لماذا تريد أمريكا الآن إدخال حزب البعث وحلفائه بالعملية السياسية التي أوجدتها حين احتلت العراق ؟ وهل أمريكا من الضعف الآن لتسمح لأحد زبانيتها بالقول على أمريكا أن لا تتدخل بالشأن العراقي؟!

 
 
 

شبكة المنصور

سعد السامرائي

رغم كون احد أسباب الاحتلال الأمريكي للعراق هو القضاء على تنظيم حزب البعث لغرض تفكيك تجربة النهضة القومية العربية في العراق وبالذات منذ تأميم البترول ومن ثم إلحاق الهزيمة بها أكمالا لخطة تدمير القومية العربية  , ورغم أن المحتلين الأمريكي والإيراني قد شاركتهم أيادي الخونة والعملاء في قتل الآلاف من كوادر الحزب ومنتسبيه , ورغم كون الحقد الأمريكي والصفوي قد أدى لإشعال حرب طائفية  و الدمار الذي حل بالبلاد فاق كل جرائم هولاكو.. إلا أن الرجال الصابرين المؤمنين بالله و بوحدة العراق وشعبه أبو إلا أن يسيروا على النهج والدرب الذي اختاروه وهو تحرير العراق من كل المحتلين وتنظيفه من كل النجاسات التي طافت على السطح نتيجة الاحتلال..ورغم كل الدسائس الخيانية والممارسات القذرة التي مورست على أبناء البعث العراقيين من قطع أرزاقهم وتهجير عوائلهم وسجن آلافهم وقتلهم غدرا .. لكن المسيرة بقت نظيفة ولم تنحني لا للمحتل ولا للخونة ولا لقسوة الزمن  ولم يستكين ولم يتملق ويلتوي من اجل تخفيف الجرائم البشعة ضده وضد الشعب العراقي برمته ,, ورفض كما رفض جميع الخيرين من أبناء الشعب العراقي نسيان ما اقترفه زبانية المحتلين من خونة وعملاء مزدوجين ورفضوا ورفضهم كان قاطعا مصافحة أيادي الخونة الملطخة بدم الأبرار من أبناء الشعب العراقي , وكان السؤال الذي يفرض نفسه في كل مرة  وهو كيف يمكن نسيان ما يقارب من مليونين عراقي قتلوا ظلما وبخسة المجوس ..وعليه فانه قاوم المقولة الخائبة هنا ( عفا الله عما سلف ) لأنها لا تنطبق إلا على المخطئين حسني النية ويا بعدها من حثالات سلطة الاحتلال  لذلك كان الشعار الذي رفعه الحزب والتفت حوله كل القوى الشريفة المقاومة للاحتلال من يريد تحرير الوطن يجب أن لا يساهم في إنجاح وتقوية مشروع الاحتلال في العراق ..والعملية السياسية في العراق هي مشروع أمريكي الغرض منه طمس جرائم المحتل وإجبار الشعب العراقي على التنازل عن حقه ورد الظلم والقبول بالأمر الواقع.وكأننا قطيع أبقار يسوقها رجال الكاوبوي الأمريكيان ! متناسين هؤلاء الرعاع  من أننا مركز نهضة العالم الحضاري وتاريخه .و الكرامة هي غذائنا الروحي يلهمنا بذلك قول رب العالمين في كتابه المبين ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ..) 110 ال عمران  

 

حقيقة نشير إليها اعترف بها ابطحي نائب رئيس دولة إيران وهي لولا مساعدة إيران لما نجحت أمريكا في احتلال العراق وأفغانستان فالتحالف الإيراني لأمريكا قد ساهم وخدم أمريكيا بقوة من خلال أقدام إيران الثلاثة وهم حزب الدعوة والمجلس الأعلى والتيار الصدري!المدعومين بعناصر إيرانية إرهابية خسيسة ( الرجل الرابعة مكسورة صناعية احتل مكانها ما يسمى بالحزب الإسلامي في العراق ) فكيف كانت إيران طرفا مساعدا لأمريكا في احتلال العراق سنحدد هنا بسرعة هذه الخدمات : العمل والسعي على تخلخل الوضع الداخلي في العراق تمهيدا للغزو , مشاركة بعض الخونة من رجال الدين الشيعة الذين آواهم العراق ونما لحم أكتافهم من خيراته وعلى رأسهم السيستاني ولم لا وقد سبقه الخميني في رد الجميل بان شن حربا صفراء ضد العراق وشعبه المضياف لذلك جرى  إصدار فتاوى تحرم مجابهة الغازي وتطلب بالاستسلام , قيام تلك الإقدام ومؤيديها الأغبياء بنشر الفوضى والسرقات مباشرة بعد دخول الغازي لبغداد , لم يكن ليرضى الشعب العراقي الانخراط في ما يسمى جيش وامن عراقي وبرلمان جديد صنيعه الاستعمار لولا تأسيسه من تلك العناصر المكونة للقنادر الثلاثة وكان نصيب القندرة الرابعة للداخلين في ما يسمى العملية السياسية بحجة حماية أبناء السنة !..ثم شارك جميع هؤلاء الشراذم في عملية إبادة مشتركة قضى فيها على الحسن والسيئ في حرب طائفية قذرة مورس فيها أبشع عمليات الإجرام المجوسية ضد أبناء الشعب العراقي قاطبة .. تلك إذن الخدمات الجلية التي قدمتها إيران و لا تزال بواسطة صنيعتها من الخونة وكانت اكبر خدمة هي بوقوف منتسبيهم سدا بين المقاوم المسلحة والغزاة فأمنت بعض الحماية لهم وشاركت بعمليات الغدر والتهجير والقتل . هذه هي حقائق التحالف الإيراني الأمريكي لم تعد خافية على الجميع ونحن إذ نسردها مرة أخرى كي نضع الأشياء لتكون أمام أعين الذين لا يروها ! لان البعض كما قال الدكتور نسيم طالب صاحب نظرية البجعة السوداء: الجميع لا يرى الفيل القابع في منتصف الغرفة لان الجميع مشغولين بالبحث عن النمل في أطراف الغرفة.!

