثية والمنصور و حي الجادرية و تتمتع بحماية مشددة توفرها القنصلية بالتنسيق مع الشركات الأمنية وتنشط مكاتب الموساد تحت مسميات وهمية كثيرة . ففي الجادرية تتوزع المكاتب في اكثر من زقاق نظرا للموقع المهم والقريب جدا من المنطقة الخضراء وتشغل جزء من نادي الزوارق الواقع على شاطئ دجلة مقابل منطقة الدورة والتابع للجنة الأولمبية العراقية و تمتد مكاتب الموساد إلى منطقة وفي مدينة المنصور شارع الأميرات مجاور البيت الصيني التي سيطرت عليه عصابات احمد الجلبي بعد الغزو مباشرة فيما كان قد تم افتتاح مكتب لجريدة ( يديعوت احرنوت ) الصهيونية في فندق الحمراء في الجادرية .

 

أما اخطر مراكز الموساد في العراق فتقع في معسكر الهضبة الغربية المحصنة بسلسلة من التلال الطبيعية و تحيطها من الجنوب بحيرة الحبانية زيقع ضمن هذه الهضبة اكبر مطار عسكري لتحرك عناصر الموساد داخل و خارج العراق بحرية تامة توفرها قوات الاحتلال , هذا عدا مقرات الموساد في معسكر السي سي في قاعدة الحبانية القديمة فيما تنتشر مقرات الموساد في المناطق الغربية من العراق داخل القواعد العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الأمريكي في قاعدة ( عين الأسد ) وفي بعض المواقع الرئاسية في المنطقة على شاطئ  الفرات و قاعدة الوليد الجوية وقاعدة القادسية والبغدادي قرب الحدود السورية .

 

كانت فصائل المقاومة العراقية  قد أجهزت على عدد من آليات الدفع الرباعي المصفحة التي تستخدمها عناصر الموساد واستولت على العديد من الوثائق والأجهزة التي تؤكد حقيقة انتشار الموساد داخل كل القواعد العسكرية الأمريكية في العراق .

 

بفعل العلاقات الخيانية المتميزة بين مسعور الطرزاني و جلال الطلي باني تنتشر مكاتب الموساد بكثافة وتتحرك بحرية كبيرة داخل شمال العراق تحت رعاية وحماية ميليشيا البيشمركة و شركة بلاك ووتر أحد اخطر الشركات الأمنية , وتستقر مكاتب الموساد في أرقى الأبنية الواقعة في مدينة عقرة و مصيف جمجمال و مدينة رانية وحتى مصيف  سره رش  مقر المسعور الطرزاني وتعمل هذه المكاتب على تسهيل استيطان اليهود في شمال العراق ويقدر عددهم بنحو 200 ألف يهودي ولقد كشفت التقارير الصادرة من أوروبا ونشرت من قبل الاستخبارات الفرنسية في 3 تشرين أول 2007 عن مشاركة 1200 عميل للموساد والاستخبارات العسكرية الصهيونية منذ عام 2004 لتدريب ميليشيا البيشمركة في اربيل والسليمانية  وإنشاء قوة كوماندوز تابعة للبيشمركة لتجنيد العملاء و دسهم في التنظيمات العاملة في المنطقة .

 

