لماذا نحن نحتفل في ٣٠ / ٠٦ / ٢٠٠٩ ولماذا هم يحتفلون ؟!

 
 
 

شبكة المنصور

سعد السامرائي
في 30/6/2009 من المفترض أن يتم انسحاب القوات الأمريكية و الأجنبية من وسط وداخل المدن العراقية والانكماش في معسكرات تحيط بهذه المدن في خطوة أولى للانسحاب الأمريكي النهائي من العراق بحلول عام 2011 ! كما لوح بذلك اوباما والذي نشكك في مصداقية أقواله و مبررات الانسحاب ..


أسباب الانسحاب الأمريكي الحقيقية غير التي يصرح بها تكمن في اضطرار الأمريكان من عدة نواحي على الهروب من العراق فمن المعروف أن الجيش الأمريكي يعتمد في تزويد وحداته بالمجندين من المتطوعين منذ عام 1973 وحسب إحصائيات داخلية أمريكية فان معدل التطوع عانى من قصور وصل إلى أكثر من 40% مما كان عليه لذلك اضطرت قيادته العسكرية على سد النقص ذلك في الاعتماد على المجندين من المرتزقة الحالمين بالجنسية الأمريكية ووفرة المال و هذه الخطوة أيضا كانت نتيجتها ثقل مادي آخر كبير على كاهل الآلة العسكرية الأمريكية ,كذلك وفي دراسات متعددة أمريكية كشفت عن تنامي الأمراض النفسية التي يعاني منها أفراد الجيش الأمريكي الذين تفاجئوا وصدموا بقوة وعزيمة مقاومة الشعب العراقي حين اكتشفوا أن النزهة التي كان يروج لها قادة الأمريكان العسكريين الخائبين ما هي في الواقع إلا سكرات الموت الذي كان ينتظرهم على ارض الرافدين وكان لازدياد ضغط المقاومة العراقية الأثر الكبير في وضع هذه القوات في دوامة اللا رجعة واللا خلاص فتصاعدت التكلفة المادية والبشرية للوجود الأمريكي و أصبحت مقولة - قوات المقاومة المسلحة العراقية رقم صعب غير قابل على التطويق والتطويع – واقع حقيقي لا يمكن إخفائه, فلا يستطيعون معالجة هذه المشكلة التي تؤرق مضاجع كل قادة أمريكا وعملائهم الذين تناقضت أرائهم حول الانسحاب وحيث أن قائد أركان الجيوش الأمريكية المشتركة مايك مولان قد صرح بتشككه في قدرة قواته بتنفيذ واجباتها والتزاماتها في أفغانستان بسبب انتشار قواته الواسعة في العراق مما يقلل من قدرة جيشه في العمل وفق هذا الإطار إنما خير دليل على اعتراف العدو بخطأ بقاء الأمريكان في العراق مدة أطول تخفيضا للاستنزاف اليومي والمادي . كذلك فان الجنرال بترايوس كان قد رفض الإعلان عن الأماكن التي ستنسحب إليها القوات الأمريكية خوفا من أن تطاله قوات المقاومة العراقية البطلة وفضل القول بأنها ستكون في المناطق التي نشعر فيها بالارتياح لذلك فإنها ستكون في معسكرات تابعة لجيش العملاء ضنا منهم أنها أماكن آمنة لهم ولعملائهم .!


وتناقضت تصريحات العميل المالكي مع تصريحات العميل الهاشمي وهما يتمقعدان في أعلى السلطة الوهمية التي صنعها الاستعمار الأمريكي والإيراني المريض فاحدهم يؤكد على قدرة قوات امن العملاء والثاني أكثر واقعية يعلن تخوفه الصريح من توابع انسحاب القوات المحتلة وترى الاثنين يعربان عن قلقهما كل بطريقته الخاصة فهما يتمنيان البقاء مدة أطول على كرسي العمالة لذلك فالأول يعلن ما يتمنى والثاني يعلن عن تخوفاته الحقيقية التي يراها شاخصة بأم عينيه ..


