سمـــاسرة فـــي بيـــــع الأوطــــــــان

 
 
 

شبكة المنصور

الـــوعــي الـعـربـي
أنه حقا كما يقول المثل شر البلية ما يضحك وهذا البلاء هو ما شاهدته علي شاشات التلفاز بمناسبة زيارة جواد المالكي رئيس وزراء الإحتلال في العراق الي دولة كردستان العظمي والتي قالوا عن هذه الزيارة بانها تاريخية ، وكانت طائرة المالكي والتي كتُب عليها الخطوط الجوية العراقية زوراً وبهتاناً قد هبطت في مطار السليمانية وكان في إستقباله فخامة جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق وأن ما اضحكني علي هذا المشهد العجيب والغريب والذي لم نشاهد له مثيل في العالم وهو مشهد المالكي وهويهبط من الطائرة وفي إنتظاره بالمطار رئيس الدولة كما لو كان المالكي هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية و الطالباني مسئول العلاقات الخارجية او التشريفاتي في جمهورية العراق والذي من المفترض أن يكون رئيساً لكل العراقيين ، هذا المشهد ليس مبعثه قوة شخصية المالكي اوضعف شخصية الطالباني ولكن هو تجسيد حي لما رسمه الإحتلال الأمريكي لهم ، ولانهم يأتمرون في النهاية بأمرأمريكا والكيان الصهيوني ،

 

أما البلية الثانية والتي أضحكتني كثيراً هو المشهد الثاني من المسرحية والذي تجسد في إنتظار مسعود البرزاني بحلته التقليدية الرسمية واقفاً أمام مقر دولتة في منتجع دوكان لاستقبال المالكي والطالباني في مشهد تاريخي لم يتكررلقمة الثلاثي المرح مع الإعتذار للثلاثي المرح باعتبارهم قادة ثلاث دول وقالت المصادر بان زيارة المالكي تأتي لعقد اجتماع موسع بحضور مسعود بارزاني، والقيادة السياسية الكردستانية لبحث العلاقات بين الإقليم وبغداد وسبل حل المسائل العالقة بين الجانبين إستناداً الى الدستور العراقي ويقول المراقبون بان زيارة المالكي تأتي في هذا الوقت وإستقبال طالباني و بارزاني له جاءت نتيجة ضغوطات وزير الدفـــــاع الأمريكي جيتس الذي زار بغداد وأربيل في الأسبوع الماضي، وحث الطرفين على إنهاء الأزمات بينهما، وكان قد حث جيتس المسؤولين الأكراد على ضرورة تسوية الخلافات مع بغداد قبل أنسحاب القوات الأمريكية الكامل من العراق نهاية 2011،

 

لكي لا تضيع المكاسب التي تحققت هذا المشهد هو تعبير مأساوي بقدر ما هو مضحك علي قدر ما هو مُحزن ومُخزي وتجسيد حي لما يجري في العراق عن طريق محرك خيوط عرائس المارونيت و هواللأعب الرئيسي علي هذا المسرح وهو من يحرك العملاء ، الأشرار الثلاثة يلتقون باعتبارهم قادة وهم من جاء مع الإحتلال علي دباباته وعن طريق حدوده وما زالوا في خدمة الإحتلال ويعملون معه علي تمزيق وحدة العراق وتقطيع أوصاله والذي مازال عصي وعتي علي الإحتلال وعملائه ، فكل من الطالباني والبرزاني يعملان من أجل نزع كركوك من حاضنتها العربية و قد أظهرت أزمة كركوك عُمق المأزق الذي يعيشه الإحتلال من ناحيه وعملائه من ناحية ثانية وذلك لفشلهم في السيطرة علي العملية السياسية بعد الغزو والإحتلال ،

 

