مزمار اوباما ... والرقص العربي وراء السراب

 
 
 

شبكة المنصور

طـــلال بركــات

بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ

 

لقد باتت التعليقات والتحليلات على خطاب الرئيس اوباما في القاهرة مجلدات لا تعد ولا تحصى في الوقت ان الخطاب كان خطاب موجة للعالم اجمع وليس للعالم الاسلامي كما قيل فقد اراد الرئيس اوباما ان يبين فية ان زمن العنجهية الامريكية وخطاب الكابوي قد ولى دون رجعة ولكن الثوابت الامريكية وقيم الغرب وبالاخص مفاهيم النظام الرأسمالي لازالت قائمة كما هي. اي بمعنى كأنة اراد ان يقول كنا قبل هذا اليوم نتحداكم ونقتلكم ونسرق ثروات شعوبكم ونسحق رؤوسكم بالبساطيل، اما اليوم نقتلكم ونسرق ثرواتكم ونقبل رؤوسكم ولحاكم ونمسح على ظهوركم لانكم امة تستحق الضحك على الذقون ليس لانها أمة عاطفية تميل الى ما يحلو لها من معسول الكلام ولا تفكر بافعال اللئام وانما باتت امة لاتسمع ولا ترى ولا تتكلم واضيف اليها أمة لا تقرأ بعد ان كانت أمة اقرأ . لقد سيطرت الروح الانهزامية وحالة اليأس والقنوط والاتكالية على الفكر العربي بشكل بات الجميع مشتت والكل اصبح لا يميز الالوان. ولا نريد هنا ان ندخل في تفاصيل ما قيل قبل الانتخابات الامريكية من وعود، بينما نجد الافعال غير الاقوال. ذلك هو العراق الذبيح لازال القتل والنهب والتفجيرات في اضطراد والسلوك الامريكي نفسة وفق الاجندة المعروفة للاحتلال والمراوغة ما بين البقاء والانسحاب، وكذلك هو الاسلوب الامريكي في افغانستان وزاد علية ادخال باكستان  بحرب الانابة تحت غطاء الحرب على الارهاب. اما ما جاء في خطاب ابونا اوباما بالشأن الفلسطيني فأن الاخطر ما فية لعبة المساومة بوهم وقف الاستيطان مقابل الاستسلام الكامل للكيان الصهيوني ليس على الصعيد الفلسطيني بل على الصعيد الاسلامي كون الخطاب المزعوم معنون وموجة للامة الاسلامية كما هو معروف في الوقت الذي لم يسمع اغلب العرب والمسلمين كلمة اوباما امام لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية التي قال فيها كما مبين تفاصيلها في الرابط المرفق  ( يجب ان نستمر في حصار حماس حتى يتوقفوا عن اعمالهم الارهابية ويعترفوا بحق اسرائيل في الوجود وان يلتزموا بالاتفاقيات السابقة ـ كما قال لا يوجد مكان على طاولة المفاوضات للمنظمات الارهابية وهذا كان سبب رفضي لانتخابات عام 2006 عندما كانت حماس منضمة في الاقتراع، حيث كلا من السلطات الاسرائيلية والفلسطينية قامو بتحذيرنا في وقتها من اقامة هذة الانتخابات ولكن هذة الادارة مضت قدما والنتيجة هي " غزة" تحت سيطرة حماس والصواريخ تمطر على اسرائيل ) معنى ذلك ان حق الاحتلال الاسرائيلي في الوجود يلغي حق مقاومة الشعوب من مناهضة الاحتلال وحق اسرائيل في الوجود يعطيها الحق في اقامة المستوطنات فهذا يكشف زيف الادعاء الامريكي بدعوة اسرائيل بالتوقف عن اقامة المستوطنات، اما تحذير اسرائيل والسلطة الفلسطينية من مشاركة حماس في الانتخابات فانة يكشف زيف الديمقراطية الامريكية في حق اختيار الشعوب لقادتها وكذلك يكشف عمالة السلطة الفلسطينية وتوافقها مع الموقف الاسرائيلي بالتحذير من مشاركة حماس لذلك الاقتراع في عام 2006 . كما قال اوباما ( يجب على مصر ان تقضي على عمليات تهريب الاسلحة الى غزة ) لاحظ انها جاءت بصيغة امر يجب على مصر ... وقال ايضا (  اي اتفاقية مع الفلسطينين يجب ان تحترم  هوية اسرائيل كدولة يهودية دولة ذات حدود آمنة، سالمة ومحصنة والقدس ستبقى عاصمة اسرائيل ولن تتقسم ) هذا الكلام لا يحتاج الى تعليق بل لا يمكن اعتبارة كلام ينم عن مجاملة لقادة اسرائيل بقدر ما هو موقف ايدلوجي واستراتيجي غربي اتجاة اسرائيل كدولة يهودية وعاصمتها القدس الغير قابلة للتقسيم. لانة اكد ( اتحادنا قائم على مصالح وقيم مشتركة ) انظر لقد وصف العلاقة مع اسرائيل كونها اتحاد والاكثر من ذلك كما قال (هؤلاء الذين يهددون اسرائيل يهددوننا وسوف اتقدم للبيت الابيض بألتزام لا يتزعزع اتجاة امن اسرائيل والذي يبدأ بضمان كفاءة القدرة العسكرية الاسرائيلية.. سوف اضمن ان اسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها من اي تهديد .. الدفاع المشترك بين اسرائيل وامريكا يعتبر مثال للنجاح ويجب ان يعمق .. وكرئيس سوف اتقدم بمذكرة تفاهم تنص على تقديم مبلغ 30 بليون دولار في شكل مساعدات لاسرائيل خلال العقد القادم استثمارات لامن اسرائيل والتي لم يقدم مثلها لاي دولة اخرى وسوف نقوم بتصدير المعدات العسكرية لحليفنا اسرائيل في نفس اطار المبادئ التوجيهية لحلف شمال الاطلسي وسوف ادافع دوما عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في الامم المتحدة وحول العالم وكرئيس لن اقدم اية تنازلات اذا ما تعلق الامر بأمن اسرائيل) هل حقا ان أمن اسرائيل معرض للخطر حتى يبلغ حجم المساعدات العسكرية ثلاثون بليون دولار ام قد حان وقت تحقيق اهداف اسرائيل الكبرى.

