التسول  في عالم السياسة حقيقة عربية

 
 
 

شبكة المنصور

نصري حسين كساب

بسم الله الرحمن الرحيم

( انك لمن المرسلين * على صراط مستقيم * تنزيل العزيز الرحيم * لتنذر قوما أنذر اباؤهم فهم غافلون )

 

الكيان الصهيوني والفارسي تحديا مصيريا للعرب والمسلمين .
احتلال وغزو العراق يهدف الى اعادة صياغة المنطقة جغرافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا  وثقافيا وحضاريا واقامة نظام امني تكون بموجبه  اسرائيل وايران الشرطي المؤتمن .
النظام العربي الرسمي  يقدم  ما يسمونه المرونه على حساب الثوابت .

 
ان المتابع المنصف لما تقوم به اسرائيل وملالي قم وطهران يلاحظ ان المؤامرة مستمرة على الوطن الواحد والشعب الواحد والامة الواحدة ( العرب والمسلمين ) . والعربان غافلون والنظام العربي الرسمي يقدم تنازلا يتلو الاخر تحت مسمى المرونة السياسية عبر ما يسمى عملية السلام التي تبادر الادارات الاميركية الى طرح اسسها بما يخدم المصالح الاميركية والصهيونية  والفارسية على حساب الوطن العربي والامة العربية . وملالي قم وطهران متحالفين سريا مع الكيان الصهيوني لتقاسم النفوذ في المنطقة المسماة الشرق الاوسط الغنية بالمعادن والنفط ، وتتمتع بموقع استراتيجي هام ،  انه تصور استعماري صهيوني فارسي لتمزيق اقطار الوطن العربي والمنطقة ، والنظام العربي الرسمي يؤكد تخليه عن الفعل مكتفيا برد الفعل ، بينما يفترض ان يكون زمام المبادرة في يد الدول العربية خاصة وان قضية فلسطين والعراق قضية مصيرية تتعلق بغزو واحتلال وعدوان مستمر وعجز مكرس ومستقبل مجهول .

 
الملك عبد الله الثاني ابن الحسين خلال لقائه الرئيس الاميركي ، بأسم الامة كلها استطاع ان يحصل على التزام بحل الدولتين ووقف الاستيطان ، وهو ما أكده اوباما خلال خطابه في جامعة القاهرة . وورد في الانباء نهاية الاسبوع الفائت ان اجتماعا لوزراء الخارجية العرب قد انعقد ضمن اطار جامعة الدول العربية لبحث استراتيجية عربية محدثة تأتي كرد فعل لخطاب اوباما من جامعة القاهرة وخطاب نتنياهو في جامعة بار ايلان الذي بلور موقف اسرائيل ازاء كل ما يجري . وكالعادة ظهرت الاصوات  العربانية المعتادة على التسول في عالم السياسة تنادي بضرورة اعتماد المرونة في الموقف العربي واختزال القضية برمتها الى مسألة وقف الاستيطان بدلا عن ازالة المستوطنات ، فجسدوا في اجتماعهم خيبة الامل واستمرار الدوران داخل دوامة العبث والتسول بلا أي امل في التغيير او التقدم ، لقد وضعوا العرب والاسرائليين في كفتي ميزان متساويتين وتجاهلوا ان هناك جانب معتدي واخر معتدى عليه ، هناك جانب يحتل الارض ويغتصب الحقوق وجانب اخر يملك الحق المطلق في استرداد حقوقه بحكم القانون ودون تقديم تنازلات او ابداء اية مرونة .  و ذات السياسة وعلى نهج التسول السياسي والدوران في حلقة مفرغة يتغافل النظام العربي الرسمي عن الاطماع الفارسية في جعل العراق ولاية تابعة لملالي قم وطهران وغزو بلدان الخليج العربي ، وهنا نذكر لعل الذكرى تنفع ( العربان )  الشعبي والرسمي :

 
منذ عهد الشاه وعمليات التغلغل الإيراني والأطماع تتواصل في بلدان منطقة الخليج العربي ، ولم تنقطع تصريحات خميني ومن بعده جلاوزة النظام الإيراني التي تَدعي بـ  ( بفارسية الخليج )  فضلاً عن احتلال إيران للجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) وسلخها من دولة الأمارات العربية المتحدة، وتكريس الوجود الإيراني فيها، وقد خاطب المجرم السفاح رفسنجاني أنظمة الخليج عندما احتل الإيرانيون الفاو عام 1986 قبل تحريرها، بأنه أصبح جيرانهم وعليهم أن يتعاملوا مع الواقع الجديد.  وقبل هذا وذاك احتلت إيران الأحواز العربية بدعم بريطاني في عشرينيات القرن الماضي وهي كانت ومازالت تمارس سياسة تفريس ثمانية ملايين عربي أحوازي ومن يعارض منهم يقتل علنا !

