قراءة في خطاب القائد وتوجيهه

شرف لنا كبعثين أن نتحمل مسؤولية قيادة نضال الامة للوحدة والتحرر
وان ندفع وشعبنا نيابة عن البشرية كلها التضحيات العزيزة في مواجهة قتلة الشعوب ومجرمي الأرض ، الارهابيون البغاة

﴿ الحلقة السادسة عشر

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
الحقيقة الخامسة : هي وحده ولا أحد غيره باعتباره ممثل الأمة ممثل قطب الخير في الأرض وقائد نهضة الأمة المعاصرة ومفجر ثورتها الكبرى وقائد مسيرتها الكفاحية نحو غدها المشرق وباني أول تجربة حضارية نهضوية للأمة على أرض العراق بعد غياب امتد لقرون طويلة، أيها المناضلون في ميادين الثقافة والفن والشعر والإعلام يا أحرار العراق يا حراس تاريخه المجيد وتراثه العزيز هذا هو شرف البعث وعزه ومجده وهذا قدر البعث ومقداره وهذه هي مسؤولية البعث ودوره التاريخي وما حصل من أخطاء وهفوات في مسيرة الخمسة والثلاثون عاما فهي مردودة على من ارتكبها فهو وحده يتحمل مسؤولية ما ارتكب أمام البعث وشعبه العظيم البعث براء من جميع الأخطاء والهفوات والانحرافات ومرتكبيها، سيدرس البعث تجربته بعمق وشمول ويفرز الغث من السمين وسيميز الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم، وسيعود بل وعاد البعث اليوم إلى منابع فكره الأصيلة الطيبة الشريفة ينهل منها روائع الحياة ووقودا لمسيرته وسلاحا على أعدائه، ارفعوا جباهكم ولتعلوا قاماتكم وازهوا وازدهوا طربا وتسابقوا إلى إحدى الحسنيين الشريفتين إما النصر والانتصار للحق الأعظم وللفضل والفضيلة ولخير العروبة والإنسانية ولشرف الدنيا الذي ما بعده شرف وإما الشهادة في سبيل الله والوطن والى عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا من أجل هذا كله أيها الأحرار فتنافسوا في الميدان أيها المجاهدون أيها الرافضون قال تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ وفي هذا كله فليتنافس المتنافسون ولهذا العز والمجد كله فليتسابق المتسابقون، فالقضية قضيتنا برمتها ومعنا كل الخيرين من أبناء شعبنا وأمتنا وطنيين وقوميين وإسلاميين لقد استهدف الغزاة الأمة وشعبها من خلال استهداف البعث وثورته وتجربته وجيشه اجتثاثا وسحقا كما جاء في أهداف الغزاة المعلنة وكما جرى على أرض العراق من تنفيذ لهذا المشروع البربري الإجرامي لم يجتث العدو أحزابا وقوى وطنية خارج دائرة البعث الوطنية ولم يجتث العدو أحزابا وقوى قومية خارج دائرة البعث القومية ولم يجتث العدو أحزابا وقوى دينية خارج دائرة البعث الدينية نحيي جميع الأحزاب والقوى والتيارات والتجمعات والشخصيات الوطنية والقومية والإسلامية التي فقهت طبيعة المعركة فوقفت منذ اليوم الأول للغزو في خندق البعث تقاتل دافعا عن الوطن والأمة وثورتها وحريتها وهويتها وعقيدتها.


ان البعث ليس حزبا يضاف الى باقي الاحزاب في الساحة العربية وليس اضافة نوعية لحركة الجهاد القومي والانساني بل هو ارتقاء نوعي ونقلة نوعية للجهاد فكريا وقتاليا واستراتيجيا واحداث تغيير حقيقي في عقلية وتفكير وانتماء ووعي المواطن العربي (الفرد) واعادة تكوين رسالي للامة جمعاء، لو ادرك كل ابناء الامة العربية البعد الفكري والجهادي واستوعب المجاهدين العرب البرنامج الايماني الحضاري وفلسفة البعث للايمان والثورة والتغيير والتعايش الذي يرسمه الفكر البعثي لابنا الوطن العربي دون تمييز لاحدمنهم على الاخر نتيجة دين او طائفة او عرق او لون بل ان الاساس الذي يمثل الاساس هو علاقة المواطن بالوطن وكفائته ومستوى ادائه وحرصه واخلاصه وفاعليته في بناء المجتمع الكبير ،وان اساس علاقة العرب مع البشرية عموما تقوم على اساس المحبة والاخاء والتعاون والمصالح المشتركة والاحترام لكل الشعوب ودعم الحركات التحررية ، وان اساس المنهج الفكري للبعث يستند الى رسالات السماء والذي يشكل الاسلام اكملها لانه يصدق ما قبله ويهيمن عليه كما ورد في النص القرآني الكريم.


