خطاب الاخ معمر القذافي في القمة الدولية اعاد لنا الامل بان النظام الرسمي العربي مازال فيه من هو عربي مسلم فاود ان اوضح ما له وما عليه في قرائتي للخطاب

 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

بسم الله الرحمن الرحيم

( واذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون.الا انهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون )

 

 

تحدث الاخ الرئيس الليبي في قمة المنظمة الدولية عن جملة من المسائل ذات البعد الانساني والمشروع تمثل كثير مما يختلج في صدور وضمائر الشعوب، فقد تناول الاخ الرئيس الجوانب الاتية

 

1.  ميثاق الامم المتحدة والعلاقة المقلوبة بين الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن وهي اشكالية غير قانونية حقا، نجعل من الجمعية العامة مجرد منبر خطابي لايتعدى ذلك حيث ان الصلاحيات الفعلية والتشريعية محصورة بمجلس الامن الذي تديره او على الاقل تهيمن عليه الدول الخمس دائمة العضوية، فانتقلت الحرب الباردة الى اروقته وقراراته وصار كل ما يصدر عنه عبارة عن انعكاس لتوافقات واختلافات التكتلين الدوليين الاكبر قوة وقدرة عسكرية، ونتيجة للمتغيرات السياسية الدولية والانفراد الامريكي بالهيمنة على القرار الدولي بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي عام 1989تحول مجلس الامن تحولا خطيرا، حيث تحول مجلس الامن والمنظمات الدولية ذات المسؤولية عن متابعة الشؤون السياسية والامنية والانسانية للبشرية من منظمات دولية الى ان تكون مؤسسات تنفيذية للسياسة الامريكية في العقدين المنصرمين خصوصا، وتزامن ذلك مع سيطرة القوى المتطرفة متمثلة بالمحافظين الجدد والمنحازين ان لم يكونوا جزءا من التطرف الديني التلموذي العنصري المتشدد خاصة في عهد ادارتي مجرمي الحرب بوش الاب وبوس الابن، ذلك الفكر العنصري الارهابي الذي وظف الدين وفكر الصهيونية القائم على اساس ان اليهود قوم فوق البشر وهم شعب الله المختار، وبهذا تحول مجلس امن الدولي الى مجلس ارهاب دولي، وصار عدو للشعوب وسلاحا تشريعيا ضدها يؤدي خدماته للهيمنة والارهاب والعدوان لدول اقل ما يقال فيها انها دولا استعمارية طامعة في نهب خيرات الشعوب عبر شتى الوسائل الممكنة لها واولها العدوان وتدمير كا من يعارض منهجها ومصالحها اللامشروعة.

 

2.  السياسة الدولية وغياب او تغييب دور المنظمة الدولية ومؤسساتها في التدخل والتصحيح ومواجهة الاعمال والسياسات الانانية والمصلحية للدول التي تملك النفوذ والقوة الغاشمة والقدرات الاقتصادية والقادرة على تنفيذ برامجها بقوة السلاح والعدوان، وكشف بشكل واضح تناقض السياسة للدول الكبرى مع ميثاق وقوانين ومعاهدات المنظمة الدولية، مما حولها الى مجرد ديكور شكلي لا حول ولا قوة له ازاء ما يجري في العالم من خروق لتلك القوانين والمعاهدات والمواثيق.

 

3.  سلط الضوء الساطع على مدى الظلم والحيف الذي تعانية الشعوب الصغيرة الحجم والضعيفة الامكانيات والفقيرة من اضطهاد القوى العظمى واستغلالها ونهب خيراتها، مما جعل تلك الدول ان تكون بالضرورة تابعة في قرارها وسياستها الى احد المعسكرين ولذلك ظلت منظمة دول عدم الانحياز وهي اكبر تجمع دولي للدول الضعيفة مجرد تكتل شكلي لا تاثير وفاعلية له ، وفي حقيقته انه تجمع فارغ في محتواه الفكرى ومخترق والدول المنظوية فيه منحازة في حقيقة سياساتها الا قليل جدا من الحكومات المستقلة القرار والمستهدفة والتي افترسها الوحش الاستعماري عندما انفرد بالعالم.

 

4.  طرح بشكل شجاع في وقت غاب فيه الشجعان والابطال مواضيع جدية على الجمعية العامة وخصوصا قمتها الوقوف عندها وادانتها واتخاذ اجراءات قانونية بشأنها، طالت مسائل دولية قانونية ومعاهدات دولية وانسانية خطيرة يجب ان لا تمر دون حساب، والا ستظل المنظمة الدولية بل الشرعية الدولية مهانة ومسلوبة الارادة ولا تعكس الهدف الذي شكلت المنظمة ودوائرها من اجلها، كالعدوان الفردي من قبل الدول الكبرى على الدول الضعيفة، واستقلال الدول والاحتلال والعنف والارهاب الرسمي المتمثل بعدوان القوي على الضعيف، والكيل بكيالين، وانتهاك القانون الدولي ومعاهدات جنيف بشأن اسرى الحرب، واتخاذ قرارات جائرة بحق الانسان والاوطان بناءا على اوهام وتخيلات شخصية مبنية على اهداف معينة واغراض عدوانية لا شأن لها بمصلحة الامم والبشرية، بل وعلى قناعات مبنية على احقاد شخصية كما جرى في غزو واحتلال العراق وتدميره واعدام رئيسه الشرعي وقياداته وعلمائه.

