في سبيل البعث : مقتطفات من '' البعث العربي هو الانقلاب ''

 
 
 

شبكة المنصور

زيد احمد الربيعي
لكل حركة روح أو عاطفة أو صورة تسبقها وتحفز على تحقيقها، وراءكل حركة نظرة إلى الحياة تكون تصميمية راسخة في أذهان الذين يقومون بالحركة، وهي التي تكون حركتهم وترسم لها منطقها.فما هي إذن روح الانقلاب أو  فلسفة الانقلاب أو عاطفته؟.


إن مجتمعنا العربي يوحي إلى أبنائه الذين يشعرون بصلة صادقة به انه بحاجة إلى بعث الروح،  ما آل إليه من انحراف وتأخر وتشويه ليس مجرد مظهر، بل هو نتيجة لفتور أو نضوب شاب الروح العربية في فترة من الزمن بفعل عوامل كثيرة مختلفة.هذه النظرة التي تحدونا إلى العمل وترسم لنا منطق عملنا تتلخص هكذا:إننا نشعر بان مجتمعنا العربي بحاجة إلى أن يغالب نفسه ويناضل نفسه،بخاصة إلى بذل جهد ومشقة كبيرة حتى يسترد ذاته الحقيقية، حتى يصل بالجهد والمشقة إلى أصالته، حتى يتحرر من الزيف الذي أصابه ولا يكون التحرر سهلا ولابدون  ثمن، فنحن نعتقد إن العرب عليهم أن يدفعوا الثمن حتى يصلوا إلى حالة جديرة بهم، لائقة بعبقريتهم، لائقة بما ضيهم، وكل ما يأتي سهلا رخيصا يكون سطحيا مصطنعا. الانقلاب  تعبيره العملي هو النضال، والنضال له معان كثيرة أو له معنى واسع لاينحصر في النضال السياسي وحده وقد يظن بان النضال أسلوب للعمل وهذا هو الشائع والمطبق عند الكثيرين في حين أن النضال بالنسبة إلى العربي ليس أسلوب فحسب وإنما هو غاية في حد ذاته.النضال الذي يقصد به أن تغالب الأمة العربية نفسها بعد تلك الغفوة الطويلة، بعد ذلك الاسترخاء، بعد ذلك الاستسلام للحياة السهلة اللينة، بعد ذلك الابتعاد عن روح الحياة الجدية القاسية.


إن الآفات التي يشكو منها مجتمعنا ليست بالآفات السهلة،فالفكر مقيد مستبعد فقير هزيل مقلد، والشخصية  سطحية ضعيفة الثقة بنفسها لاتقوى على الاستقلال ومجابهة الأمور بصراحة. والروح فقيرة وناضبة أفاقها محدودة وجوها هابط منخفض هل   تحمي هذه الآفات؟ هل يسترد العرب معنى الحياة الأصيلة بمعجزة من المعجزات، أو بتغيير في شكل الحكم أو أشخاص الحكم.


المجتمع العربي المنشود والمستقبل الذي ننشده والذي تتحقق فيه الروح العربية، ويتحقق فيه العدل وسلامة التركيب بين أفراده وطبقاتها، هذا المستقبل يجب أن يتهيأ له أدوات حية من البشر تكون من نوعه وجوهره حتى تكون أمينه في تطبيقه، واعية لأساليبه وطرقه هذا النضال هو المصنع للأدوات الانقلابية الوفية..

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٤ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / حزيران / ٢٠٠٩ م