فقد كشفت هذه المشكلة عن مدي حجم التعامل معها بمنطق طائفي حيث يسعي الأكراد ممثلين في الحزبين الكرديين لجلال ومسعود الي سرقة كركوك وفصلها عن الجسد العراقي وضمها الي إقليم كردستان باعتبارها عاصمة تاريخية لاقليمهم وبوصفها إحدي الزوايا الرئيسية لنتائج الغزو والإحتلال او باعتبارها الجائزة الكبري التي يجب أن تمنحها أمريكا الي أصدقائها الأكراد لتكون ثمنا او مقابل مساعداتهم اللوجستية والمخابراتية وفتحهم الأقليم للمخابرات الصهيونية أثناء وبعد وقبل الغزومما أدي الي تدمير العراق وإغراقه في آتون حرب ومن أجل ذلك ربط جلال ومسعود مشاركتهما في العملية السياسية بشرط تقرير مصير كركوك وضمها الي إقليم كردستان ولهذا فرضوا من اليوم الأول للاحتلال سيطرة البيشمركة والميلشيات التابعة لهم علي كل الأجهزة الإدارية والتنفيذية في المحافظة وبادروا الي محاولة تغييرهم البنية السكانية والعمل علي نقل أكراد من تركيا وسوريا وإيران الي كركوك ومنحهم الوثائق المزورة التي تثبت إنتمائهم الي هذه المحافظة ويستخدمون نفس الطرق التي يتبعها الكيان الصهيوني في جلب يهود اوربا الي فلسطين وقاموا بمنح عشرات الآلآف من جوازات السفر لاكراد من البلدان الأوربية كما أن تمسك كل من الحزبين الكرديين اللدودين بكركوك ليست بسبب هويتها الكردية او إنها جزء من القومية الكردية ولكن الدافع الحقيقي هو الإستحواذ علي نفط كركوك واليوم يسعي جلال ومسعود وميلشياتهم الي ممارسة أبشع أنواع العنف والتعذيب والتهجير القسري لافراغ كركوك من العرب والتركمان وإستقدام أكراد بدلا منهم ولذلك أطلقت يد عصاباتها من البيشمركة في عمليا ت قتل وتهجير أبناء كركوك وبدعم ورعاية من القوات الأمريكية وذلك لتغيير الطبيعة الديموغرافية لسكان المحافظة و يساهموا بشكل مباشر عن طريق العنف والإبتزاز الذي يمارس علي أبناء كركوك والموصل وتشجيع يهود إسرائيل الصهاينة علي شراء وتملك الأراضي والمنازل والتهديد بالقتل لترك العرب والتركمان منازلهم والنزوح إلي مدن عراقية أخري فكل من مسعود وجلال" يعملان جاهداً من أجل تكريس ودعم التواجد الصهيوني في هذا الإقليم العزيز، إن الحزبين الكرديين يسرقان كركوك من العراق وذلك بعد تدمير الدولة وإتلاف الوثائق لتغيير المعالم أنهم يحقدون ويكرهون العراق ولكن ماذا ننتظر من حكومة عميلة نصبتهم المخابرات الصهيونية علي رأس الدولة وباعوا أنفسهم وضمائرهم للشيطان وإرتضوا بان يكونوا سماسرة للأوطان ولائهم لمن يدفع إنهم آمثلة علي الإنحطاط الأخلاقي في زمن أصبح فيه فكر وثقافة الإنحطاط والخيانة والعمالة جزء لا يتجزأ من المنظومة السياسية في الوقت الراهن ومنهم الكثير في عالمنا العربي اليوم ،

 

ويبدو أن كل من العملاء يراهنون علي علاقاتهم مع إيران ولكل منهما وجهة نظره ، وكذلك مع الإدارة الأمريكية لتحقيق مشارعهم وأطماعهم في العراق ونفط كركوك حتي لو كان ذلك علي حساب تفتيت وتدمير العراق او ماتبقي من العراق علي الرغم من أن الوعود الامريكية الصادرة في هذا الشأن لم تعطي الأكراد أو إقليمهم أي ضمانات تجعل الدولة الكردية قابلة للحياة والإستمراروأن الشعب العراقي العربي الذي يرفض الضم لن يسامح الأكراد علي خطأهم الإستراتيجي والتاريخي ، ولكن ماذا تنتظرون من عراق المالكي، والطالباني، والبرزاني، والربيعي ،والزندي ،والعسكري، والصغير، والزيباري، والدباغ، والرقاص، والرقاع، سوي تحقيق أعلي سمسرة في بيع الوطن الجميع تامروا علي العراق ونظامة ورئيسة مع أمريكا والكيان الصهيوني لكي يطمسوا هوية العراق العربية الجميع تحولوا الي كلاب ضالة مصابة بالسعار وأن دفاع المالكي أيضا عن كركوك ليس لعروبتها او عروبته ولكن أيضا من أجل الثروة وتقوية نفوذه وأطماع أسياده ،لقد علمنا التاريخ والجغرافيا بان كركوك هي عراق مصغر تضم كل فئات الشعب العراقي وأن آي تغيير قسري او سرقة لبنيتها سيفجر صراعا لاحدود له وسيكتوي بناره أول من يكتوي هم الكرد أنفسهم ، وعلي الشعب العراقي الإلتفاف حول مشروع المقاومة الوطنية الشريفة والمسلحة والسياسية وتوحيد الكلمة والصف وتشديد الضربات الموجعة المؤلمة للقوات المحتلة وعملائهم من الأذناب حتي يتحقق الإنتصار والإندحارللإعداء والبقاء والصمود والوحدة لأرضك وشعبك يا عراق يا قلعة الأسود علي أيدي أبنائك فقد حانت ساعة الهروب والله اكبر وعاش العراق الكبير عربي عروبي قومي واحد وليخسأ الخاسئون .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٣ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / أب / ٢٠٠٩ م