الانفتاح الفوضوي كارثة تعصف بالمجتمع العراقي

 
 
 

شبكة المنصور

نسيم الزاب

مايلاحظ اليوم بعد احتلال العراق من قبل امريكا وحلفائها ,سادت الفوضى في العراق وعمدت امريكا على تفكيك اجهزة الدولة جميعها من دون استثناء في حربها الهمجية الغاشمة, فأصبحت الساحة العراقية تعم بها الفوضى وتحكمها شريعة الغابة وهذا ماخطط له المحتل واعوانه وعملوا بدأب لاستهداف وضرب العمق العراقي في الصميم ليس احتلال عسكريا فحسب وانما احتلال على جميع الصعد .


فالان المجتمع العراقي يعاني ويشكوا من الانفتاح الفوضوي الغير مبرمج والتطور السلبي المحموم في ظل غياب السلطة والرقابة والسيطرة واجهزة الدولة بكل مفاصلها.أدت الى الرؤية الضبابية لدى المجتمع العراقي, بسبب تاثير الظرف الراهن والغزو الثقافي والإعلامي, رغم نضال الشعب ضد أكثر من جهة ودولة لها يد في خراب ودمار العراق وتعبئ ضد,ويبدءا هنا صراع التحزب ,والاكثر عرضة الشباب وهم يتهافتون وراء أيدلوجيات معينة تسوق لها وسائل الاعلام عن طريق بث برامج في ظاهرها هموم الشعب العراقي وويلاته لكسب عواطف ومشاعر الشارع,وفي داخلاها الترويج للانفصالية والفدرلة والتقسيم والتشجيع عليها بعيدا عن الوطنية والوحدة .

 
فكل حزب او كتلة  او جمعية صار له مكتب اعلامي بل واعلام سواء المرئي منه او المسموع,  وهي تحاول نشر أيدلوجياتها مستقلة عواطف الشعب منطلقة من زاوية الفقر او البطالة او تردي الخدمات او أي مواضيع اخرى لها اثر هام على حياة أي مواطن وبثها في برامج فضائية للاصطياد الاكثرية من ابناء الشعب الاعزل,غير مدركين انها لعبة مدسترة ومدبرة مع المحتل بالوقف ورائها.

 
والاهم من كل هذا خطر ما تتعرض له العروبة العراقية  وتحديدا منظومة القيم والمثل والأخلاق والمبادىء والعادات والتقاليد، هو ذلك التحدي الخطير الآتي من الفضائيات العربية وما تبثه من خدش للذوق العام من رقص وغناء سافر مستقلة انوثة النساء والتبرج للترويج لبرامجها وبضاعتها الكاسدة.وان الانفتاح الفوضوي والغير مسيطر عليه وبلا رقابة وقيد اذ تبث الآلف القنوات على المواطن العراقي وهو في عقر داره ويشاهدها فأصبحت كارثة تهز المجتمع العراقي وتخل التوازن به وهو في غمرة المخاض الثقافي فلابد من الانتباه لها لانها تروج للثقافات معينة تقف ورائها دول بكامل ثقلها.

 
وبالأخص الشباب تجدهم منحدرين وراء تلك الثقافات البالية ورضوا بدو المقلد اي((التقليد الاعمى)) ولا يعرفون من يقلدون في عصر العولمة العارمة والتي تدعي التماشي مع العصر للنيل من العروبة ومورثها الأصيل. مع ان الثقافة العربية لا تتنافى مع التطور والتقدم ومسايرة الركب لانها وليدة حاضرة موغلة في القدم , فان الكثير من القنوات اليوم تبث هجمة غزو ثقافي خارجي لمحو الثقافة العربية ومحوها وأضعافها ومن أخطرها المد اللغوي .

 
فان الكثير من القنوات العربية والتي تسيطر عليها الأقليات الشعوبية وادعائها العروبة في مسالكها ومسيرتها,ولكن هي في الواقع أدوات للغير وتسوق له ,وتديرها المافيا ومصاصي الدماء وعصابات الاجرام .متبنية بث المدبلجات  السافرة والهابطة العارية من القيم والاخلاق وما تحمله في طياتها من نزول الى ادنى المستويات من الانحطاط وخدش الحياء فان تلك المدبلجات المدسوسة, تفرز في ذهن الشاب العربي ,سياسة المؤامرة وقصة الحب المنحرفة عن طريق التزييف والواقع الموهوم. بإتباعها سياسة الخداع, بل وتعلمه وتروضه على عمليات السرقة والعصابات المنظمة والمخدرات والإدمان والانحراف الجنسي وجميع مظاهر الافساد.من خلال الانتقال عن طريق المشاهدة اليومية لها وهنا تبدءا تتفاقم المعضلة (التقليد الاعمى) للشباب  بما يتنافى مع ثقافة المجتمع العربي والعراقي الرصين , وخشيت استمرارها.

 
ولا بد من وقفة جماهيرية شعبية  متمثلة بحكومة وطنية مستقلة متقوقعة حول استقلاليتها وسيادتها ,متبنية مهمة الدفاع عن الهوية الثقافية للبلد .في سياق تسابق الحضارات المتمثلة بالنزعة الاوربية والامبريالية الامريكية الاستعمارية. وضرورة بيان الصورة الواقعية للموروث العربي الزاخر بالقيم والمثل والمبادىء السامية, والتصدي لكل ثقافة خارجية وتحجيمها واستئصالها فالمشكلة اصبحت عارمة.

 

والساحة العراقية مفتوحة وبفراغ هائل مما جعل منها حقول للتجارب لكل ما هب ودب.


وجميع هذه الإشكالات والأزمات فبركها المحتل ويتحمل كامل المسؤولية التاريخية ومن معه.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٤ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / تمــوز / ٢٠٠٩ م