لايمكن للخائن أن يكون شهيدا

( ردا على مقالة الاستاذ الفاضل صباح ديبس والمنشورة في شبكة المنصور )

 
 
 

شبكة المنصور

نبيل ابراهيم

ردا على مقالة الاستاذ الفاضل صباح ديبس والمنشورة في شبكة المنصور

 

http://www.almansore.com/MakalatK/MK-Depas08-06-09.htm    

 

بداية اوجه للاستاذ صباح ديبس كل المودة وفائق الاحترام وارجو من الباري عز و جل أن يحفظه تحت رحمته الالهية واتمنى له الصحة والعافية ليستمر وكما هو معهود منه في خدمة العراق والمقاومة العراقية الباسلة الى يوم تحرير العراق .

 

نقرأ كثيرا ونسمع اكثرعن مجزرة ارتكبت في ثمانينيات القرن الماضي اسمها مجزرة بشتاشان , هذه المجزرة التي ارتكبتها العصابات الطالبانية بحق مجموعة من الشيوعيين العراقيين العرب والتي اعتبرهم أستاذنا الفاضل صباح ديبس شهداء كما ورد ذلك في مقالته أعلاه.

 

هي جريمة نعم ارتكبها الجاني ( العصابات الطالبانية ) , ومعروف للجميع من هم العصابات الطالبانية  ومعروف دورهم الخياني ضد العراق و ضد وحدة العراق منذ تأسيس هذه العصابات والى يومنا هذا وما زالوا , وهذا ليس موضوعنا اليوم لأننا كنا قد كتبنا عن دور هذه العصابات التآمري على العراق سابقا.

 

أما المجني عليه ( الشيوعيون العراقيون العرب ) أو بالأصح الأنصار كما أطلق عليهم, وهذا هو موضوعنا اليوم فهم ليسوا سوى زمرة خيانية لعبت دور قذر ضد وحدة العراق, فهم قد حملوا السلاح بوجه الحكومة الشرعية في الوقت الذي كان الجيش العراقي البطل وابناء العراق الغيارى يدفعون حياتهم ثمنا لصد الهجمة الخمينية الصفراء.

 

هؤلاء الانصار الشيوعيون كانوا قد توجهوا الى جبال العراق واحتموا بالعصابات الطالبانية البرزانية وحملوا السلاح بوجه الدولة الشرعية .

 

فقد  توجهت المجموعات الاولى من الانصار الى الجبال اواخر عام 1978 و اوائل عام 1979 , و في اوائل تشرين الثاني عام 1981 بدأت اعمال التمرد المسلح ضد الجيش العراقي  كأسلوب من اجل الاطاحة بالنظام الشرعي في العراق ,...وكما ورد في وثيقة تقييم حركة الانصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي في الفترة ما بين 1979 و 1988 ...(لقد شكل وجود الحركة الانصارية المسلحة وفعالياتها قوة معنوية للحزب الشيوعي العراقي في مختلف ارجاء العراق ودافعاً لمواصلة النضال واعادة بناء التنظيم!.) .

 

لو عدنا قليلا الى الوراء و تحديدا عام 1966 نجد في ادبيات الحزب الشيوعي العراقي ما يؤكد كلامنا حيث تقول مصادرهم ...

 

(شهد عام 1966 معركة تعتبر في السجل الانصاري للشيوعيين العراقيين باكورة مفاخرهم المسلحة النضالية.. حيث  بادر أعضاء في الحزب الشيوعي العراقي الى الالتحاق بالحركة المسلحة الكردستانية، وحملوا السلاح تصديا لنهج السلطة، بالتعاون مع بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني . سجل الرواد الاوائل ملاحم من البطولة والبسالة والخبرة العسكرية اثناء قتالهم في صفوف الحركة الكردية ضد اعتداءات السلطات الدكتاتورية المتعاقبة على حكم العراق. لقد قلبت هزيمة الجيش العراقي المريرة في معركة حوض رواندوز وفي جبل هندرين تحديدا ميزان القوى لصالح الكرد. في 2/5/1966 شهد جبل زوزك المواجه لجبل هندرين معارك الكر والفر، ثم احتل الجيش العراقي جبل هندرين بالكامل، بعد ان زج بسبع الوية وحوالي 15 الف مرتزق وخمس كتائب مدفعية من مختلف الصنوف وسربين من الطائرات المقاتلة وعدد من قاذفات القنابل. وفي 12حزيران 1966 الحق انصار الحزب الشيوعي العراقي بدعم من البيشمركة هزيمة نكراء بالجيش العراقي دونت تفاصيلها في اكثر من مكان في الانسكلوبيديا العسكرية العراقية حيث تدرس خبرة المكائد الانصارية .. نتائج معركة هندرين، وضعت حدا لغرور العسكر وتبجحهم).

 

وهذا بحد ذاته يعتبر اعترافا رسميا من قبل الحزب الشيوعي العراقي بأشتراكه مع العصابات  البرزانية في زعزعة امن واستقرار العراق حتى قبل تسلم حزب البعث العربي الاشتراكي لقيادة وحكم العراق, اضافة لما ذكر فأن الشيوعيين العراقيين وخصوصا حركة الانصار يعودون ويعترفون بل ويتباهون بحملهم للسلاح ضد الدولة العراقية في فترة الثمانينيات اي اثناء خوض الجيش العراقي معارك قادسية صدام المجيدة ضد الريح الخمينية الصفراء ويقولون في ادبياتهم ما يلي...

