هل من ناصرا تستغيث به الامة اليوم ..؟

 
 
 

شبكة المنصور

شهد الجراح  / كاتبة واديبة عراقية
لطالما شدّ انتباهي التاريخ , ولطالما تناقضت احاسيسي بين الاحتقار لشخصية والاعجاب بأخرى , واجزم ان هذا احساس طبيعي لكل من يقلب ويتمعن في صفحات التاريخ سواء العتيقة المصفرة اللون ذي الرائحة المميزة .او البيضاء التي ماتزال تقاوم تجاعيد الزمن على ملامحها فللتاريخ شخوصه بلا شك منها من لعب دور البطولة واستحق ان يعمد اسمه بماء الذهب , ومنها من ارتضى ان يتخذ من ( الحضيض ) مكانا له , وانا من المؤمنين ان التاريخ هو صادق في اغلب الاحيان فهو لايظلم الا من يستحق ولايرحم الى من كان يستحق الرحمة بالطبع , وفي كل مرة يجرجرني حنيني الى المطالعة بشكل عام اراني وبلا وعي اتوجه الى كتب تكشف مآثر رجل مميز من الطراز الاول الا وهو الزعيم الخالد الذكر دوما جمال عبد الناصر, فالرجل لايختلف على نزاهته وانتمائه الصادق والجاد وعروبته الحقة وايمانه المطلق بمبادئه التي قادته بالتالي الى اختيار طريق العزة والكرامة والشرف مهما بلغت الصعاب كل منصفاً في هذا العالم عربيا كان او غربيا , بالرغم من اني لست مصرية ولم اعاصر ايام هذا الرمز القومي فالرجل انتقل الى جوار ربه قبل ان ابصر النور في هذه الحياة بسنوات طوال , الا انه ترك ارث جهادي عظيم بالفكر والتطبيق يصعب تكراره في هذا الزمن الذي نحيا به نحن جيل الشباب وللأسف الشديد . زمن الانبطاح والذل والمهانة وفقدان الكرامة والهيبة التي اتخذها من يسمون بالزعماء العرب طريقا لهم وبكل سرور وهنا المصيبة ..! هذا الانسان استطاع ان يكتسح قلوب الفقراء من ابناء الشعب المصري الأبي ويحقق احلام المشردين المتطلعين الى مستقبل افضل .بعد ان كان هاجس النهضة بكل مضامينها يسيطر على قلبه وهذه نادرة في تاريخ الزعماء العرب الحديث .. بعد ان تمنوا ان يدفنوا وهم جالسين على كراسيهم وكروشهم منتفخة بالمال السحت وترتسم على ملامحهم سمات الجبن والخذلان بكل بشاعة . فالندرة في زماننا هو ( أنت ومن شابهك فكرا وتصرفا ) اللهم الا الشهيد صدام حسين الذي اثبت من بعدك ان امتنا اليوم هي بأمس الحاجة الى امثالك وامثاله بعد ان اعتلت اسمائكم قائمة الشجاعة والشرف وعزة النفس ليس لشعوبكم فحسب بل للأمة اجمع فأنتم اليوم قدوة لكل ساعي الى العيش بكرامة وأباء.


في كل مرة امتلئ بالفخر والاعتزاز لوجود هؤلاء الرجال في امتي واتضخم بالحزن ايضا وانا اتسائل الى كم ناصرا نحتاج اليوم ليغيث الامة مما تعاني ..؟ وهل هناك من ناصرا ..؟ اجزم ايها الزعيم الخالد انك مازلت تنتفس الكرامة في صدر كل شريف مناّ واجزم بأنك تفتت ضيما ايضا على حال هذه الامة التي اصبحت يتيمة بعد ان غادرتها على عجل , واجزم ان لابد للامة ان تتخذ من نهجك طريقا لينتشلها من مستنقع الجهل الاعمى الذي اغرقها فيه الطارئين والمحسوبين عليها زورا وهي من انتمائهم بريئة

رحمك الله سيدي . لك الجنة ولنا في عزائك ماتركته من ذكراك الازلي

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٨ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / تمــوز / ٢٠٠٩ م