 

5.  لم يكن الاخ الرئيس موقفا في طرح المسألة الفلسطينية طرحا دقيقا، بالرغم من انه كان رائعا في توضيح الرؤيا العربية الاسلامية للتعايش الانساني للبشر في الكون، وتسليط الضوء على ان العرب ليسوا اعداءا لليهود كبشر مختلفون معهم بالدين ولكنهم يرفضوا الاستعمار والامتهان ويعادوا العدوان والارهاب والعنصرية الصهيونية، وبين موقف العرب عبر التاريخ في حماية اليهود خصوصا ابان الحكم العربي لاسبانيا، وان الغرب والدول الغربية هي التي اضطهدت اليهود ثم رحلوهم الى بلادنا ليرتكبوا بحقهم جرمين في قرار واحد هما : اولا. كسبهم عداء معنا نتيجة لسلبهم ارضنا وانتهاكهم لاستقلالنا والعدوان علينا، وثانيا جعلهم مجندين عرضة للقتل كونهم معسكرا متقدما لتلك القوى لتحقيق اغراضها واطماعها العدوانية ضد العرب والمسلمين، فالاخ رئيس الجماهيرية الليبية طرح حلا بان تكون فلسطين دولة مشتركة للعرب واليهود واطلق عليها اسراطين وهو حل غير منصف بحق الشعب الفلسطيني، ولكن القائد الشهيد صدام حسين كان قد طرح حلا لذلك حين قال في احد خطاباته : انا كعرب لا نعادي اليهود ولكنا نرفض العدوان والعنصرية وسنظل ندافع ونجاهد من اجل تحرير فلسطين حتى يعود الغزاة الى بلدانهم التي جاءوا منها او يطلبوا التجنس كمواطنين او الاقامة كمهاجرين في دولة فلسطين الحرة المستقلة من البحر الى النهر.

 

6.  كان حري بالاخ الرئيس ان يطلب من قمة الجمعية العمومية للامم المتحدة وضع تعريف قانوني واضح ومحدد للارهاب، كي تكون الاحكام صائبة ودقيقة في مسألة التفريق بين المقاومة التي هي واجب وحق للشعوب وبين الارهاب المرفوض سواءا كان من دول او جماعات او افراد والذي يجب مقاومته والقضاء او الحد منه.

 

7.  كان على الاخ القائد معمر القذافي ان يطرح مسالة الحرية في الاعلام والعدوانية فيه، وضرورة تحديد الفرق بينهما، وعلى الجمعية العامة الدولية ادانة وتجريم الاعلام المسبب للارهاب والضغينة خصوصا التطاول على الاديان واعتبار ذلك عملا عدائيا ارهابيا يهدد السلام والامن العالمي وليس حرية تعبير، كما يجب على الجمعية العامة والمؤسسات الفكرية والثقافية والانسانية في العالم التصدي بكل الاشكال ومنها القوة وادانة وتجريم كل فعل يستغل او يوظف الدين لاعمال عدائية متطرفة عند كل الشعوب والاديان وليس فقط عند المسلمين، الذي تعمل منظمات واحزاب وحركات ودول على إظهار ان الاسلام دين ارهاب.

 

في كل الاحوال كان الزعيم العربي معمر القذافي واحدا من الاصوات الشجاعة والحرة والجهورية التي اطلقتها البشرية وخصوصا الفقراء والمضطهدون بوجه الارهاب والقوة الغاشمة الباغية السارقة لخيراتهم والمستهدفة عبر اسلحتها التدميرية واساطيلها واقتصادها الذي تكون عبر نهب خيرات الشعوب واستغلالها بشكل عنصري ولا انساني، فله كل تقدير باسم العراق والعراقيين ولا اريد ان اقول باسم البشرية، فقد تحدث في وقت صمت كل حكام العرب جبنا أوخوفا أوتواطئا، ولا اقول الحكام العرب لاني اعتبر كثيرا منهم ليسوا عربا بل اعداء للشعب العربي، وصدقت في عهد صار الكذب والخداع والتضليل سمته فلك سيادة الرئيس السلام واتمثل بقول سبدنا علي عليه السلام :

 

سلام على الدنيا اذا لم يكن بها              صديقا صدوقا موفي العهد منصفا

 

فنعم الاخ والصديق الصدوق انت، وانتخيت في الزمن الذي باع الكثير نخوتهم وشرفهم مقابل الكرسي، وصارت النخوة والرجولة مهلكة لاصحابها في نظر حكام الذل والخنوع والاستسلام، ونصرت في عهد التخاذل والخنوع والرقص للغزاة والقتلة، ولنا في قول العرب عبرة :

 

 لا خير في ود امرئ متلون             اذا الريح مالت حيث تميل

 

 لا فض فوك وسلمت يمينك وكفانا ان ما زال بحكام العرب من يرتجى منه خير، بعد ان برز الذين خانوا الامة وباعوا القضية وتواطئوا مع المحتل في الواجهة العربية، فصاروا كما يقول المثل العربي (حاميها حراميها) او (يقتل القتيل ويمشي بجنازته) فلم يقف احد منهم بوجه الجريمة او يستنكرها ولو بكلمة مع كونهم كثر ولكن ينطبق عليهم القول

 

ما اكثر الاخوان حين تعدهم                لكنهم في النائبات قليل

كنت لسان الامة والناطق باسمها في المحفل الدولي الكبير، فتحدثت بشجاعة الابطال وجرأة المجاهدين ومنطق القادة العادلين المؤمنين بالله وحقوق البشرية فلك كل التقدير والعز.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٢ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠١ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور