بمناسبة الذكرى التاسعة عشر ليوم النداء
في
٢ أب ١٩٩٠
المعاني التاريخية لاسترداد الحق العراقي المغتصب

 
 
 

شبكة المنصور

المجاهد اللواء الركن القائد الميداني لجيش بلال الحبشي
كان العراق قد خرج من حرب طويلة دامت عشر سنوات وكان الحر لا يطاق في تموز في العراق وفي الجنوب بالذات تواجدت القطعات العراقية على حدوده الجنوبية المواجهة مع ما يسمى دولة الكويت التي ما دأبت تتآمر على العراق مع أسيادهم أمريكا وبريطانيا ومن وراءهم إسرائيل ومن خلف الستار إيران الصفوية التي خرجت من حرب القادسية المجيدة قادسية العرب الثانية قادسية صدام المجيدة . خرجت مهزومة منكسرة تجر أذيال الخيبة والعار تاركة وراءها أسراها وقتلاها وجرحاها التي لم تستطع إخلائهم من ساحة المعركة . اعترفت إيران بهزيمتها على لسان زعيمها الروحي المسمى (الخميني) الذي قال أتجرع السم على أن اعترف بالهزيمة والتصالح مع العراق . وذاق السم الزعاف ومات من الحسرة من العار أنه عميل للموساد والمخابرات الأمريكية والبريطانية .


كان حكام الكويت يتفقون مع أسيادهم لإضعاف العراق اقتصادياً فقد خرج من الحرب منتصراً وجيشه قوي وكبير وقدرته عالية واقتداره على تنفيذ الواجبات عالي . سلاحه بدأ يتطور التصنيع بدأ يأخذ أبعاداً ستراتيجية فلابد من خلق مشكلة تعيق هذا التقدم والتطور الإستراتيجي الذي انتهجته القيادة العراقية .


هذه الدويلة المسخ المسروقة من صميم العراق من ثغره الباسم المطلة على البحر منذ سنوات كان العالم كله يسيطر عليه دول معدودة وكانت الدولة العثمانية ضعيفة مهزوزة مهزومة فاستقطع هذا الجزء العزيز من جسم العراق المهم بموقعه الإستراتيجي وخيراته الاقتصادية العالية (النفط) الذي هو يشكل ثلث نفط العراق باحتياطيه وإنتاجه . ليستحوذ عليه الاستعمار وينعم به العملاء .


أن التاريخ والجغرافية تشهد أن هذه البقعة عراقية صرفة وأن تاريخها هو تاريخ العراق منذ ألاف السنين وهي قضاء تابع لمحافظة البصرة ولم يقتنع هؤلاء فسرقوه بل تمادوا للتأمر على العراق وعلى شعب العراق وعلى أرض العراق وخيرات واقتصاد العراق . لقد كان العراق محتاج وبعد خروجه من حرب دامت عشرة سنوات إلى المال ليسدد ديونه فما كان من القضاء الكويت إلا أن قاموا بضخ النفط دون معايير اقتصادية أو ســياسـية حـتـى انخفض سعر البرميل من النفط إلى سبعة دولار .


وكان مؤتمر القمة العربية في بغداد مناسبة لينبه العراق إلى مخاطر العمل الذي يقوم به حكام الكويت وإلى الأضرار الجسيمة التي تنعكس من عملهم على العراق واقتصاده وتطوره وأرزاق شعبه وقد قال الرئيس الشهيد السعيد صدام حسين أن قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق . لن يستجيب هؤلاء الرعاع إلى نداء العراق هذا البلد الأم المعطاء المضياف الذي قدم الشهداء من أجل الحفاظ على أمن واستقرار منطقة الخليج ودافع عن عروبة الخليج بدماء شعبه ومنها الكويت بل لم يكتفي هؤلاء الحكام بالأضرار المادية بل تمادوا في الاستيلاء على أراضي جديدة وسرقة نفط العراق في الرميلة الجنوبية ونبه العراق أكثر من مرة إلا أنهم كانوا ينفذون أوامر أسيادهم .


لقد بدأت المؤامرة واضحة تمارين في الكويت مشتركة بين الجيش الأمريكي وما يسمى الكويت هذه التمارين تدل أو غايتها هو احتلال العراق وتدميره . أن أهداف كل التمارين التي نفذت خلال الأشهر التي سبقت استرجاع الكويت هو أن العراق عدو ولابد من احتلاله وتغيير نظام الحكم فيه والقضاء على تطوره الصناعي والحضاري وتدمير جيشه الذي بدأ يشكل أهم القطعات العسكرية الإستراتيجية في المنطقة .


لقد أيقنت القيادة السياسية في العراق أن حكام الكويت العملاء ينفذون مخطط أمريكي بريطاني إسرائيلي إيراني صفوي خطير على العراق وأن انتصار العراق في حرب القادسية المجيدة لم يرقهم وأن خروج العراق قوي منتصر وجيشه متطور أفقياً وعمودياً بات يقلق الامبريالية وحلفائها في المنطقة فبدأ التأمر عليه من أرضه في البقعة العزيزة المهمة فيه والتي سرقت بغفلة من التاريخ عندما كان التاريخ نائماً . عندما كانت موازين القوى لصالح الامبريالية . سرقت هذه البقعة لتعطى إلى هؤلاء العملاء الخونة المأجورين ولتصبح منطلق تأمر على العراق وشعب العراق وموارد العراق .


