يهود الخليج ( اللغم المستمر ) ... ونهب العراق بذريعة الفصل السابع

﴿ الجزء الثالث ﴾

 
 

شبكة المنصور

نبيل ابراهيم

لقد جعل حكام الكويت من أنفسهم أداة لتحقيق  الأطماع والأهداف الأمريكية والصهيونية ، وتنفيذاً لذلك قام هؤلاء بما يأتي :

 

1 - إطلاق ادعاءات بشأن تابعية جزء من أراضى العراق للكويت ، وهي الأراضي التي اغتصبت في ما بعد بقرار من مجلس الأمن ، مع إن الثابت تاريخياً ، وبالوثائق ، إن الكويت كلها جزء من العراق ، وكانت  مجرد قضاء تابع لولاية البصرة ·

 

2 - رفض أية مبادرة تقدم بها العراق لحل قضايا الحدود بين الجانبين واللجوء إلى التسويف والمماطلة حتى وقع العدوان ، ومنها قضية جزيرتي وربة وبوبيان ·

 

3 - استغلال انشغال العراق بالحرب مع إيران لسرقة نفط حقل الرميلة الجنوبي ·

 

4 - الخروج على الحصة المقررة للكويت من إنتاج النفط ، وإغراق السوق بكيمات كبيرة منه ، بغية تخفيض أسعاره للإضرار بالعراق الذي كان قد خرج تواً من الحرب مع إيران ، وكانت به حاجة ماسة لتحسين ظروفه المالية وأوضاعه الاقتصادية ·

 

إن هذه القضايا قد تبدو لقصيري النظر وقليلي الوعي قضايا ثانوية ، جزئية ويمكن ان تحل بالمفاوضات ، والواقع إن هذه القضايا ليست ثانوية ولا جزئية · فالعراق دولة في نهوض وتقدم مستمر ، ونهوضه وتقدمه يحتاجان إلى منفذ بحري واسع يستوعب نشاطه الاقتصادي وعلاقاته التجارية الواسعة مع العالم · ولذلك فان أية بقعة ارض تطل على الخليج العربي هي ضرورية له ضرورة ماسة ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان العراق بحاجة إلى الأرض لأغراض أمنية دفاعية تعطي قواته البحرية مرونة في الحركة ، وتوفر لها قواعد ومصدات ، ولذلك لا يمكن التضحية بأي شبر من الأرض هناك · فكيف والأراضي والجزر التي نتحدث عنها هي عراقية أصلا منذ اقدم العصور ؟!

 

هذا في ما يتعلق بالأرض أما في ما يتعلق بالنفط فلماذا ينبغي أن يغض العراق النظر عن سرقة نفطه من واحد من اكبر واهم حقوله النفطية ؟ لو كانت الكويت فقيرة لا تمتلك نفطاً ، وليست لها موارد تفيض على حاجاتها ، لهان الأمر ، ولكن أن تكون بهذا الغنى ، وان يكون لديها احتياطي نفطي كبير ، فالسرقة هنا سرقة ، وهي غير مقبولة بأية حال ·

إن العراق كان قد خرج تواً من الحرب مع إيران ، وكانت تكاليف الحرب باهظة ، ترتبت عليه بسببها ديون ثقيلة ، وكان في حينه بحاجة إلى إعادة تنظيم اقتصاده ، وترتيب أوضاعه المالية ، فلماذا لجأ حكام الكويت إلى إغراق السوق بالنفط بحيث أدى إلى خفض أسعاره من (21 ) دولاراً للبرميل الواحد إلى (11) دولاراً فقط ، وهذا أدى إلى إلحاق خسائر فادحة بالعراق تقدر بمليار دولار في مقابل كل دولار انخفض من سعر النفط ، في وقت هو أحوج ما يكون فيه إلى الأموال ·

 

