في رحاب شهرالله شهر رمضان
قطع الماء عن نهري دجلة والفرات وروافدهما
شحة ايرادات مائية في المنطقة ام حرب عدوانية مخطط لها

﴿ الحلقة العاشرة ﴾

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

منذ عدة اعوام وبالتحديد بعد الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي للعراق من خلال الحشد الارهابي الذي تجاوز عدد الدول المشاركة فيه اكثر من الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية، والحرب حدثت بعد تطور تقني وتطوير للاسلحة والتعبئة والتدريب والاستراتيجية القتالية للجيوش امتد منذ العام 1945 ولغاية الان، واشتركت في تمويله اكبر الاقتصادات العالمية امريكا اليابان بريطانيا ايطاليا استراليا هولندا ومجموعة دول الخليج العربي وايران، واخرى غيرها قدمت الخدمات اللوجستية والتمويلية العاجلة، منذ تلك الحرب العنصرية الارهابية الارهابية الفاشية التي استباحت خلالها امريكا القانون الدولي والمعاهدات الدولية لتحشد كل قوى الارهاب وانظمة التبعية والخيانة والخنوع في غزو العراق البلد العربي المسلم المستقل والمسالم، يعاني العراق منذ الاحتلال سلسلة من الحروب لتدميره بحيث لا يمكنه استعادة عافيته في المدى المنظور، لاجل تحقيق امن الكيان الصهيوني الذي وعد الله به الضالين والعنصريون من اليهود الذين تمثلهم الصهيونية وكيانها المسخ، والتقت مع الاشرار حكومة ايران لانها تاكدت فعليا ان اطماعها في الهيمنة والسيطرة على العرب لا يمكن ان تنجح بوجود العراق حرا معافى لذلك حالفوا الشيطان واشتركوا في الغزو والتدمير.

 

 ففي الجانب الصحي تم تدمير معظم المؤسسات الصحية العملاقة التي بناها العراقيون عبر ثلاثة عقود هي الفترة الممتدة بين تاميم الثروات النفطية عام1972 والاحتلال عام      2003، وقتل وتهجير خيرة الاطباء والكوادر الصحية العراقية المشهود لها بالكفاءة والعلمية والخبرة والتقدم في التشخيص والجراحة والمعالجة في كل المجالات، وتفجير او سرقة معامل الادوية.أ ليس هذا حرب على العراقيين وبلدهم؟؟؟

 

وفي المجال التربوي والتعليمي تدمير وحرق ونهب الجامعات مكتبات ومصادر علمية وومختبرات ومعامل تدريبة وموجودات، اضافة الى قتل وتهجير معظم العقول العراقية والعمل من خلال الجامعات التي تخرجوا منها واساليب اخرى ساهمت بها منظمات دولية من سرقة العلماء والخبراء والاساتذة والمعروفين عالميا حيث ان كثير من الاختصاصات العلمية العراقية لا توجد مجالات لعملها في البلدان العربية التي لم ترتقي الى المستوى الذي وصله العراق خلال الفترة الممتدة منذ تاميم الثروات الى يوم الاحتلال المشؤوم. وهذا؟؟؟

 

تدمير كافة البنى التحتية واهمال مقصود للمشاريع الزراعية الكبرى وتوقف الخطط المائية وتدمير كثير من مشاريع الري والخزانات والسدود العملاقة للقضاء على التنمية الزراعية واعادة العراقيين الى مربع طلب خبزهم من اعدائهم، بعد ان تحقق من خلال جهد وخبرات وتجارب وعمل واسثمار عال للثروات ليس الاكتفاء الذاتي بل وسجل فائضا كبيرا في مجال الغذاء نباتي وحيواني، أليس ذلك حرب وعدوان ؟؟؟ وكذلك تدمير الصناعة وتفجير المعامل والمصانع بحجة استخدامها مزدوجا للانتاج الصناعي والعسكري، وتدميرالبنى التحتية طرق وجسور وخدمات عامة واتصالات وكهرباء ومشاريع ماء الشرب وتدمير اسلحة الجيش العراقي بعد حله و..و.. وكي لا اطيل في الحديث فكل واحدة من تلك الافعال هي حرب من نوع معين ضد العراق وشعبه لها اهدافها وابعادها، ولكن تضل اخطر انواع الحروب المركبة الابعاد والممتدة الاثار هي انارة الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية وتمزيق وحدة الشعب عبر العمل على تغيير اسس العلاقة بين الفرد والوطن والفرد والمجتمع من علاقة الولاء للوطن والعيش بسلام وامان واخاء وتعاون مبنية على تلك الاسس الحضارية العظيمة الى ان الولاء للعشيرة والقبيلة والطائفة والمذهب، لان الدولة الشكلية التي انشاها الاحتلال لا تضمن للمواطن ادنى الحماية والامان ضمن سياسة مقصودة وموجهة من الاحتلال وحلفائه ينفذها جنود الاحتلال ومرتزقته خصوصا العصابات والمليشيات التي دخلت العراق تحت بساطيل المحتلين وفي اثرها وبحمايتها ولخدمتها فسلموهم السلطة كخدم منفذين للمخططات الشريرة، ولولا الوعي الوطني والعمق الاخوي بين مكونات الشعب العراقي لكانت الاعمال الارهابية التي مورست من قبل قوات الاحتلال ومخابراته والموساد الصهيوني والمليشيات التابعة لنظام الفرس في ايران كفيلة باشعال حرب اهلية لاتبقي ولا تذر، ولكنها رعاية الرحمن وجهد الخيرين والعقلاء من ابناء العراق ومقاومته البطلة افشلت المخطط الاجرامي الشرير.