   
ولقد أدى النظام الإيراني دوراً قذراً في التمهيد للعدوان على العراق العربي واحتلاله وتدمير دولته وحل جيشه الباسل وتأجيج الاقتتال الطائفي بين أبنائه عبر التحالف السري الاميركي الصهيوني الايراني .. وما زال ملالي قم وطهران  يطلقون التصريحات بين الفينة والفينة بأنهم سيغلقون المضيق العربي قرب سلطنة عمان. والصفويين والشعوبيين الحاقدين والخونة والعملاء والجواسيس المتسلطين على العراق من نيسان 2003 يمهدون لتعزيز النفوذ الإيراني وذلك من خلال تنازلهم  عن جزيرة أم الرصاص وموافقتهم على ضم  ميناء خور العمية وتنازلهم عن  نفط حقول مجنون و قبولهم بقضم الأراضي العراقية الحدودية ومحاولة الاستحواذ على شط العرب كله.

 
ملالي قم وطهران و كلابهم  الصفويين في العراق أقاموا معسكرات على الحدود مع المملكة العربية السعودية  بهدف زعزعة الاستقرار في المملكة العربية السعودية لتأجيج الفتن الطائفية وتحديداً في المنطقة الشرقية منها.. فيما يواصلَ النشاط الإيراني التخريبي في لبنان وشق وحدة القوى الوطنية فيه، وكذلك في فلسطين، وخلق حالة من الاصطراع والاحتراب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وتزايد النشاط التخريبي في مصر، وبالترافق أيضاً مع السعي الإيراني المحموم لخلق التكتلات والمحاور على الصعيد الرسمي العربي وخلق حالة من التصدع والتناحر بين أقطار الأمة العربية كلها ، ولم يتوقف الدور الايراني التخريبي عند حدود زعزعة الاستقرار في الخليج العربي ومشرق الوطن العربي بل تعداه الى دول  المغرب العربي واليمن والسودان في اطار تنفيذ المخطط الامريكي الصهيوني الصفوي .

 
إن هذا الدور الإيراني التخريبي، المكمل والداعم للتخريبين الأمريكي والصهيوني، يقتضي شحذ الهمة العربية وتوحيد الجهد العربي الرسمي والشعبي لمواجهة الأطماع الفارسية الصفوية في العراق والخليج العربي والوطن العربي كله، وجماهير الامة العربية والنظام العربي الرسمي مُطالبين اليوم اكثر من أي يوم مضى  وعلى نحو مُلح بتبني موقف قومي كفاحي يتصدى للأطماع الإيرانية  من خلال تقديم الدعم الكبير المادي والمعنوي للمقاومة العراقية الباسلة، وشد أزر المقاومة الفلسطينية، ورأب الصدع في صفوفها، وترصين وحدتها، بالإضافة إلى دعم المملكة العربية السعودية والبحرين ودول الخليج العربي كلها، ودعم موقف المملكة المغربية واليمن تجاه التغلغل والأطماع الإيرانية لمجابهة التواطآت والأطماع الأميركية الصهيونية الفارسية.

 

وهنا نذكر ان العراق المحرر القوي برفاق الشهيد والقوى الوطنية والقومية والاسلامية المتحالفة معهم بقيادة شيخ المجاهدين الرابض على ارض العراق عزت ابراهيم الدوري هو الكفيل بضمان أمن الخليج العربي والأمن القومي العربي برمته، كما كان الحال قبل الغزو والاحتلال ، وبدون العراق القوي المتحرر فان كل محاولات دحر التوسعية الصهيونية  الإيرانية فاشلة.

 
ويظل السؤال : الى متى  التسول  العربي في عالم السياسة سيظل حقيقة عربية ؟!

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٥ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / تمــوز / ٢٠٠٩ م