الشعوب الإيرانية ترفض ديمقراطية ولاية الفقيه ..!

 
 
 

شبكة المنصور

سعد السامرائي
لأول مرة و منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما ,,لم يظهر بصورة علنية رفض جماهيري عارم للديمقراطية المزعومة التي يفرضها حكم ولاية الفقيه في إيران كما هي اليوم بصورتها العلنية والجماهيرية الواسعة التي تناقلتها جميع وكالات الأنباء من أوسع أبوابها , فأخيرا وجدت الشعوب الإيرانية ضالتها وفرصتها بالتعبير عن سخطها ورفضها لهذه السلطة التي فرضت عليهم بالقوة والقهر والتنكيل وفي كثير من الأحيان بقتل المناوئين لها ,, أخيرا انفجر الكبت الذي توطن في قلوب الشعوب الإيرانية على اختلافها لكن الأمر هذه المرة امتاز أيضا بكبت متحرر من الشعب الفارسي نفسه معلنا هو الآخر رفضه لما يسمى بديمقراطية ولاية الفقيه في تحد صارخ لأعلى مرجع ديني في إيران الأمر الذي كان يعتبر من المحرمات التي لا يجرؤا أحدا في إيران على مخالفته ,,


فرغم ظهور خامنئي العلني وانحيازه الواضح لربيبه نجاد وإصدار أوامره بالتوقف عن المعارضة والإضراب والقبول بالأمر الواقع حيث اعتبر فوز نجاد لا رجعة فيه وذلك مما أثار حفيظة الفرس أنفسهم بعدما تبين لهم زيف الفتاوى والتزوير الواضح من خلال موافقة وتبريك وانحياز الفقيه له وللجهة المختارة المعينة, عرفت الشعوب الإيرانية من إن هذا القرار سيأخذها إلى منزلق المواجهة العسكرية والسياسية مع دول الغرب والعالم اجمع وبإصراره على الاستمرار بتعنت في برنامجه القاضي بإنتاج قنبلة نووية حلم مجوس إيران وتباعها من عرب الجنسية المتمجسون .


المطلعون على خفايا الشعوب الإيرانية يعلمون من أن الانتفاضات التي تحدث في مقاطعات إيران قد تم إخمادها بالقوة وبسرية تامة قابلها السكوت الغريب الذي اتخذته دوال الغرب المزدوجة المواقف التي تدعي الحضارة والديمقراطية وهي ترى كيف أن الشعوب العربية والكردية والتركية والبلوشية يمارس ضدها أقسى أنواع الاضطهاد الإنساني والقتل والتصفيات الجسدية تطال كل مناوئ ورافض لولاية الفقيه الفارسي التي فرضت على جميع شعوب إيران قسرا و لم تكن الإعدامات والاغتيالات التي مارستها سلطة ولاية الفقيه ضد إخواننا العرب في عربستان المحتلة وغيرها من المقاطعات الإيرانية المختلفة ببعيد .


مجرم الحرب رافسنجاني الشهير بتعذيب الأسرى العراقيين من خيار الأمة هو الآخر قد تعرضت مصالحه للخطر فتلك الجثة الشهوانية لم بهمها ترك السلطة في إيران ذلك لأنه قد استحوذ أثناء وجوده في الحكم على مجمل الشركات المهمة في إيران حيث بات يجلس على اكبر أسطول مالي والشركات التي لم يستطيع شرائها دخل عنوة فيها كشريك .. لكن الذي أثار حفيظته هو اتهام نجاد المبطن له ولأنصاره ممن اسماهم بحلف الاستكبار واستعمال مقولة من أين لك هذا مما دق ناقوس الخطر فجعله يعلن انحيازه للطرف الآخر من المعادلة في خطوة للحفاظ على أملاكه وسلطته المادية وهو يلعب على الحبلين فهو سيكون في مأمن لو انتصرت المعارضة لأنه وقف لجانبها وهو يهدد بصورة غير مباشرة التيار المتشدد الذي ينظم إليه ليضمن عدم المساس بممتلكاته وشركاته .


المهم في كل هذه الأمور هو السؤال التالي : هل ستستمر المظاهرات والاعتراضات لتأخذ الطابع الشرقي لأوربا على غرار رومانيا ..؟ وهل سيتم الإطاحة بحكم المتشددين في ولاية الفقيه ومن ثم ينتصر ما يسمون الاصطلاحيون أم سيتم قمع التظاهرات والرفض الجماهيري بنفس القسوة التي استخدمها النظام الدكتاتوري في إيران , الأمر تعدى كون الاعتراضات تأتي من أفراد لذلك فان القسوة مهما مورست فإنها لن تقمع المد الجماهيري الكبير,, أم هل سيتم الإطاحة بكل نظام وسلط ولاية الفقيه ؟؟( .. ويومئذ يفرح المؤمنون )! 4 الروم ,,فالبداية قد حدثت عندما خرجت جماهير شعوب إيران ومنهم الفرس أنفسهم رافضين لأوامر الفقيه واعتبروه انه لا يفقه فيما يقول .!


تاريخ الشعوب الإيرانية وحبها للمرح والحرية والمتعة تقف كلها اليوم بوجه عنصرية و قهر وإجبار ولاية الفقيه لهم وفي اليوم وجدوا المتنفس والمبرر الذي من خلاله أطلقوا العنان لأنفسهم للتعبير عن رفضهم لكل ما آلت إليه إيران في نظامها القمعي الجديد القديم..

 

إذن نحن نعتقد بوجود فرص كبيرة لاستغلال هذه المناسبة لتوسيع الرفض ولو بصورة متقطعة وبداية ظهور اضطرابات من نوع جديد يرفض الجميع بما فيهم الشعب الفارسي لهذه السلطة التي بال عليها الزمن وتآكلت . (يمهل ولا يهمل ) .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٥ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / حزيران / ٢٠٠٩ م