وعلى الرغم من هذا الأسلوب الخبيث المتعمد ، على الرغم من هذا التآمر المكشوف على العراق ، حاول العراق أن يحل هذه القضايا مع حكام الكويت عن طريق الاتصالات والحوارات ، ولكن هؤلاء ظلوا يماطلون ويتهربون ويتجاهلون بل هم صاروا يقابلون وفود العراق بجفوة وغلظة وعدم لياقة متناسين كل ما قدمه العراق من تضحيات لحمايتهم ، وحماية دول الخليج العربي كلها من الخطر الإيراني الصفوي الذي كان يهددهم وينذر بابتلاعهم ·

 

وحين لم تنفع الاتصالات والحوارات اخذ العراق ينبه هؤلاء إلى ما تعنيه تصرفاتهم ، والى خطورة ما يقومون به والأضرار التي يلحقونها بالعراق ، ويحذرهم من نتائجها ، ولكنهم كانوا يسدون آذانهم عن سماع أي تنبيه أو تحذير ، حتى طفح الكيل بالعراق ·

 

من ذلك مثلاً إن الشهيد صدام حسين شرح الموقف بوضوح أمام الرؤساء والملوك العرب ، وبحضور حاكم الكويت ، في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في بغداد في أواخر أيار 1990 ، وقال بعبارة صريحة واضحة ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ) لتبيان خطورة الموقف ، والمدى الذي وصل إليه ، وردود الفعل العراقية المحتملة · ولكن حكام الكويت تجاهلوا الأمر وكأنه لا يعنيهم ·

 

ولكن نتيجة للضغوط التي مارسها العراق عقد في مدينة جدة في السعودية اجتماع في (10 - 11 تموز ) من ذلك العام ، حضره وزراء النفط في كل من العراق والإمارات وقطر والسعودية والكويت ، ونوقشت في الاجتماع أوضاع سوق النفط وتدهور أسعاره واسباب هذا التدهور والأضرار الفادحة التي نتجت عنه ، وقد اتفق في هذا الاجتماع على الالتزام بسقف الإنتاج فوراً وتصحيح مسار الأسعار إلى ما يزيد على (18) دولاراً ، غير إن الكويت والإمارات لم تلتزما بذلك · ومع ذلك التزم العراق الصبر والتحذير فوجه إلى الجامعة العربية رسالة بهذا الشأن في (15) من تموز 1990 ، ثم عاد فحذر في الخطاب الذي ألقاه الشهيد صدام حسين لمناسبة ذكرى 17 - 30 من تموز العظيمة · وفي ضوء ذلك عقد اجتماع آخر في السعودية حضره عن العراق  عزة إبراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ، وعن الكويت سعد العبد الله ولي عهد حاكم الكويت ، ولكن الاجتماع لم يسفر عن شيء ، وكان حضورهم الاجتماع ذراً للرماد في العيون · عندئذ طفح الكيل كان لا بد من اتخاذ خطوة حاسمة ·

 

يقول الشهيد صدام حسين عما وصل إليه الحال يومئذ ( لم يكن أمامنا غير خيارين ، فأما أن يقع العراق محطماً على الأرض ليلعب الأمريكان كما يريدون ، أو أن نضرب حلقة التآمر المكلفة بهذا الواجب ) · فكان الخيار الذي لابد منه هو ضرب هذه الحلقة الخبيثة ·

 

لقد فهم العراق بأن الكويت لم يحركها دافع كويتي بل أمريكي، وكل التطورات منذ ذلك الوقت حتى الآن أثبتت إن الولايات المتحدة الأمريكية قد استخدمت الكويت للتآمر على العراق.