 

وكان واحدا من اسلحة الحرب والعدوان تدمير البيئة وتقويض الاقتصاد العراقي عبر القضاء على احد مصادر الدخل القومي والتحرر ألا وهو الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني فاستهدفوا مياه والعراق ونهريه، ففي فترة الحرب التمهيدية الممتدة منذ 1990لغاية الاحتلال كان دور دول الارهاب خصوصا امريكا والصهيونية العمل على نشر نبات زهرة النيل في انهار وجداول العراق خصوصا نهر دجلة الذي يمر بشمال العراق الذي يتمتع بالحماية الامريكية للفترة من 1991لغاية يوم الاحتلال في وضع سياسي شبه منفصل عن العراق بحجة فرض حماية للاكراد وكل العراقيين يعرفوا كم هي الجهود والاموال التي وظفت للتصدي لذلك واستمرت لفترة ما بعد الاحتلال، حيث قام الامريكان والموساد الصهيوني وبتعاون عصابات طلباني وبرزاني التي استباحت شمال العراق خلال تلك الفترة بنقل تلك النباتات التدميرية للمجاري المائية مهما كان حجمها بحيث غدت طحالب زهرة النيل تغطي الانهار بدءا من نهر دجلة الى كل المشاريع الزراعية والقنوات رغم الجهود الكبيرة للتصدي لها ومعالجة خطرها، وبعد الاحتلال ومنذ عام 2004ولحد الان يعاني العراق من قلة في الايرادات المائية في نهري دجلة وروافدهما بحيث بات الوضع ينذر بكوارث بيئية واجتماعية واقتصادية وسياسية خطيرة، فقد قامت ايران عبر حكومتها المشاركة في الغزو والاحتلال بتغيير مجرى نهر الكارون بحيث لا يصب بشط العرب وقطعت مياه انهار ديالى والزاب والعظيم روافد نهر دجلة الرئيسية الواردة من ايران والوديان الموسمية مثل كلال ترسخ وبدرة والجباب وجلات والطيب ودويريج وغيرها من الوديان الكثيرة التي تغذي دجلة في مواسم الامطار والثلوج عبر الحدود الايرانية العراقية والتي تغذي مناطق واسعة من شرق العراق كمياه للشرب والري، وهذا يعني عدة نتائج تشكل عدوانا على العراق عسكري واقتصادي :

 

1.  ففي الجانب الاقتصادي يشكل ذلك خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة تصحر تلك المساحات التي تعتمد في زراعتها على الايرادات المائية لتلك المناطق الشاسعة والعالية الخصوبة والانتاج.

 

2.  وفي الجانب الاجتماعي يعني هجرة مواطني تلك المناطق الى المدن المجاورة او مراكز المدن وهذا يخلق اشكالات اجتماعية واقتصادية خطيرة.

 

3.  وفي الجانب السياسي يعني فراغ تلك المناطق من مواطنيها وبالتالي تكون مناطق رخوة في الجانب السياسي والعسكري الذي يتيح تسلل مواطني دول الجوار والمليشيات وعناصر مخابراتها الى داخل الحدود العراقية خصوصا الايرانيين ومنه يكون بامكان ايران السيطرة والتغلغل لداخل العراق بسهولة بعد ان عجزوا عن ذلك طيلة فترات النزاع على الحدود منذ القرنين الماضيين.

 

كما ان تقليص الحكومة التركية للايرادات المائية لنهري دجلة والفرات عبر بناء السدود العملاقة دون مراعات للمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الدول المتشاطئة، وهذه التصرفات من قبل ايران وتركيا يشكل عدوانا وحربا واستباحة لحقوق الانسان وجريمة بحق الانسانية واستهتارا بالقوانين الدولية تقع ضمن مسؤولية قوى الاحتلال للعراق في غياب حكم وطني مستقل وتدمير شامل لمؤسسات الدولة في العراق، اضافة لكون الدولتين اسلاميتين وقد جعل الله الماء بينهم قسمة القرآن الكريم (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ).


أليس هذا حربا وعدوانا وجريمة انسانية بحق شعب العراق ؟؟؟ واين هم مما قال الله سبحانه عن الماء.

 

(( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ )) ( الأعراف : 50 ) .


((وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ))الأعراف : 57 


((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ )) ( الأنبياء : 30 ) .


((وَتَرَى الارْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ))الحج5


((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى اللارْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ )) ( السجدة : 27 ) .
((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الارْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) ( فصلت : 39 ) .


((وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ )) ( القمر : 28 ) .


(( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ )) ( الواقعة 68 – 70 )

 

ان الذي يجري بقطع الماء عن العراق جريمة وعدوانا وليس نتيجة لشحة في الايرادات المائية في المنطقة التي تنبع منها انهار العراق، والله هو المستعان وعلينا ان نضيف ذلك لاسلحة العدوان وحروبه ضد شعب العراق.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٥ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / أيلول / ٢٠٠٩ م