الانتماء الى البعث شرف ... لا يدركة الا المؤمنون

 
 

شبكة المنصور

ابو عدي العربي

يرى الكثير بأن عنوان مقالي البسيط هو مغالاة  في الوصف ولكن لو وقفنا عليه وتاملناه جيدا لأدركنا ان العنوان وباقي الكلمات لا تستطيع وصف شرف الانتماء الى البعث العظيم , فشرف الانتماء لا يدركه الا المؤمن الصادق الذي ينتمي بكل صدق وايمان الى هذا الحزب العظيم وكم هي النشوة التي يشعر بها المناضل عندما يكتب عهدا جديد في حياتي ويدشنه بدخول هذا الحزب العظيم يا الله كم تعجز كلماتي عن وصف هذا الشعور الجميل !!

 

فالانتماء الى البعث ليس عمل قسري وانما مبادرة وعمل طوعي نتيجة كثير من الامور منها : الاطلاع الكلي او الجزئي على فكر الحزب, او التأثر بأحد مناضليه  في محيط الاسرة او المجتمع, او الاعجاب بقيادته ورموزه, أو التأثر بمواقف الحزب البطولية فمهما  كان السبب فبالنهاية يكون الانتماء طوعي , فالبعثي الصادق يعبر عن صدق الأنتماء الى الحزب  بالالتزامات الفكرية والتنظيمية والأخلاقية  والسلوكية داخل الحزب وخارجه :

 

الألتزامات الفكرية:

 

فالالتزامات الفكرية تعني ان  يؤمن البعثي بنظرية الحزب الثورية وبضرورة العمل الجاد و والايمان بأهداف  الحزب الثلاث ( الوحدة , الحرية , الاشتراكية ) التي بتحقيقها يكون الخلاص من واقع الامة الفاسد الذي زجها به قوى الشر الامبريالية وحليفها الاساسي الرجعية التي اتسمت بالتبعيه .

 

فالبعثي الصادق يحلل الظواهر الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية بناء على منهج الحزب الحضارية التقدمة الثورية الواعية.

 

والمنتمي الى البعث لا يكون بعثيا الا اذ حب امته وامن برسالتها وعمل على تحقيقها وامن ان هذه الامة  امة واحده صنعة حضارتها منذ بدء الخلق وهي اول من اشرقة على الامم والحضارات وانارة عليها بمنجزاتها الروحية والمادية .....

 

والمنتمي الى البعث يؤمن بانسانية الامة العربية ويحترم القوميات الاخرى وينبذ الشوفينية والعرقية والطائفيه ويحاربها بكل الطرق وفي كل الاماكن ونبذ القطرية التي صنعها المحتل وروج لها عبدته واستبدلها بالايمان بوحدة هذه الامة التي لا تتنازل عن حقها ودورها بين الامم .

 

والمنتمي الى البعث يؤمن بأن العروبة جسد روحها الاسلام , فالاسلام هو اتحاد منجزات الامة ورسالتها  بروح السماء وعبر عن ذلك الرسول الكريم بقوله " انما اتيت لاتمم مكارم الاخلاق " فالأخلاق التي حث عليها الاسلام هي اخلاق العروبة اخلاق هذه الامة الحية الخالدة  , والامة العربية موجودة منذ اقدم الازمان مرت بكثير من حالات الضعف والتمزق نتيجة لكثير من العوامل والظروف  ولكن جاء الاسلام وفجر طاقتها من جديد فعبر عن ذلك القائد المؤسس احمد مشيل عفلق بقوله ( العروبة جسد روحها الاسلام )

وقال عن الرسول الاكرم ( رجل جمع كل قواه فأنجبه امة , او امة جمعة كل قواها فأنجبت رجل )  

 

ان الايمان بكل ذلك يعني الايمان بأساسيات الفكر البعثي الذي يجعل البعثين في كل مكان وفي اي قطر يحللون الظواهر وفق منهج البعث الثوري الحضاري التقدمي الى درجه ان يصلوا الى حد  التطابق في تحليلها وبذلك يكون الفكر البعثي قوة حقيقية فعالة قادرة على التأثير والتغير , وبدونها يصبح الحزب جمعية ومؤسسه عاديه لكل من فيها اراءه المختلفه واجتهاداته الخاصه به.

 

الالتزامات التنظيمية :

 

فالاتزامات التنظيمية هي القوانين والوائح والاسس التي تحكم سير العملية التنظيمية بتكتيل جهود الافراد من اجل تغير الواقع الفاسد ورسم صورة المستقبل والعمل على تحقيقها وهذي القوانين يلتزم بها كل البعثين مهما كانت مستواياتهم الحزبية ومهما كان تاريخهم الحزبي او النضالي  .

 

واول هذه الالتزامات هو ان يلتزم المناضل البعثي بحضور الاجتماعات والندوات الحزبية حضورا منتظما اساسه الرغبة والشوق وليس التكاسل والخمول فهذه ليست من طباع البعثي الذي انتفض ليعبر عن امال وطموحات الامة المجيدة  وشعبها الابي , ويكون عائقه الوحيد عن الحضور هو الحالة الطارئة جدا تكاد تكون المرض المقعد او الوفاة والطوارء الملزمة , أما تخلق الاعذار الواهية والكاذبه فهذه كما اسلفنا سابقا ليست من اخلاق المناضل البعثي.

