ماذا حصد العراق من ديمقراطية الغزاة خلال ست سنوات وكيف الحل ؟؟

 
 
 

شبكة المنصور

الباحث والسياسي العراقي د. صابر العطية

لقد دخل العراق في السنة السابعة من الاحتلال والغزو الأمريكي البريطاني الصهيوني بحجج كاذبة وواهية كرست له كل وسائل الإعلام الأمريكي والدولي رافقها شراء ذمم الكثير من القادة العرب و دول أخرى مع تهديد ووعيد للدول التي لم تساهم في تلك الحرب الوحشية ضد بلد وشعب آمن , شعب رصيده  اكبر حضارة إنسانية  في التاريخ  البشري  ,لقد علم العراقيون العالم  الكتابة والقراءة  و القانون  و الفن  و الطب مرورا إلى نظام الري إلى الطيران إلى الصناعة والزراعة انه شعب تفوق على كل الشعوب منذ الأزل وحارب الظلم والطغيان وطرد ا لغزاة والمحتلين وانتهت  إمبراطوريات على ترابه المقدس , انه بلد مزج ترابه بدماء الإبطال منذ ألاف السنين  وكان ثائرا على الاستبداد والتبعية والتسلط ,وثورة الحسين وعائلته عليهم السلام خير دليل على ذلك التاريخ البطولي , ارض العراق ارض الرافدين ارض ولد فيها أكثر الأنبياء وقتل ودفن فيها بيت النبوة  صفوة ادم وسليلة إبراهيم ومحمد عليهما السلام انه العراق إنها دار السلام والأمان.

 

لقد استهدف العراق من قبل الاستعمار , الغزاة الجدد..( الأمريكان وأعوانهم ) وقد دخل ضمن خطة كيسنجر لعام 1970 التي رسمها  ضمن إستراتيجية الأمريكان ضد ألأمة العربية لغرض تقسيمها وتفتيتها إلى دويلات عرقية وطائفية متناحرة  للقضاء على قوتها والاستيلاء على ثروتها والقيام بترسيخ قواعد  الدولة الصهيونية كقوة عظمى مهيمنة على المنطقة , ولم يتحقق ذلك الحلم لا في لبنان عام 1975 و لا في 1982عند ضرب العدو منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها وقام بتهجيرهم إلى تونس ودول الشتات المختلفة , كما إن الإدارة الأمريكية بالرغم من الإيعاز للدولة الصهيونية بضرب المفاعل النووي العراقي ودفع إيران لاستفزاز العراق ثم نشوب الحرب الإيرانية على العراق ودعم حركات غريبة عن العراق ومعروفة من قبل الشعب العراقي بافتعال أحداث عام 1990ثم الحصار الجائر الذي فرض على العراق والحرب التي شنتنها 33 ثلاثة وثلاثون دولة ضده والذي أدى إلى مئات الآلاف من الضحايا من أبنائنا الأعزاء إلا إن العراق استمر في صموده وعطائه وازدهاره الصناعي والزراعي والاقتصادي والأمني والتعليمي وتخريجه دفعات تلوا الدفعات من العلماء والأكاديميين  بالرغم من كل الضغوطات الأمريكية عليه من  تشديدا لحصار وخطوط الطول والعرض التي فرضها المستعمرون في أجوائنا لإعطاء قواتهم الجوية  حرية اكبر من التجسس على أرضنا وسمائنا بالرغم من عشرات الأقمار التجسسية المزروعة في الفضاء لصالح أعمالهم المخاراتية .... لقد احتل العراق وغزاه المستعمرون بالرغم من مئات الملايين من تظاهر الشعوب الرافضة لهذه الحرب العدوانية والتي خرجت بحشود مليونية  لم يشهد ها العالم من قبل ورغم كل أصوات المنظمات والشعوب إلا أن الغزاة صمموا على احتلال العراق لا بحجة إزاحة حكم دكتاتوري كما زعموا وجلب الحرية والديمقراطية لهذا الشعب  وتوفير العدل والرخاء له , إنما جاءوا للعراق  , لان العراق المفصل المهم بين الشرق والغرب والمحطة المهمة لتواصل الحضارات  وخزين النفط الاستراتيجي للعالم في العقود القادمة والقوة العسكرية والفكرية والثقافية والصناعية والسياج الفولاذي الأعظم في المنطقة   والمفتاح الرئيسي للدخول للدول الخليجية والعربية ( ماستر كي)     ........

 

 

تداعيات الغزو والاحتلال  بعد ست سنوات ؟؟؟؟؟ وماذا حصل للعراق وشعبه.

 

1-   تدمير الدولة والوطن والمؤسسات بما فيها الجيش والشرطة والقوات الأمنية والقضاء على سيادة العراق ومقوماته الأساسية.

 

2-   تدمير البنية الصناعية والزراعية والعسكرية والاقتصادية والتعليمية  للعراق.

