حوار الشيخ مجيد الكعود مع جريدة العرب اليوم الاردنية

 

مؤكدا أهمية إدراك الوجه الحقيقي لـ حكومة المنطقة الخضراء 
الكعود: نرفض مصالحة تحفظ ماء وجه الاحتلال الأمريكي في العراق 
نصر المقاومة العراقية قاب قوسين أو أدنى

 
 

شبكة المنصور

بغداد - العرب اليوم - فاضل البدراني

يرفض زعيم تنظيم وهج العراق دعوات الحكومة العراقية الى "المصالحة الوطنية" باعتبارها مصالحة مع الاحتلال الأمريكي ونتائجه.

 

ويرى زعيم التنظيم الشيخ مجيد الكعود ان المصالحة الحقة تبنى على أسس وطنية غايتها تحرير العراق والنهوض به, وليس إيجاد ما يحفظ للاحتلال ماء وجهه.

 

ويؤكد الكعود, كغيره من قادة القوى العراقية السياسية والمقاومة, ان تنظيمه يمتد من شمال العراق الى جنوبه, وهدفه مقاومة المحتل بكل السبل والوسائل المتاحة.

 

ويزف زعيم تنظيم وهج العراق ساعة هزيمة الإحتلال إلى العراقيين, ويقول انها باتت "قاب قوسين أو أدنى", مدللا بـ "فرار القوات البريطانية من البصرة, تحت وطأة ضربات المقاومة العراقية الباسلة".

 

ولا يقر الشيخ الكعود صلة تنظيمه بحزب البعث, وفي نفس الوقت لا ينفي ذلك, ويقول ان البعث "قاد العراق في حكم وطني مستقل, ولم يكن حزبا طائفيا ابدا".

 

ودعا زعيم تنظيم وهج العراق, في حوار مع »العرب اليوم«, العراقيين إلى إدراك حقيقة "حكومة المنطقة الخضراء", وفيما يلي نص الحوار:

 

* ما هو موقفكم من مبادرة الحكومة العراقية حول المصالحة?, وكيف تنظرون إلى العملية السياسية وأحزابها?

 

العملية السياسية الحالية نتاج الإحتلال الأمريكي وإفرازاته, وما ترتب عليها من تشكيلات حكومية تكون في ظل الاحتلال, وباعتبار الاحتلال باطلا شرعا وقانوناً, فان كل ما بني على باطل فهو باطل, هذا من حيث المبدأ.

 

واقعيا, المصالحة المزعومة من حكومة الاحتلال, هي مصالحه مع المحتل وعملائه, ولهذا مرفوضة تماما, فالمصالحة من وجهة نظرنا تختلف عن فهم الحكومة الحالية, فنحن نربط المصالحة بالحفاظ على وحدة الشعب العراقي, وطرد الاحتلال, وذلك وفق الثوابت الوطنية لتحقيق مصالح العراق وكرامة شعبهِ واستقلالهِ وسيادتهِ, والباب مفتوح أمام من يعتذر للعراق, ويكفر عن سيئاته, ويعود إلى رشده ويترك خدمة المحتل.

 

أما دعاة المصالحة من القوى السياسية فهؤلاء مجموعة شيوخ ومقاولين وتجار للوطنية, يقيمون خارج العراق, وباعوا ضمائرهم للمحتل, ولا يؤثرون على المشهد العراقي وعلى قوى المقاومة,  وهؤلاء يجري التحاور والاتصال بهم بإيحاء من المحتل والحكومة العميلة لاستهلاك الوقت في سبيل إيجاد مخرج يحفظ ماء وجه الاحتلال وأدواته, وهي محاوله لا تغني ولا تسمن من جوع.

 

* بما أنكم لا تؤيدون الانخراط في العملية السياسية, هل لديكم تحذيرات من مشروع المصالحة?.

 

ندعو العراقيين لإدراك مخاطر حكومة المنطقة الخضراء, لأنها لا تمثل إرادة الشعب بل تخدم المحتل وخططه, وهي مطية لإيران, وعلى شعبنا وقواه الوطنية المقاومة والرافضة للإحتلال التوحد في جهادها وعملها في موقف واحد يعبر عن الارداة الكلية لدحر الاحتلال وقوى الشر المتحالفة معه, لأن ساعة هزيمة الإحتلال قاب قوسين أو أدنى, ولاحت بوادرها بفرار القوات البريطانية من البصرة تحت وطأة ضربات المقاومة العراقية الباسلة.

 

* ما لون المقاومة الحالية في العراق, هل هي سنية أم شيعية?