 

وجدت القوات العراقية في الكويت أفلام فيديو لمناورات عسكرية قامت بها قوات أمريكية وكويتية في عام 1989 حوالي عام قبل تفجر أزمة الكويت، وفي تلك المناورات كان العدو لكلا الطرفين في الشمال، وكلنا يعلم إن العراق يقع في شمال الكويت , إن السؤال الأهم هو: لماذا انخرطت حكومة الكويت في خطة أمريكا لشن حرب على العراق؟ ... إن كل التطورات في السنتين السابقتين للحرب (1988 – 1990) قد أثبتت إن أمريكا قد قررت إسقاط الحكومة العراقية الشرعية، كشرط مسبق لاستعمار العراق. وبعد الوصول لذلك الاستنتاج، خصوصا بعد لقاء السعودية بين وفدين عاليي المستوى من العراق والكويت، وفيه كان الوفد الكويتي عدواني جدا واستفزازي، اقتنعت القيادة العراقية بان أمريكا مصممة على مهاجمة العراق، وأن العراق مهما سيفعل، فان أمريكا لن تغير أبدا خطتها، لذلك اتخذ قرار عراقي بتغيير مسرح الحرب، من كونها تدور على ارض العراق إلى خوضها في مناطق النفط الكويتية. وفي ضوء ما تقدم في هذا التحليل فان العراق كان في حالة تحرك دفاعي، ممارسا خيار عسكري هو توجيه الضربة الاستباقية .

 

العراق لم يدمر البنية التحتية  للكويت أبدا، على العكس من ذلك العراق صرف أمواله لضمان الحياة الطبيعية في الكويت، بالطبع بعض العراقيين ارتكبوا بعض الأخطاء والجرائم، لكن رد الحكومة العراقية كان قاسيا جدا، أولئك الأشخاص اعدموا رسميا وعلنيا، لردع الآخرين ومنعهم من القيام بنفس العمل.

 

دعنا نسأل أنفسنا: ماذا فعلت الحكومة الكويتية؟ لقد قام السفير الكويتي في واشنطن رسميا باستئجار مكتب علاقات عامة، لشن حملات خداع شامل وترويج أكاذيب حول العراق، وتصرفاته في الكويت. إن قصة نيرة كانت مثالا جيدا جدا لعزم الحكومة الكويتية على فبركة أكاذيب، لأن الفتاة المدعوة نيرة ادعت إنها كانت ممرضة في مستشفى كويتي، وشهدت سرقة حاضنات الأطفال الخدج، من قبل الجنود العراقيين، وذلك أدى إلى وفاة عدد من الأطفال الكويتيين  الخدج، وقد رويت تلك القصة على الكونغرس الأمريكي لاقناع السلطة التشريعية الأمريكية بدعم خطة الرئيس الأمريكي لشن الحرب على العراق. وقد نجحت اللعبة تماما، وأزال الكونغرس رفضه وتحفظاته على الحرب وايد خيار الحرب. ولكن تبين فيما بعد إن تلك الممرضة لم تكن سوى ابنة السفير الكويتي في واشنطن، وأن تلك القصة لفقت من قبل مكتب علاقات عامة أمريكي لأجل تمهيد الطريق لشن الحرب.

 

كما قام شيوخ الكويت بأحضان وتمويل خونة العراق الذين من الذين كانوا يسومون أنفسهم بالمعارضة العراقية وقد ثبتت الأيام ( خصوصا بعد الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي ) بأن هؤلاء لم يكونوا سوى حفنة من المجرمين واللصوص , وقد كانت الكويت أرضا وملجأ لهؤلاء الخونة  , من أمثال الخائن بحر العلوم الذي كان يحصل على مساعدات مالية مستمرة من حكام الكويت  و كان الخائن محمد بحر العلوم قد تحول في تلك المرحلة من أواخر التسعينات إلى نقطة جذب للأعضاء السابقين في "المجلس الأعلى" الإيراني الصنع وكذلك لبعض الخونة من اللاجئين العراقيين في بريطانيا، ومنهم الخائن أكرم الحكيم أحد وزراء حكومة الاحتلال في بغداد الآن ا والعميل رضا جواد تقي "النائب الحالي في مجلس خونة الاحتلال وغيرهم من بائعي الضمير، و لكن في عام 2002 عاد أولئك القوم لجماعة المجلس الأعلى في ظل الاستعدادات التي كانت قائمة لتنفيذ عملية "احتلال العراق" .