 

خطاب اوباما في القاهرة وخطابة امام لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية يذكرنا بقصة المحتال الذي قرر مع زوجتة الدخول الى مدينة أعجبتهم ليمارسا على اهلها  اعمال النصب و الاحتيال.

 

في اليوم الاول: أخذ المحتال حمارا وملأ فمه بليرات من الذهب وذهب به الى السوق حيث تزدحم الاقدام نهق الحمار فتساقطت من فمه النقود... فتجمع الناس في السوق حول المحتال الذي اخبرهم ان الحمار كلما نهق تتساقط من فمه النقود. بدون تفكيرا بدأت المفاوضات حول بيع الحمــار الذي اشتراه كبير التجار بمبلغ كبير لكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب غبية فانطلق فورا ومعة تجار المدينة إلى بيت المحتال وطرقوا الباب فقالت زوجته انه غير موجود، فجلسوا ينتظرونه ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته، وقــــال لها لمـــاذا لم تقومي بواجبـــات الضيافة لهـــؤلاء الأكـــارم !!!

 

فقالت الزوجة انهم ضيوفك فقم انت بواجبهم .

 

فتظاهر الرجل بالغضب الشديد وأخــرج من جيبه سكينا مزيفا من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض وطعنها في الصدر حيث كان هناك بالونا مليئا بالصبغة الحمراء، فتظاهرت بالموت  وصار الرجال يلومونه على هذا التهور فقال لهم لا تقلقوا ... فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع أعادتها للحياة، وفورا اخرج مزمارا من جيبه وبدأ يعزف فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المدهوشين، وقد نسى الرجال لماذا جاءوا وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه بمبلغ كبير،  وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها ساعات فلم تصحو،  وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه فخاف ان يقول لهم انه قتل زوجته  فادعى ان المزمار يعمل وانه تمكن من إعادة إحياء زوجته، فاستعاره التجار منة وقتل كل منهم زوجته.


حتى طفح بهم الكيل، فذهبوا إلى بيت المحتال ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر، ساروا حتى تعبوا فجلسوا للـــراحة فنــاموا. وصار المحتال يصرخ من داخل الكيس، فجاءه راعي غنم عابر سبيل  وسأله عن سبب وجوده داخل الكيس وهؤلاء نيام  فقال له بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري.  طبعا ... أقتنع صاحبنا الراعي بالحلول مكانه في الكيس طمعا بالزواج من ابنه تاجر التجار، فدخل مكانه في الكيس بينما اخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة

 

ولما نهض التجار ذهبوا والقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحين، لكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه ثلاث مئة رأس من الغنم ، فسألوه عن الذي حصل  فأخبرهم بأنهم لما القوه بالبحر خرجت حورية وتلقته وأوصلته للشاطيء  وأعطته ذهبا وغنما .. وقال لهم هي تفعل ذلك مع كل من يلقي نفسة في قاع البحر ... فانطلق الجميع إلى البحر والقوا بأنفسهم فية وصارت المدينة بأكملها ملكا للمحتال  !!!

 

فالمحتال هو اسرائيل.. وزوجة المحتال هو الغرب .. واهل المدينة هم العرب الذين بات يضحك عليهم كل من هب ودب.

 

واخيرا لا نعتقد ان الامر يحتاج الى تعليق اكثر لان من الواضح ان الثوابت الامريكية غير قابلة للتغيير والعاجزون من العرب دائما يلهثون وراء حلم اسمة سراب !!!    

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٥ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / حزيران / ٢٠٠٩ م