 

المقاومة ذات لون عراقي بحث, بعيدا عن التقسيمات المذهبية والطائفية, ومبدئيا ارض العراق ترفض أن تطأها أقدام المحتل, وحينما يصار إلى تصنيف المقاتلين فهذا يعني أن المقاومة أصبحت بيد جماعات لا تمثل مشروعا وطنيا شاملا, لذا باعتقادنا مقاومة الاحتلال عراقية بتوجهات إسلامية وبفكر وطني و عروبي مستقل وبعثي وديمقراطي يجمعها مبدأ الجهاد في سبيل التحرر والاستقلال.

 

* هل تعتبرون "تنظيم وهج العراق" تيارا قوميا أو إسلاميا, أم تجمعا عشائريا?

 

نحن تنظيم سياسيين, يمثل جزءا من القوى الوطنية الرافضة للاحتلال, ندعو إلى المقاومة وندعهما بكل الوسائل, ونشاطرها الفعاليات على جميع الأصعدة, وأبواب تنظيمنا مشرعة أمام جميع العراقيين, بغض النظر عن خلفياتهم وأطيافهم الفكرية والسياسية, موقفنا واضح منذ الاحتلال ويتمثل في مقاومة المحتل بكل السبل والوسائل المتاحة.

وعلى الأرض, تنظيمنا يمتد من شمال العراق إلى جنوبه, ونبارك أي جهد مقاوم ضد المحتل.

 

ونرى في فصائل المقاومة الإسلامية رفعة للعراقيين, وسطرت ملحمة مشرفة في مقاتلة المحتل وعملائه, ونعتز بها ونساندها كي تستمر بفعلها بنفس التصميم والإرادة, ونأمل أن تستفيد من كل الأخطاء التي حصلت في مسيرة المقاومة, والتي تسببت في تشويه صورة الفعل الميداني بقصد إعاقته وتحجيمه, من أجل توجيهها نحو الوجهة الصحيحة, وذلك حتى لا تترك فرصة للحكومة الحالية العميلة وأحزابها لتصفها بمسميات مشوهة كالطائفية أو الإجرامية والإرهاب وغير ذلك.

 

ندعوها لان توجه ضرباتها تجاه أهداف مركزية تستهدف قواعد المحتل وأدواته, وان تحرص على أرواح المواطنين, فحكومة المنطقة الخضراء تستغل هكذا فرص لتلصق التهم وتشوه صورة الجهاد والمجاهدين.

وندعو في وهج العراق إلى تحقيق وحده صف القوى الوطنية المقاومة والرافضة للاحتلال والوقوف في خندق واحد, ونعد الوحدة من أولويات التنظيم.

 

* البعض ينسبكم الى حزب البعث, وآخرون يقولون أنكم صداميون, فمن انتم?

 

نساند كل جهة تقاوم, بغض النظر عن الجانب الفكري, وما يهمنا الموقف الوطني في هذا المجال.

 بالنسبة للبعث فهو حزب له دوره المعروف في قيادة الحركة الوطنية العراقية منذ نشأة الدولة الحديثة, وقاد العراق في حكم وطني مستقل ودولة ذات سيادة, وهو ليس  حزبا  طائفيا, وضم في صفوفه مختلف الطوائف والأديان والمذاهب من العراقيين, وتصدى للمشروع الإيراني الهادف إلى السيطرة على العراق في حرب امتدت لثمان سنوات, ونجح في إفشال المشروع الفارسي الذي أصبح واقع حال في العراق عقب الاحتلال, فضلا عن مشاركاته في الدفاع الأمة العربية وحقوقها المشروعة في فلسطين ومصر وسوريا والأردن وغير ذلك, وهذه مسألة لا يمكن لأحد تجاهلها, رغم احتفاظنا بوجود أخطاء وانتقادات لنظام حكم البعث.

 

* كيف ترون قرار اجتثاث البعث?

 

للتذكير الأمريكان خططوا لاجتثاث حزب البعث لغايات تمكينهم من العراق, وكان ذلك من بين أهم أهدافهم, وكذلك سعت إيران, فقد وضعت استراتيجيه لاجتثاث البعثيين بالقتل, وهذا في سياق اجتثاث الروح العروبية من نفوس العراقيين.

 

* مرحلة ما بعد التحرير, كيف تنظرون الى ذلك?

 

نرى العراق, بعد أن يمن الله تعالى علينا بالنصر, دولة ديمقراطية تستند إلى تراثها العروبي, والإسلام دينها الرسمي ومصدر التشريع فيها.

 

ونرى أن دحر الاحتلال وعملاءه سيرتب حكومة انتقالية مؤقتة, لمدة سنتين, يتم خلالها كتابة الدستور بأيد عراقية, وتوضع في إطاره الخطوط العريضة لشكل التعامل مع دول الجوار بما يضمن مصلحة العراق والأمة.

 

وعلى صعيد عملية البناء سيصار إلى التركيز على الأمن والخدمات, وتصفية شبكات التجسس التي زرعها الاحتلالين الإيراني والأمريكي في العراق.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٠ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / حزيران / ٢٠٠٩ م