 

بث العراق (بعد انتهاء أعمال القمة التي جرت في بغداد) بأشهر شريط كاسيت للملك فهد وهو يتكلم مع أمير قطر عبر الهاتف بقوله :" على الاخوة في دول الخليج تحمل تهديدات العراقيين وجلفهم فالنظام في العراق لم يبق له اكثر من شهرين " وقد بث التلفزيون العراقي هذا الحديث مرات كثيرة بعد دخول القوات العراقية للكويت وسماح السعودية للأمريكيين أن يجعلوا من ارض تجد و الحجاز قاعدة لهم لضرب العراق .

 

ولا ننسى تصريحات العميل الخائن الحكيم بالكويت للصحافة الكويتية في 13/7/92 حينما  أعلن استعداده للتعاون مع فرق التفتيش الدولية، ليدلها على مواقع حامل الصواريخ، وأكد أنه بعث برسالة إلى وزير الخارجية الأمريكية (جيمس بيكر) آنذاك.. وقال أن هذه الرسالة جاءت بناء على نصيحة مباشرة من الأمير جابر، كما إن الكويت أذاعت بأنها ستفتح كل خزائنها لكل من يريد أن يؤذي العراق.

 

وبالفعل أستمر شيوخ الكويت في علوهم لدفع المجتمع الدولي ليفعل ما يريدون بأموالهم الطائلة التي بذلوها لعزل العراق عن المجتمع الدولي بعد أحداث 1990 طيلة ثلاثة عشر عاما من حصار جائر و قاتل و لئيم غارت فيه جروح العراق و العراقيين حد النخاع ليخسر من أطفاله نصف مليون زهرة يانعة فاضت أرواحهم إلى بارئها بسبب نقص الدواء و الغذاء ، وهم الذين منعوا حتى فرق المعوقين الرياضية من أن يشاركوا في أية فعالية دولية ، لقد جعل شيوخ الكويت من أنفسهم أنهم  عود ثقاب أراد منه من أراد ، بأن يحرق كل بيادر الخير العراقية لغاية في نفس يعقوب و ( الإيباك ) وبعدها يأتي  دورهم  من جديد  كجسر لعبور قوات الاحتلال ليستخدم مرة ثانية كعود ثقاب يحرق و بأياد كويتية متحفزة و متهيئة و مدربة  في أول أيام الاحتلال الأمريكي ، كل البنى التحتية للعراق تحت سمع و بصر الأمريكان ، في أحقر صفقة عقدها الطرفين لإعادة العراق إلى العصر ما قبل الصناعي مثلما هددوا من قبل .جعلوا من أرض الكويت معبرا لقوى الاحتلال ضد العراق بحجة     ( التحرير ) ، أرادوا لأرض العراق أن تكون كما تمنى المدعو أحمد الجار الله ( ملك النساء و الحشيش و الليالي الحمراء ) حين كان ينشر كل يوم في صحيفته الدعاء الشهير ضد العراق ( اللهم لا تبق فيه حجر على حجر) وهذا ما أراد المحتل أن يكون به  العراق ، بل هكذا كان يريد له الصهاينة و قادة ( الإيباك ) وقد تمت صياغته على شكل دعاء ..! أن العراق قد دفع من دماء و أرواح و أموال شعبه طيلة ثلاثة عشر عاما من الحصار و الحروب و القصف الأمريكي الأهوج بما يفوق حجم الكويت بما فيها وما عليها ، كل هذا ( و العراق لم يسدد ما عليه من ديون ) ، ( و أن على العراق ملفات عالقة لم بتم البت فيها لحد الآن ، ولذلك فإن على المجتمع الدولي أن لا يعمل على إخراجه من البند السابع لميثاق الأمم المتحد ..!!) فما الذي يريده أبطال أعواد الثقاب ..؟ هل يريدون العراق كله لهم كتعويض ..؟

 

فيما كشف إن محققين كويتيين يشاركون في التحقيق مع السجناء العراقيين والمشاركة في الانتهاكات التي يقوم بها المحققون الأمريكيون. وقد قال أحد  المعتقلين الذي وقع في الأسر وظل معتقلا خلال الستة أشهر الأولي من دخول التحالف إلى العراق (تعرفنا علي هوية الكويتيين من خلال السباب والشتائم التي كانوا يوجهونها للمعتقلين أثناء التحقيق.