لقد منحت قوات الاحتلال الأميركي تراخيص تتيح للصهاينة امتلاك مناطق البترول في كركوك, فقد باشرت المخابرات الصهيونية  باستغلال مواقف قوات الاحتلال بإصدار موافقات او تراخيص لشركات صهيونية وهمية لشراء الأراضي العراقية بشكل سرى خاصة في( كركوك) وضواحيها وشمال وغرب العراق  بمساحة تقدر( 250) هكتار وقد تم تحويلها الى قواعد استخبارية تابعه للموساد والقيام بنصب أجهزه تكنولوجية  متطورة جدا شمال العراق بالتعاون مع العصابات الكردية وقوات الاحتلال على الحدود مع تركيا وسوريا للتجسس على سوريا وتركيا ودول الجوار والذي أثار حفيضة  تركيا وجعلها تتحرك بسرعة نحو المناطق الكردية لتصفية حساباتها مع المتمردين الأكراد ( حزب العمال الكردستاني التركي) أولا ومن ثم معالجه الأمر داخل شمال العراق الذى يطمح إلى الانفصال وإنشاء اخطر  كيان يهدد أمن وسلامة  الدول المجاورة للعراق  خصوصا سوريا وتركيا وإيران والتوسع على حساب هذه الدول لتحقيق الحلم الصهيوني بقيام بما يسمى( دوله كوردستان الكبرى)  من خلال الاستراتيجية الصهيونية العاملة في العراق لحل مشكله الطاقة وقله المياه ، وتوطين اكبر عدد ممكن من فلسطينيي الشتات في غرب العراق ولقد أوكلت هذه المهمة لتنفيذها إلى الخبير الاستراتيجي الجنرال الصهيوني ( نورمان ايزاك) .

 

التعاون الصهيوني مع خونة العراق من القابعين في المنطقة الخضراء 

لم تكن العلاقة التي ظهرت بين قادة الأحزاب الخيانية التي جلبها المحتل  وبين الكيان الصهيوني عقب احتلال العراق عام 2003 وليدة اللحظة، بل إنها محصلة جهود طويلة من لقاءات ما سمي  بالمعارضة العراقية ( خونة العراق ) مع زعماء صهاينة  في الكيان الصهيوني وغيرها من بلدان العالم، لا سيما أوروبا وأميركا , ومن هؤلاء نوري عبد الرزاق وأحمد الجلبي وانتفاض قنبر وكنعان مكية حيث كانت "رابطة الدفاع اليهودي" إحدى أقدم المنظمات الصهيونية قد وجهت رسالة شكر إلى هؤلاء الأشخاص لما قدموه من خدمات جليلة للكيان الصهيوني .و حينما سلط الضوء على زيارة مثال الالوسى العلنية إلى الكيان الصهيوني صرح  ( لا أدري لماذا هذه الضجة  فلست أنا الوحيد الذى زار إسرائيل فالكثير من أعضاء الحكومة  زاروها  حتى المعممين منهم خلعوا العمائم واستبدلوها  بالجينز وتمت زيارتهم بسلام) .

 

 أما حلقة الضغط من أجل علاقات طبيعية ومتميزة بين بغداد وتل أبيب فتتكون من ست شخصيات تدير الاتصالات السرية مع إسرائيل. وتتردد هذه الشخصيات على انفراد على تل أبيب عبر مطارات أوروبية ومن تركيا، ومنهم مسعود برزاني وجلال الطالباني ورئيس مليشيات البشمركة الذي اعتاد زيارة إسرائيل عندما أقام في مستشفياتها في أغسطس/آب 2004. وقد وافق إياد علاوي عندما كان رئيسا لوزراء العراق على فتح سفارة لإسرائيل قرب السفارة الأميركية في منطقة القصر الجمهوري، ولم تمض أربعة أشهر على احتلال أميركا للعراق حتى أعلن افتتاح مركز إسرائيلي للدراسات الشرق أوسطية في بغداد، ليكون أول بداية علنية للتغلغل الإسرائيلي في "العراق الجديد".

 

في نهاية تشرين الثاني من عام 2008م نشر تقرير حول وثيقة للحزب الإسلامي العراقي تبين وبشكل واضح ولا لبس فيه السياسة الخيانية التي اقرها هذا الحزب لنفسه وتبين موقفه  الخياني من الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي كما تبين هذه الوثيقة والتي هي عبارة عن خطة عمل وبرنامج واهداف هذا الحزب في مرحلة احتلال العراق ومنها عدم الاعتراض على سفارة ( إسرائيلية) في بغداد تمهيدا لنيل الدعم الأمريكي لتعيين الهاشمي رئيسا للجمهورية.