 

(سطر الشيوعيون العراقيون ملحمة بطولية في معركة قزلر البطولية !!!، ففي يوم 24/3/1980 تصدى أنصار الحزب الشيوعي العراقي البيشمركة ) لقوات نظام صدام حسين)... كانت معركة قزلر) اول معركة يخوضها الأنصار الشيوعيون ضد  وحدات الجيش العراقي رغم ان تأريخ نشاط اول مفرزة شيوعية انصارية في هذه الفترة يعود الى نيسان 1979 .   قامت حركة الانصار الشيوعيين العراقيين بنقل الاجهزة الاذاعية للحزب الشيوعي العراقي الى كردستان واشرفت على تشغيلها ! ارتفع صوت الشعب العراقي مدويا في الثمانينات في الربع الأول من عام 1981 حيث نهضت إذاعة الحزب الشيوعي العراقي بمهام التصدي للسلطة ودعم حركة الأنصار الشيوعية) .

 

انا هنا اتساءل واسأل كل من يقرأ المقال ماذا يمكن لنا أن نطلق على حركة الانصار الشيوعية سوى انها حركة عصيان مسلح ممولة من الخارج ضد شرعية الدولة العراقية, لا تختلف أبدا عن حركة العصيان المسلح التي كان يقودها البرزاني , ثم أن هناك تساؤلا آخر يطرح نفسه وهو من اين للانصار الدعم المالي والتسليحي ؟ ومن كان الممول ؟ ولمصلحة من؟.

 

لنرجع مرة اخرى ونكمل قراءة ما كتبه الشيوعيون في ادبياتهم  حول الانصار اثناء فترة الثمانينيات...

 

واجهت حركة الانصار الالة العسكرية للدولة العراقية قبل فترة ايقاف الحرب العراقية – الايرانية وبعدها في مواجهات باسلة وفي معارك مختلفة شملت كافة اجزاء كردستان في مناطق سوران وبهدينان رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى واستخدام النظام الاسلحة الفتاكة الكيمياوية والجرثومية والفسفورية ضد الجماهير والحركة الانصارية. ولم يتوان أنصار الحزب الشيوعي في دعم انتفاضات شعب كردستان ضد الحكم الشوفيني، كما حصل في انتفاضات اعوام 1982 و1984 و1987 وغيرها. وكانوا،أحيانا، المبادرين لتلك الانتفاضات المجيدة.)

 

أن مواقف الحزب الشيوعي الخيانية والتآمرية و بأستمرار مع العصابات البرزانية والطالبانية ضد وحدة وسيادة الدولة العراقية منذ سيطرة العناصر الكردية على الحزب الشيوعي لدرجة أقدم الحزب الشيوعي على التعامل مع المخابرات السورية والايرانية وحمل السلاح اثناء الحرب العراقية الايرانية الى جانب الجيش الايراني والميليشيات الكردية وقاتل   ضد الجيش العراقي وارتكب جريمة الخيانة الوطنية العظمى . ومن يتابع مواقف الحزب الشيوعي في تلك الفترة  سيجدها منحازة بصورة فاقعة الى صالح الاطماع البرزانية والطالبانية وضد مصالح العراق لدرجة ان الشيوعيين كانوا أكثر كردية حتى من الاكراد، والمضحك تمشدق الشيوعيين  بشعارات النضال الوطني، ولاادري أين هو النضال هل في حمل السلاح والقتال الى جانب الجيش الايراني ؟.. أم في التحريض على انفصال الاكراد والسعي الى سلخ مدينة كركوك عنه و ليس غريبا على تاريخ الحزب الشيوعي الخيانة والتأمر على العراق، فهذا الحزب منذ عقد الاربعينات وهو يمارس التخريب وزعزعة الامن الاستقرار والعمالة للمخابرات الايرانية والسورية والروسية وغيرها من الدول الشيوعية سابقاً و ان  مجازر الموصل و كركوك شاهد على ذلك .

 

بعد هذا كله اسأل استاذنا الفاضل صباح ديبس هل تعتبر ضحايا مجزرة نشتاشان شهداء؟؟...  لو حصلت معركة اليوم او غدا بين البيشمركة البرزانية والطالبانية من جهة وبين فيلق بدر من جهة اخرى ... فهل ستعتبر قتلى فيلق بدر شهداء؟؟ !!!.

 

انا معك في ان دافع قتل هؤلاء هو بغض العصابات الطالبانية وكرهها للعرب ولكل ما هو عربي , لكن كون قتلهم لمجرد انهم عرب لا يعني انهم اصبحوا شهداء لانهم وببساطة شديدة جدا كانوا هم ايضا قد حملوا السلاح بجانب القاتل وبتمويل من القاتل ومعا شنوا هجمات مسلجة وقتلوا الكثير من ابناء العراق الغيارى من منتسبي الجيش العراقي البطل .

 

هؤلاء ( الانصار الشيوعيون ) اجرموا مرتين بحق الوطن الجريمة الاولى هي هروبهم من اداء الخدمة العسكرية في وقت الحرب والجريمة الثانية ارتمائهم بحضن من كان يحارب العراق لاجل محاربة العراق , وكل الاعراف والقوانين الدولية وعلى مر التاريخ تقول ان من حمل السلاح بوجه الوطن وبتمويل من العدو يكون خائنا والخائن لا يمكن ان يعتبر شهيدا.

 

عاش العراق حرا عربيا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية بكل فصائلها وصنوفها ومسمياتها

المجد والخلود لشهداء العراق والامة العربية وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٤ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / حزيران / ٢٠٠٩ م