 

إذن كل هذه الأمور قد طرحناها بعيدا عن العاطفة أو العنصرية الطائفية وهي حقائق يعلمها كل منصف,, ولما كانت الأمور بهذا الشكل فلماذا تحاول أمريكا الآن إدخال حزب البعث وحلفائه بالعملية السياسية التي أوجدتها حين احتلت العراق؟ وهي تعلم بان الفرس المجوس إنما يمارسون في الفرصة التي قدمتها أمريكا لهم ثأرهم الحاقد ضد العرب والمسلمين متمثلا بحزب البعث والقوى الخيرة المتحدة في جبهة الجهاد والتحرير. وتعلم أيضا ان موقف البعث معروف فهو بالضد من العملية السياسية التي نصبها الاحتلال، والبعث له برنامج للمقاومة والتحرير لا يمكن أن يتآمر على الشعب والوطن والجلوس مع العملاء والخونة..

 

أمريكا تعلم استحالة التقاء ما يسمون بالحكومة العراقية صنيعة المحتل وفق هذه الظروف والمعطيات مع حزب البعث لأنه ببساطة لا يتعامل مع حثالات من خونة وعملاء وهما كمثل الحية والبطنج -  فالحية الإيرانية لا تحب ولا تقترب من البطنج العراقي لأنه يخنقها ويهلكها..  لا ندعي علم الغيب ولا قراءة المستقبل ولكن نضع بعض من هذه الافتراضات التي نعتقدها سببا دعا التحرك الأمريكي الجديد بهذا الاتجاه :

 

1-    أن تكون أمريكا قد فشلت الفشل الذريع في القضاء على المقاومة المسلحة العاملة على تحرير العراق وهذه حقيقة بائنة وهي بذلك تريد لتنأى بنفسها عن فشل عالمي يطيح بها في الحضيض لذلك اختارت مجبرة الإعلان عن الانسحاب التدريجي من العراق ولنفس السبب أي عدم إظهار فشلها الكبير في حالة انسحابها وعودة مناضلي الحزب والمجاهدين للسلطة بعد إزاحة كومة العار والخيانة وهي تقرأ ذلك بوضوح لذا سعت إلى الاحتيال على الحركة النضالية التحررية في العراق بان طالبت علنا إشراك فيالق المقاومة المسلحة كطرف في السلطة الصنيعة في ما يسمى بالمصالحة الوطنية  .وعليه سمحت لأحد العملاء المزدوجين من التصريح بان على أمريكا أن لا تتدخل في الشأن العراقي دفعا منها في تحريك عملاء إيران وقواتها للضغط من جديد على المقاومة المسلحة في العراق .

 

2-      أوباما قال: هدف تحرك أمريكا عسكريا يفترض به ليكون في أفغانستان على أساس ادعاءه حماية الأمريكيين ولذلك هي تريد انسحاب تكتيكي من العراق وزيادة عديد قواتها في أفغانستان لمحاولة القضاء على قوات طالبان الأفغانية وقوات القاعدة .. ولأنها أيضا لا تريد اعتبار انسحابها من العراق هروب وخسارة إذا ما عاد الحزب بمعية المجاهدين للسلطة وتم طرد الخونة لذلك لجئت لهذه الحيلة .

