تفجيرات العراق من المسئول عنها ؟

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 
 

شبكة المنصور

ابو علي الياسري / العراق المحتل - النجف الاشرف

الغباء نوع من الموهبة 

يوما بعد يوم تظهر حقيقة ما قاله المثل عندما وصف  ( الغباء نوع من  الموهبة ) .. وعبرت عن تلك الحكمة   في عدة مقالات نشرت عبر المواقع والشبكات الإخبارية وصفا تلك المواهب بالصفات  التي تتمتع بها  الإدارات الأميركية السابقة نتيجة غباء قادتها السياسيين .. معزيا  السبب في  ذلك ,  إما لعدم قراءتهم  تاريخ وحضارة الشعوب , أو  لأنهم يمتهنون  هواية أسلافهم من  الطغاة والبغاة لطمس حقيقة تاريخ وعادات وحضارات الشعوب , أو أن تركيبتهم السيكولوجية إنما  هي وليدة لتركيبة خاصة هجينة تحمل صفات الكذب والخداع والتضليل وقتل الشعوب الآمنة , أو  أنهم فعلا أغبياء لحظ  ديمقراطيتهم الكاذبة التي أوصلتهم  إلى إدارات دولة عظمى لها وزنها بين النظام الرسمي الدولي .

 

وجهة نظر موضوعنا هذا , حقيقي ونابع من صميم تجربة الشعب العراقي

من هنا جئت في هذا المقال السياسي  بوجهة نظر لموضوع حقيقي ونابع من صميم تجربة الشعب العراقي الذي عانى ما عانى من ويل وظلم أولئك الأغبياء الذين قادوا تلك الإدارات  لأقدمه إلى  النظامين الرسميين الدولي والعربي ولهيئاتهما الدولية ( الأمم المتحدة ) ومن خلالهما إلى رئيس الإدارة الأميركية الجديدة عسى أن يضعوا النقاط على الأحرف وياخذو من الملاحظات  التي سأذكرها مأخذ الجد  الذي ابتغيه في الغاية  والهدف ألا هو إعادة وجه أميركا إلى ما كان يحلم به أي إنسان يحب الإنسانية ويحترم الحضارات الأخرى  لأجل أن تأخذ  دورها الدولي العادل سواء  بتغيير سياستها الإرهابية ضد الشعوب الآمنة  والعودة إلى المكانة  التي تبتغيها الإنسانية جمعاء , ويكون هذا  بالعودة إلى  ما بعد الحرب وغزو واحتلال العراق ,  وما مطلوب من  أنظمة العناوين الرسمية السياسية أعلاه جراء ذلك  لان  تسال  الإدارة الأميركية الجديدة ومن خلالها الشعب الأميركي  هذه الأسئلة :-

 

هل تتذكر الإدارة الأميركية الجديدة  الأسباب التي اعتمدت عليها إدارة ( بوش ) الأرعن والتي هي السبب في شن  الحرب وغزو واحتلال العراق ؟ وهل أيقنت  الإدارة الأميركية الجديدة والشعب الأميركي لتلك الأسباب بالبرهان الملموس الذي اعتمدت عليها  إدارة بوش الإرهابية  وأقرت بموجبها حربها على العراق واحتلاله سواء كان في امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل أو علاقة نظامه بالقاعدة ؟ وما هي  الدروس والعبر التي استفادت منها إدارة اوباما  جراء ما جنته الإدارة السابقة من الأخطاء التي ارتكبتها في حربها  واحتلالها  العراق ؟ وما هي الدروس والعبر التي استفادت منها  إدارة اوباما جراء ما أعلنه  رئيس الإدارة الأميركية السابقة ( بوش ) الأرعن بخطأ الحرب واحتلال العراق نتيجة لمعلومات كاذبة اعتمدت عليها دوائر الاستخبارات الأميركية ؟ وما هي الدروس والعبر التي استفادت منها إدارة  اوباما من التجارب الديمقراطية الأميركية في العراق  وتبنيها ودعمها لمنهج الحاكم المدني السابق  المجرم ( بول بريمر ) جراء ما  صنعه بعد الاحتلال من  حكومات احتلال صفوية عن طريق مهازل  الانتخابات المزورة الطائفية الصفوية ؟ .

