قراءة في خطاب القائد وتوجيهه

نعم استهدفوا البعث دون غيره لانه ضمير الامة وذراعها وخلاصها من التخلف والتجزئة وسيفها وطليعتها والمعبر عن كل قيمها وحضارتها والمدافع عن كل تلك المعاني

﴿ الحلقة السابعة عشر

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
الحقيقة الخامسة: هي أن الغزو البربري قد استهدف البعث وحده ولا أحد غيره باعتباره ممثل الأمة ممثل قطب الخير في الأرض وقائد نهضة الأمة المعاصرة ومفجر ثورتها الكبرى وقائد مسيرتها الكفاحية نحو غدها المشرق وباني أول تجربة حضارية نهضوية للأمة على أرض العراق بعد غياب امتد لقرون طويلة، أيها المناضلون في ميادين الثقافة والفن والشعر والإعلام يا أحرار العراق يا حراس تاريخه المجيد وتراثه العزيز هذا هو شرف البعث وعزه ومجده وهذا قدر البعث ومقداره وهذه هي مسؤولية البعث ودوره التاريخي وما حصل من أخطاء وهفوات في مسيرة الخمسة والثلاثون عاما فهي مردودة على من ارتكبها فهو وحده يتحمل مسؤولية ما ارتكب أمام البعث وشعبه العظيم البعث براء من جميع الأخطاء والهفوات والانحرافات ومرتكبيها، سيدرس البعث تجربته بعمق وشمول ويفرز الغث من السمين وسيميز الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم، ...


قوى الامبريالية توحدت في حشد ارهابي شرير وشنت عدوانها بزعامة الادارات الامريكية الثلاث برئاسة المجرمين الدوليين الفاشيين المتصهينين يوش الاب وكلينتون وبوش دبل يو كلب الصهيونية ودولة المرتزقة ورجل المافيا الدولية واحتلوا العراق وقتلوا كثير من ابمائه ونشروا الفتن والدمار والتخريب والنهب والسلب ونصبوا اللصوص والجهلة والاجانب والساقطين حكاما شكليين تحت حمايتهم وتوجيههم، ولكنهم جهلوا حقيقة ان الخير لابد ان ينتصر وان طال الزمان وهناك حقائق لا يمكن ان تنهى بقرار او قتل او اجتثاث، واحد منها البعث مهما تكالبوا عليه لانه الامة فهل ممكن ان يقتلوا ثلاثمائة مليون عربي ؟


البعث منبع فكره وبرنامجه رسالات السماء التي اتمها الاسلام لانه جاء مصدقا لما قبله ومهيمنا عليه، فهل هم قادرون على ابطال قيم السماء ؟


يستمد البعث قيمه وخلقه من تراث العرب العريق معلمة البشرية معنى الحضارة والانسانية والدين والعلم وكل مفردات المدنية البشرية وها هي مكة (الكعبة) والقدس وبابل واور واكد ونينوى وكيش وسومر والاهرامات في مصر ومأرب وسبأ ادلة لكل الباحثين في التاريخ والجولوجيا .فهل ينكروا ويحرفوا تاريخ البرنامج ؟


نعم يستطيعوا ان يضللوا ويجندوا مرتزقة وخونة وبائعي انفسهم للشيطان ولكنهم لا يستطيعوا ان يجندوا الامة أو يقتلوها لانها امة الخير ومحفوظة بامر القوي العزيز ، فهولاء الخونة موجودين منذ خلق الله البشر فالهمهم فجورهم وتقواهم، نعم الان الجهل والانانية وحب المال وانحرافات كثيرة تفشت في اوساط المجتمع العربي والاسلامي ولكنها دخيلة سطحية لا يمكنها ان تكون هي اخلاق الامة التي تعيش مع القرآن وتهتدي بهديه حتى وان جندوا كثير من منافقي الدين اللذين يدعوا العلمية في علومه، ولو استطاعوا ان يوظفوا الف خامنئي وسيستاني وسلمان عودة وعبد العزيز بن باز وطنطاوي وغيرهم من المرتدين عن دين الله وائمة الكفر والضلالة الذين يفتوا بما يعزز الامبريالية ويضللوا المؤمنين، لكنهم لن يستطيعوا تحريف القرآن فهو محفوظ بامر الله مبطل كيد الكافرين والبغاة ولاعن الظالين والمنافقين .