3-   القضاء  التام على البنية التحتية والخدمية للعراق بشكل كامل.

4-    القضاء على الروابط الأسرية بين أبناء العائلة الواحدة.

5-   فتح الحدود أمام العصابات والمليشيات للعبث بمقدرات البلاد.

 

6-   جعل العراق  واحة ومرتع لبيع المخدرات والمواد الممنوعة وجسر لعبور تلك الأمراض إلى العالم العربي  للنيل منه ومن شعبه  ومن طاقته بعد أن كان العراق نموذج يحتذي به بين الشعوب والأمم في العالم  , وقد أوعز المحتل إلى عملائه بسرقة ونهب الممتلكات العامة والخاصة من المصانع إلى المؤسسات إلى المنازل إلى الآليات بشكل جنوني لايصدق من قبل عصاباته  المنظمة والمدفوعة لهذا الغرض مع دفع بعض ضعفاء النفوس من العراقيين من قبل المحتل للقيام بسرقة بعض المواد البسيطة اما م عدسات تصوير الكاميرات الأمريكية للإيحاء من خلال تلك المناظر بان العراقي متخلف ومتوحش ومتعطش للسرقة والنهب وحرق الممتلكات ... حيث أطلقوا عليه تسمية علي بابا لإذلاله اما م المجتمعات وإعطاء صورة غير حضارية عن العراقي  والمعروف إن كل النهب والسرقة قد بيعت وصدرت عبر الشمال العراقي وعن طريق الحزبين العميلين إلى خارج العراق  .

 

7-   صياغة دستور لعين ومشين أرسى قواعد الطائفية والعنصرية وتقسيم البلاد وإضعافه وجعله لقمة سهلة للابتلاع من قبل أعداء العراق والمتربصين به.

 

8-   قتل مليون وستمائة ألف ونيف بريء عراقي.

 

9-   قتل الآلاف الضباط والاكاديمين والصحفيين والشيوخ والأساتذة والأطباء العراقيين على يد عصابات تدربت على يد الموساد الإسرائيلي من جماعة العميل الإسرائيلي أنطوان لحد والتي تقدر أعدادها بين 1500-2000عميل وصلوا  عن طريق الشمال العراقي  بالتنسيق مع الحزبين الكرديين العميلين  لغرض قتل الاكاديمين والعلماء العراقيين والشخصيات الوطنية .

 

10- كان نتيجة الاحتلال الغاشم سبعة ملايين أرملة ويتيم عراقي.

 

11- خمسة ملايين مهجر عراقي أكثرهم من أصحاب الكفاءات العلمية والمهنية يقفون في طوابير أمام السفارات والمنظمات الإنسانية في الخارج بحثا عن المساعدة اواللجوء لتلك الدول.

 

12- ملايين من الشباب العاطل عن العمل والباحث عن فرصة لإعالة عائلته.

 

13- إبادة ومقابر جماعية كما حصل لمنطقة الزركة وكربلاء والبصرة والصدر وديالى والفلوجة التي ذهب ضحيتها الآلاف الأطفال والنساء والشيوخ دون أن تتحرك مشاعر المنظمات الإنسانية الدولية والعربية منها على بشاعة الجرائم ألا إنسانية التي اقترفتها أيادي المجرمين  والحاقدين على أبناء العراق والأمة العربية .

 

14- القيام بسرقة نفط العراق من خلال الدول المجاورة والعدو المحتل ناهيك عن سرقته عبر اللنشات والأنابيب المخترقة من خلال الموانئ المصطنعة والخاصة للتهريب تحت سمع وبصر القوات المحتلة وتصديره دون عدادات أو مراقبة أو مقاييس حتى التقليدية منها.

 

15- نهب حضارة العراق وأثاره ومتاحفه ومناطقه الأثرية من قبل عصابات ومافيات المحتل والتدمير المتعمد للباقي منها بمحاولة لطمس وإلغاء الحضارة العريقة لبلاد الرافدين . 

 

16- زج عشرات الآلاف من الوطنين العراقيين في المعتقلات الأمريكية والعراقية منها بحجج وتلفيقات كاذبة وممارسة أبشع الانتهاكات بحقهم وبأنواع غريبة وسادية من التعذيب الجسدي والفكري وصولا لاغتصاب الرجال والنساء والأطفال لإذلال الشخصية العراقية والانتقام منها .

 

17- التعمد في تلوث البيئة في العراق من خلال رمي عشرات الآلاف من  القذائف التي تحمل المواد الكيماوية والفسفورية واليورانيوم المنضب مما سبب في العديد من الإمراض الخبيثة والسرطانات التي باتت تقتل الآلاف العراقيين سنويا وعدد الموتى بازدياد.