لهذا كله استهدف البعث وكل ركائزه البشرية مثقفين ومفكرين وقادة جماهيرين وقادة عسكرين وعلماء من قبل قوى الضلال والكفر والارهاب والبغي والحقد والعنصرية متمثلة بالادارات الامريكية المتعاقية والصهيونية والصفوية المجوسية ، استهدف دون غيره من الاحزاب والحركات السياسية في الساحة العربية لا لان الاحزاب الاخرى دون البعث وطنية ولا دون البعث جهادية واستعدادا للمواجهة في سبيل الوطن ،بل لان البعث فكريا وتنظيميا وجهاديا اخطر على قوى الامبريالية والاستعمار ومصالحها للاسباب الاتية :


1. البعث منذ ولد تنظيم قومي موحد يشمل كل ساحة الوطن العربي ، ويرفض التجزئة والقطرية ولا يتعامل معها الا على اساس انها مرحلة تفرضها الظروف الموضوعية لذا فهو يوظف كل امكانات النهوض في القطر الذي يحكمه للنهوض بذلك الجزء المحرر بحيث تكون خطوة في خدمة وحدة الامة ونموذج لبنائها لا تتناقض معها في أي حال من الاحوال ، ولا يتعامل مع أي مواطن عربي في داخل القطر (الجزء) الذي يحكمه الحزب على اساس انه اجنبي وفترة حكم الحزب للقطر العراقي نموذجا ، فالعربي مواطن اعتيادي لا يختلف في الحقوق والواجبات عن المواطن حامل الجنسيية العراقية بل للعربي حق تحويل مدخولاته الى الجزء الوافد منه وله بطاقة سفر سنوية ذهابا وايابا سنويا مع اجازة لمدة شهر براتب تام عن كل سنة عمل .


2. ان ساحة عمل حزب البعث هي كل الوطن العربي ومدده وحاضنه الشعب العربي كله ،وهنا لا اقصد بالعربي الفكرة القومية المتشددة (العنصرية) بل كل من يعيش في الارض العربية ويؤمن بتحررها ووحدتها وحقها في الحياة الكريمة ايا كان انتمائه القومي ،وان كل القوميات التي تعيش متآخية مع القومية العربية في الوطن العربي هم مواطنون بنفس المستوى مع العرب لهم ما للعرب وعليهم ما على العرب ، ويعيشوا باحترام مع اخوانهم العرب دون أي تمييز عرقي او عنصري ويضمن لهم الدستور كافة حقوقهم الثقافية وخصوصياتهم القومية او الدينية ،اضافة الى حقوقهم العامة كمواطنين في التعليم والعلاج والسكن والعمل والحرية الفردية ضمن حرية المجتمع الذي يجب ان تكفله الدولة.


3. البعث يعتبر الوحدة العربية الاساس في جهاد وكفاح الامة ويعطيها اولوية ورجحانا على باقي الاهداف لانها ضمان التغيير الحقيقي وان كل ثروات الوطن العربي يجب ان توظف لخدمة الانسان وان تؤدي الامة العربية رسالتها الانسانية من خلال الاستمار الصحيح والمنتج لخيراتها وثرواتها ،وترفض الاستغلال والتحكم بثرواتها ومواردها من قبل الغير لانها تمتلك ارادتها وقادرة على انجاب العلماء القادرين على ادارة مواردها بالشكل الامثل فلا وصاية على الامة.


4. لا عنصرية ولا طائفية ولا تميز ولا فرق بين المواطنين في المجتمع العربي واساس التعامل مع الانسان هو المواطنة وحب الوطن.


هذه الثوابت الاساسية في المنهج البعثي هي التي تجعله ومرجعيته الاسلام العدو رقم واحد لقوى البغي والجشع والارهاب والعنصرية (جند الشيطان)، سواءا القوى الامبريالية الغربية بزعامة الاداراة الامريكية رغم تغير الرؤساء وحليفتها العنصرية الصهيونية أو المرتدين عن الدين حكام ايران وحكام بعض اجزاء الوطن العربي حلفاء وشركاء الامبريالية بشكل مباشر او من خلال الفعل والتطابق في النهج والاستراتيج.


هذا المنهج والبرنامج جعلهم يفكروا في محو البعث فكرا ووجودا لانهم غير قادرين ان يعلنوا جهارا محو الفكر والمنهج العربي الانساني الاول (الاسلام) لاسباب معروفة ولكنهم استطاعوا اختراق تكوينات واحزاب ورجال دين ووظفوها لخدمة مخططاتهم ،فعلى كل عربي ومناضل في داخل الوطن العربي او خارجة أي حركات التحرر في العالم ان تستوعب هذه الحقيقة وتعمل على اساس ان البعث حركو ايمانية قومية النضال والجهاد انسانية الفكر والتوجه ولا يعتبر أي مجاهد حقيقي متخلي عن انانيات الحزبية الضيقة والفردية والمناطقية حليفا له وان لم يلتقي معه ويكتب ميثاقا بذلك.


فشرف لنا كبعثين أن نتحمل مسؤولية قيادة نضال الامة وان ندفع وشعبنا نيابة عن البشرية كلها التضحيات العزيزة في مواجهة قتلة الشعوب ومجرمي الأرض ، الارهابيون البغاة.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٢ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / حزيران / ٢٠٠٩ م