 

وقد دعا جلال الطلي باني في مقابلة له في قناة إسرائيل الثانية رجال أعمال إسرائيليين إلى الاستثمار في العراق، فيما كان بنيامين نتنياهو عندما كان يشغل منصب وزير المالية قد أعلن إلغاء الحظر الإسرائيلي على الشركات بالتعامل مع العراق . كما يقوم الموساد الصهيوني بمساعدة البيشمركَة الكردية بقتل وتصفية واعتقال العلماء والمفكرين والأكاديميين العراقيين (السنة والشيعة والتركمان والمسيح). بالإضافة لتهجير الآلاف منهم، بغية استجلاب الخبرات الصهيونية وتعيينها بدلاً عنهم في الجامعات العراقية- الكردية. بالإضافة لسرقة الموساد ( بمساعدة العصابات الكردية ) الآثار العراقية وتهريبها الى المتاحف الإسرائيلية عبر شركات الخطوط الجوية "الدنماركية، والسويدية، والنمساوية، والعراقية". كما تقوم وحدات من الـ"كوماندوز" الصهيوني بتدريب القوات الأميركية والعراقية على أساليب تصفية نشطاء المقاومة في العراق، وذلك في القاعدة العسكرية "بورت براغ" فى شمال كارولينا,  للخبرات التي يمتاز بها الموساد الصهيوني فى مجال السيطرة على حرب العصابات.


كما أسس الموساد بنك القرض الكردي الذي يتخذ من مدينة السليمانية مقراً له ومهمة البنك المذكور السرية تقتصر على شراء أراض شاسعة زراعية ونفطية وسكنية .

 

أن اخطر عملية سطو شهدها العراق كانت سرقة اقدم مكتبة تضم اندر المخطوطات التي تدون حقبا مهمة من تاريخ العراق القديم حيث سرق عناصر من الموساد أهم مكتبة تابعة لجهاز المخابرات العراقية والتي تضم نسخا نادرة من التوراة وقد تم التسلل إليها عبر سرداب في جهاز المخابرات العراقي بعد أيام قليلة من الغزو ودخول قوات الاحتلال لمدينة بغداد ومن بينها نسخة من التوراة مكتوبة على جلد غزال ومعها سرقت وثائق مهمة تابعة لجهاز المخابرات نقلت إلى نادي الصيد العراقي من قبل أفراد عصابة احمد الجلبي وفيها معلومات وأسرار خطيرة عن الدولة العراقية و مؤسساتها وخططها وهو ما كان يبحث عنه الكيان الصهيوني من عقود طويلة .

 

ذكرت إذاعة الكيان الصهيوني يوم 8/11/2005 أن رجال أعمال إسرائيليين دخلوا الأراضي العراقية من الحدود التركية بهدف الاجتماع مع عدد من الفنانين الأكراد وجلبهم إلى إسرائيل ليحيوا عروضا فنية أمام يهود ينحدرون من أصل كردي. وهذا ما أكدته صحيفة إسرائيلية تعد برنامجا للسياحة الدينية اليهودية المنظمة إلى قبور الأولياء في شمال  العراق ولم يكتف الأكراد بتقديم كافة التسهيلات للسياح اليهود في شمال العراق، بل إنهم منعوا بعض العرب من الدخول إلى الأماكن التي يوجد فيها السياح اليهود، والهدف حمايتهم حيث انهم كانوا قد سجلوا هناك حضورا لافتا للانتباه عام 2005. وكشفت صحيفة "ميلييت" التركية في عددها الصادر يوم 11/12/2003 أن شخصيات يهودية قدمت قروضا ميسرة للأكراد بقيمة 300 مليون دولار، وذلك لشراء أراضي العرب والتركمان في شمال العراق. وقد أكدت مصادر الجبهة التركمانية يوم 27/6/2004 أن مئات اليهود أخذوا يشترون أراضي واسعة في مدينة كركوك وضواحيها بخمسة أضعاف أسعارها الحقيقية.