وذكر المعتقل السابق لمراسل (الزمان) في الناصرية إن بعض هؤلاء الكويتيين كانوا يمارسون الترجمة خلال التحقيقات لكنهم كانوا يتدخلون باستخدام كلمات أكثر إساءة وعبارات بذيئة ,و تقول المصادر الإخبارية عن اشتراك ما لا يقل عن خمسين محققاً وسجاناً كويتياً في التحقيق مع المعتقلين العراقيين و أوضح انهم كانوا يتعمدون إهانة ضباط الجيش العراقي من الرتب الكبيرة وكانوا يساعدون محققي التحالف في سجون مطار بغداد وأم قصر وسجن الناصرية جنوب العراق .

 

ماذا يضم الفصل السابع؟..

يضم الفصل السابع، وليس البند السابع كما يشاع خطأ، على ثلاث عشرة مادة وهي المواد 39 إلى 51، وتخول المواد 39 و40 و41 مجلس الأمن الدولي استخدام القوة لتنفيذ قراراته وإلزام الدول المعنية العمل بها .

 

في أوائل شهر يناير عام 2002 حاضر د. بطرس غالي في كلية التجارة بجامعة قناة السويس فرع بورسعيد في حضور نخبة من أساتذة علوم سياسية بالجامعة وكانت حول موضوع العالم ما بعد أحداث سبتمبر 2001 وطرحت عليه عدة أسئلة ومنها : أليس من العدل استخدام البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإخراج إسرائيل من الضفة الغربية وغزة كما استخدم في إخراج الجيش العراقي من الكويت؟ فأجاب د. غالي بعبارة واحدة فقط فقال: "منطق القوة غلب من منطق العدل" إذن فالعالم الآن لا يفهم سوي منطق القوة والباحث عن العدل والسلام العالمي عند القوي العظمي أو في الأمم المتحدة بالدبلوماسية كالسراب يحسبه الظمآن ماء.

 

في الفترة القليلة الماضية حدثت ضجة إعلامية مصطنعة بين الحكومة العميلة في بغداد وبين شيوخ الكويت تناولت موضوع ما يسمى الفصل السابع وخروج العراق من عدمه من وصاية هذا الفصل, وللاطلاع على خلفيات هذا الموضوع وتحديدا بعد محاولة العراق  لاسترجاع محافظة الكويت أصدرت الأمم المتحدة القرار رقم 660 لعام 1990 ، حيث عدّ حالة النزاع العراقي الكويتي (وليس العراق كبلد وحده) تحت الفصل السابع. كما وصدر القرار 661/1990 الذي يقضي بإلزام العراق بالانسحاب من الكويت لرفع حالة تهديد السلم والأمن الدوليين. وعندما انسحب العراق من الكويت، صدر القرار 687/1991 والذي ينص على  فرض الحصار على العراق لحين التأكد من خلوه من أسلحة الدمار  الشامل عن طريق لجان التفتيش وبعد التأكد من خلو العراق من هذه الأسلحة يتم رفع الحصار بدون موافقة مجلس الأمن وانما يحصل بصورة مباشرة لقرارات لجان التفتيش بخلو العراق من أسلحة الدمار الشامل .

 

ولم يرفع الحصار عن العراق بسبب تعنت لجان التفتيش كما يعلم الجميع، فبعد احتلال العراق لم يتم العثور على أسلحة الدمار الشامل وعليه تم الاعتراف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بعدم وجود أسلحة دمار شامل فصدر القرار 1762في 29/حزيران يونيو/200بالوثيقةالمرقمة (S/RES/1762/20070)تضمن خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل وبموجب هذا القرار تم إلغاء لجان التفتيش ويفترض بذلك انتهاء الحصار أوتوماتيكيا, فلا يوجد بعد ذلك علاقة لمجلس الأمن بالعراق. وقد نصت الفقرة الأولى من القرار المذكور على: (يقرر على الفور إنهاء ولايتي لجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقيق والتفتيش والوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب القرارات ذات الصلة) , وبهذا يكون هذا القرار قد أجهض كل هذه الطروحات عندما حل منظمات التفتيش الدولية عن أسلحة التدمير الشامل في العراق وبالتالي يكون أي التزام بتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لا ضرورة له.