 

3-    تمهيدا لضرب  حليفتها إيران وتقطيع أطرافها وهذه قاعدة أمريكية يتناساها الكثير فكل حلفاء أمريكا ما هم إلا مرحلة من مراحل خدمة أمريكا لا يلبثون إلا ليصبحوا  نكرات ولو بعد حين وانطلاقا من رفض العناصر الحاكمة فعليا في أمريكا من قيادات جيش وبرلمان وشيوخ الاعتراف وقبول أي خسارة في العراق أو مع إيران سياسية كانت أم عسكرية ,وهي صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة فهي إذا ما اضطرت للانسحاب الخائب المهزوم فقد  تعمد على ترك الجميع يعيش في صراع دائم وفوضى وقتال وتناحر يطال أبناء المنطقة قاطبة لذلك أطلقت هذه الحيلة لتصب الزيت على النار فكما قلنا هي تعلم استحالة التقاء طرفين: خائن للوطن عميل لملالي إيران : وثوار مناضلون تحرريون يؤمنون بالله والوطن يرفضون أن يكونوا أداة للمحتل في تنفيذ مشروعه الاستعماري , لذلك هي تسعى لإشغال جميع هذه الأطراف  من خلال ضربها بعضها ببعض مرة أخرى بحيث تكون في فسحة تمنحها الوقت والفرصة لتنفيذ ضربتها لإيران وإضعاف أو القضاء على المقاومة العراقية المسلحة.

 

يراهن البعض على أن أمريكا لن تقوم بضرب إيران وتدمير قدرتها النووية لأنها استفادت و تستفيد من الخدمات الجلية التي قدمتها وتقدمها إيران ,لكن هؤلاء البعض مع الاحترام لأرائهم لا يعطوك تفسيرا مقنعا عن سؤال يطرح نفسه وهو هل يمكن لأمريكا وهي تعلم أطماع المؤسسة المجوسية الفارسية التاريخية بالتوسع والهيمنة المريضة الصفراء بان تصبح من القوة بحيث تهدد مصالحها الإستراتيجية في المنطقة وفي إسرائيل اللقيطة  ؟ فببساطة نقول لم يمكن الوثوق بأطماع إيران في العراق وهي تحت مضلة أمريكا فكيف يمكن الوثوق بإيران النووية .؟! إذن الدلائل الاستقرائية تشير إلى بداية التمهيد لضربة إيران من خلال عدة معطيات منها : استكمال القاعدة الفرنسية في ابوظبي ذلك لان أوربا أكثر خوفا ودفعا لتحجيم دور إيران في المنطقة من خلال رفضها قبول إيران دولة نووية , إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل اللقيطة بتحديد الوقت لضرب إيران دون ممانعة أمريكية , الانسحاب الأمريكي لقواعد معدودة تقوية للخط الهجومي و اللوجستي , إذكاء نار الفوضى الخلاقة وهذه المرة في إيران من خلال استغلال انتفاضة الشعوب الإيرانية ضد دكتاتورية  فقيه الملالي , القيام بعملية عسكرية في  أفغانستان الغرض منها تهدئة الوقت على هذه الجبهة إلى حين التفرغ لإيران ,عقد اتفاقية عسكرية مع روسيا وإغرائها بدفعات مالية مقابل السكوت عن ضرب إيران .

 

الصين لا يعار لها بال عسكري وان تأثيرها سياسي لا غير يمكن تلافيه من خلال إشعال بعض الفتن العرقية والانفصالية بداخلها.. انكشاف إيران للجميع وسقوط المقولة المضحكة :( إيران دولة ديمقراطية) في بداية لشيطنة إيران عالميا من خلال التركيز على مشاكلها الداخلية و إلقاء الضوء الآن على العنصرية والقهر التي تمارسها الطغمة الحاكمة ضد شعوب إيران المظلومة . تهيئة الأجواء العربية وإيهامها من أن القضية الفلسطينية في طريقها للحل وبذلك تأمن على الأقل جهة حماس من القيام بأي ضربة عسكرية ضدها إذا ما أقدمت على ضرب إيران أما حزب اللات فربما سيحاول ضربة هنا وهناك  ولكننا لا نعتقد انه سيشن حرب واسعة لان ظهره أصبح مكشوفا فحين ضرب إيران لن يكون بمستطاعها تعويض خسائره العسكرية إلا إذا فضل الانتحار وباليته يفعل .

 

** لذلك نعتقد أن على البعث و المقاومة المسلحة في العراق ثقلا جديدا يضاف على كاهلهم في الوقت الذي ندعو فيه لأخذ الحيطة والحذر أكثر فهم قد انتبهوا لهذا المخطط الإجرامي الأمريكي الجديد حين تم الإعلان على لسان القائد العام بتحريم ضرب مؤسسات الجيش والشرطة والأمن إلا في حالة الدفاع عن النفس وقد اعذر من انذر .. وذلك تلافيا للانشغال في حرب داخلية طاحنة تضعف من قدراتها القتالية وتشتتها و ذلك لا يعني إعطاء المحتل والخونة فرصة استراحة ينعمون بها فيمكن استبدال المجابهة الكاملة من خلال تخصيص فصيل معين يختص بضرب المنطقة الخضراء  وتمركز القوات المحتلة .. وربما ستسمح المقاومة المسلحة في تخفيف الضغط للتمكين من ضرب إيران وتدمير قوتها النووية.دون نسيان الأهداف المعلنة الشرعية .

 

إلى أن تحين ساعة الصفر في الهجوم الشامل الكبير الذي سيؤدي لتحرير كامل التراب المحتل في عراقنا المجيد .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٥ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / تمــوز / ٢٠٠٩ م