 

الالتزام باوامر الحزب وتوجيهاته  وتكليفه والعمل الجماعي المنظم والفعال والمؤثر الذي يتسم بلهيب الايمان يفرض على البعثين بجميع مستوياتهم ان يطبقوه ويمارسوه بنضالهم اليومي ليحققوا عمل ناجح ليستطيع ا الحزب مواصلة مسيرته والنضال من اجل تخليص الامة من واقعها الفاسد الذي تعيشه  في ظل وجود انظمة رجعية ومستبدة وطاغية او في ظل وجود قوى خارجية تستبد بالامة وتنهب ثرواتها.

 

الحفاظ على اسرار الحزب واوامره وتكليفاته وتوجياهاته وعدم الافشاء بها  لاي شخص مهما كانت الدرجه التي تصلنا بهم وعدم مناقشتها في الاماكن العامة والمقاهي والجلسات الخاصه وغيرها  او التحدث بها وكتمان اسماء واعضاء مناضلين الحزب ودرجاتهم الحزبية ومواقعهم في ظل الانظمة المستبدة .

 

احترام المواقع الحزبية وتقديرها وعدم الاستهزاء بها او المحاولة من الانتقاص بهم والالتزام بروح الرفيق الصادقة وتقبل نقدهم وتوجيهاتهم وتوقيرهم وتوجيه النقد والنصيحة لهم في حالة وقوعهم في خطاء بعيدا عن التجريح والانتقاص والمساس بكرامتهم او التشكيك فيهم.

 

بناء صلة يومية حية وفعاله مع جماهير امتنا والدفاع عن الحزب وسياساته وتوضيها للجماهير والابقاء على استمرار العلاقة معهم  وحبهم في كل حالة الامة في ضعفها وقوتها والاستماع الى ارائهم ومطالبهم ونقلها الى الحزب ونقل فكر الحزب وارائه لهم والابقاء على هذه العلاقة الحية يجعل جماهير  الامة معينا لا ينضب برفد الحزب بالمناضلين الذين يضيفون للحزب دما جديدا وحيوية.

 

هذه الالتزامات التي يلتزم بها كل البعثين اينما كانوا وفي اي قطر لان هذه الالتزامات تجعل الحزب كتلة واحدة متراصه وقوة فعلية وحقيقة قادرة على الفعل والعطاء المستمر ولا يقبل الحزب الاخلال بهذه الالتزامات لانها تشكل عثرة في طريقة نحو تحقيق اهدافه السامية التي انطلق من رحم العروبة معبرا عنها ( وحدة , حرية , اشتراكية ).

 

الالتزامات الاخلاقية والسلوكية:

 

و تعني  الانسلاخ عن واقع الامة الفاسد والانتماء الى مجتمع الحزب ...

 

ومع ان مجتمع الحزب لا ينفصل عن مجتمع الامة وهو جزء لا يتجزء منها  ويعايشها في كل لحظه تمر عليها الا انه يختلف عنها من حيث افكارة وقيمه  الأخلاقية  والسلوكية.

 

في مجتمع الامة الفاسد يسود الغش والخداع والتعصب والانغلاق والعرقية والطائفية وغيرها من التصرفات والقيم التي نتجت وتفشة نتيجه لقرون من القهر والاستبداد.

 

فمجتمع الحزب ثورة على هذا الواقع الفاسد فالفضيلة والانسانية والاخلاق التي تسموا وترفع من الانسان هي اخلاق الحزب.

 

الامانه والصدق ونبذ التفرقة والعرقية والطائفية هي من اخلاق الحزب فالبعثي الحقيقي لا يكذب ولا يخون ولا يغدر ولا يبجن ولا ييأس ولا يتخاذل ولا يتعصب الا للحق وبالدفاع عن الامة المجيدة ضد كل انواع الفساد .

 

فالحزب لا يكون قائد طليعي لهذه الامة الا اذا اتسم والتزم بهذه الالتزامات ولا يقبل الحزب لاي من مناضليه ان يخل بها وان يربي مناضليه على الثورة على الواقع الفاسد  والانتماء الى ثورته الاخلاقية والسلوكية.

 

الخلاصة:

 

حاولنا جاهدين بان نعرض اهم الالتزامات الحزبية التي يلتزم بها كل بعثي مؤمن ولا يخل بها وان يقومها عند رفاقه اذا اخل احدهم بهذه الالتزامات بروح التسامح والرفقة والتعاون ومراعات ان المناضلين وخصوصا الجدد منهم عندما ينتمون الى مجتمع الحزب لا ينسلخون عن الواقع الفاسد بين عشية وضحاها وان نأخذ بيدهم حتى نخلصهم من افكار وسلوك الواقع الفاسد التي بقية مترسبه عندهم واستبدالها باخلاق وافكار الحزب.

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٦ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / أب / ٢٠٠٩ م