الى وزير التعليم العالي .. مع اطيب التحيات قرارات تاريخية ( للمالكي ) لن تتحقق الا في الاحلام

 
 
 

شبكة المنصور

يوسف اليوسفي
اطلعتُ قبل ايام على مقالة فيها فبركة اعلامية وسياسية لطيفة تحت عنوان ( قرارات تاريخية لرئيس الوزراء) وهذه المقالة اعدت للنشر والاطلاع بقلم السيد جميل عودة يتحدث فيها كاتبها عن اكثر من ( عشرة قرارات مصيرية) صدرت عن رئيس الوزراء نوري المالكي بحق الشعب العراقي الابي تثقل كاهله و( تزيد الطين بله) . ولكن .. وهنا تكمن جمالية المعالجة الاعلامية والسياسية ( التهكمية) لكاتب المقالة عندما اشار الى جميع هذه القرارات الصادرة فعلا بشكل مجحف بحق شعبه الا انه شاهدها في حلمه الجميل وهي مقلوبة ومن مصلحة ابناء العراق هذه المفارقة التي ينشد اليها القارئ في بداية الامر حيث وعلى سيبل المثال ينعكس القرار السلبي ( قرر رئيس الوزراء وضع حد لرواتب ومخصصات المسؤولين الكبار بما فيهم رواتب المسؤولين في الرئاسات الثلاث والتي بلغت لكل واحد منهم ما لا يقل عن (100) مليون دينار شهريا بحيث يصبح راتب رئيس الوزراء والبقية ( 6) مليون دينار عراقي !! بعد ان يشاهد هذا في حلمه ... أي للغة المبالغة وعكس الصور السلبية لهذه القرارات وجعلها ايجابية او كأمنية لكل عراقي تتحقق من خلال الحلم العجيب لكاتب المقالة .

 

وهنا اود ان اعتذر عن سرد جميع القرارات لانها اذا ما فصلت فسوف يفقد هذا المقال اهميته , لذا اذكر القارئ الكريم بان كاتب المقالة وضع كل القرار من القرارات السلبية لرئيس الوزراء للشعب العراقي يصورها في حلمه انه واقع وحقيقة لصالح الشعب في حلمه الجميل وهو يدرك ان هذا الحلم لن يتحقق , وبعد سرد وشرح معمق لهذه القرارات السلبية التي راها الكاتب وهو يحلم , شاهدها في حلمه وهي عكس ذلك ايجابية ولمصلحة المواطن ولكن يتفاجئ هذا المسكين بان هذه القرارات التي كان يؤمل نفسه بها سوف تكون خير وباسم لجميع العراقيين عندما يسمعونها ولكن لن يطول وقت هذا الحلم ( المخدر) طويلا الا ويستفيق صاحبنا على صوت امه الحنون وهي تقول له( اسم الله عليك) لمرتين... وتعود لتقول له( ان شاء الله خير ) ...

 

استيقظ يا ولدي فان وقت الدوام قد حان ... والفطور في انتظارك وعندها شعر ( شهريار) ان الصباح قد ادركه وان جميع قرارات رئيس الوزراء ( اليسه) سوف تبقى تلاحق ابناء العراق وضد تطلعاتهم , وعرف صاحبنا ان هذه القرارات غير قابلة للتحقيق حتى في احلامنا .


عند هذا الحد وبعد انتهاء الحلم كانت اللطمى الاكبر هو ما حدث في احدى مؤسسات وزارة التعليم العالي المحترمة , عندما تسربت هذه المقالة ( الحلم) الى دائرة الهيئة العامة للتنظيم والمعلوماتية) التابعة للوزارة , وعند جلوس المدير للاطلاع على هذه النشرة التي كتبت بها المقالة والتي كما قلنا تتضمن اكثر من عشرة قرارات مهمة لرئيس الوزراء الا واخذته الفرحة الكبيرة ... وعلى الفور... وقبل ان يرتشف ( قهوة الصباح) همش على اصل المقالة بقلمه المعهود بهامش (( الافراد/ بعمم رجاءاً في 18/6/2009 )) مع توقيعه الكريم وكله امل بان جميع الموظفين سوف يقيموا الافراح والانشراح .

 

وعند وصول النشرة الى مدير الافراد امر باستنساخ اكثر من ( 400) نسخة وتوزيعها على جميع الشعب في الدائرة المذكورة . ولم يمر وقت طويل حتى اكتشف احد الموظفين المساكين ان هذه القرارات التي صيغت ووزعت هي في حقيقة الامر ليست مفرحة ولا حقيقية وانما هي مقالة يراد منها تعرية رئيس الوزراء وحكومته وقد جاءت بالصدفة على مكتب هذا المدير ( الشقي) الذي كان يحلم يوما في حياته ان يجلس على هذه الطاولة العريضة الجميلة وبكل غباء يصدر الاوامر !! وهنا .. أخذ يواسي نفسه ...

 

لانه يعلم ان شهادته هو الاخر مزورة هنا تعقدت الامور فما عسى هذا المدير ان يفعل بعد ان انكشفت الحقيقة وسوف يصل الحال بعد ان تصل الى الوزير لطرده خارج الادارة وربما خارج الوزارة ... ولله في خلقه شؤون ... والشجون يجلبها البشر صاحب العقل المحدود ...

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٥ رجــــب ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / تمــوز / ٢٠٠٩ م