أن التاريخ والجغرافية السياسية تؤكد أن هذه البقعة من الأرض عراقية صرفة منحت إلى هؤلاء الشراذمة ليتسلطوا عليها ويستغلوا خيراتها ويخدموا أسيادهم بريطانيا ومن ثم أمريكا وإسرائيل وحتى إيران الصفوية .


وأن شعب العراق والأمة العربية تعرف جيداً هذه الحقيقة وأن التاريخ يؤكد أن كل حكام العراق بما فيهم المرتبطين بالاستعمار لم يتنازلوا عن الكويت كأرض عراقية وأن مقتل المرحوم الملك غازي يدل دلالة واضحة على أن الكويت عراقية هناك وثائق رسمية تشير وتدل وتؤكد على عراقية الكويت وأن استرجاعها حق مــشــروع للـــعـراق كأي حق مغتصب مثل لواء الاسكندرونة والجزر الثلاث وفلسطين والأراضي العراقية التي كانت قد استولت عليها إيران خلال الحرب والتي تم استرجاعها في معارك التحرير الخالدة التي بدأت في 17/نيسان /1988 وانتهت بالنصر العظيم يوم 8/8/1988 .


لقد نبه العراق دبلوماسياً من خلال كل القنوات وعلى لسان قادته إلى المخاطر الجسيمة التي يمارسها حكام الكويت على العراق تنفيذاً للمخططات الامبريالية الاستعمارية . كما سرقة نفط العراق في الرميلة هو من أخطر ما تمارسه هذه الزمرة الباغية على العراق وشعب العراق وأرزاق أبناءه وأطفاله وشيوخه .


لقد تمادى هؤلاء الحكام بالتأمر على العراق ووضعوا أصابعهم في أذانهم واستكبروا وركبوا رؤوسهم واتخذوا الشيطان ولياً لهم ونفذ صبر العراقيين ديون كثيرة وموارد ضعيفة سرقة أراضيه وموارده أنها الحرب إذاً .


فكان يوم 2 أب 1990 يوم النداء الذي تناخى به أبطال ورجال العراق ونساءه وشيوخه وأطفاله كل ما يمتلك من إمكانيات وكانت ساعة الصفر وكانت لحظات الحسم وكانت الكويت في أحضان الوطن الأم صباح يوم 2 أب 1990 .
هكذا يُعاد الحق المسلوب فأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة هذا هو جيش العراق وشعب العراق وحزب الأمة وقيادة الأمة عاد القضاء السليب إلى وطنه وعاد شعب الكويت المنسلخ إلى شعبه الأم .


لقد أكد العراق قيادة وشعب وحزب وجيش بأنه قادر على استرداد أي حق مغتصب وسحق رؤوس الخونة المتعجرفين كما فعل في تحرير الفاو والشلامجة وزبيدات والأنفال وكما فعل في الكويت وسيفعل في القدس والاسكندرونة والجزر الثلاث .


هذا هو العراق شعباً وجيشاً وقيادة هم أسياد الساحة أسياد المنازلة التاريخية التي سجلها التاريخ بمعاني وحروف من نور تشع وتزدهر ويحكى بها على مدى التاريخ ثم أن هذه المعاني التاريخية العظيمة يوم النداء رغم ما حصل من تأمر وجمعت كل قوى الشر لإخراج العراق من أرضه إلا أنها ستبقى شرارة وشمعة تضيء الدرب لكل من يريد وينشد التحرير والحرية واسترداد الأراضي المسلوبة والمسروقة من أرض العرب .


لقد أكد العراق للتاريخ بل تناغم التاريخ مع عنفوان العراق الذي تمكن من استرداد أرضه وفي ساعات حاسمة بسواعد الرجال الصناديد من الجيش والقوات المسلحة والحرس الجمهوري وكل الشرفاء الخيرين في العراق كوادر وقيادات وقواعد وكانت مشاركة الشعب كله في استرداد هذه البقعة والدفاع عنها .

 

أن المعاني التاريخية لهذا اليوم العظيم يوم 2 أب 1990 يوم النداء كثيرة وكبيرة ومتعددة منها :


1.أن الحق العربي لا يمكن أن يضيع .
2.أن الأرض التي سرقت لابد أن تعود فلسطين والاسكندرونة والجزر الثلاث .
3.أن خيرات العرب للعرب .
4.أن الكويت أرض عراقية ويجب أن تعود لوطنها .
5.لابد من أن يأتي اليوم الذي يسجل فيه التاريخ انتصار هذه الأمة على نفسها وعلى ضعفها وعلى أعدائها .


ستعود الكويت إلى الوطن الأصل الأم وتعود الاسكندرونة والجزر الثلاث وتتحرر فلسطين وتعود لأهلها . ويتحرر العراق كله من دنس الاحتلال ويتوحد ويزدهر وينهزم العدو المحتل وعملاؤه الخونة وتسقط المؤامرة على العراق وعلى الوطن العربي بسواعد الرجال مجاهدي العراق من فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير وبقية الفصائل الوطنية والقومية والإسلامية بقيادة صانع تاريخ الأمة الحديث شيخ المجاهدين المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري القائد الأعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير ويسجل العراق من جديد عودة الفرع إلى الأصل إلى الوطن الأم ويتوحد العراق ويتحرر .

 

المجاهد اللواء الركن
القائد الميداني
لجيش بلال الحبشي
١١ شعبــان ١٤٣٠ هـ - ٠٢ / أب / ٢٠٠٩ م

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

لاثنين  / ١٢ شعبــان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أب / ٢٠٠٩ م