( حتى أنت يا بروتس ) محاورة على ضوء افتراءات أيمن  الظواهري بحق التيار القومي

 
 

شبكة المنصور

أبو محمد العبيدي
بالرغم من إنني أحاول أن ابتعد عن مناقشة الكثير من التصريحات والخطابات التي يدلي بها البعض لسبب أو لآخر ,إلا إن خطاب الدكتور الظواهري الشخص الثاني في تنظيم القاعدة ,والذي تناقلته وسائل الإعلام بتاريخ 23/9 /2009 قد أثارني لما يحمله من تجني مكشوف لا داعي ولا مبرر له وينم عن غباء سياسي ,حيث انه قد حمل التيار القومي مسئولية ضياع فلسطين من خلال اتفاقيات السلام ابتداء من أوسلو ,واتهم التيار القومي بالتواطؤ مع الكيان الصهيوني وأمريكا للقضاء على القضية الفلسطينية ,وقد استشهد على ذلك بتصرفات محمود عباس الرئيس الفلسطيني ومنظمة فتح الفلسطينية باعتبارهما ممثلان  للتيار القومي .


وقد فوجئت بهذا الربط الغريب ما بين التيار القومي وبين محمود عباس وفتح والذي يوضح واحد من اثنين ,أما إن الرجل غبي وجاهل ولا يفقه بتاريخ القوى والتيارات القومية ولا بالمفاهيم القومية أو انه قاصد الإساءة إلى التيار والقوى القومي  لغاية في نفس يعقوب ,ومع ذلك ومهما كانت مبرراته أو دوافعه أو غاياته ,فأنني سأوضح بعض الحقائق التي قد تساعده وغيره على معرفة الحقيقة .


قبل كل شيء فان حركة فتح ومنذ تأسيسها لم تمثل تيار قوميا ولم يكن مؤسسيها من الملتزمين بالفكر القومي ولم تغير هذا النهج بل العكس حيث إنها قد دخلت بصراع وصل إلى حد التصادم مع القوى والأحزاب الذي تنهج وتؤمن بالقومية العربية وكانت على الأغلب اقرب إلى التيار الإسلامي والحركات الإسلامية والكثير من مؤسسيها وقادتها هم من جماعة الإخوان المسلمين أو من المحسوبين على هذا التيار ,إضافة إلى إنها لم تطرح في أدبياتها يوما ما على أي ما يدل على توجهاتها القومية.


وقد حاولت القوى القومية في نهاية الستينات وبداية السبعينيات وكرد على منظمة فتح وعلى توجهاتها الإسلامية(الاخوانية) هذه ,أن تؤسس منظمات تلتزم الفكر القومي مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ( قبل انقسامها إلى ثلاثة هي القيادة العامة جماعة احمد جبريل والديمقراطية جماعة نايف حواتمة) والتي أسستها حركة القوميين العرب والصاعقة السورية ,وجبهة التحرير العربية والتي أسسها حزب البعث في العراق,علما بان جميع هذه المنظمات ذات الخلفية القومية لم تؤيد السلام مع الكيان الصهيوني ولم تشارك بأي مباحثات مع العدو الصهيوني,فلماذا هذا التجني وأنت المسلم الملتزم بدين الله عز وجل,فهل هو الجهل أم هنالك غايات أخرى .


والنقطة الثانية التي أود طرحها عليك هي ,ما هو مصلحة التيار الإسلامي الذي تمثله من مهاجمة التيار القومي الذي يشهد الجميع على دوره في التحرر من الاستعمار وبناء الدولة الوطنية في اغلب الدول العربية ومحاربة كل أنواع الهيمنة والتدخل الأجنبي والذي ما زال يقوم بدوره,إضافة إلى إن فكر حزب البعث ما هو إلا فهم عصري للإسلام وأفضل ممثل لمبادئ الدين الحنيف وقيمه وأخلاقياته والفرق الوحيد بيننا وبينكم في نظرتنا إلى الإسلام هو التسميات والمصطلحات والشكليات والتزمت الذي تمارسونه في غير موضعه إضافة إلى رفضنا للمنهج التكفيري الذي تمارسوه وغيرها من الأمور التي تفرق الأمة ولا توحدها.  رغم إننا نعترف بوجود أخطاء كثيرة للتيار القومي ولكنها لم تصل  في أي واحد منها إلى مرحلة التي تبرر مهاجمتكم له وبهذه الطريقة غير المبررة أخلاقيا ودينيا,وليس أنت الوحيد الذي مارس هذا التضليل فقد سبقكم ما يسمى ابوعمر البغدادي وقبل بضعة أشهر عندما هاجم حزب البعث العربي الاشتراكي وفصائله المسلحة وكان أيضا يتحدث مثلكم وبأسلوب لا ينم عن انه قد قرأ القران الكريم يوما ,والذي علمنا قول الحق وعدم التجني على الآخرين,ولا نريد أن ندخل في مزايدات واتهامات معكم أو مع غيركم ,فلا تشقوا صف المسلمين بافتعال معارك جانبية مع القوى الشريفة المؤمنة التي أسست للجهاد ضد الامبريالية الأمريكية قبل ولادتكم.


وأخيرا فاني أقول لك بان محمود عباس لا ولم يمثل التيار القومي يوما لا هو ولا فتح ولم يدعوا يوما بذلك,وبالتالي فان اتهامكم للتيار القومي من خلال ممارسات محمود عباس فهو ظلم كبير وهو اتهام باطل,أرجو أن تستغفر الله وتتوب إليه من هذا الذنب الكبير.


فلم نسمع منكم يوما ولا من أمراءكم هذا الهجوم على إيران الصفوية ,الم تسمع بالجرائم التي مارسها وتمارسها في العراق وفي الوطن العربي ؟!!  اتقوا الله .   

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠٤ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٣ / أيلول / ٢٠٠٩ م