 

ترقب أحرار العالم لفوز اوباما :

من هنا وبموجب الأسئلة هذه  , أود أن أوضح للعناوين السياسية الرسمية أعلاه ما يلي :-

 لقد كان  أحرار العالم  يترقبون فوز السيد اوباما في الانتخابات الأميركية  الأخيرة بالرغم من معرفتهم الدقيقة بان السياسة الخارجية لأية إدارة جديدة إنما هي سياسة  لناتج استراتيجيات أصحاب  القرار السياسي المتمثل ( الخارجية والدفاع وCIA) .. أي سياسة  لإستراتيجية تكفل وجود ومصالح الامبريالية والصهيونية العالمية في الكرة الأرضية وخاصة منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية  .. ومع هذا فأنهم استبشروا القليل مع مراعاة  الحيطة والحذر في انتخاب  ( اوباما ) وللأسباب التالية :-

 

1. تصريحاته السياسية التي كان يريد منها ( إعادة ) وجه أميركا كدولة إنسانية  مبتعدة  عن الحروب الغير شرعية دوليا .

 

2. تصريحاته واعترافاته في الكثير من المشاكل الدولية التي سوغتها وصنعتها لأميركا  الإدارة السابقة إدارة (بوش ) الأرعن , أخطاء سياسية وعسكرية  فادحة  جراء حربها وغزوها  واحتلال العراق .

 

3. اعترافه المتكرر  ولعدة مرات  بخطأ الحرب على العراق واحتلاله احتلالا عسكريا والمعتمد  من موقفه السابق والايجابي في نظر أبناء  العراق الغيارى عام 2003 عندما عارض إستراتيجية  الحرب واحتلال العراق ..

 

4.  وعده  للشعبين العراقي والأميركي بسحب القوات الأميركية المحتلة وإعادة العراق إلى أهله الشرعيين .

 

سياسة أية إدارة أميركية إنما هي أداة تنفيذية  لسياسة أصحاب القرار السياسي الأميركي :

هذه الأسباب وغيرها من الأسباب الدولية جعلت الأحرار في كل مكان وخاصة أبناء العراق الغيارى يفكرون  على محمل الجد بالسياسة الجديدة التي ستنفذ من قبل السيد ( اوباما ) بعد انتخابه  كرئيس إدارة جديدة  .. ولكن ومن بعد انتخابه ثبت العكس عما قاله في مراحل الانتخابات الرئاسية مما جعل أحرار  العراق الغيارى يتأكدون وبالقاطع الملموس أن سياسة أي إدارة  مهما تغير لون وجنس رئيسها المنتخب , إنما هي بمثابة  أداة تنفيذية  لسياسة أصحاب القرار السياسي الأميركي وكما ذكرناه آنفا , وإلا ما الذي حققه السيد اوباما  من التزام ووفاء للشعب الأميركي الذي عاني من ويلات وأخطاء وكوارث الإدارة الأميركية السابقة التي سببت للشعب الأميركي  قتل عشرات الآلاف من أبنائه وجرح مئات الآلاف منهم جراء تعرضهم لنيران وهجمات المقاومة العراقية الباسلة ؟ وهل  أوفى للشعب الأميركي والشعب العراقي والإنسانية جمعاء بإظهار  حقيقة كذب وتضليل وإرهابية الإدارة السابقة والتي أوصلت الدولة العظمى وشعبها إلى الهاوية الاقتصادية والمالية والصناعية والحضارية والمعنوية ؟ وما الذي فعله السيد اوباما  سواء كان في محاسبة ومقاضاة أصحاب القرار السياسي في الإدارة السابقة والذين اعتمدوا على  عملاء  أساءوا لهم ولأميركا وشعبها   وأنهم السبب الأول والأخير فيما ألت إليه الولايات المتحدة الأميركية من سمعة وانهيار اقتصادي وعجز مالي من خلال استفزاز إدارة بوش الأرعن بالكذب عليها بالمعلومات التي تم تزويدهم لها عن طريق دوائرها الاستخبارية  وتلويثهم الديمقراطية بالسرقة والنهب بخيرات العراق والقتل على الهوية والطائفية  جراء انتخابات مزورة طائفية محاصصاتية  بعيدة كل البعد عن جميع الأسس والقواعد الخاصة  بالديمقراطية الحقيقية  ؟ والاهم من ذلك , هل استطاعت  إدارة ( اوباما ) أعادة النظر بالعملية السياسية المخابراتية في العراق واعترفت بأنها عملية سياسية فاشلة لما  تحتوي على حفنة من الدجالين المظللين الكذابين السراق ؟ وهل شخصت إدارة اوباما سواء كان ذلك عن طريق دوائر مصادر  استخباراتها أو عن طريق سفراءها الموجودين  في المنطقة الغبراء أولئك العملاء الذين يعتبرون  الأدوات  المهمة لمشروعها السياسي المصطنع في العراق وما سببوا  للشعب والوطن سواء كان  في  تردي الأوضاع الأمنية والاجتماعية والتي أدت إلى قتل أكثر من ( 2) مليون عراقي  قبل وبعد الحرب والاحتلال من خلال ما قامت به أحزابها وكتلها وائتلافاتها الصفوية في  تنفيذها لتكتيكات سياسية  وبعدة محاور لإغراض طائفية , ومن  هذه التكتيكات التفجيرات المستمرة طيلة عملياتها  السياسية الغوغائية ؟ وهل شخصت إدارة ( اوباما ) بالرغم من تشكيل إدارة ( بوش ) الأرعن لجهاز امني في العراق مسؤولية ومنفذوا  التفجيرات اليومية في جميع أنحاء العراق منذ تشكيل أول حكومة احتلال ولغاية التفجيرات التي حدثت في محافظة نينوى ( قرية الشبك )  وتفجيرات  الشرطة الرابعة والسيدية والشعلة والاعظمية والشعب وغيرها من المناطق ؟ وهل شخصت  (إدارة اوباما) الأسباب المهمة  والرئيسية في تنفيذ  التفجيرات التي حدثت  او التي ربما ستحدث في بغداد ومدن العراق ؟ .

 

العملية السياسية في العراق عملية ولدت من رحم مشروع الاحتلال الأميركي :

من هنا نقول لعناوين الأنظمة السياسية وهيئاتها الدولية المتمثلة  ب(الأمم المتحدة ) ومن خلالهم للسيد ( اوباما ) وسياسيو إدارته .. أن العملية السياسية المخابراتية هي عملية  ولدت  من رحم مشروع الاحتلال الأميركي , عملية تذرعت  بشماعة الديمقراطية وبيافطة الانتخابات الهزيلة المزورة الغير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي والشرائع السماوية  والتي تمخض عنها أزلام معروف تاريخهم الاجتماعي والسياسي  الأسود والمعروف لدى دوائر الاستخبارات والمخابرات الأميركية وجميع مخابرات النظامين الرسميين الدولي والعربي بالرغم من عمالة كل واحد منهم  المزدوجة والثلاثية والرباعية  في إنهم أدوات مهمة ورئيسية لإستراتيجية الخمينية التي تهدف إلى تصدير ثورتها إلى خارج إيران ,  أدوات مهمة  تحمل من  الولاء  المطلق لإيران بسبب ما يحمله أزلامها من جنسية وطائفية بالانتماء الطائفي الحقيقي والولاء المطلق لولاية الفقيه الطائفية  ناهيكم عن ما مؤشر في كل واحد منهم من ملفات لا أخلاقية .

 

جميع العمليات السياسية لحكومات الاحتلال الصفوية هي المسئولة عن جميع التفجيرات التي حدثت سابقا وتحدث مستقبلا  في جميع أنحاء العراق:

 

وبموجب هذه العملية السياسية الطائفية , اكتشف الشعب العراقي زيف ديمقراطيتها التي جاء بها بوش الأرعن من خلال ما يلي  :-

 

1. أن الديمقراطية التي جربها الشعب العراقي هي ديمقراطية كاذبة ومزورة للحقائق وغير حقيقية ولا تنسجم مع عادات  وتقاليد وثقافة الشعب العراقي وبجميع مكوناتهم الاجتماعية . 

 

2. إن هذه الديمقراطية جربت من قبل  الشعب واقر بها أنها ديمقراطية المحاصصات الطائفية والقتل العشوائي وعلى الهوية .. ديمقراطية التهجير والتقسيم والفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد بأرضه ومياهه وسمائه .. ديمقراطية المحاصصات لأجل سرقة ثروات الوطن وفق مبدأ ( اسرق وحول المليارات  إلى المصارف والبنوك الإيرانية ).

 

3. إن هذه الديمقراطية صنعت عملية سياسية  طائفية  إرهابية , والدليل على ذلك  اعتمادها  على كتل   وأحزاب صفوية لها من الميليشيات وفرق الموت الإجرامية  ..عملية سياسية طائفية صفوية  لها الدور الكبير في تهميش الشعب باعتمادها على مبدأ الثارات التاريخية لمرجعية وولاء قادتها الطائفيين المتمثلة بدولة  ( إيران ) باعتبارها  صاحبة القرار السياسي في جميع  العمليات السياسية الطائفية , والدليل   على ذلك  دورها  الرئيسي المعروف دوليا في انتخابات  حكومات الاحتلال الصفوية,وان دورها هذا جاء من خلال قواتها المعروفة على مستوى الشارع العراقي ب ( قوات فيلق القدس , الاطلاعات , والبسيج , والعناصر الإرهابية الإجرامية  التي تتخذ من الزيارات الدينية , وقوات فيلق 9بدر والميليشيات  الشعبانية السرية التي اتخذت عنوانا لها وباسم منظمة أحرار العراق , إضافة لما يعرفه الشارع العراقي عن ما يسمى ب(جيش المهدي) . قوات  لها الدور الكبير في  عمليات الغدر والخطف والقتل والفتنة الطائفية من خلال تنفيذها لتكتيكات عرفها الشعب العراقي بتنفيذها  التفجيرات الدامية  والمستمرة وعن طريق آلياتها من الأحزاب والميليشيات وفرق الموت .

 

4. إن الذي اثبت للشعب العراقي حقيقية  تلك التفجيرات ومسؤولية تفجيراتها  التي تقع على عاتق  أدوات العملية السياسية الطائفية من خلال اعتماده على الكثير من  التأكيدات والوثائق والكتب الرسمية التي تصدر من مكتب رئيس ما يسمى بحكومة الاحتلال وبين السفير الإيراني , وما تم نشره من وثائق رسمية  عن طريق منظمة عيون الشعب العراقي وبجميع فروعها في العراق , تؤكد  أن جميع العمليات السياسية لحكومات الاحتلال الصفوية هي المسئولة عن جميع التفجيرات التي حدثت سابقا وتحدث مستقبلا  في جميع أنحاء العراق لغرض تحقيق الأهداف التالية :-

 

أ‌. أهداف  إستراتيجية :- لقد شخص كبار السادة من  محللي السياسة والكتاب تحليلاتهم وكتاباتهم والتي نشرت عبر جميع الشبكات والمواقع والصحف المحلية والعربية وعبر الفضائيات الوطنية والقومية والإسلامية بان الإستراتيجية الأميركية للإدارة السابقة  هي إستراتيجية ذات عدة  صفحات ومترابطة وعلى التوالي .. ومن هنا  فقد أكدوا أن لكل صفحة من صفحات الإستراتيجية الأميركية أدوات خاصة بها ومهمة لتهيئة وإكمال وتنفيذ ما تتطلبه الصفحة الخاصة بهم  , وان لهذه  الأدوات وسائل  تعتمد عليها من اجل إنجاح صفحتها التي يعملون تحت مظلتها  ومن هذه الوسائل ( الإعلامية والمادية  والدعائية ) 

 

وسنكمل المقال في الحلقة القادمة إن شاء الله .

 

أبو علي الياســـــري
العراق المحتل / النجف الاشرف
٢٤ / أب / ٢٠٠٩ م

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٤ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أب / ٢٠٠٩ م