 

18- فساد إداري في كل مفاصل الدولة لم يشهدها التاريخ من قبل , من نهب وسرقة ورشوة منظمة تقول تقديرات إنها تفوق مائة وخمسة وعشرون مليار دولار منذ الاحتلال إلى ألان حصل كل ذلك بعلم الأمريكان والقوات المحتلة تعرق كيف وأين وأسماء من حولت لهم تلك المبالغ .

 

الخلاصة 

لقد بات من الصعب حل القضية العراقية بوجود هذه الشرذمة التي أرجعت العراق إلى عصر ماقبل الصناعة بتخطيط الإدارة الأمريكية وتنفيذ العملاء الذين حكموا العراق بجنسيات وانتماءات وأجندات  أجنبية , التي تنصب جل اهتماماتهم في عدد وكمية الملايين التي يسرقونها والقصور والأبراج والفنادق التي يشترونها .

 

لقد بات العراق بملياراته وثروته على حافة الإفلاس وتعمل الحكومة ألان على الاستدانة من صندوق النقد الدولي والبنوك المعتمدة , كذلك تعمل على إرسال الوفود لإقناع المستثمرين العرب والأجانب للاستثمار في العراق قبل تركه والرحيل مع القوات الغازية إلى الأبد تاركين العراق بلدا فقيرا عاجزا مريضا ضعيفا .

 

إن الانتشار الأمريكي وخروج القوات البريطانية والاسترالية وغيرها من العراق كان لم يحصل لولا الضربات الماحقة للمجاهدين الإبطال في كل الأراضي العراقية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى غرب العراق الصامد والتي كبدت العدو المحتل عشرات الآلاف من القتلى وأضعافها من المعاقين والمختلين عقلين ,قد  أفقدت العدو صوابه وحطمت مشروعة ألتقسيمي للعراق والأمة العربية التي جاء من اجلها.

 

الحلول

 

1- إقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة انتقالية لمدة سنة واحدة تعلن حالة الطوارئ في البلاد وتمنع المظاهر المسلحة.

 

2- خروج فوري للشركات الأمنية وكل المتعاقدين مع الجيش المحتل للعراق .

3- خروج جميع المرتزقة والأجانب الذين يشكلون خطرا على امن العراق.

4- إيجاد أرضية متاحة لانتخابات حرة نزيهة على أن لاستثنى منها أحدا وذلك لانتخاب برلمان يمثل كل أطياف الشعب العراقي بإشراف مباشر من  الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة ومؤتمر الدول الإسلامية والدول الأوربية والمنظمات الدولية.

 

5- العمل على إعادة المؤسسات العسكرية والأمنية وفق أسس ومعاير علمية ومهنية متطورة .وتكون هذه المؤسسات لكل العراقيين دون استثناء ويكون ولائها الأول والأخير للعراق الواحد الموحد.

 

6- انتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بالمواصفات الرئاسية ويجمع على محبته كل العراقيين وان لايكون طائفيا أو عنصريا أو حزبيا.

 

7- انتخاب رئيس وزراء لكل العراق من الشمال إلى الجنوب..

 

8- العمل على إعادة  الأطباء والاكاديمين والفنين والعلماء وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال إلى العراق وذلك لغرض المساهمة في بناء العراق ومؤسساته التي دمرت من جراء الاحتلال.

 

9- العمل على إعادة المهجرين العراقيين مع توفير فرص العمل لهم ولذويهم.

 

10- إيجاد وسيلة لمساعد ة الأرامل والأيتام والمعوزين وعوائل الشهداء وكبار السن من خلال مؤسسات اجتماعية ومهنية تعتني بهم وتعوضهم عن سنين الحسرة والحرمان التي عاشوها  .

 

النهاية

 

حيث أن التداعيات متسارعة في بلاد الرافدين خاصة نحن على أشهر من عام  2010كما إننا على أبواب الانتخابات النيابية التي سوف تتغير فيها التحالفات والوجوه السياسية التي تحكم العراق مستقبلا , وعليه فأن من الضروري والواجب على القوى السياسية المناهضة  والمجاهدة في داخل العراق وخارجه السرعة في اتخاذ القرار للتوحد فيما بينها في ضل جبهة عريضة قوية متماسكة خاصة إن البرامج السياسية لأكثر الكيانات المناهضة للاحتلال موحدة بالهدف والمضمون وهي خروج الاحتلال ومرتزقته والتعددية الحزبية ووحدة العراق وسيادته على أرضه وسمائه وعدم التفريط بثرواته النفطية وغيرها.

 

وعلى جميع القوى السياسية المناهضة للاحتلال ومن ألان الإسراع بوضع برنامج سياسي لما بعد خروج الاحتلال وعملائه من ارض الرافدين تمهيدا للدخول بالصفحة السياسية والعسكرية الجديدة التي تعيد حقوق العراقيين المسلوبة بالعيش الهنيء والأمن المستقر   والحياة الهنيئة ووفرة الحال.

 

ومن الله التوفيق والسداد

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٧ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / تمــوز / ٢٠٠٩ م