أما لماذا هم يحاولون الإعلان عن سعادتهم والاحتفال بهذا اليوم للانسحاب الأمريكي فهو لأنهم لا يملكون صنع القرار و لا حتى التأثير فيه وهو قرار تكتيكي أمريكي بحت فرضت عليهم الأحداث اتخاذه .. حكومة العميل الأول من تبع المجوس والعولمة أي تبع الامبريالية الأمريكية يحاولون إيهام قواتهم العميلة على قدرتهم في الوقوف ندا لند ومواجهة المقاومة العراقية والبقاء في السلطة لذلك هم يهللون في تضخيم قدرات حثالاتهم العنصريين والطائفيين ذوو العقول المبتورة خونة العراق وشعبه تبع الفرس والمجوس اللاهثين وراء المادة القذرة وبنفس الوقت يخدعون أبناء الشعب المطبلين الذين لا يملكون من الرأي السديد إلا أتباع الأقوى كما وإنهم يمنون النفس في تحويل ميزان القوى لمجوس إيران أي أن يستبدل الاحتلال الأمريكي ليكون احتلال مجوسي صفوي ! أما حكومة وأتباع العميل الثاني فأنهم أكثر واقعية وإدراك لطبيعة الشعب العراقي وقواته العسكرية الأبية من جيش وامن ومخابرات ومدى قابليتها على التأقلم والالتفاف للظهور من جديد بقوة والانقضاض على أعداء العراق , لذلك هم أيضا خائفون من حيث لا شعبية لهم ولا قوة بل أصبح مؤيديهم غير مبالين بهم من تكرار سماع الغاية التي جعلتهم يدخلون العملية السياسية صناعة الأمريكان في تكوين عملاء يخففون من ضغط المقاومة المسلحة العراقية عليهم . كل هذه السنين فشلوا فيها في تحقيق أي هدف من أهدافهم ولم يستطيعوا حتى إطلاق سراح إلا نفر من مؤيديهم السابقين .. لذلك بعدما فقدت مجموعة العميل الأول مصداقيتها حتى عند اقرب المؤيدين لها طائفيا فان المجموعة الثانية قد فقدت الثقة التي تأمل الكثيرين من أبناء الشعب العراقي المظلوم أن يرى أهدافهم تتحقق دون جدوى ..


لذلك هم سيحتفلون وقلوبهم على أيديهم .. سيحتفلون وهم يلبسون أحذية (توربو) لسرعة الهروب .. يحتفلون بابتسامة صفراء خوفا على مستقبلهم الأظلم لا سيما وان ظهير هم الأيمن قد بدأ يتفكك بفعل انتفاضة الشعوب الإيرانية ضد دكتاتورية ولاية الفقيه .. يحتفلون وكل واحد فيهم قد امن مكان آخر يلوذ إليه خارج العراق وهم يدعون بالسلامة في كل مرة يتذكرون الخالق .. نعم هذه الأيام بدئوا يتذكرون الخالق لأنه أملهم الوحيد في تمكينهم من الهروب بسلامة قبل أن تطالهم أيادي المقاومة التي لن ترحم أي مجرم فيهم ساهم بتدمير عراقنا المجيد .


ويحتفل البعض منهم في اعتقاد مريض لا يتعدى أحلام اليقظة في استلام كرسي الحكم في العراق وكأن العراق أصبح شركة صغيرة يستطيع إدارتها أولاد الشوارع من قطاع طرق قتلة مجرمين من صدريين ودعوة وغيرهم على شاكلتهم وكلهم يفضلون هذه الأيام بالخدمة على الحدود الإيرانية !!


أما نحن وجميع الخيرين في العراق من مقاومين على شتى صنوف المقاومة فإننا نحتفل لان مقاومتنا الصلدة وقفت بجسارة ندا لند ضد اعتدى وأقوى قوة في العالم وصدتها وأركعتها بل مسحت التراب بوجهها وما هروب آلاف عسكر الأمريكان من الخدمة في العراق ومدى كبر عدد الجرحى والقتلى المعلن والغير معلن لأكبر دليل على اندحار القوا ت الأمريكية ويأسها من القضاء على المقاومة المسلحة الباسلة .. لذلك فإننا سنحتفل بانتصارنا .. انتصار الجيش العراقي الأصيل .. انتصار قوى الأمن العراقية البطلة .. انتصار رجال قوات المخابرات العراقية .. انتصار كل المقاومين الشرفاء من كتاب و ممولين ومجاهدين وكل عراقي ساهم بأبسط شي في خدمة العراق ونصرته ولو بالإبلاغ عن تواجد العدو .. انتصار شهدائنا الأبرار في العليين بتوفيق من الله تعالى .. انتصار جماهيري واسع في صمود ملحمي لا مثيل له على كل الظلم والقتل والقهر والطائفية التي أوجدوها للنيل من هذا الشعب الذي أبا إلا أن يقف كالطود ضد الرياح الصفراء الماكرة المجوسية والامبريالية ..


إذن هو انتصار لكم يا شهدائنا الأبرار وانتصار لحاضركم يا شعبنا الجبار هذا الجبروت لا يمكن إلا أن يكون قد ملأ الله سبحانه قلوبكم به فوقفتم وصمدتم ضد الأعداء من كل مكان .. ( يا أيها الذين امنوا أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) 7 محمد . ولأعداء العراق من العملاء نقول ( .. ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا )119 النساء.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٦ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / حزيران / ٢٠٠٩ م