المطبلون والمزاودون ولغة المهاترات

 
 
 

شبكة المنصور

نمير النمر
المزايدة هي نسق من الانساق المنهكة في الثقافة العربية حيث هي ، ومهما يكن التيار المناوب فيها .والمزايدة تتجلى في أبهى صورها فيما اصطلح على تسميته العمل الوطني/ ومنها التيار الوطني، والحركة الوطنية ، والقوى الوطنية . فالمزايدة تحصل في العادة بين وطنيين مفترضين أو بين جهات تحسب أو تصنف نفسها على أنها وطنية . فهي في أساسها ديناميكيا لفظية أساسا يتنافس فيها الوطنيون على بلوغ الذروة الوطنية . ومنهم من يأخذ المسألة حرفيا فيتوق الى النشوة بعدالذروة .نسق خبرة المواطن العربي في جميع مواقعه تقريبا وفي ظل كل الانظمة والمشاريع .وهو يتجسد في شكلين بارزين . الاول - ان كل اطار أو جهة تسعى الى تجاوز خصومها السياسين ومنافسيها الفكريين من خلال الذهاب بالموقف خطوة واحدة ، على الاقل ، أبعد مما وصله أو أعلنه الاخرون . والثاني - ان المزايدة تقتضي تفخيم اللغة الخطابية وتضخيم الانشاءات بحيث تقضي بالضرورة الى خطاب اكبر من قدرات منشئية ومرددية والى لغة أكبر من أفعال أصحابها ، ولا ينحصر الامر في هذين الشكلين من نتاج المزايدة لان لهما انعكاسات ومفاعيل في الثقافة العربية تتجاوز مساحتيهما كما سنرى لاحقا .


المزايدة نسق يفترض وجود قطبين اثنين على الوطني ان يكون في أقصى موقع في الطرف المستحب ، فهناك الوطنية والبطولة وهناك العمالة والخنوع ، فأذا لم تكن في معسكر الصامدين الابطال لفظيا فأنك بالضرورة متخاذل أو عميل فعليا . أي أن المزايدين يعفون أنفسهم من سؤال ممارسة الموقف البطولي المدعى . وباليسر ذاته يمكن اتهام انسان بالعمالة والخيانة- بمجرد ان لا يتفق معنا أو لا يخضع لمشيئتنا على الارض أو يحفظ لنفسه حرية التحرك والاختبار ، بمعنى أن السعي الدائم هو نحو أثبات التواجد في الموقع الوطني بأمتياز . وفي مثل هذه الحالة يعفي المعنيون أنفسهم من عناء الاسئلة الصعبة الطالعة اليهم من كون الحياة متعدده الابعاد متحولة دائما وجدلية القيم والثوابت فيشطبونها بحركة من ايديهم ويتمترسون في أقصى موقف مزايد ويستنقعون هناك . فمنتهى الارب لدى المزايدين هو أن يبدون أكثرنا عداء ضد الموقف الامريكي-الصهيوني- الفارسي .

 

ويحدث أن يغتاظ المزايدون فيرفضون أن يزايد عليهم أحد من كان ، ولان المزايدة تقوم على تسطيح للحياة فأنها تلجأ الى افعال القلوب تعملها لانها تتصل افتراضا بكل افراد الجماعة العربية والاسلامية من المحيط الى الخليج الى جنوب شرق اسيا ، فالمزايد لا يتعب نفسه في الدراسة والتمحيص والقياس والتحليل والتفكيك ، بل يستنكف عن مثل هذه الافعال لانها نقيض المزايدة . فهو يستنكر بشدة ويشجب ويستفع ويكثر من نعوت وتوصيفات لتوكيد موقفه المزايد . وتوية المعاني لغويا تفترض الترادف والتكرار وحشد النعوت المتتابعة والذهاب من بسيط الالفاظ الى مجلجلها . فأنتبهوا كيف نصف الرئيس بوش واوباما في خطابنا الوطني وكيف يمكننا أن نصف الاحتلال الامريكي وسياسته في خطب الجمعة لأو عبر الاثير أو كيف تحول المنخرط فيها الى مشروع غضب فحسب . غضب يصل النخاع يتفجر في الغالب عنفا داخليا يوقع الضحايا في البيت ، المزايدة تتبلور انسانا ذا بعد واحد فقط يستفز باتجاه واحد فقط يغضب باتجاه واحد فقط ، وهو غالبا ما يكون الاخر العدو او النقيض ،


المزايدة والمزايدون تقف ضد مسشروع تحرير العراق ونهضته ، فالمزايدة بالنهاية تسطح الموقف من العراق بدل من ان تحرره ، فمن لم يكف عن المزايدة ويقف في خندق الصمود والتصدي والمقاومة ويدعم مشروع التحرير ، فأن المزايدون حتما يقفون في الخندق الاخر وهم عندهم احصنة طروادة العرب يقوضون البيت من داخله فلا يمكن للمزايدون والمطبلون ان ينتصروا بالاخير ولا يمكن ان يضيع الوطن لا يمكن للعراق ان يسقط شهيد للغدر والمزايدة والمزايدون على عادتهم يزايدون


عاش العراق
عاشت فلسطين
وليخسأ المطبلون والمزاودون والخانعون

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٢ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / تمــوز / ٢٠٠٩ م