 

 ولكن الولايات المتحدة الأميركية أصرت على ضرورة إبقائهِ سيفاً مسلطاً على رقبة العراق كبلد ليتمكن من يحكم بأمرهم من تمرير الاتفاقات التي تدور بينهم , فمنذ وقوع الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي للعراق حسم مجلس الأمن التوصيف القانوني بقراره رقم 1483/2003 حيث وصف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كونها دولا قائمة بالاحتلال وبالتالي فإن العراق بلد محتل ويترتب على هذا التوصيف عدة آثار قانونية بالنسبة لشعب العراق والدول التي قامت بالاحتلال والدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة نفسها. لكن هذا التوصيف القانوني طرأ عليه تعديلان مهمان : الأول بموجب القرار 1511/2003 الذي استبدل تسمية قوات الاحتلال بالقوة المتعددة الجنسيات. والثاني بالقرار 1546/2004 والمؤكد عليه بالقرار 1637/2005 بإضفاء الطابع التعاهدي على بقاء قوات الاحتلال المتعددة الجنسيات عبر رسائل متبادلة بين حكومة الاحتلال الانتقالية ووزارة الخارجية الأمريكية، أصدر مجلس الأمن القرارين 1511 و1637 بناء على هذه الرسائل التي تشكل معاهدة باطلة بموجب اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات .

 

أن التفويض المقدم إلى القوات المحتلة في العراق كان سينتهي بحلول 31/12/2008،وفي هذه الحالة كان أمام القوات المحتلة خيار البقاء في العراق كقوات محتلة من غير غطاء دولي، أو أن تنسحب وتعلن صراحة هزيمتها في العراق ولهذا وبعد إجراء مسرحية الانتخابات وبعد توقيع معاهدة بيع العراق لأمريكا بين حكومة الاحتلال والاحتلال نفسه وبعد أن أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بان توقيع الاتفاقية الأمنية مع أمريكا سيحرر العراق من قبضة الفصل السابع إلا إن كل ذلك لم يتم ومازالت أمريكا تخنق العراق وتنهبه تحت ذريعة الفصل السابع وفي خضم كل هذا يأتي شيوخ الكويت ليطالبوا بمليارات جديدة في محاولة منهم لاستمرار استنزاف أموال العراق وابقاء حالة الاحتلال وسرقته خدمة لأسياد شيوخ الكويت .

 

لقد قالها المتنبي قبل ما يقارب الألف عام ( وتعظم في عين الصغير صغارها  ... وتصغر في عين العظيم العظائم ) ولأن شعب العراق شعب عظيم فقد صغرت كل أفعال الغدر و الحصار و التجويع و القتل و التهميش و قضم الأرض العراقية و ترسيم الحدود من قبل قادة الكويت وشيوخها الفطاحل بقوة الأمريكان و البريطانيين , وطالما هناك مقاومة باسلة تقاتل المحتل وسوف تحرر العراق بأذن الله تعالى وتطرد كل الأنجاس من العراق وتحاسب كل خونة العراق , فنحن على يقين بأن الكويت ستعود عراقية وان الفرع سيعود إلى الأصل شاء من شاء وأبى من أبى واللي ما يعجبه يشرب من ماي البحر ورحم الله الشهيد ياسر عرفات على مقولته هذه .

 

عاش العراق حرا عربيا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية الباسلة بجميع فصائلها وصنوفها ومسمياتها

المجد والخلود لشهداء العراق والامة العربية وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين رحمه الله.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٢ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / حزيران / ٢٠٠٩ م