 

لقد وقع إبراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة الموالي لإيران الصفوية رئيس  حكومة الاحتلال الثالثة على اتفاقيه إقامة علاقات( مثاليه) على حد تعبيره مع إسرائيل وفتحت أول قنصلية صهيونية في بغداد  ضمن المنطقة الخضراء الواقعة تحت حماية مشددة  و أول من بارك هذه الخطوة مسؤول ما يسمى الأمن القومي عراب العلاقات مع الموساد موفق الربيعي  واحمد الجلبى) ومسعور البرزانى وجلال الطلي بانى وعدد من قاده الائتلاف الشيعي التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم  .

 

 إن سماسرة الكيان الصهيوني في حكومة الاحتلال الأمريكي في العراق وعلى رأسهم احمد الجلبي يرأس لجنتين هامتين الأولى  ما يسمى بالحشد الأمني و الخدمي والتي تعد الخطط الأمنية وتشرف على مهام الأجهزة الاستخباراتية والتنسيق مع وزاره الأمن الوطني والدفاع والداخلية أما اللجنة الثانية التي يديرها تقوم بأعداد  السياسات والخطط لاقامة الأقاليم وتقسيم العراق  بالتنسيق مع تل أبيب وهو يتقاسم السلطة مع المالكي وينفذ السياسات الأمريكية الصهيونية بحماس اكبر من حماس المالكي  وموفق الربيعي وهو اخطر واقذر رجل كما يصفه أصدقاؤه الأمريكان و لهم اسهم كبيره في شركه (بلنسكى للاسمنت) ومقرها الرئيس  في حيفا وهذه الشركة مسؤولة عن تنفيذ جدار العزل العنصري في فلسطين والعراق الجديد وتعاقدوا لتطويق اكثر من 50 خمسين مدينه في العراق وبناء سجون كبيره على غرار محاجر الهنود الحمر في أمريكا والمخيمات البائسة في فلسطين المحتلة .

 

وقد كشف عن قيام المحامى الصهيوني (مارك زال) المقرب من حزب الليكود الحاكم بالسيطرة على كافه الاستثمارات الدولية  في العراق وعين مستشارا لاكبر شركه عراقية مملوكة لـ احمد الجلبى وموفق الربيعي لتصدير المنتجات الإسرائيلية للعراق بعد ما يتم وضع ماركات لشركات وهمية  وكشفت صحيفة (اشكام) التركية عن تقارير تشير إلى قيام الكيان الصهيوني بشراء قطع أراضي غنية بالبترول في مدينه الموصل وهذه الصفقة تقع ضمن الأراضي الخصبة الممتدة بين الموصل ودهوك لزراعة القمح بكميات هائلة  و التي جعلت من العراق سله الوطن العربي سابقا

 

أخيرا فان 80% من عمليات  تفجير وحرق الأسواق والجامعات والمدارس والمراكز الحيوية وتدمير المشاريع الخدمية وشلل الاقتصاد العراقي وانعدام الأمن وتدمير المساجد ودور العبادة وعمليات القتل والخطف والتهجير وقتل وتصفيه الأساتذة والأطباء والعلماء لاجتثاث العقل العراقي  وقتل القادة والطيارين العسكريين تنفذ من قبل الموساد الصهيوني بالتعاون مع شركات المرتزقة وقاده عصابات فرق الموت الطائفية المدعومة من إيران الصفوية التي تتطابق  سياستها  مع سياسة الموساد الصهيوني وتعمل بوتيرة واحدة على تشويه صوره المقاومة الوطنية في العراق و إشعال نار الفتنة الطائفية  والحرب الأهلية  وتقسيم العراق لتحقيق أحلام الصهاينة وإيران الصفوية  للسيطرة على كل ثرواته .

 

عاش العراق حرا عربيا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية بكل فصائلها وصنوفها ومسمياتها

المجد والخلود لشهداء العراق و الأمة العربية وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين رحمه الله

الحرية لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

لاثنين  / ١٢ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أب / ٢٠٠٩ م