في رحاب شهر الله شهر رمضان

اوباما وزوجته يقفون دقيقة صمت في ذكرى ١١/٩ على ارواح ثلاثة الاف قتلوا في برجي التجارة العالمية في نيويوك فهل تذكر في تلك اللحظة جرائم امريكا بقتل ملايين البشر في العراق وافغانستان وباكستان

﴿ الحلقة الثامنة ﴾

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

تمر اليوم ذكرى العمل الارهابي الذي استهدف برجي التجارة العالمية في نيويورك، واذا كان هذا التاريخ يمثل تاريخا لذكرى محزنة للامريكان نتيجة مقتل حوالي ثلاثة الاف مواطن ومقيم في امريكا بجريمة ارهابية تمثل العنف واستخدام القوة الغاشمة ضد الشعوب، ولو ان الجريمة ليست بعيدة عن بصمات المخابرات الامريكية والموساد الصهيوني في التخطيط لها وتنفيذها، رغم ما اسرف الاعلام الامبريالي الصهيوني والادارة الامريكية السابقة في التضليل والتزيف لالصاق الجريمة بالمتطرفين الاسلاميين، وان كان حقا ان العمل من تنفيذهم فهم على علاقة بالمخابرات الامريكية او الموساد الصهيوني.

 

ان الادارة الامريكية السابقة ادارة مجرم الحرب الدولي بوش دبل يو الكلب وبلير رئيس وزراء بريطانيا السابق وبدفع وتحالف من الصهيونية العالمية استغلوا الحدث الاجرامي المرفوض اسلاميا لحشد كل قوى البغي والارهاب في العالم واستباحوا القوانين والمعاهدات الدولية وحشدوا النظام الرسمي العالمي لشن حرب عالمية ارهابية باغية باستخدام كل انواع اسلحة الدمار الشامل والقتل الجماعي ضد البشرية لتنفيذ مخطط شرير باستثمار الحدث للهيمنة على العالم واستعباد البشرية بحجة محاربة الارهاب، وفعلا كان العدوان الاول على البشرية بدأ من شعار المجرم بوش الكلب من لا يكون معنا فهو مع الارهاب، فكان توظيفا لكل القوة الرسمية العالمية ضد كل فعل وفكر ومنهج يرفض المنطق الامبريالي الصهيوني في العالم، لان امريكا تفسر كل عمل معارض لمخططاتها انه عمل ارهابي، واستسلم العالم لذلك المنطق المنحرف لان العالم وهيئة الامن المتحدة ومجلس الامن والمنظمات الدولية لم تضع تعريفا واضحا ومحددا للارهاب، ثم كان العدوان على افغانستان على اساس كون افغانستان قد مرت خلال العقد الماضي بفترات حروب وغزو اجنبي حتى صارت معسكرا لولادة تنظيمات متطرفة فيها مثل القاعدة وطالبان وبرز فيها امراء للحرب ولم تكن ولادة تلك التنظيمات وبروز اولئك الامراء من تجار الحروب بعيدا عن رعاية ودعم وتمويل الامبريالية وحلفائها، بل هم صنيعتها ومجنديها ضمن منهج الحرب البديلة وتجنيد المرتزقة في الصراع بين المعسكرين السوفيتي والغربي ايام الحرب الباردة، وكان هدف امريكا وبريطانيا والانظمة التي حالفتهما العدوان على العراق وغزوه واحتلال اراضيه في تلك الحرب الارهابية الاجرامية التي استخدمت امريكا وحلفائها اقذر الوسائل فيها، وكذلك توظيف النظام الباكستاني لاستهداف الحركة الدينية في بلدهم بحيث تحولت من اعمال ملاحقة وتعقيب بين النظام والمعارضة الى حرب اهلية بين الشعب والنظام في افغانستان وسع الارهاب وجعله يمتد ليشمل القارة الهندية كلها، ونتيجة لاستهداف انظمة الحكم في معظم بلدان العالم لكل التنظيمات والحركات الدينية حتى الوسطية منها بحيث حول العالم الى ساحة حرب واسعة تمارس فيها الحكومات العنف والارهاب، وذلك بالحتمية يؤدى الى عنف وارهاب معاكس من قبل تلك الجماعات وكونهم الاضعف فان تعاطف المواطنين معهم اكبر، خصوصا وانهم في بداية تكوينهم لم يكن لهم علاقة بالارهاب والعنف ولكن استهدافهم حولهم لذلك، وبهذا العمل والمنهج الخاطئ تكون امريكا وبريطانيا هما السبب الذي نشر الارهاب في العالم ووسعه لا من اعلن الحرب عليه.

 

ان اوباما كرئيس لاكبر دولة عسكريا وتقنيا اذا اراد فعلا ان يحارب الارهاب فعليه ان يعمل الاتي :

 

1.  الانسحاب الفوري من العراق وافغانستان واعلان خطأ السياسة الامريكية ومن تحالف معها في معالجة الارهاب والعنف.

 

2.  الاعتذار للشعوب التي تسبب الخطأ الامريكي بويلات لها، والتفاوض مع ممثلي تلك الشعوب وهم احرارها ومقاومتها لامن جاءوا مرتزقة وعملاء في خدمة العدوان والغزو، لوضع صيغة عادلة في اوضاع بلدانهم والاعتراف بالمسؤولية القانونية والاخلاقية لامريكا في كل ما اصاب تلك الشعوب وتعويضها عما لحق بها من دمار وتخريب.

 

3.  بحث موضوع الارهاب في العالم عبر المنظمة الدولية ومن خلالها بوضع تعريف دقيق واضح للارهاب ووضع صيغة عالمية لمعالجة اسبابه والعمل الدولي الموحد على القضاء عليها كالبغي والتعسف والعدوان والتطرف والاضطهاد واسباحة حقوق الشعوب وطموحاتها.

 

4.  العمل على حل كل المشكلات التي تسبب الاحساس بالحيف والظلم الذي يدفع الى الارهاب مثل قضية فلسطين والقضايا الاخرى مثل التمييز العنصري والديني والسياسي اينما وجد، وبهذا تنتقل البشرية من لغة الحرب والتدمير التي تكلفها الكثير من الارواح والاموال الى لغة الحضارة والفكر والعلم والتعاون والسلام والامن.

 

وقف اوباما وعائلته دقيقة صمت حدادا على ثلاثة الاف امريكي ومقيم فمن يقف دقيقة ايمان بتوجيه الله الحكم العدل تفكرا بملايين القتلى من البشر وخلق الله الاخرين نتيجة الارهاب الامريكي الصهيوني الامبريالي والانظمة المشاركة فيه، اللهم اهدى البشرية لتعود الى هديك وتعليمك الذي علمتنه لها، انك العليم الهادي الخبير.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٢ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / أيلول / ٢٠٠٩ م