فلا هم قادرين على اجتثاث البعث ولا البعث طفل غرير يمكن احتوائه واعادة تكوينه ، البعث حزبا ايمانيا ، لكنه ليس حزبا دينيا ،فالبعث حزبا واعضاء واحد من اعلى قيمهم الايمان برسالات الله وانبيائه ولكنه يؤمن بأن الانسان العربي والانسان بشكل عام حرا في اختيار الديانة التي يؤمن بها وهذا يطابق القرآن (لا اكراه في الدين) ولكنه يعادي ويرفض الكفر والشرك بالله ،هذه علمانية البعث بايجاز التي يحاول المؤلون والمتأسلمون من جند الضلالة ان يعتمدوها لتكفير البعث والبعثيين خسؤا، فاذا كان المجاهدون في سبيل اعلاء كلمة الحق وقيم الفضيلة كفار فمن هم المؤمنون ؟؟؟!!!!!!!


فاعيد قول المناضل المرحوم صالح مهدي عماش في تعبيره عن ايمان البعث :
من قال كفرا والحادا بمنهجنا فمنهج البعث بعث الروح والقيم


البعث حزبا قوميا ،فهو يعتمد الحب والرابطة القومية المشبعة بالانسانية وحب الخير والمليئة بروح التسامح والاخاء والتعايش السلمي مع كل البشر اساس تكوينه القومي ،وان لا تمييز ولا معيار على اساس العرق والمعتقد واللون والجنس بين المواطنين في مجتمع العرب الذي يريده البعث ويجاهد من اخله ويقدم بسخاء قرابين العز والبطولة والفداء، وهو ذات الاساس في تعامل الامة مع الامم الاخرى ويؤيد ويدعم كل حركات التحرر في الكون لانه يعتبرها رديفة له ومكافحة معه عن نفس القيم العامة ويواجه واياها نفس العدو،وان الامة العربية تناصر وتدعم كل الامم لنيل تحررها وتوحدها واستثمار خيراتها لانها مؤمنة بذلك من خلال دينها وقيمها وما عانته من الاستغلال والاستباحة والنهب لخيراتها ،فلا تعصب ولا عنصرية ولا شوفينية ولا استغلال في منهج البعث والامة.


البعث حزبا اشتراكيا ، نعم نحن حزبا نؤمن باطلاق امكانات المواطن واحترام تكوينه الانساني فلذلك يعتمد الحزب الاشتراكية لانهاء كل انواع الاضطهاد والاستغلال والجهل والاستعباد والامتهان للمواطن والانسان بشكل عام ،واشتراكيتنا لا تعني تجويع او مصادرة املاك الاغنياء ، ولكنها هي تهيئة الفرص المتساوية لكل ابناء الامة عبر ضمان حق التعليم والعيش الكريم والعلاج والعمل لكل مواطن، وان تلك الامور حقوقا مفروضة على الدولة ومضمونة لكل مواطن ،وان التنمية والبناء والاعمار والاقتصاد في خدمة المجتمع ككل وكافراد، فهذه هي اشتراكيتنا ايها المتطيرين من اسم الاشتراكية ،فاول استثمار يجب ان يتوجه للانسان وتفجير طاقاته لانه هو قائد وصانع التغيير والتنمية والبناء وتحريره من الجهل والتخلف والامية والمرض والاستغلال والجوع والهموم كفيل باطلاق كامن امكاناته وابداعه لتحقيق التغيير المنشود (وهذا هو الذي يعنيه البعث بالانقلابية على الواقع والذات).


من خلال كل تلك المفاهيم والمبادئ العظيمة وضع البعث برنامجه الايماني الحضاري القومي الانساني لصنع مجد الامة واعادة بعث دورها في الحضارة الانسانية ،لكن لا احد ينكر ان هناك اخطاء رافقت المسيرة خلال خمس وثلاثون عاما منها اخطاء يتحملها اشخاصها وهي محسوبة على مسيرة الحزب ومنها نتيجة الضغوط والعدوان الارهابي والاجرامي الذي جار على الشعب وطليعته .لذلك يستهدفوا البعث دون غيره لانه الفكر والبرنامج والرجال الاشد على منهج البغي والعدوان والعنصرية والكفر والاستغلال والرذيلة ،ولكن الله مبطل كيد الكافرين ونعم بالله هاديا ونصيرا.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٤ جمادي الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / حزيران / ٢٠٠٩ م