متى يحين الوقت لصحوة عربية ؟

 
 
 

شبكة المنصور

نصري حسين كساب

بسم الله الرحمن الرحيم

( يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفا سقين ) .

 

لا يختلف اثنان من العقلاء على ان أزمة الدولة والمجتمع في بعض البلدان العربية  تعود الى طبيعة التكوين السياسي العربي القائم على هلامية مفهوم الدولة وضعف البنية المؤسساتية داخل الكثير من  الأقطار العربية. أما الوحدة الوطنية التي يجري التغني بها في وسائل الإعلام وخطب السياسيين فهي في كثير من الأحيان ليست إلا بنية هلامية سرعان ما تتفسخ عند أول صدام فئوي أو حزبي أو طائفي. وواضح ان معظم الأنظمة العربية غير راغبة في التغيير إلا في حدود ضيقة تفرضها عليها ضغوط خارجية، ولكنها في قرارة نفسها تعزف عن اتخاذ أي خطوات إصلاحية حقيقية. وغالباً ما تتم التغييرات من فوق، وتتخذ طابعاً دعائياً بدلاً من أن تكون تغيرات جذرية ذات شأن حقيقي. وهي تفضل التغييرات ذات الطابع التجميلي المترافق مع الدعاية المبالغ فيها لأهمية وجذرية هذا التغيير. وسرعان ما تنطلق أبواق الأنظمة في التهليل والتهويل، وتعتبر أن ما تم إنجازه أشبه بالمعجزة التي تفتق عنها ذهن القيادة أو الرئاسة .

 
أجل، معظم أنظمتنا السياسية يخشى التغييرات الجوهرية خشية أن ينقلب السحر على الساحر. لذا نجد هذه الأنظمة قد استمرأت الاستقرار الذي هو في حقيقته أقرب إلى الجمود. وإذا ما حدث تغيير فلحاجة تجميلية، أو للخضوع لضغوط خارجية، ولكن ليس نتيجة رغبة ذاتية تمتلكها. أي أن التغيير لا يتم وفقاً لما ترغب غالبية شرائح المجتمع. ولذا يكون النظام السياسي قد تحول من راع للتغيير إلى عقبة أمامه، وذلك لأنه يخشى أن يزعزع التغيير أركانه وانفكاك سلطته. نحروا   الحكمة السياسية العربية  في فلسطين و الاحواز وجزر الامارات العربية و  لبنان و العراق والسودان  و صار الاستسلام خيارا ، وكل  يلحن نشيدا على هواه ووفق مصالحه الشخصية على حساب كرامة الامة ، ملتزما ومحابيا لأسرائيل  والهلال الصفوي المحكم على المنطقة العربية .  و العالم الصليبي اليوم سقط في اوحال فلسطين والعراق وسقطت القيم الامريكية والاوروبية الصليبية  فيما يتعلق بحرية الانسان وصارت امريكا والغرب الصليبي أقرب للادغال ، يتصرفون كرعاة الابقار معتمدين الى قانون القوة والبطش والانتهاكات .

                      

مبادرة السلام  العربي اقرتها قمة بيروت بالاجماع عام 2000 ، و فيها اعلن النظام العربي الرسمي عن الاستعداد الكامل للتطبيع مع اسرائيل والاعتراف بها دولة في المنطقة والتعامل المباشر معها ، مقابل موافقة اسرائيل على اقامة دويلة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، وكذلك الانسحاب الاسرائيلي من جميع الاراضي العربية المحتلة ( الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السورية وما تبقى من الاراضي اللبنانية تحت الاحتلال . ونصوص مبادرة السلام  العربية الاخرى تتضمن التفاوض على حل عادل لمشكلة اللاجئين ، وكرر زعماء يعرب فحوى مبادرة الاستسلام في القمم المتعاقبة والالتزام بها .

 

فحل الصهيونية ( شارون ) اعلن مباشرة الرد الصهيوني على  مبادرة السلام العربية:

(  القدس الموحدة عاصمة ابدية لأسرائيل ، ولا انسحاب من الجولان ولا عودة لحدود الرابع من حزيران 1967 ). و الزعماء العرب اكدوا التزامهم بالسلام  ووصفوه خيارا استراتيجيا ونبذوا الخيار العسكري  .

 

جعل الزعماء العرب  غزو العراق واحتلاله امر واقع جديد  . ساد القتل والتدمير والتهجير والنهب وتفجير الألغام وتدمير مقومات الحياة فيه واغتيال سيادته ، ووضع اهل العراق ينتقل من سيء الى أسوأ . والازمة دائمة التفاقم ، ونسبة وفيات الاطفال 150 بالمائة بمعنى العراق قبل زيمبابوي في التخلف !  وتهاوي البنية الاساسية. والجوع والمرض منتشر في ظل ديمقراطية امريكا والحقد الفارسي والشعوبي بشدة ، مما ينذر بوقوع أزمات أنسانية ، و70% من الشعب العراقي  لايحصلون على مياه شرب ، وهذا غيض من فيض ، واما ثقافة القتل والعنف ومعاناة العراقيين صارت  لا تعني العرب وزعماءهم  والبعض  متحالفين مع الفرس والصهيونية لتدمير النسيج الاجتماعي ، وحكومات عربانية ووملالي قم وطهران   والصهاينة والاكراد الانفصاليين يدفعون لتدمير مدن العراق والمؤسسات التعليمية والصحية ، ولينتشر الرعب وعصابات الخطف والاعتداء على الانفس والاعراض ، و  البعض يشارك في صنع وتوسيع حجم مأساة العراق واهله ، والبعض مع الصمت المشين ولا يجرأون على تجريم امريكا وايران ومنفذي الاحتلال والغزو  الصفوي .

 

فمتى يحين الوقت لصحوة عربية   ؟ !

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٦ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / تمــوز / ٢٠٠٩ م